"دار الأوبرا" تختتم موسمها بعرض "شهرزاد" لفرقة الرقص الحديث المصرية
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
مسقط- الرؤية
اختتمت دار الأوبرا السلطانية مسقط موسمها 2023/2024 بأداء آسر لعرض أوبرا القاهرة "شهرزاد"، حيث ملأ الجمهور قاعة مسرح الأوبرا السلطانية دار الفنون الموسيقية لقضاء وقت ممتع مع عالم "ألف ليلة وليلة" من خلال مشاهدة العرض الأدائي المبهر الذي قدّمته فرقة الرقص الحديث بدار الأوبرا المصرية، للمخرج وليد عوني المدير الفني ومدير ومصمم الفرقة المصرية للرقص الحديث.
وقد أذهل العرض الجمهور بتفسيره المبتكر لواحدة من أشهر القصص الخالدة في ذاكرة السرد العربي، فقد نجح عوني في رسم تصوّر جديد لـ"شهرزاد"، مستوحى من الموسيقى الخالدة لرائعة ريمسكي كورساكوف الشهيرة، وقد تميّز العرض بالأداء الحركي البارع والأزياء الفريدة التي أعادت الحياة إلى القصة من جديد.
وقال المخرج وليد عوني: "إن ما سمعته هو تصوير لما يمكن قراءته في كتاب أو رؤيته في المخيلة، مثل رائحة العطر أو الشعور أو معنى الإيقاع، ويمكن القول أنه لا يمكن لملحّن أن يصل إلى هذا العمق في القصة، ويلاحق التعبير الموسيقي، في تفسير الجمل ببراعة، كما فعل ريمسكي كورساكوف".
وتأسست الفرقة المصرية للرقص الحديث عام 1993، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي، حيث قدمت عروضها عالميًا في مناطق عديدة من أوروبا إلى روسيا وعبر الشرق الأوسط، وهذه هي الزيارة الثانية للفرقة إلى عُمان، بعد تقديمها العرض الناجح لباليه "زوربا" و"الليلة الكبيرة" مع فرقة باليه دار الأوبرا المصريّة خلال موسم 2023/2024.
ومع اختتام موسم الفنون الأدائية المبهر 2023/2024، تدعو دار الأوبرا السلطانية مسقط جميع روّادها وجمهورها لاستكشاف فقرات برنامجها الثقافي الذي يتضمّن فقرات عديدة بما في ذلك: الجولات اليومية لمسرحها الرئيسي ومعرضها الدائم الفريد "عمان والعالم: رحلة موسيقية".
وستستضيف دار الأوبرا السلطانية مخيمها الصيفي السنوي للأطفال، مع التركيز على موضوع عالم الحيوان، وتهدف ورش العمل إلى تعليم الأطفال كيفية التعرّف على عالم الحيوان من خلال التمثيل وربطهم بالطبيعة والأصوات، وسيستكشف الأطفال بإشراف معلمين محليين ودوليين أصوات الحيوانات وألوانها وسلوكياتها من خلال أنشطة مختلفة، واكتشاف الإمكانيات اللامحدودة للمسرح.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الأوبرا السلطانیة دار الأوبرا
إقرأ أيضاً:
اللحظة الأخطر في تاريخ اليمن الحديث
كانت المنطقة تنتظر أن يذهب اليمن في اتجاه يستطيع فيه بناء نفسه ووحدته ويعيد ترميم نسيجه الاجتماعي والسياسي فإذا هو يذهب نحو صراع نفوذ وخطر تقسيم داخلي في منطقة كانت هادئة خلال العقد الماضي.. ويبدأ ذلك من الشرق المستقر.
فحضرموت والمهرة كانتا في حالة هدوء إيجابي بالنظر إلى ما كان يحدث في بقية اليمن من ضجيج وتشقق وانقسامات. وهذا العبث الخطير يعني كسر آخر ما تبقى من «الاعتياد» على الاستقرار النسبي، وفتح باب كبير لا يمكن أن يغلق بسهولة حتى لو أراد أهله غلقه في لحظة من اللحظات.
