حجاج بيت الله الحرام يتشوقون إلى ركن الحج الأعظم بالوقوف على عرفات

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق أولى شعائر وسنن الحج، بالتصعيد إلى منى وعرفات حيث يتشوق الحجاج للمبيت بمنى يوم الجمعة المقبل ومن ثم يصعدون صباح يوم السبت الي صعيد عرفات، باعتباره الركن الأعظم في الحج، ثم يعود الحجاج إلى مني صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة "يوم العيد". ويقضون في مني أيام التشريق الثلاثة لرمي الجمرات الثلاث.

الزميل أحمد الأفيوني في الأراضي المقدسةالتكنولوجيا في خدمة الحجاج

واستهل مئات آلاف الحجاج الاسبوع الماضي "طواف القدوم" حول الكعبة المشرفة وسط تلبيه وتكبير " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ " وفاضت شوارع مكة المكرمه خاصه الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام بآلاف الحجاج من مختلف الجنسيات، وعملت المملكة العربية السعودية علي تسخير التكنولوجيا الحديثة لخدمة الحجاج من خلال تزويد المشاعر المقدسة بكاميرات مراقبة وشاشات تفاعلية إرشادية تبث مواد توعوية تهم الحاج بلغات عالمية مختلفة، وخدمة الروبوت الآلي التي تتيح التواصل المباشر عن طريق الاتصال المرئي بين السائل وفريق من الدعاة والعلماء لتقديم خدمة الإرشاد بكل يسر وسهولة وبشكل ذكي وبعدة لغات، ويعمل "الروبوت" عبر جهاز تحكم عن بعد، للإجابة عن أسئلة ضيوف الرحمن، فضلا عن قطار المشاعر المقدسة لتسهيل عملية نقل الحجاج، بالإضافة إلى مراوح الرذاذ داخل الأماكن المقدسة من أجل تلطيف الأجواء، خاصة في ظل الطقس الحار الذي تشهده مكة المكرمة خلال أيام الحج.

منى.. أكبر مدينة خيام في العالم

أما الاستعدادات في مشعر منى، أكبر مدينة خيام في العالم، فتسير على قدم وساق لاستقبال ضيوف الرحمن من شتي بقاع الأرض وذلك يوم الثامن من ذي الحجة لقضاء يوم التروية بمنى، استعدادا للصعود إلى مشعر عرفات فجر يوم التاسع من شهر ذي الحجة والعودة بعد ذلك لقضاء أيام التشريق بها، حيث تم تزويدها بالاحتياجات الضرورية، و استحداث 11 مبنى جديدا في مشعر منى، يستوعب 37 ألف حاج، لينعم ضيوف الرحمن بأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة في أجواء من الطمأنينة والروحانية.

مشعر عرفات يستعد لاستقبال الحجيج

وأكمل مشعر عرفات هو الآخر استعداداته لاستقبال توافد الحجيج مع إشراقة صباح التاسع من شهر ذي الحجة، للصعود إلى جبل عرفات لقضاء يوم عرفة، والتمكن من أداء مناسكهم بكل طمأنينة وسط عناية الرحمن، حيث يعد الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان الحج، ومن فاته عرفة فاته الحج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة"، لذا يحرص الحجاج أثناء الوقوف بعرفه على الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى طمعاً في الرحمة والمغفرة.

تطوير ساحات مسجد المشعر الحرام

واستعد مشعر مزدلفة بمشروع مسار المشاعر "المرحلة الأولى" الذي يعد صديقا للبيئة كونه يسهم في تخفيف درجات الحرارة، وتم في المشروع تطوير ساحات مسجد المشعر الحرام ومناطق الاستراحة بمزدلفة كما تم تنفيذ أعمال لتسهيل حركة المشاه لكبار السن وذوي الاحتياجات وصولا لتسهيل حركة ضيوف الرحمن وتوفير الخدمات اللازمة لهم، و الانتهاء من أعمال تجهيز جسر الجمرات مدعم بمظلات علوية مع تلطيف الهواء بالرذاذ البارد لخفض درجات الحرارة، من خلال تجهيز أكبر محطة تبريد للهواء على مستوى العالم لتلطيف الأجواء على الحجاج.

