بعث 31 من البرلمانيين واللوردات البريطانيين، أمس الجمعة، رسالة إلى وزير الشؤون الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، دعوا فيها، في مبادرة ثنائية الحزبية، الحكومة البريطانية إلى دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي “رسميا ودون تأخير” باعتباره “الحل الوحيد” للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وشدد النواب وأعضاء مجلس اللوردات، على أن مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب للصحراء، بالإضافة إلى كونها المسار “الأكثر براغماتية”، فإنها “تحترم التقاليد المحلية والتطلعات الديمقراطية، وتوفر حلا قابلا للتطبيق لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين”.

وذكر الموقعون بأن المبادرة “تحظى بتأييد واسع” من حلفاء لندن وأكثر من 80 دولة حول العالم، موضحين أن الالتفاف حول هذا المخطط، الذي يشكل “الحل الواقعي الوحيد”، يعكس رغبة الشركاء الدوليين في تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليميين، “مما يعزز الدور المركزي لمبادرة الحكم الذاتي في الدفع بجهود السلام”. كما نبهوا إلى أنه “يجب ألا يكون هناك مجال لمزيد من الانفصالية أو الانقسام”، بل يتعين، على العكس من ذلك، “تعزيز الالتزام الاستباقي مع المغرب في توطيد الأمن والاستقرار الإقليمي”.

وقال البرلمانيون أيضا إن “البقاء على الحياد أو محاولة تصور حلول بديلة لا يمكن إلا أن يؤدي إلى إدامة الوضع الراهن السلبي الذي يعرض أمن المنطقة للخطر”. 

وأبرز البرلمانيون أن العديد منهم زار المغرب وأقاليمه الجنوبية، حيث أتيحت لهم الفرصة للقاء القادة المحليين وممثلي المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، وقد سجل الموقعون أن ملاحظاتهم، إلى جانب ملاحظات أكاديميين مرموقين مثل البروفيسور مارك ويلر، رئيس كرسي القانون الدولي والدراسات الدستورية الدولية بجامعة كامبريدج تكرس “اقتناعهم بأن المملكة المتحدة يجب أن تقدم دعما استباقيا لمخطط الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب”.

ولاحظ الموقعون أن منطقة الصحراء المغربية تزخر بإمكانيات كفيلة بتحسين الفرص الطاقية بشكل كبير وتأمين سلاسل التوريد وتمكين الوصول إلى أسواق جديدة، مشيرين إلى البنية التحتية الاستراتيجية، على غرار ميناء الداخلة “الضخم”، كدليل على التقدم المستدام، الذي يتيح للمنطقة التموقع كقطب للابتكار والتعاون الدولي.

وشدد البرلمانيون على أنه لتحقيق هذه الإمكانية بشكل كامل، يجب على لندن تقديم الدعم من مؤسساتها المالية، مثل تمويل الصادرات البريطانية (UKEF) والاستثمار الدولي البريطاني (BII)، مؤكدين أن هذا النهج، الذي تبنته الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص، ينسجم مع اتفاقية الشراكة المبرمة بين البلدين، والتي تشمل منطقة الصحراء المغربية، والتي اعتبرتها المحكمة العليا بلندن قانونية.
وأضاف الموقعون أنه يتعين على المملكة المتحدة تعزيز تحالفاتها مع الدول المستقرة ذات التفكير المماثل “من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي”، معتبرين أن المغرب “يحتل مكانا متميزا” بين هذه الدول الشريكة. وتابعوا أن “الأمر يتعلق بحليف استراتيجي رائد في شمال إفريقيا، ويتقاسم القيم والآفاق الحيوية لبلدينا”.

وخلص الموقعون إلى أن الحوار الاستراتيجي القادم بين المملكة المتحدة والمغرب يشكل فرصة فريدة للمملكة المتحدة لإعادة تحديد دورها وتأثيرها في المنطقة، مؤكدين أن “المغرب يستحق دعمنا الكامل والقاطع”.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الخارجيه بريطاني الصحراء المغرب المملكة المتحدة ديفيد كاميرون البرلمان الحكومة المملكة المغربي الحکم الذاتی

إقرأ أيضاً:

ما الذي ينبغي على واشنطن فعله لنزع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب؟

تتواصل التحليلات والقراءات لما يجري من ضربات متبادلة وغير مسبوقة بين الاحتلال الإسرائيلي والقوات الإيرانية، منذ بدء تل أبيب هجمات مفاجئة ضد طهران يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن اغتيال شخصيات عسكرية وأمنية كبيرة وعلماء وأساتذة جامعات في إيران.

وتتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة ودورها إزاء التصعيد المشتعل بين الاحتلال وإيران، وإنْ كانت ستشارك في الهجمات الإسرائيلية أم سيكون لها دور في نزع فتيل الحرب ووقف توسعها.

ويؤكد العقيد المتقاعد بالجيش الأمريكي دوغلاس ماكجريجور أن "إيران تعافت من الهجمات الإسرائيلية المفاجئة بشكل أسرع مما توقعت تل أبيب"، موضحا أنه "خلال الساعات الماضية شنت إسرائيل ضربة استباقية ضد إيران، بينما كانت المفاوضات بين واشنطن وطهران لا تزال جارية".

ويشير ماكجريجور في تحليل ترجمته "عربي21"، إلى أنه في أقل من 18 ساعة بعد الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية، بما في ذلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، واستهدفت تل أبيب وأهداف إسرائيلية أخرى.

فشل إسرائيلي
وينوه إلى أن "القبة الحديدية والاستخبارات الإسرائيلية فشلت حتى الآن، وبات نتنياهو يتوسل واشنطن للتدخل بالقوة العسكرية الأمريكية لإنقاذ تل أبيب من هزيمة مؤكدة"، مضيفا أن "نتنياهو صنع هذه الهزيمة بتشجيع من الولايات المتحدة".

