يسكنون الإيجار وأراضيهم متروكة.. اهالي منطقة تنتظر الخدمات منذ 25 عاما يصرخون أمام أمانة بغداد
تاريخ النشر: 23rd, May 2024 GMT
بغداد اليوم-بغداد
نظمت حشود من المواطنين من أهالي منطقة 2 و3/10، او ماتعرف بأبو دشير الثانية، جنوب بغداد، تظاهرة أمام امانة بغداد، يمكن وصفها بالغريبة من نوعها، لما احتوته من مفارقات، حيث أن المنطقة تطالب بالخدمات من ماء وكهرباء ومجاري وتبليط منذ 24 عامًا.
واحتشد اهالي المنطقة من شيب وشباب واطفال ونساء، ومن المفارقات ان احد المتظاهرين هو وابنه وحفيده، قال انه اشترى قطعة ارض منذ ان وزعت عام 2000 على ضباط ومراتب الجيش العراقي حينها، وبعد 24 عامًا، لايوجد لديه أمل سوى ان يستفيد منها حفيده، لأن حتى ابنه اصبح كبيرا في العمر ولم يستطع السكن بالمنطقة والحصول على الخدمات.
وحمل اهالي المنطقة لافتات تذكّر حكومة محمد شياع السوداني بالشعار الذي الزمت بها نفسها والمتمثل بـ"حكومة الخدمات"، حيث قالوا انهم لم يروا الخدمات منذ 25 عامًا وبعد مرور عامين على حكومة الخدمات، لم يحصلوا سوى على الوعود من أمانة بغداد، بالرغم من اكتمال مخططات وتصاميم الاراضي.
وقال اهالي المنطقة ان قطع اراضيهم طابو صرف، ومهملة منذ ربع قرن، فيما يتسارع المسؤولون والجهات الحكومية وامانة بغداد لخدمة المناطق الزراعية والتجاوز، بالرغم من ان اراضيهم ضمن حدود امانة بغداد وتابعة لقاطع بلدية الرشيد وتقع خلف مناطق السيدية والتراث، ويدفعون كامل الرسوم والضرائب عند بيع وشراء القطع من قبل المواطنين.
[video=]
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
لحم لحم بينما أطفال غـزة يصرخون خبز خبز!!!
#سواليف
لحم لحم بينما #أطفال_غزة يصرخون #خبز خبز!!!
#الشيخ_كمال_الخطيب
لسنوات ليست بعيدة، كان أهلنا وأبناء شعبنا إذا توفي أحد أبناء قريتهم وإن كان من غير أقاربهم، فإن الشعور بالتضامن والمواساة ومراعاة مشاعر أهل المتوفى تصل إلى حد أن من كان يستعد لحفل زفاف ابنه، فإنه كان يلغي كل مظاهر الفرح مواساة ومراعاة للفقدان وللمصيبة التي نزلت بجيرانه وأبناء قريته. لا بل كانت حالة مراعاة الظرف تصل إلى حد أن الأب كان يوصي أبناءه بعدم رفع صوت المذياع في بيتهم خشية أن يصل صوته إلى أهل البيت الذين فقدوا عزيزًا لهم فيجرح شعورهم.
لقد انقضى ذلك الزمن الجميل ليعيش أبناء نفس الشعب ردّة أخلاقية وصلت إلى الحد الذي نرى ونشاهد بأم أعيننا جزءًا عزيزًا من أبناء شعبنا يُذبح ويُباد ويُهجر ويُجوّع، وقد قُتل من أبنائه أكثر من ستين ألف شهيد خلال أقل من عامين، وفي اليوم الواحد أصبح عدّاد الشهداء بمعدل مائة شهيد في اليوم الواحد.
يحدث ويقع كل ذلك وجزء آخر من أبناء نفس الشعب وإخوة الدين كأنهم من كوكب آخر يعيشون نشوة أفراحهم وأعراسهم دون أن يرفّ لأحدهم جفن. لا بل إن جنون المباهاة وصل إلى حد ابتداع مظاهر وسلوكيات في إحياء الأعراس ما أنزل الله بها من سلطان.
