الفقر ليس أم الجريمة لكنه أحد المتبرعين الجديرين بالملاحظة، بالتأكيد الجريمة موجودة لكن ما يفعله الفقر هو أنه يقلِّل من الأشياء التي يستطيع الأفراد المحتاجون الوصول إليها، وعلى هذا المنوال يقدم المزيد من الأشياء التي لا يمكن إنكارها للأفراد المحتاجين والمزيد من الإلهام لارتكاب جريمة للحصول علي ما يريدون، أيًا كان الأمر، فهذه بالتأكيد ليست علاقة سببية، بل هي علاقة متوازية، فالمتغيرات المماثلة التي تسبِّب الفقر هي العوامل التي تزيد من معدلات الجريمة بين السكان الفقراء وهذا هو السبب، وإلى أن نعالج العوامل المسبِّبة للفقر، لن نتمكن من معالجة معدلات الجريمة معًا، فالفقر ليس أم الجريمة بل هو مجرد موطن لها، الفقر ليس الحصول على وظيفة، والخوف على المستقبل، والعيش ليوم واحد في كل مرة، الفقر هو الضعف وانعدام الفرص، الأفراد الذين يعانون من الفقر الواضح لا يحققون الأشياء الأساسية لكونهم أشخاصًا على قيد الحياة.
علي سبيل المثال: فكِّر في الطعام الذي لا تحبه والذي لا يمكنك تناوله أبدًا، ثم امض ثلاثة أو أربعة أيام دون تناول أي شيء. وفي نهاية تلك الفترة احصل على جزء من هذا الطعام الذي لا تحبه كيف سيكون ردك عليه؟ وهذا تفسير بأن العديد من الأفراد الذين يعانون من الفقر، ليس لديهم طريقة حقيقية للحصول على ما يحتاجون إليه كأشخاص خارج نطاق الحصول عليه. وعلى هذا المنوال، فإنهم يتأرجحون إلى الجريمة كحل للحصول علي مبتغاهم.
ليس الفقر في كل الأوقات هو سبب الجرائم ، لأنه في بعض الحالات يرتكب الأثرياء أيضًا جرائم بسبب ثرواتهم ،لأنهم يعتقدون أن ثروتهم يمكن أن تخفي كل جرائمهم، لذلك يمكننا القول أن الجرائم لا ترتبط فقط بالفقر، بل إنها تتعلق بالأثرياء، قد يكون هناك القليل من الارتباط الإيجابي بين الفقر والجرائم، لنفترض أنك تحصل علي راتب لا يفي باحتياجاتك الأساسية، فإن ما ستفعله قد يصيبك بالحيرة أو الضغط؛ وهذا الضغط سوف ينفجر في أي وقت، خاصة إذا كان لديك أطفال جائعون وليس لديك نقود، قد تسرق النقود لإطعامهم، وبهذه الطريقة، حتى الأشخاص الذين لديهم فرص عمل وفرص حقيقية لكسب الراتب ،سوف يميلون نحو ارتكاب الجريمة في ظل صعوبة الاحتياجات الأساسية وعدم التوازن العام في الساحة العامة، عدم المساواة في الدخل يؤدي إلى أنماط السكن والتوظيف والنشاط لدى الأفراد ذوي الدخل المرتفع، ممّا يقلل من الفرص الإجرامية، لأن انخفاض الفقر المدقع ،يرتبط بنمو متناسب في جميع فئات الدخل بما في ذلك الضحايا المحتملين والجاني، الشيء الشائع الذي يمكن قوله بالنهاية سواء كان صحيحًا أم لا، هو أن الأشخاص الذين يسرقون ويغتصبون ويقتلون يفعلون ذلك لأنهم يفتقرون إلى الضمير الفعّال وضبط النفس الأخلاقي، وليس الفقر هو الذي يسبب جرائم العنف بل سوء الشخصية.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
أهالي المنيا يشيعون جثامين الأطفال الثلاثة الذين لقوا مصرعهم على يد والدهم.. شاهد
شيع المئات من أهالي قرية زهرة التابعة لمركز المنيا، جثامين الأطفال الثلاثة الذين لقوا مصرعهم على يد والدهم باستخدام آلة حادة بسبب خلافات أسرية مع زوجتة على اثرها تركت المنزل منذ اسبوعين، وسط حالة من الحزن والبكاء خلال تشييع جثامين الضحايا الثلاثة.
وقام المشيعون باداء الصلاة عليهم في مسجد الرحمه قبل أن يتم دفنهم في مقابر العائلة بالقرية.
ترجع أحداث الواقعة الي تلقي الأجهزة الأمنية بالمنيا، إخطارا من غرفة عمليات النجدة بتلقي بلاغا من أهالي إحدى قرى مركز المنيا، بقيام «أ. م. ع» 37 سنة عامل، بقتل أطفاله الثلاثة رحمة 10 سنوات، رودينا 7 سنوات، رمضان 4 سنوات، وقام بتسليم نفسه لنقطة الشرطة بالقرية.
وكشفت التحريات الأولوية قيام المتهم بارتكاب الجريمة بسبب وقوع خلافات متكررة مع زوجته التي تركت المنزل منذ 15 يوماً، وتركت له الأبناء .
جرى نقل جثامين الضحايا إلى مشرحة المستشفى وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، وجرى فرض كردون حول المنزل لحين إنتهاء المعاينة.
من جانبها، قررت نيابة مركز المنيا في تحقيقاتها التي تُجريها بإشراف المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، للأب المتهم بقتل أطفاله الثلاثة، كما تم تكليف الطب الشرعي بإعداد تقرير الصفة التشريحية لجثامين الأطفال الثلاث مع مضاهاة نتائج التشريح بأقوال المتهم والبت في كيفية وقوع الجريمة طبقًا للتفاصيل الواردة في التحقيقات من عدمه.
كما قررت النيابة التحفظ على محل الواقعة تحت حراسة مشددة، تمهيدًا لإجراء المعاينة التصويرية، ورفع الدلائل والبصمات، والتحفظ وتحريز أداة الجريمة التي أرشد عنها المتهم.
كما طالبت النيابة سلطات الأمن بإعداد التحريات الاستدلالية الوافية عن حالة المتهم وعلاقته بزوجته وأقاربه وجيرانه ودوافع الجريمة، وكيفية وقوعها ومنها.