بدأت الصين رسميًا مناورات وصفت بـ«العقابية» حول تايوان، ردًا على الأعمال الانفصالية ومحاولات الدولة المجاورة الاستقلال عن الجمهورية الصينية، حيث أرسلت طائرات حربية ممتلئة بالسلاح ونفدت هجمات وهمية، في وقت، تندد فيه وسائل الإعلام الصينية بالرئيس التايواني الجديد، الذي تصفه بكين بـ«الانفصالي الخطير».

وتأتي التدريبات الصينية في مضيق تايوان وحول مجموعات من الجزر التي تسيطر عليها تايوان بجانب الساحل الصيني بعد 3 أيام فقط من تولي الرئيس الجديد لاي تشينج منصبه.

هل يشهد المحيط الهادي حربًا كبرى؟  

ووفقًا لخبراء ودبلوماسيون، فتحرك الصين محاولة «فرد عضلات» على الرئيس التايواني الجديد، وهو تحرك كان متوقعًا، لكن في حال ازداد رقعته، خاصة مع حالة التأهب القصوى التي أعلنتها تايوان، من الممكن أن يشهد المحيط الهادي والجزر المتنازع عليها حربًا كبرى، خاصة مع وقوف الولايات المتحدة الأمريكية بجانب تايوان، ضد توسعات بكين ومحاولتها غزو تايوان، في وقت، تقف روسيا بجانب الصين، بحسب ما نشرته وكالة «فرانس برس».

وحثت الولايات المتحدة الأمريكية الصين على ضبط النفس، ووصفت تحرّكات بكين بالمتهورة، وفقًا لوسائل إعلام أمريكية، وتراقب واشنطن المناورات عن كثب، كما أكدت أن تحركات بكين متهورة وتزيد من تصاعد الصراع وخطر اندلاع حربًا واسعة.

ضربات وهمية ضد أهداف عسكرية لتايوان

ونفذت الصين كجزء من التدريبات العشرات من الطائرات المقاتلة الصينية التي تحمل الذخيرة الحية ضربات وهمية ضد أهداف عسكرية لتايوان، إلى جانب المدمرات والفرقاطات والزوارق الصاروخية السريعة التي تحوم حول تايوان، وهي المرة الأولى التي تجري فيها بكين تدريبات في مناطق وجزر تسيطر عليها تايوان، وفقًا لإذاعة CCTV الصينية الحكومية.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن 15 سفينة تابعة للبحرية الصينية و16 من خفر السواحل و33 طائرة شاركت في التدريبات، لكن لم يتم إجراء أي تدريبات بالذخيرة الحية في أي منطقة قريبة من تايوان.

تايوان تعلن حالة التأهب القصوى

وأعلنت تايوان عقب التحرك الصيني، أنها وضعت طائراتها والوحدات الصاروخية في حالة تأهب قصوى، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

وأصدرت وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان بيانًا حثت بكين على ضبط النفس، وقالت إنه لا ينبغي لها استخدام التحول السياسي في تايوان والرئيس الجديد، كذريعة لاتخاذ إجراءات استفزازية، وأضافت أن تصرفات الصين تهدد بالتصعيد وتقوض الأعراف القائمة منذ فترة طويلة التي حافظت على السلام والاستقرار الإقليميين لعقود من الزمن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصين تايوان التحركات العسكرية الصينية غزو تايوان المحيط الهادئ

إقرأ أيضاً:

مجموعة السبع تركّز على تجنّب اندلاع حرب تجارية مباشرة مع بكين

يركز قادة دول مجموعة السبع اليوم الثاني من قمّتهم في مدينة بوليا الإيطالية (الجمعة) لملف الصين، على كيفية حماية صناعاتهم، مع تجنّب اندلاع حرب تجارية مباشرة مع بكين.

 

وسيناقش الرئيس الأميركي جو بايدن، وقادة اليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا، التجارةَ المنصفة مع ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، لا سيما فيما يتعلّق بالتكنولوجيا الصديقة للبيئة.

 

كما ستسعى بلدان مجموعة السبع لرد مشترك على دعم الصين المفترض لتوسع روسيا عسكرياً، الذي ترى واشنطن أنه يغذي الحرب في أوكرانيا.

 

وأفاد مصدر حكومي ياباني «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن «دول مجموعة السبع متفقة فيما يتعلّق بالصين».

 

يأتي الاجتماع في ظل تدهور العلاقات التجارية بين الصين والغرب، وهو أمر عكسه هذا الأسبوع إعلان الاتحاد الأوروبي خططاً لفرض رسوم جمركية جديدة على المركبات الكهربائية الصينية.

 

وأعربت الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، الذي يحضر قمم مجموعة السبع بوصفه شريكاً ثامناً غير رسمي، عن قلقها حيال «الإنتاج الصناعي الفائض» في الصين.

وتفيد هذه الدول بأن حزم الدعم الكبيرة التي تقدّمها بكين لقطاعات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا خصوصاً، مثل الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية، تؤدي إلى إغراق الأسواق العالمية بمنتجات زهيدة الثمن بشكل غير منصف.

 

يهدد الإنتاج الفائض الشركات الغربية التي تواجه صعوبة في مواكبة الصين، لا سيما في قطاع التكنولوجيا النظيفة الذي يشهد تطوّراً.

