الذكاء الاصطناعي لن يُشعل أو يُنهي حربًا.. الأمر بيد البشر!
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
مؤيد الزعبي **
قبل أيام وفي اليوم الدولي لحماية الأطفال الذي يُوافِق الأول من يونيو من كل عام سألت الطفلة الفلسطينية راما التي تعيش في مخيمات اللاجئين في قطاع غزة سألت الذكاء الاصطناعي "كيف سيكون شكل العالم دون حرب؟"؛ ليعرض لها صور مُغايرة تمامًا عن واقع حياتها؛ فهل فعلًا يستطيع الذكاء الاصطناعي تخيل الحياة دون حروب؟
لقد تناولت- معك عزيزي القارئ- مقالًا تساءلتُ من خلاله ماذا لو أدار الذكاء الاصطناعي الأمم المتحدة؟ والسؤال الأهم اليوم: ماذا لو أدار الذكاء الاصطناعي آلات الحرب والدمار وكان مسؤولًا عن وزارات الدفاع؟ فهل سيُقدم على حرب؟!
هذا ما سأحاول الإجابة عليه من خلال هذا الطرح.
الذكاء الاصطناعي لن يُدير دبابة أو صاروخًا أو حتى طائرة من تلقاء نفسه، هذه حقيقة يجب أن تعلمها عزيزي القارئ، أما الإنسان فهو من سيحرك الطائرة والدبابة وسيوجه الصاروخ المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتكون فتاكة أكثر لتسبب دمارًا أكبر لتقتل أناسًا أكثر؛ فالحروب بيد الإنسان ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يُنهي حربًا، إنما سيُستخدم لإشغال حروب ويفتك بالأرواح بحرفية ودقة لم نصلها يومًا نحن البشر.
بالعودة للطفلة راما وسؤالها فقد كان هذا جزءًا من فيلم أنتجته شبكة تلفزيون الصين الدولية CGTN Arabic، ونشرته احتفالًا باليوم الدولي لحماية الأطفال في محاولة لمعرفة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تخيل الحياة بدون حروب، وكيف ستكون حياة راما الفلسطينية التي فقدت أسرتها وبيتها وماذا لو كان الذكاء الاصطناعي هو المتحكم في حياتنا هل سيتمنع حروبًا وهنا يجب أن نفهم أن الذكاء الاصطناعي ما هو إلا حالم أو متخيل استثني ما تسببه الحروب من دمار وهلاك ليضع بدلًا عنها حياة مزدهرة جميلة مفعمة بالأمل وهذا ما قد جربه الكثيرون من مستخدمي تقنيات الذكاء الاصطناعي لمحاكاة ما يحدث في غزة سواء بسؤال الذكاء الاصطناعي حول كيف ستكون الحياة لو أنهينا الحروب أو محاولات إحياء الموتى من الأطفال والنساء ليتحدثوا إليها بأفواه وعقول الذكاء الاصطناع، ومثل هذه المحاولات أجدها حقًا لمن لا يجد في الواقع ملاذًا للأمل فيجده هناك في تقنيات الذكاء الاصطناعي وعوالمه الافتراضية.
من الجميل أن نحاكي الخيال باستخدام الذكاء الاصطناعي فلا تكون قاسيًا عزيزي القارئ فمن يعانون أوضاعًا صعبة مثل الحروب سيكون ترفًا لا حدود له أن يستخدموا الذكاء الاصطناعي ولكن تسنح الفرصة لقلة منهم أن يحاكوا أحلامهم بواسطة هذه التقنيات، ولو بحثت في الإنترنت لوجدت الكثير من المحاولات لاستخدام الذكاء الاصطناعي ليكون أملًا ولو كان كاذب في حياة هؤلاء القلة، أو من يساندونهم أو حتى من ينقلون صورهم وقضيتهم عبر وسائل النشر المختلفة، وهنا أجد أن الذكاء الاصطناعي له دور إيجابي في تصوير المعاناة بصورة جميلة مفهومة ومعبرة كما فعلت راما وتخيلت حياتها بدون حروب.