من يقرأ اليمن من الداخل يعرف أن الهدوء الذي كان سائدا في الشرق هو نتاج توازنات محلية دقيقة مرتبطة بالجانب القبلي والمصالح التجارية والمسافات البعيدة عن مراكز القرار.. وأيضا نتيجة إرث اجتماعي يحاول حماية مجتمعه من عدوى الحرب.
ما يحدث الآن يخلق سلطات موازية تُولد سريعا ثم تتضخم. وحين تتعدد المرجعيات الأمنية وتُدار الموارد من خارج المؤسسات، يتحول الأمن إلى ولاء، وتتحول المعابر إلى نفوذ، وعندها تتراجع فكرة الدولة والشرعية، وتظهر أسواق موازية تبحث عن الربح والنفوذ، وتترك ندوبا طويلة ليس من اليسير أن تلتئم.
وحضرموت تمثل «الشرق اليمني» الذي يملك وزنا اقتصاديا وساحلا وموانئ وعمقا بشريا يصعب تطويعه بمنطق الغلبة، والمهرة مفصل حساس يجاور دولا، وتعيش فيه المجتمعات على حركة الناس والبضائع والمعابر، والذي يريد الزج بهذه الجغرافيا الهادئة ـ في الوقت الذي كان الجميع يتوقع بدء مرحلة التعافي من إرث سنوات مليئة بذاكرة الدماء والمحارق وصراع النفوذ ـ
لا ينشد أي خير لليمن واستقلالها ولا لشعبه الكريم الذي قدم الكثير من التضحيات وخسر الكثير من السنوات في حروب لا طائل منها أبدا.
وعندما تنقسم الشرعية الآن في معسكرات متعددة يفقد اليمنيون مرجعيتهم، وتتقدم «الكيانات» على «المؤسسات» وتغدو السياسة سوقا لصفقات قصيرة العمر.
ومن يعود إلى تجارب تقسيم الدول وإلى حقيقة الثقافة التي تشكل الفكرة وتدفع بها نحو الأمام يجد أن حقيقة تقسيم الدول تبدأ حين يعتاد الناس أن لكل منطقة جهازها ومعبرها وقرارها ومواردها وعلاقاتها الخاصة.. ويبدأ، أيضا، عندما يصبح الحديث عن اليمن الواحد حكرا على الخطب السياسية بينما الواقع يدار بفكر التقسيم وتنشأ الأجيال على فكرة الأجزاء لا على فكر الوحدة والكيان الواحد.
ومنذ عقود طويلة كانت سلطنة عمان تدفع من أجل أن يبقى اليمن واحدا بعيدا عن التجزئة، وأن يبني اليمنيون وطنهم بوصفه نسيجا واحدا تحضر فيه كل المكونات الطائفية والثقافية تحت سقف وطن واحد اسمه اليمن وقد بذلت في سبيل ذلك جهودا كبيرا جدا ومصلحتها الاستقرار على حدودها وفي محيطها وأن تبقى سلطة الدولة في اليمن هي المرجعية. ولم تكن عُمان منحازة لطرف ضد طرف أبدا، إنما كانت وما زالت تنحاز لفكرة أن الدولة هي الحل، وأن السيادة هي القاعدة التي على اليمنيين أن يؤمنوا بها وكل ذلك من أجل حياة كريمة للشعب اليمني الأصيل والكريم على الدوام.
بهذا المعنى لا ينبغي تحويل حضرموت والمهرة إلى ساحة تنافس نفوذ إقليمي عبر وكلاء محليين، ولا إلى ورقة ضغط في مساومات مؤقتة، والقوى المؤثرة في اليمن قادرة على كبح تمددات أحادية، ودفع الأطراف إلى ترتيبات أمنية تحمي المجتمعات المحلية وتبقى تحت مظلة الدولة اليمنية، لا تحت مظلة الأمر الواقع.
ولغة التهدئة لا تكفي إذا كانت الأرض تتحرك في الاتجاه المعاكس.. ما يلزم هو وقف واضح لأي خطوات توسعية وهو أهم شرط في سبيل إنقاذ فكرة اليمن الواحد وحماية شرقه من أن يتحول من منطقة تعافٍ إلى جبهة صراع وتقسيم جديدة.