مجلس الأمن القومي الأميركي

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، للصحافيين قبيل القمة: «سنواجه سياسات الصين غير المواتية للأسواق، التي تؤدي إلى تداعيات مضرّة عالمياً».

 

قللت الصين من أهمية المخاوف، لكن واشنطن تضغط من أجل جبهة موحّدة في أوساط مجموعة السبع.

 

وحذّر وزراء مالية المجموعة، الشهر الماضي، من أنهم سيفكّرون في خطوات «لضمان فرص متكافئة» للدول كافة.

 

وعشية القمة في منتجع «بورغو إغنازيا» الفخم، هدّد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية تصل نسبتها إلى 38 في المائة على واردات المركبات الكهربائية الصينية اعتباراً من الشهر المقبل.

 

وندّدت بكين بما وصفته بـ«السلوك الحمائي الفج». وأكدت أن من حقّها رفع دعوى لدى منظمة التجارية العالمية.

 

زادت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية الشهر الماضي على واردات التكنولوجيا الصديقة للبيئة الصينية، بما في ذلك رسوم جمركية على المركبات الكهربائية، بينما ندد بايدن بـ«غش» بكين.

 

وسيركّز القادة (الجمعة) أيضاً على القيود التي فرضتها الصين أخيراً على صادرات المعادن، مثل الغاليوم والجرمانيوم والغرافيت، التي تعد أساسية في صناعات مرتبطة بالاتصالات والمركبات الكهربائية.

 

تهدّد القيود سلاسل التوريد الدولية، وتسري مخاوف من احتمال أن تليها قيود على مواد أخرى مثل العناصر الأرضية النادرة اللازمة في صناعة الإلكترونيات.

 

يحذّر محللون من نقص في الإمدادات في الأمد القريب وارتفاع الأسعار إذا كانت الصين ستفرض قيوداً أكثر تشدداً على الصادرات، وإن كانت الولايات المتحدة وغيرها من الدول تسعى لتنويع مواردها، بما في ذلك عبر زيادة الإنتاج المحلي.

 

وتتطرّق القمة أيضاً إلى المخاوف المرتبطة بالأمن والدفاع، بما في ذلك الاتهامات بأن بكين ساعدت على تعزيز قوات الأمن الروسية.

 

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخميس)، قال بايدن إن مجموعة السبع «اتفقت على القيام بتحرّك جماعي» ضد دور الصين في تزويد روسيا بالمعدات التي تحتاجها من أجل آلتها الحربية.

واتّهمت واشنطن بكين بدعم قطاع الدفاع في روسيا، وبالتالي بغزو أوكرانيا، عبر الإنتاج المشترك للمسيّرات، وصادرات معدات الآلات اللازمة للصواريخ الباليستية.

 

وأفاد زيلينسكي بأنه تحدّث هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي «وعدني» بأنه لن يبيع الأسلحة لروسيا، مضيفاً: «سنرى».

 

سيتطرق قادة مجموعة السبع أيضاً إلى الوضع الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث فاقمت تحرّكات الصين القائمة على المواجهة وعسكرة جزر بحر الصين الجنوبي، والمناورات العسكرية الأخيرة في محيط تايوان التي تحظى بحكم ذاتي، المخاوف من إمكانية اندلاع نزاع.

 

وخلال آخر قمة لمجموعة السبع في اليابان، قال القادة في بيانهم الختامي إنهم «يعارضون أنشطة العسكرة الصينية في المنطقة».

 

وأشار مصدر حكومي ياباني إلى أنه كان من الضروري للقادة المجتمعين في بوليا أن يبعثوا برسالة واضحة إلى شي مفادها بأن القضية ليست إقليمية فحسب، بل تثير قلق جميع بلدان مجموعة السبع.

 

وقال المصدر إن «دول (مجموعة السبع) جميعها تدرك أننا بحاجة إلى إيصال الرسالة بشكل صريح للغاية إلى الصين على أعلى المستويات».

 

 

مقالات مشابهة

  • البنتاغون لم ينف الاتهامات الموجهة إليه بشن حملة واسعة لتشويه سمعة لقاحات "كوفيد –19" الصينية
  • شـواطئ.. إعادة النظر في النظام الدولي الجديد (4)
  • بكين تمنح صلاحيات جديدة لخفر سواحلها بشأن توقيف الاجانب واحتجاز السفن
  • بكين تعزز صلاحيات خفر سواحلها في بحر الصين الجنوبي
  • رويترز: الجيش الأمريكي شن حملة واسعة لتشويه سمعة لقاحات كورونا الصينية
  • "رويترز": الجيش الأمريكي شن حملة واسعة لتشويه سمعة لقاحات "كوفيد –19" الصينية
  • برنامج حافل لـ«تريندز» في «بكين الدولي للكتاب 2024»
  • برنامج حافل لـ«تريندز» في «بكين الدولي للكتاب 2024»
  • مجموعة السبع تركّز على تجنّب اندلاع حرب تجارية مباشرة مع بكين
  • “تريندز” يناقش العلاقات الصينية ــ الخليجية خلال “معرض بكين للكتاب”