قد أتفق- معك عزيزي القارئ- على أن الذكاء الاصطناعي لن يُنهي حربًا وأنه قادم ليشعل حروبًا بصور ونماذج مغايرة عمّا نعرفه وعرفناه، ولكن ماذا لو قلت لك إن العيب والمشكلة ليست بالذكاء الاصطناعي نفسه؛ بل في من يُغذيه ويُبرمجه، فلو برمجنا الذكاء الاصطناعي دون أن نضفي إليه شائبنا البشري وحبنا للسيطرة والتملك والبحث عن السلطة والنفوذ لوجدنا الذكاء الاصطناعي أعدل العادلين ولكن بما أننا نبرمجه ليخدم مصالحنا ومصالح جانب على حساب جانب فستميل كفته مرة يمينًا ومرة يسارًا.
للأسف دعني أخبرك عزيزي القارئ بأن الحروب والدمار وأيضًا السلام والتنمية والتطور كلها بيد البشر وليست بيد الذكاء الاصطناعي، فنحن من نوظف علومنا وتطورنا إما في صناعة الحروب وآلياته المدمرة أو في صناعة السلام وما يؤول إليه من تنمية وتطور وحياة كريمة، أما لو تركنا الذكاء الاصطناعي "المُحايِد" المُبرمَج بطريقة عقلانية إنسانية هو من يتحكم بقراراتنا المصيرية، فلن يُقدِّم خطوة نحو أي حرب؛ فالحروب لم ولن تكون يومًا قرارًا عقلانيًا إنسانيًا، إنما هو قرار نابع من طبيعتنا البشرية المجبولة على حب السيطرة والنفوذ والكسب، هذا واقعنا وحقيقتنا البشرية التي أودت بحياة الملايين للتهلكة والدمار بسبب حروب ونزاعات.
في النهاية يجب أن أخبرك بأن الذكاء الاصطناعي أمام تقنية ثورية ستُغير الكثير من مجريات الأمور في حياتنا القادمة وعلى جميع الأصعدة وإذا ما طورناه ليدعم السلم والسلام فلن نستطيع السيطرة على تطوراته القادمة، وأنا عن نفسي أقولها بـ"الفُم المليان"؛ نحن كبشر لن نفعل ذلك سنطور الذكاء الاصطناعي ليكون أداة قتل ودمار وتحكم وسيطرة، سنطوره ليكون دبابة فتاكة وصاروخًا لا يخطئ هدفه وطائرة تبيد الأرض عن بكرة أبيها، وسنُطوِّرُه ليكون جنديًا لا يُقهر ونظامًا يُدمِّر جميع الأنظمة.. فهل تتفق معي عزيزي القارئ بأننا كبشر هكذا نُفكر وهذا ما نطمح إليه؟!
** المنسق الإعلامي ومنتج الأخبار لصالح مجموعة الصين للإعلام الشرق الأوسط
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نظام watchOS 26 .. أبرز ميزات الذكاء الاصطناعي القادمة إلى ساعات آبل
- نظام watchOS 26 يوفر ميزات ذكية جديدة للرياضة والترجمة- مزايا الذكاء الاصطناعي جديدة قادمة إلى ساعات آبل الذكية- أبرز ميزات Apple Intelligence في watchOS 26
كشفت آبل رسميا عن نظام watchOS 26 خلال مؤتمر المطورين السنوي WWDC 2025، الذي أقيم في Apple Park، الإصدار الجديد، والذي كان يشار إليه سابقا داخليا باسم watchOS 12، جاء محملا بعدد من الميزات الجديدة التي تعزز تجربة الاستخدام على ساعات آبل الذكية.
سنستعرض فيما يلي أبرز ما أعلنت عنه الشركة ضمن النظام الجديد:
1. تصميم جديد كليا Liquid Glass:أحد أبرز تغييرات watchOS 26 هو التصميم الجديد الذي تطلق عليه آبل اسم Liquid Glass، وهو جزء من توجه موحد يشمل جميع أنظمة آبل، من الهواتف إلى الساعات وحتى الحواسيب.
يعتمد هذا التصميم على واجهات ديناميكية شفافة تتفاعل بسلاسة مع المستخدم، بدلا من العناصر الجامدة والملونة، وفي ساعة آبل، يساعد هذا التصميم الجديد على تكبير وتصغير الويدجتس تلقائيا لتناسب حجم الشاشة، ويمنح التطبيقات مثل تشغيل الموسيقى مظهرا أكثر أناقة وشفافية.
كما سيمكن المستخدمين من رؤية الصور بشكل أوضح وأكثر انسيابية على الشاشة الصغيرة.