وبحسب الخبير العسكري الأمريكي، فإن "روسيا والصين وباكستان ومعظم دول العالم الإسلامي تحشد دفاعا عن إيران، وتتدفق الإمدادات والمعدات والمساعدة التقنية لإيران".

ويتابع بقوله: "أهدرت واشنطن 12 تريليون دولار في الشرق الأوسط منذ عام 2003، والنتيجة كانت عبارة عن 7 آلاف قتيل أمريكي و50 ألف جريح وحدود مفتوحة"، منوها إلى أن "الديون الأمريكية بلغت 37 تريليون دولار، وهو مبلغ لا يشمل ما يسمى ديون الوكالة".

ويستكمل ماكجريجور تحليله قائلا: "صوّت 77 مليون أمريكي للرئيس ترامب لأنه وعد بإنهاء الصراعات الخارجية ووقف الزحف نحو الحرب العالمية الثالثة"، مشددا على أنه "لم يتغير تفويض ترامب، والمتمثل في تأمين حدود أمريكا وموانئها ومياهها الساحلية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين".



ويحذر من ضربة إسرائيلية تستهدف جزيرة "خارج" الإيرانية والتي يتدفق منها حوالي 90 بالمئة من صادرات النفط الإيرانية، متوقعا أن تقوم إيران بإغلاق "مضيق هرمز"، ما يمثل 20 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، وهذا يعني تعطل سلاسل التوريد وتضخما "جامحا".

ويتساءل قائلا: "هل تستطيع إسرائيل التي بدأت هذه الحرب الجنونية، جرّ الأمريكيين إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا قد يشعل حربا نووية؟!"، منوها إلى أن أمريكا لديها 40 ألف جندي في الإمارات وقطر وعبر الخليج العربي، وهم أهداف سهلة المنال.

ويرى أن "التكلفة الباهظة للمشاركة الأمريكية في الهجمات الإسرائيلية ضد إيران، ستؤدي إلى نفاد المخزون الأمريكي من الصواريخ، وعودة الأمريكيين إلى ديارهم في صناديق".

المطلوب أمريكيا
ويشدد ماكجريجور على أن الشرق الأوسط على شفا الهاوية، لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على نزع فتيل الصراع، من خلال خمس خطوات، الأولى تتعلق بطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن، وطلب وقف إطلاق نار فوري، مع التأكيد على معارضة واشنطن لتدمير إيران وإسرائيل وأي دولة أخرى في الشرق الأوسط.

ويشير إلى أن الخطوة الثانية تتمثل في مطالبة إسرائيل بوقف قتل الفلسطينيين في غزة، وسحب قواتها من غزة والضفة الغربية، إضافة إلى تعليق جميع المساعدات العسكرية لإسرائيل حتى توافق على سحب قواتها من غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.



وفيما يتعلق بالخطوة الرابعة والخامسة، يقترح الجنرال الأمريكي أن يتم تشكيل قوات من دول عم الانحياز لمراقبة الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب عقد مؤتمر سلام بين الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند والبرازيل للتحكيم في النزاع بين إسرائيل وإيران والمنطقة.

ويختم قائلا: "قد قدت جنودا أمريكيين تحت نيران العدو. رأيتُ الكثير من التوابيت المغطاة بالأعلام. لا أريد أن أرى المزيد"، مشددا على أن "أمريكا أولاً تعني أمريكا أولاً. لا إسرائيل أولاً. لا أوكرانيا أولاً. لا الناتو أولا".

وتعتقد إيران أن القوات الأمريكية أيدت وبدعم ضمني على الأقل الهجمات الإسرائيلية، رغم النفي الرسمي الصادر عن المسؤولين في الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أن "إيران تلقت عبر قنوات متعددة رسائل من واشنطن تدعي أنها لم تشارك في الهجوم ولن تشارك مستقبلا"، مضيفا أننا "لا نصدق هذه المزاعم، لأن لدينا أدلة تثبت عكس ذلك".

وتابع قائلا: "إذا كانت أمريكا جادة في نفيها، فعليها إعلان موقفها بشكل صريح وعلني. الرسائل الخاصة لا تكفي. يجب أن تدين الولايات المتحدة بوضوح الهجوم على المنشآت النووية. ونقل الصراع إلى منطقة الخليج خطأ استراتيجي فادح".

مقالات مشابهة

  • موعد مباراة مانشستر سيتي والوداد المغربي في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة
  • مجلس الأمن الدولي: نطالب بإجراء تحقيق عاجل في الهجوم الذي استهدف قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي
  • الزراعة: تعزيز منظومة الأمن الغذائي الخليجي وتحقيق الاكتفاء الذاتي المستدام
  • بوريطة: ملف الصحراء يقترب من الحل النهائي و70% من الدول في الأمم المتحدة تدعم الحكم الذاتي
  • بنما تعلن دعمها القوي لمغربية الصحراء.. بوريطة : العلاقات بين البلدين تدخل مرحلة جديدة
  • سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة: مشاركة المنتخب السعودي في الكأس الذهبية تأتي تعزيزًا لحضور المملكة الدولي وتبرز دعم القيادة لقطاع الرياضة
  • ما الذي ينبغي على واشنطن فعله لنزع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب؟
  • فرنسا: نووي إيران يهدد إسرائيل وأوروبا والدبلوماسية هي الحل
  • بريطانيا تنقل مقاتلات إلى الشرق الأوسط.. وستارمر يدعو لخفض التوتر
  • البرلمان البريطاني يعقد جلسة لمناقشة العلاقات مع المغرب بعد القرار التاريخي بدعم مبادرة الحكم الذاتي