جاهزية وزارة الصحة السعودية

وأعلنت وزارة الصحة السعودية جاهزيتها لموسم حج هذا العام 1445هـ باكتمال الخطط التشغيلية لجميع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لتقديم خدمات طبية متكاملة على أعلى مستوى وفق خطط تنظيمية من خلال تجهيز 18 مستشفى، و126 مركزا صحيا في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتم تزويدهم بعشرة ملايين قطعة من المستلزمات الطبية والأدوية، فضلا عن وجود رصيد احتياطي يقدر بـ 5 ملايين قطعة طبية أخرى، كما تحتوى كل سيارة إسعاف على مواد أساسية من أجهزة صدمات و أسطوانات الأكسجين و أجهزة قراءة العلامات الحيوية.

إجراءات تصعيد الحجاج المصريين إلى صعيد عرفات

من جانبها أنهت البعثة الرسمية لحجاج جمهورية مصر العربية بمكة المكرمة إجراءات إحكام عملية تصعيد الحجاج المصريين إلى صعيد عرفات باعتباره الركن الأعظم في الحج، وكذلك التوقيت الأنسب لذلك، كما تم وضع الحلول للتحديات والصعوبات المتوقعة من أجل ضمان تأمين وصول الحجيج في أفضل الظروف لاستكمال مناسكهم.

مشاعر مختلطة

دموع وخشوع وفرحة وبهجة، مشاهد تجمعت على وجوه الحجاج، حيث عبر كل حاج عن فرحته بوجوده بمكة المكرمة لأداء فريضة الحج بطريقته الخاصة.

تقول الحاجة كوثر عبد المجيد من حجاج جمهورية مصر العربية وقد سافرت مع زوجها لأداء فريضة الحج: إنها تشعر بسعادة غامرة كونها تؤدي الحج بين هذا الكم الهائل من الحجاج، خاصة وان الله سبحانه وتعالى اختارها لزيارة بيته الحرام وإتمام أركان الإسلام، وتابعت " أتمنى أن يجعل الله حجنا هذا العام سهلا" و ميسرا وأن يتم علينا الوقوف علي صعيد عرفات.

وتقول الحاجة تهاني عبادى من حجاج جمهورية مصر العربية إن الحج هذا العام نعمة كبيرة ربنا منحني إياها، بعد تسعة سنوات من الانتظار، لكن هذا العام أذن لي الرحمن، و فزت بالقرعة، مؤكدة حرصها الدعاء لمصر وأهلها أن يحفظها من كل شر وسوء، و يكفيها شر الأعداء، وكذلك الدعاء لغزه وأهلها أجمعين بالقوة والانتصار، بعد استمرار جرائم العدوان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

وأوضح أحمد صلاح فاوى من حجاج جمهورية مصر العربية أنه فور وصوله إلى مكة المكرمة، وعند سماعه نداءات التلبية دمعت عيناه من السعادة والفرح الشديد، خاصه أن مكة مكان عاش فيه الأنبياء، وكانت مقر ولادة وحياة خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقال نضع أقدامنا في الأماكن التي مشى فيها رسول الله، وهذا شعور لا يوصف.

ويقول عبد الهادى احمد عطا من حجاج جمهورية مصر العربية أن الله قدر له الحج هذا العام، معبرا عن سعادته و فرحته بتواجده بين ضيوف الرحمن.

وبين أنه فور وصوله إلى مكة المكرمة ودخوله بيت الله الحرام دعا الله عز وجل أن يرزقه الجنة وما يقرب إليها من قول أو عمل و يبعدنا عن النار و مايقرب إليها من قول أو عمل، و أن يتقبل الله سبحانه وتعالى الحجاج جميعا.

ورغم مرضه لكن تمكن الحاج عبد الرحيم عرفه (مسن) من تحقيق حلمه بأداء فريضة الحج بعد محاولات استمرت 25 عاما، قائلا منذ سنين أسجل في قرعه الحج وكل مرة لم يحالفني الحظ.

وأضاف قائلا: خفت أن أموت قبل أن أحج خاصة أنني قدمت للحج العام قبل الماضي وطلع اسمي لكن رجعوني بسبب السن وكان فيروس كورونا منتشرا.

وتابعت فوزيه رمضان من حجاج جمهورية مصر العربية قائلة هذا العام فوزت انا وزوجي والحمد لله برحلة العمر وهي حج بيت الله الحرام، و الفرحة لا تسعني رغم أني مريضة و تعبانه لكن أريد أن أوفي فرض الله سبحانه وتعالى وربنا يقدرنا بإذن الله.

المصدر: الأسبوع