إنها مواقف نستحضرها من أيام ذلك الزمن الجميل لعلّها توقظ فينا ضمائر نامت وتحيي مشاعر ماتت ورجولة تشوهت.
اشترى الماء ببصيرته
بينما عالم جليل يجلس بين تلاميذه في حلقة علم في أحد مساجد بغداد، إذ دخل عليهم رجل غريب لم يكن واحدًا من طلاب العلم عند الشيخ ولم يعرفه من الجالسين أحد. جلس الرجل حيث انتهى به المجلس وأخذ يستمع للشيخ بأدب وإنصات. وقد لفت انتباه الشيخ أن الرجل كان يحمل في يده قارورة فيها سائل يبدو أنه ماء، فقطع الشيخ حديثه والتفت للرجل الغريب متفرسًا في وجهه ثم سأله: ألك حاجة نقضيها أم لك سؤال فنجيبك عليه؟ قال الرجل: لا هذا ولا ذاك وإنما أنا تاجر “بياع” سمعت عن علمك وخلقك فجئت أبيعك هذه القارورة التي أقسمت ألا أبيعها إلا لمن يقدّر قيمتها وأنت حقيق بها. قال الشيخ: ناولنيها، فناوله إياها. أخذ الشيخ يتأملها ويقلّبها ويحرّك رأسه إعجابًا بها ثم التفت إلى الرجل فقال له: بكم تبيعها؟ قال: بمئة دينار، فقال الشيخ: هذا قليل عليها سأعطيك مئة وخمسين، فقال الرجل: فقط مئة لا تزيد ولا تنقص فهذا ثمنها. فقال الشيخ: لابنه: اذهب إلى البيت “وكان قريبًا من المسجد” وأحضر مئة دينار. أخذ الرجل المال ومضى في حال سبيله ثم انفضّ المجلس وخرج الحاضرون وكلهم يتساءلون عن سرّ هذا الماء الذي اشترى الشيخ قارورة منه بمئة دينار.
دخل الشيخ إلى مخدعه ليرتاح، لكن الفضول ظلّ يحرّك في ابنه الرغبة لمعرفة ما في هذه القارورة فتأكد أنه ماء وليس شيئًا آخر، فدخل على والده منفعلًا يقول له: لقد خدعك الرجل الغريب يا أبي فوالله ما زاد على أن باعك ماء بمئة دينار، وكيف تشتري ماء بمئة دينار وقريب منّا دجلة والفرات، فلا أدري يا أبي بأيهما أعجب بخبثه ودهائه أم من طيبتك وتصديقك له؟
ابتسم الشيخ وقال لولده: يا بني لقد نظرت أنت ببصرك فرأيت أن ما في القارورة ماءً، ونظرت أنا ببصيرتي فرأيت فيها ماء وجهه الذي أبت عليه عزّة نفسه أن يريقه بالسؤال ومّد يده إِلى الحاضرين. يا بني كانت للرجل حاجة في مئة دينار يقضي بها حاجته لا يريد أكثر، فتظاهر بأنه تاجر يبيع، فالحمد لله الذي وفقني لإجابته وحفظ ماء وجهه.
ما أكثرهم الذين نراهم على أبواب المساجد من أبناء شعبنا من غزة ممن انقطعت بهم السبل منذ سنتين، وغالبيتهم كانوا عمالًا يترزّقون من كدّ أيديهم، لكن الظروف حالت دون عودتهم إلى أهلهم وصعوبة أن يجدوا فرصة عمل بسبب التشديدات الأمنية على أصحاب العمل، فأصبح الواحد منهم يحمل في يديه أو على ظهره كيسًا فيه بعض بضاعه، أي بضاعه يبيعها.
