احتضن مقر عمالة إقليم قلعة السراغنة، أمس الأربعاء، لقاء بمناسبة الاحتفال بالذكرى 19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس عام 2005.

وتم خلال هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم قلعة السراغنة، هشام السماحي بحضور الكاتب العام للعمالة، وأعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، ورؤساء المصالح الخارجية ومنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، تسليط الضوء على مختلف الجهود المبذولة والمشاريع المنجزة في إطار مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المستوى الإقليمي ولاسيما البرنامج الرابع المتعلق ب”الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” في محوره المرتبط بالنهوض وتحسين صحة الأم والطفل.

وأبرز عامل الإقليم، في كلمة بالمناسبة، أن تخليد هذه الذكرى يشكل فرصة للوقوف عند إنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم والتي همت مجالات مختلفة؛ سواء في مجال الرعاية الاجتماعية، وفك العزلة عن الوسط القروي، وتحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، ودعم التمدرس بالوسط القروي، وتعميم التعليم الأولي بالوسط القروي.

وأضاف أن الشعار المختار هذه السنة يهدف إلى تعزيز وعي مختلف الأطراف المعنية بالأهمية الحيوية للألف يوم الأولى من حياة الطفل، وكذا التنفيذ الفعّال للتدخلات وضمان استدامتها، معتبرا أن هذه الفترة من حياة الطفل لها تأثير دائم على صحة الأم والأطفال وعلى مؤشرات التنمية البشرية، باعتبارها النافذة الأولى للنمو السريع والحاسم.

وذكر عامل الإقليم بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومن خلال مرحلتها الثالثة، التي تميزت بتوجه نحو الاستثمار في الرأسمال البشري، تسعى إلى تكريس جهودها، لتحسين مؤشرات تنمية الطفولة المبكرة، والعناية بصحة الأم والطفل، ودعم الولوج إلى برامج التعليم الأولي بالوسط القروي.

وأكد على أن المجهودات المبذولة في إطار المبادرة منذ انطلاق مرحلتها الثالثة على مستوى إقليم قلعة السراغنة، ساعدت في انجاز مشاريع مهمة لا سيما في تعزيز الولوج للخدمات الصحية لفائدة المرأة والطفل، مشيرا في هذا الصدد، إلى دعم المستشفيات والمراكز الصحية ودور الأمومة بالتجهيزات اللازمة، وتزويدها بسيارات الإسعاف، لضمان اجراء الولادات في وسط صحي مراقب، وتتبع الحالة الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة، فضلا عن تشييد مجموعة من المراكز المندمجة تعنى بصحة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مما أدى إلى تحسين مستوى الخدمات الصحية للقرب.

وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهد للحد من الفوارق في مجال صحة الأم والطفل، خاصة بالوسط القروي، داعيا في هذا الصدد، إلى اتخاذ كافة التدابير من اجل تحقيق الأهداف التي سطرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس المبنية على الرؤية الجديدة التي تقوم عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وأعلن  السماحي، عن إطلاق حملة تواصلية وطنية حول الـ 1000 يوم الأولى من حياة الطفل من 22 ماي إلى غاية 22 يونيو المقبل، بالتعاون مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عبر مقاربة تشاركية تروم تعزيز الوعي بالأهمية الحيوية للثلاثة سنوات الأولى من حياة الطفل.

كما دعا مختلف المتدخلين إلى مواصلة التعبئة الجماعية من أجل إنجاح برامج المبادرة، ولا سيما المتعلقة بالعناية بصحة الأم والطفل عبر برامج متنوعة وهادفة من أجل كسب رهان التنمية البشرية على المستوى المنظور.

ومن جهته، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة اقليم السراغنة، حاند السالك، أن هذا الاحتفال يشكل لحظة قوية لتقييم المنجزات في مجال تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي قطعت مراحل هامة في تنزيل مجموعة من المشاريع من أجل اقلاع تنموي ترابي مندمج.

كما قدم عرضا مفصلا حول حصيلة البرامج الأربعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة 2019-2023 على المستوى الإقليمي، إلى جانب برنامج عمل 2024.

وأوضح أنه خلال هذه الفترة تم انجاز 459 مشروعا بكلفة اجمالية تقدر ب336,314 مليون درهم ساهمت فيها المبادرة ب326,304 مليون درهم، ضمنها 146 مشروعا تم انجازها و37 في طور الانجاز ضمن برنامج “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة” بغلاف مالي ناهز 187,14 مليون درهم.

من جانبه، قدم المندوب الإقليمي للصحة والحماية الاجتماعية، كريك يونس، عرضا حول موضوع “الألف يوم الأولى من حياة الطفل : التواصل من أجل التغيير الاجتماعي والسلوكي” تطرق فيه لتأثير التغذية على المكونات الثلاثة لمؤشر الرأس المالي البشري، وتأخر النمو وزيادة الوزن في المغرب، مؤكدا على أن تحسين العادات الغذائية يمكن أن يساعد في مواجهة العبء المزدوج لتأخر النمو وزيادة الوزن.

وأشار إلى إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية سلسلة من الحملات التواصلية للتغيير الاجتماعي والسلوكي تهدف إلى تعزيز وترسيخ السلوكيات والممارسات التي تشجع على التغذية المثلى خلال الألف يوم الأولى من حياة الطفل منذ الحمل حتى عمر السنتين.