تم إعادة تصميم تطبيق التمارين بالكامل ليتماشى مع أسلوب Liquid Glass، وأضيف إليه دعم تشغيل الوسائط من Apple Music بناء على تاريخ الاستماع الخاص بالمستخدم، كما أضيفت أربعة أزرار قابلة للتخصيص لتسهيل الوصول إلى أكثر الوظائف استخداما أثناء التمارين.
3. Workout Buddy مساعد رياضي ذكي:كشفت آبل عن ميزة جديدة باسم Workout Buddy، وهي تجربة مدعومة بـApple Intelligence تهدف إلى تحفيز المستخدمين بناء على بياناتهم الصحية والرياضية السابقة، مثل معدل ضربات القلب، مستوى التمارين، والارتفاعات التي تم تسلقها.
تشبه الميزة بعض قدرات الذكاء الاصطناعي لدى خدمات مثل Strava وGarmin، وتقدم إشعارات تحفيزية مثل: "تبقى لك 18 دقيقة لإغلاق حلقة النشاط"، أو مقارنة الأداء الحالي بالأسابيع الماضية.
يشبه الصوت المستخدم مدربي Apple Fitness+، ويمكن للمستخدمين الاختيار من بين أصوات مختلفة.
واحدة من الميزات الذكية الجديدة هي الترجمة المباشرة للرسائل النصية عبر Apple Intelligence، حيث يمكن للساعة الآن ترجمة الرسائل مباشرة إلى اللغة المفضلة للمستخدم دون الحاجة للهاتف.
كما تقترح الساعة إجراءات سياقية، مثل فتح تطبيق الدفع عند استلام رسالة تطلب المساهمة في هدية أو عشاء.
5. تطبيق الملاحظات على المعصم:بناء على طلبات متكررة من المستخدمين، ستتاح أخيرا تطبيق Notes على Apple Watch، لتدوين الملاحظات السريعة مباشرة من المعصم، وهي إضافة طال انتظارها، وإن تم الإعلان عنها بسرعة دون تفاصيل كثيرة.
6. إيماءة المعصم الجديدة:بجانب إيماءة النقر المزدوج الشهيرة، أضافت آبل إيماءة جديدة تدعي "نفضة المعصم" Wrist Flick، والتي تتيح للمستخدم إغلاق الإشعارات، إسكات المنبهات أو المؤقتات، أو إغلاق مجموعة الويدجتس الذكية Smart Stack بحركة واحدة سريعة.
7. تحسينات في Smart Stack:تم تحديث ميزة Smart Stack الذكية لتصبح أكثر تفاعلا مع السياق، ستظهر الآن تلميحات صغيرة قابلة للتنفيذ في أسفل الشاشة، تقترح إجراءات بناء على الوقت والموقع، مثل بدء تمرين بيلاتس عند وصولك إلى الصالة المعتادة في الوقت المعتاد.
كما حصلت Smart Stack على خوارزمية محسنة تعيد ترتيب الويدجتس تلقائيا استنادا إلى سلوك المستخدم والبيانات المحيطة.
أبرز ميزات watchOS 26- تحسينات Genmoji: يمكن الآن إرسال Genmoji الإيموجي المخصص من المستخدم الذي تم إنشاؤه على آيفون، ودمجه مع رموز أخرى أو أوصاف لإنشاء رموز جديدة ومخصصة بالكامل.
- اقتراحات ذكية في الرسائل: ميزة جديدة تقترح إرسال مدفوعات Apple Cash عندما تطلب منك جهة اتصال مشاركة في حساب، أو اقتراح بدء "Check-In" تلقائيا بناء على السياق.
- ضبط تلقائي لأصوات الإشعارات: في حال كنت تستخدم إشعارات صوتية على الساعة، سيقوم النظام الآن بتعديل مستوى الصوت تلقائيا بما يتناسب مع البيئة المحيطة.
8. مساعد المكالمات الذكي: ميزات مثل Hold Assist وCall Screening تتيح لك التعامل مع المكالمات مباشرة من الساعة، يمكنك العودة إلى مكالمة قيد الانتظار أو تصفية الأرقام غير المعروفة بسهولة.
متى يتوفر التحديث؟من المتوقع أن يتم طرح watchOS 26 للمستخدمين في خريف 2025، بالتزامن مع إطلاق الجيل الجديد من Apple Watch.