أكبر أحياء البلدة القديمة بمدينة غزة، والثاني من حيث عدد السكان، سمي بهذا الاسم لكثرة أشجار الزيتون التي تغطي مساحات واسعة منه. أفشل عدة محاولات من القوات الإسرائيلية لاقتحام جنوب غزة، ويضم العديد من الأماكن الأثرية التاريخية.

الموقع والسكان

يقع حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وهو أحد أشهر أحياء البلدة القديمة، وأكبر أحيائها من حيث المساحة التي بلغت حوالي 9 آلاف و156 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع).

يحده من الشمال حي الدرج، وسوق القيسارية، ومن الجنوب حمام السمرة، ومن الشرق قصر الباشا.

كما يحتل هذا الحي المرتبة الثانية بين أحياء البلدة القديمة من حيث عدد السكان البالغ حوالي 78 ألف نسمة، حسب إحصاءات عام 2015.

التسمية

سمي بهذا الاسم لكثرة أشجار الزيتون التي تغطي مساحات واسعة منه، وتعد هذه السمة ميزة عسكرية له، نظرا لاعتباره المدخل الجنوبي لمدينة غزة، فقد وقف أمام اقتحامات عديدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مما جعله أحد أكثر الأحياء التي أفشلت الاقتحامات الإسرائيلية لجنوب قطاع غزة.

وعلى الرغم من تدمير الاحتلال الإسرائيلي العديد من أشجار الزيتون عند كل محاولة اقتحام، فإن أهالي الحي يعيدون زراعة الزيتون عقب كل اقتحام.

التاريخ

كان حي الزيتون جزءا من حي الدرج، ولكنه انفصل عنه إبان الحرب العالمية الأولى بشق شارع أطلق عليه لاحقا اسم "شارع عمر المختار"، والذي ضم أسواقا تجارية أشهرها "سوق السروجية" الذي أسسه الأيوبيون عام 1187، بالتزامن مع سوق آخر في دمشق يحمل الاسم نفسه.

استقطب الحي بداية النكبة الفلسطينية عام 1948 العديد من العائلات التي هجرت من الأراضي والقرى الفلسطينية، وتعد عائلة الشيخ أحمد ياسين -أحد أبرز مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية حماس– إحدى العائلات التي لجأت لحي الزيتون آنذاك.

معالم في حي الزيتون مستشفى المعمداني

أحد أقدم مستشفيات مدينة غزة، أسسته البعثة التبشيرية التابعة لإنجلترا، نهاية القرن الـ19 الميلادي، كان المستشفى الوحيد بالمنطقة ما بين يافا وبورسعيد. يبعد حوالي 230 مترا عن كنيسة بريفيريوس الأرثوذوكسية.

تعرض للتدمير إبان الحرب العالمية الأولى، ثم أعيد بناؤه عام 1919، وأطلق عليه "المستشفى الأهلي العربي".

استهدفت الطائرات الإسرائيلية المستشفى في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى لاستشهاد أكثر من 500 فلسطيني كانوا يلجؤون إليه هربا من الغارات الإسرائيلية. وقد صنفت مجزرة المستشفى المعمداني بأنها إحدى أبشع المجازر التي ارتكبت في قطاع غزة.

مسجد كاتب ولاية

يعتبر أحد أبرز المعالم التاريخية المهمة في مدينة غزة، يعود بناؤه إلى القرن السابع الميلادي، فترة حكم الناصر محمد بن قلاوون، تقدر مساحته بحوالي 177 مترا مربعا. تعرض للتدمير وإعادة البناء لعدة فترات على مر التاريخ.

المسجد عبارة عن مبنى كبير يتوسطه عمودان، وإيوان وساحة أمامية، تلاصق مئذنته كنيسة القديس بريفيريوس.

حمام السمرة 

ثاني أقدم المعالم التاريخية في قطاع غزة، وهو الوحيد المتبقي من الحمامات التاريخية في القطاع. أنشئ في العهد العثماني على مساحة 500 متر مربع، ثم أعيد ترميمه وتجديده في العصر المملوكي.

سمي بهذا الاسم نسبة للسامريين الذين عملوا فيه لفترة من الزمن.