إنه لا يريد أن يريق ماء وجهه بالسؤال ومدّ اليد للتسول، ولكنه يفعل ما فعل الرجل إياه مع الشيخ وكأنه تاجر يبيع ويشتري ليجمع ما تيسّر مما ينفقه على نفسه وقد انقطعت به السبل أو يرسل ما توفر لأهله الذين أصبحوا بين شريد أو شهيد.
فليتك تنظر إليهم يا ابن شعبنا بعين البصيرة لا بعين البصر، ولا تتعامل معهم وفق منطق البائع والمشتري فتساومهم على ثمن بضاعتهم الزهيدة تريدها منهم بأرخص سعر ممكن، وتقنع نفسك بل شيطانك أنك لست مغفلًا في بيعك وشرائك.
فإن لم تفهم مراده فتتصدق عليه، فاشترِ منه أي حاجة يعرضها ولكن لا تجعلها مادة للمساومة حول السعر والثمن، فإذا لم تكن هذه ولا تلك فلا تنس أن تدعو له ولأهله دعوة بأن يفرّج الله كربهم وينتقم ممن ظلمهم.
الماء واللبن
يُحكى أن ملامح مجاعة وقحط بدأت تظهر في إمارة من الإمارات، وأراد حاكم تلك الإمارة أن يمتحن الحالة الاجتماعية ونسيج وترابط الناس في إمارته عند الشدائد خاصة وكيف سيكون سلوكهم إذا ضرب الجوع بين ظهرانيهم.
فأخبر الأمير الناس في إمارته أنه سيضع في الساحة الرئيسية في مدينته قدرًا كبيرًا وأن على كل رجل وامرأة أن يسكب في القدر كوبًا من الحليب شريطة أن يأتي هو بنفسه أو هي بنفسها وتسكب الحليب دون أن يراه أو يراها أحد. هرع الناس إلى مكان القدر، منهم من جاء ليلًا ومنهم من تنكّر حتى لا يعرفه أحد وسكب في القدر ما كان في الكوب الذي جاء به.
في الصباح رفع الوالي غطاء القدر وكانت المفاجأة أن القدر مليء بالماء وليس فيه أثر للحليب “اللبن”. تعجّب الوالي وصرخ فيمن كانوا حوله: أين الحليب؟
جزم الوالي الأمير أن كلّ أهل مدينته قد وضعوا الماء بدل اللبن، فراح يسألهم واحدًا واحدًا فكانت الإجابة من كل واحد منهم: “قلت في نفسي أن وضعي لكوب ماء في القدر لن يؤثّر ما دام كل الناس يضعون اللبن حيث كمية اللبن الكثيرة لن يؤثر فيها كوب ماء واحد وأبقي الحليب لأولادي”.
لقد فكّر كل أهل المدينة بنفس المنطق لتكون النتيجة أنهم كلهم سكبوا الماء بدل الحليب. إنه منطق الأنانية والغش والمصلحة الشخصية على حساب الإيثار والمصلحة العامة.
فإذا كان اليوم الذي فيه تحتاجنا أمتنا فهل سنكون ممن يسكبون الماء بدل اللبن؟ إنها الطامة الكبرى إذن، وإنها الأنانية القاتلة التي بها نجني على أنفسنا وعلى أمتنا.
وأمام الكرب الذي يعيشه شعبنا، وأمام المحن التي نعيشها فإن مثل هذا السلوك سيكون مدمرًا إذا فكّر كل شخص بمصلحته الشخصية، وإذا لم يكن الإيثار والفداء والتضحية فإن الضرر سيقع علينا جميعًا.
إنه المنطق الأعوج الذي يمارسه من يخطط لزفاف ابنه ويعدّ لذلك عدّته من مظاهر الفرح والغناء رغم ما يعيشه أبناء شعبنا في غزة من مجازر دموية مستمرة منذ عامين ولسان كل واحد منهم يقول: “هو على دوري”، “مهو أول عرس”، ” إذا التزم كلّ الناس بإلغاء مظاهر الفرح فأنا سألتزم” وتكون الفاجعة أن الجميع بنفس المنطق يتعاملون، لتكون النتيجة أن غزة تُذبح وتُقتّل وتُدمر وأهلها يُجوّعون ويُعطّشون ويستغيثون، بينما أنا وأنت وهو غارقون في أنانيتنا ومصرّون أن نسكب الماء في القدر بدل الحليب. وكلّنا طبّالون ورقّاصون، وردّاحون نرقص ونغني وإخوتنا يموتون جوعًا وعطشًا.