وتميز اللقاء بعرض شريط فيديو حول هذه الحملة التحسيسية، وتقديم تجارب بعض الجمعيات العاملة في مجال حماية صحة الأم والطفل.

إثر ذلك قام عامل الإقليم والوفد المرافق له بزيارة المركز المرجعي للصحة الانجابية بالمدينة حيث قدمت لهم شروحات حول سير العمل بهذه البنية الصحية والخدمات التي تقدمها، وكذا مركز الأشخاص المصابين بالتوحد والذي تم الانتهاء من انجازه، فضلا عن زيارة مركز الأطفال في وضعية صعبة بالعطاوية.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: المبادرة الوطنیة للتنمیة البشریة صحة الأم والطفل بالوسط القروی قلعة السراغنة فی مجال من أجل

إقرأ أيضاً:

"التنمية الاجتماعية" و"اليونيسف" تدشّنان دليل حماية الطفل لتعزيز آليات الاستجابة الوطنية الموحدة

مسقط- الرؤية

دشّنت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بسلطنة عُمان أمس، "دليل حماية الطفل"؛ لتعزيز آليات الاستجابة الوطنية الموحدة، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وحضور ممثلي الجهات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، والشركاء الدوليين.

ويُعد هذا الدليل مرجعًا عمليًا شاملًا صُمّم وفق أفضل الممارسات العالمية بهدف دعم العاملين في الخطوط الأمامية، بمن فيهم الأخصائيون الاجتماعيون، والمعلمون، ومقدمو الرعاية الصحية، من خلال توحيد المفاهيم، وتبسيط إجراءات الإحالة، وتعزيز التنسيق بين الجهات ذات العلاقة؛ بما يضمن سرعة وفعالية التدخل لحماية الأطفال، وبناء بيئة آمنة وداعمة للطفل في سلطنة عُمان.

وأكدت السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية، المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية- في كلمتها خلال الحفل- أن دليل حماية الطفل يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز تكامل كافة الجهود الوطنية لحماية الطفل، وتمكين الكوادر الوطنية من الاستجابة الفاعلة والمهنية لكافة حالات الإساءة والإهمال والاستغلال، وذلك في إطار الجهود الوطنية المتواصلة لحماية الأطفال، وتعزيز أنظمة الإحالة وإدارة الحالات. وقالت إن هذا الدليل يُشكِّل ركيزة مهمة في دعم تنفيذ الأطر الوطنية لحماية الطفل، ويتماشى مع تطلعات رؤية "عُمان 2040" ومواد قانون الطفل، مشيرةً إلى أهمية استمرار التنسيق بين الجهات المعنية لضمان التطبيق السليم لمضامينه.

من جانبها، أفادت سعادة سومايرا تشودري ممثلة اليونيسف في سلطنة عُمان بأن هذا الدليل لا يُعد مجرد أداة إرشادية وحسب؛ بل يُجسّد أيضًا التزامنا الجماعي باتخاذ خطوات فعّالة وإنسانية في كل مرة يتعرض فيها الأطفال لأي شكل من أشكال الخطر، علاوة على أنه يعكس الشراكة الراسخة بين اليونيسف وحكومة سلطنة عُمان في بناء أنظمة حماية متكاملة لجميع الأطفال، أينما كانوا.

وأضافت تشودري أن الدليل يُعد نتاجًا للتعاون البنّاء بين وزارة التنمية الاجتماعية واليونيسف ضمن مساعي تعزيز قدرات المختصين في مجال حماية الطفل، وتطوير نظام وطني موحّد لإدارة الحالة، كما يُكمل مبادرات قائمة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي، والوقاية من العنف، وتعزيز السياسات والتشريعات الصديقة للطفل.

وفي إطار خطة التنفيذ، تعتزم وزارة التنمية الاجتماعية ومنظمة اليونيسف تنظيم سلسلة من ورش تدريب المدربين في مختلف محافظات سلطنة عمان لضمان تعميم استخدام الدليل وتطبيقه بشكل موحّد يرسّخ الممارسات المهنية المستندة إلى حقوق الطفل.

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة يترأس المناظرة الوطنية للإقتصاد الإجتماعي والتضامني بابن جرير
  • "التنمية الاجتماعية" و"اليونيسف" تدشّنان دليل حماية الطفل لتعزيز آليات الاستجابة الوطنية الموحدة
  • ما الكمية المناسبة من السوائل التي يحتاجها الطفل يوميًا؟
  • «التمكين الحكومي».. مبادرات لتطوير الكوادر الوطنية
  • طالبة تنهي حياة شقيقها الأصغر بإحدى قرى الدقهلية
  • بعد إعلان تطبيقها.. ما هي خيارات الدوام التي توفرها مبادرة صيف دبي المرن للموظفين؟
  • «الموارد البشرية دبي» تعمّم مبادرة «صيفنا مرن» 2025
  • طعنة نافذة بالرقبة.. حبس عامل أنهي حياة زوجته في البحيرة 4أيام على ذمة التحقيقات.
  • في ذكرى رحيلها.. إلهام حسين الجميلة التي انسحبت في صمت من أضواء السينما إلى حياة الظل
  • الوجه الأكثر شهرة في التاريخ.. أسرار لوحة السيدة التي خلدها دافنشي.. من هي ليزا ديل جوكوندو المرأة التي حيّرت البشرية؟