لجريدة عمان:
2025-05-14@00:07:13 GMT

هدنة من أجل المتعة

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

في قصيدته التي حملت عنوان (في ملعب كرة القدم) قدّم الشاعر معروف الرصافي (1877-1945) وصفا دقيقا للعبة كرة القدم، وقوانينها وحركة اللاعبين، بشكل يؤكّد أنّ الرصافي كان من محبّي هذه اللعبة الشعبية التي أغرمنا كلنا بها في طفولتنا لاعبين، وفي شبابنا متابعين، ومشجعين، يقول الرصافي في الأبيات الأولى من قصيدته المؤلّفة من عشرين بيتا من البحر الكامل:

قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم

كرة تُراضُ بلعبها الأجسامُ

وقفوا لها متشمِّرين فألقيت

فتعاورتها منهم الأقدام

يتراكضون وراءها في ساحةٍ

للسُّوق مُعترك بها وصِدام

رَفسًا بأرجلهم تساق وضرْبُها

بالكفّ عند اللاعبين حَرام

ولا توجد معلومة تؤكّد أن هذا الشغف تقف خلفه ممارسة لهذه اللعبة، لكننا على يقين كامل من أنّ الشاعر المصري محمود أبو الوفا (1901-1979م) لم يكن من ممارسيها، فقد بُترت ساقه اليسرى عندما كان في العاشرة من عمره، فخسر قدمه، وهي الأداة الفاعلة في هذه اللعبة، غير أن خسارته لساقه، لم تمنعه من أن يكتب نشيدا عندما تأهّلت مصر لمونديال كأس العالم عام 1934 م، يقول في المقطع الأول منه:

كرة القدمِ كرة القدمِ

هي لعبتنا منذ القِدَمِ

للكرة نداء يشجينا

ويطير بنا صوب الهدفِ

وللآنّ صداه ينادينا

سيروا سيروا نحو الشرف

ووجد الشاعر محمود درويش متعة في متابعة كرة القدم، ومتنفّسا، ويذكر في كتابه (ذاكرة النسيان) أنه عام 1982م أيام حصار بيروت ووسط وحشية القصف الإسرائيلي، كان يتابع مباريات كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في إسبانيا، وتساءل في كتابه: «ما هذا الجنون الساحر، القادر على إعلان هدنة من أجل المتعة البريئة؟ ما هذا الجنون القادر على تخفيف بطش الحرب وتحويل الصواريخ إلى ذباب مزعج! وما هذا الجنون الذي يعطل الخوف ساعة ونصف الساعة، ويسري في الجسد والنفس كما لا تسري حماسة الشعر».

وكان البرازيلي بيليه الذي سجّل هدفه الألف في مرمى (فاسكو دي جاما) يوم 19 نوفمبر 1969م، يكتب الشعر، ومع أننا لم نقرأ شيئا من شعره، لكننا على يقين من أن شعره الذي كتبه بأقدامه أكثر بلاغة وجمالا من الشعر الذي خطه قلمه، ويبدو أنه كان يكتب الشعر، كهواية إلى جانب هوايات أخرى من بينها العزف على الجيتار.

وتبقى كرة القدم الرياضة الأكثر شعبيّة في العالم، وقبل ثلاثة أسابيع أحرزت كرة القدم هدفا في مقرّ المنظمة الدولية العامة للأمم المتحدة حين أقرّت يوم 25 مايو من كل عام ليكون اليوم العالمي لكرة القدم، وقد اعتمدت الجمعية العامة القرار الدولي الذي جاء بمبادرة من البحرين وليبيا وطاجيكستان، وحضر ممثلو الدول الأعضاء، والسفراء، فعالية أقامتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال باليوم العالمي لكرة القدم وهم يرتدون قمصان منتخبات بلدانهم لكرة القدم، ووجد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس في كرة القدم «قوّة استثنائية لتحقيق السلام، والتقدّم، والرخاء، والاستدامة بشكل هادف» كما قال، مضيفا «فعندما تدمّر الحرب، والصراع حياة الناس في أوكرانيا، وفي قطاع غزة، وفي السودان، وفي هايتي وأماكن أخرى تبرز الحاجة إلى أيّ أداة لديها القدرة على مداواة الجروح، وتجسير الفجوات».

ولم يكن اختيار المنظّمة لهذا اليوم عن فراغ، قبل مائة عام، وتحديدا في 25 مايو 1924 أقيمت أول بطولة دولية لكرة القدم في التاريخ خلال الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في باريس.