كنيسة القديس بريفيريوس

تعتبر ثالث أقدم كنائس العالم، بنيت بداية القرن الخامس الميلادي على الطراز البيزنطي، سميت نسبة إلى القديس بريفيريوس ناشر الديانة المسيحية في قطاع غزة.

تبلغ مساحتها حوالي 216 مترا مربعا، تتكون من جزأين رئيسيين، الأول هو رواق المصلين الذي يتسع لـ500 مصل تقريبا، والثاني هو الهيكل المخصص لأداء الطقوس الدينية.

دار الإمام الشافعي

تعد مسقط رأس الإمام الشافعي عام 150 هجريا، وهو أحد أئمة المسلمين الأربعة، تقع الدار على مساحة 300 متر مربع تقريبا، ويضم ضريح السيدة آسيا ابنة الإمام.

استطاع الشيخ محمد عواد مؤسس المعاهد الأزهرية في فلسطين الحصول على موافقة من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لتحويل الدار لخدمة العلوم الشرعية، فأصبحت عام 1964م أول جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في قطاع غزة.

وفي عام 2017 أعيد ترميم المكان وافتتاحه من جديد وأطلق العديد من الدورات الشرعية، وسمي بـ"دار الإمام الشافعي الأزهرية للعلوم الشرعية". وأصبحت تدرّس فيها العلوم الشرعية بكل أنواعها على أيدي عدد من الأساتذة الأزهريين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی قطاع غزة حی الزیتون العدید من

إقرأ أيضاً:

حماس: مجزرة مدرسة "الزيتون" جريمة حرب بغطاء أمريكي

غزة - صفا قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة وغير المسبوقة في التاريخ الحديث تشكل انتهاكًا فاضحًا لكل القيم الإنسانية والقوانين الدولية. وأشارت الحركة في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم السبت، إلى تواصل الغارات الوحشية الإسرائيلية على المدنيين العزّل في قطاع غزة. وأوضحت أن جيش الاحتلال المجرم ارتكب خلال الساعات الماضية عددًا من المجازر، بينها القصف الإجرامي على مدرسة الزيتون الابتدائية في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة بعدد من الصواريخ، أدّت لارتقاء 22 شهيدًا، بينهم 13 طفلًا و6 نساء، وكذلك تكثيف استهداف الأحياء السكنية وخيام النازحين، والقصف على مخازن لوزارة الصحة جنوبي القطاع، وخلّف 5 شهداء من العاملين بالوزارة. وأضافت أن هذه الجرائم تشكل إصرارًا على استمرار الإبادة الجماعية الوحشية في قطاع غزة، وذلك بغطاء عسكري وسياسي تقدّمه الإدارة الأمريكية، ما يضع الضمير الإنساني والمنظومة الدولية بكافة مؤسساتها، أمام اختبار أخلاقي وإنساني وقانوني، لمواجهة تغوُّل الاحتلال، ووقف جرائمه، ومحاسبة قادته الإرهابيين. ودعت الحركة الشعوب العربية والإسلامية، وكافة القوى الحرّة والحية في الأمة، وكل أحرار العالم، إلى الوحدة، وتصعيد المواجهة مع هذا العدو المجرم على كافة الصُّعُد وبشتّى الوسائل، والعمل لكسر العدوان وإنهاء هذا المشروع الاستيطاني.

مقالات مشابهة

  • 5 جرحى برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في البلدة القديمة بالضفة الغربية
  • إصابات بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس
  • إصابات خلال اقتحام الاحتلال للبلدة القديمة بنابلس
  • جيش الاحتلال ينفذ عملية عسكرية في البلدة القديمة بمدينة نابلس
  • "العالم الإسلامي" تُدين قصف الاحتلال مدرسة الزيتون جنوب غزة
  • مستوطنون يهاجمون فلسطينيين ويرشقونهم بالحجارة بالبلدة القديمة في الخليل
  • حماس: قصف مدرسة الزيتون جريمة حرب وانتهاك فاضح للقوانين الدولية
  • استشهاد 25 فلسطينيين في قصف للعدو على حي الزيتون ورفح
  • بينهم 13 طفلاً و6 نساء.. ارتفاع عدد شهداء مدرسة الزيتون جنوب قطاع غزة إلى 21 شهيدًا
  • حماس: مجزرة مدرسة "الزيتون" جريمة حرب بغطاء أمريكي