لحم لحم..خبز خبز
أحدهم يقول: كنت مدعوًا إلى وليمة عند صديق، وكان المدعوون كثرًا، فجلسنا نتبادل أطراف الحديث حتى حان وقت العشاء فتناولنا طعام الوليمة، وكلكم يعلم ما يكون عليه الحال في الولائم من الإسراف والتبذير والمباهاة بأنواع الأطعمة وكميّاتها. يقول الرجل: بعد الوليمة تبقّى طعام ولحم كثير لم تمسّه يد أحد، فاحتار أصحاب الوليمة ماذا يفعلون به وفي غالب الأحيان يلقى به في مكبّات النفايات، فقلت أنا آخذه. ودّعت صاحب الوليمة وذهبت إلى حيّ من الأحياء الفقيرة في مدينتي وفي وسط الحيّ. استوقفت أحد المارّة وسألته: أين أجد أهل بيت مستور ومحتاجين؟ فقال لي: كل من حولك هم بأمسّ الحاجة.
طرقت باب بيت من هذه البيوت، ففتحت الباب امرأة محتشمة ومعها ابنتها الصغيرة فناولتها طبقًا كبيرًا من اللحم فشكرتني ودعت لي. وقبل أن أنصرف سمعت صوت البنت الصغيرة من خلف الباب تصيح بأعلى صوتها وكأنها رأت شيئًا عجيبًا تقول: لحم لحم. هزّت مشاعري هذه الكلمات فسقطت دمعة من عيني ورحت أجرّ أذيالي وأنا أتقطع من الألم أدعو الله أن يرحمنا وأن لا يؤاخذنا بتقصيرنا بحقهم.
وإذا كانت تلك الطفلة قد صرخت من الفرح تقول لحم لحم وهي التي كانت تشتهيه ولم تأكله لفترة طويلة، فها نحن نعيش في الزمان الذي أصبحنا نرى ونسمع عن الطفل الفلسطيني في غزة وهو يبكي ويقول: أريد خبزًا. إنه لا يطلب لحمًا ولا فاكهة ولا شوكولاته، إنه يريد خبزًا وخبزًا فقط.
إنه يريد خبزًا بينما نحن نباهي بعدد الذبائح وبأطنان اللحم التي أعددناها لعرس ابن أو حفيد. إنه يريد خبزًا وبعضهم يباهي بعدد الليالي التي تسبق العرس أهي ستٌ أو سبعٌ التي كان يقدم فيها طعام بحيث لا يكون ما قدمه في كل الليلة يشبه ما سبق وقدمه في الليالي السابقة.
إنه الطفل الغزيّ يبكي من شدة الجوع ونحن نلقي بكميات الله يعلمها، من طعام فاض عن الحاجة في براميل القمامة والنفايات، ويظنّ أحدنا أنه غير مسؤول أمام الله تعالى بينما هو يدفع الأموال للمصوّرين كي يصوّروا قدوره المملوءة وموائده الممدودة وعروض الفاكهة والحلويات والمكسرات والمشروبات ثم ينشرها ليرى من لم ير وليسمع من لم يسمع أن كل هذا كان في عرس أبو فلان.
يا هؤلاء لو لم يستطع أحدكم إيصال الطعام والخبز لأطفال غزة لأسباب فوق إرادته، فعلى الأقل لنستحي من الله ومن وجوه هؤلاء الأطفال الذين يبكون في الليل لا يقولون ولا يصرخون لحم لحم، بل خبز خبز.
يا هؤلاء: إذا لم يستطع أحدكم أن يكون مسلمًا فليكن إنسانًا.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.