ولكن في خضمّ حماسنا لكرة القدم تأتي هجمة مرتدّة من أهلها، فالمدرب يوركن كلوب قال في كلمة ألقاها بمناسبة تتويجه كأحسن مدرب في العالم «كرة القدم مجرد لعبة ولن تحل مشاكل الفقراء واللاجئين، لن توقف حروبا ولن تأت بالديمقراطية، نتلقّى أموالا كثيرة لننسي الناس تعاستهم لتسعين دقيقة، فالحياة لا تتوقف على جلد مدوّر».

وبين هذا وذاك يقفز سؤال محمود درويش «نحن أيضا يحقّ لنا أن نحبّ كرة القدم لم لا نخرج قليلا من روتين الموت؟»

صحيح أن «الحياة لا تتوقّف على جلد مدوّر»، لكن بالمقابل يمكن لهذه الكرة الجلديّة، أن تقارب بين الشعوب، وتعيد لقلوبنا الأمل وتجدّد شعورنا بالحياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لکرة القدم کرة القدم

إقرأ أيضاً:

3 عيادات متكاملة و46 مسعفاً في نهائي كأس رئيس الدولة لكرة القدم

أكدت الدكتورة ريمة الحوسني، المسؤولة الطبية في الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، المنسقة الطبية المكلفة من اتحاد الكرة، نجاح المبادرة الطبية العالمية في نهائي كأس رئيس الدولة لكرة القدم، أمس بين فريقي شباب الأهلي والشارقة.

وأشارت الحوسني إلى مشاركة 46 مسعفاً، و3 أطباء، وتوفير 6 سيارات إسعاف، و3 عيادات مجهزة ومرخصة من دائرة الصحة – أبوظبي، تحت مسمى (عيادة اللاعبين، والجمهور، وكبار الشخصيات).

وأضافت أن المبادرة تضمنت استخدام نظام إعادة تشغيل الفيديو لدعم التقييمات الطبية ” في آر إس”، والتي تم اعتمادها في مونديال 2022، وتتشابه مع تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار”، وتقنية خط المرمى، والتسلل شبه الآلي.

وأشارت إلى أن هذا النظام العالمي يتيح امكانية مراجعة حالة الإصابة، ورؤيتها بدقة من مختلف الزوايا والجهات، وتكبير الصورة وعرضها بالحركة البطيئة، وكذلك تخزين اللقطة للاستفادة منها فيما بعد.

وأوضحت أن هذه التقنية تمكن طبيب الفريق من التعامل مع الإصابة وعلاجها بأفضل صورة، وهي محورية في جميع حالات الإصابة، وبالتحديد حالات توقف القلب المفاجئ، وارتجاج الدماغ، ومراجعة تعامل الفريق الطبي مع الحالة.

ونوهت الحوسني بأهمية استخدام التطور التكنولوجي لتقديم أفضل الخدمات، حيث تم تزويد كل طبيب بفريقي شباب الأهلي والشارقة بلوح إلكتروني، مع الجهاز المقرر لها، بالإضافة إلى حقيبة طبية للفريقين، مجهزة بالمعدات لاستخدامها في علاج اللاعبين، في إطار جهود اتحاد الكرة، لدعم الجانب الطبي، وتطوير الطب الرياضي، وتوفير أفضل وأكثر المعدات تطورا لعلاج اللاعبين.


مقالات مشابهة

  • انطلاق أشغال الدورة التكوينية للحصول على رخصة التدريب المستوى الثاني لكرة القدم الشاطئية
  • لتقديم تجربة النهضة الكروية في المملكة…المغرب ضيف شرف قمة مجلة OLÉ لكرة القدم في ميامي
  • الوحدة يفوز على الوثبة ويتأهل إلى نهائي بطولة دمشق الودية لكرة القدم
  • خلاف بين الاتحاد البرازيلي لكرة القدم وريال مدريد.. تعرف على السبب
  • القادسية يحسم لقب الدوري الممتاز لكرة القدم تحت 17 عامًا
  • وست هام يُعمق جراح مانشستر يونايتد في الدوري الإنكليزي لكرة القدم
  • 8 انتصارات وتعادلان في الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم
  • أودينيزي يخسر أمام مونزا 1-2 بالدوري الإيطالي لكرة القدم
  • ختام بطولة كأس الشعب الجمهوري لكرة القدم بحضور وزير الشباب وقيادات الحزب
  • 3 عيادات متكاملة و46 مسعفاً في نهائي كأس رئيس الدولة لكرة القدم