«لازم تصدق حلمك، وأنا أكبر منك شوية كنت بمشي وأشوف مناطق صعبة، وكنت بقول لو إيدي طالت.. هعمل، وكان حلم وربنا أراد، واحنا في جزء من الحلم والحلم لسه مخلصش».. بهذه الكلمات النابعة من قلب أب صادق، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حفل إفطار الأسرة المصرية بالأسمرات العام الماضي، الذي عقده مع مجموعة من مواطني حي الأسمرات وبعض القيادات الشعبية وأعضاء مجلس النواب، إلى الطفل يوسف عبدالله أحد أعضاء فريق مبادرة «جيل جديد» التي أطلقتها وزارة الداخلية تحت رعاية الرئيس السيسي، بهدف دعم الشباب ومساندتهم خاصة طلائع المناطق الحضارية الجديدة، للارتقاء بقدرتهم الثقافية والمعرفية والحوارية، ضمن غرض أكبر وأشمل وهو بناء الإنسان المصري.

بدأت المبادرة بنحو 50 طالبًا فقط، لكنها امتدّت على مدى 3 سنوات لتضم 300 طالب، في ظل ما يوليه اللواء محمود توفيق وزير الداخلية من اهتمام خاص بالمبادرة، سعيًا وراء الارتقاء بالصغار والشباب، لا سيّما من سكان المناطق الحضارية الجديدة، وبناء مفاهيم صحيحة لديهم، وتنمية وعيهم وتغيير شخصياتهم للأفضل، إنفاذًا لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي القائمة على أنّ البناء في الجمهورية الجديدة، لا يستهدف البنية الاستراتيجية والتحتية فقط، وإنّما بناء وتطوير قدرات المواطن المصري.

ولم تعد المبادرة شعارًا يتردد بل واقعا يتجسّد على الأرض، عبر فعاليات عديدة تنظمها وزارة الداخلية باستمرار، أبرزها إتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب لقضاء 3 أيام كاملة داخل «مصنع الرجال» أكاديمية الشرطة، وزيارة ميادين العروض والتدريب ومعايشة طلاب الشرطة في أثناء يومهم، وتنظيم عدد من الأنشطة لهؤلاء الشباب داخل أندية الشرطة المختلفة في القاهرة، والإسكندرية، والمحافظات الأخرى، لقضاء أيام ترفيهية شملت مسابقات وأحداثًا ثقافية تغذي العقول وتعرِّفهم ببلادهم، وترسخ لديهم قيم الولاء والانتماء، إضافة إلى الرحلة النيلية التي نظمتها لهم خلال فترة عيد الفطر، وقبلها الاحتفال بعيد الأم والمرأة المصرية.

كما نظمت وزارة الداخلية في إطار المبادرة ذاتها، وتحت رعاية الرئيس السيسي، الملتقى الرابع لطلائع وشباب المناطق الحضارية الجديدة في بورسعيد والذي استمر لمدة 3 أيام، وشملت فعالياته استضافة الحضور في قرية الشرطة بمحافظة بورسعيد، وزيارة معالم المدينة التاريخية كالمتحف الحربي، وقسم شرطة مواني بورسعيد، الذي يعود بناؤه إلى ثلاثينيات القرن الماضي، فضلا عن تنظيم زيارة للمنطقة الصناعية، ضمَّت مصنع إنتاج الدوائر الكهربائية للسيارات، ومصنع الكاوتشوك الذي يلبي احتياجات السوق المحلية ويصدر بعض إنتاجه لعدد من الدول.

كما حرصت الوزارة على اصطحاب الشباب عبر (أنفاق 3 يوليو) التي تربط بورسعيد بالضفة الشرقية للقناة، كأحد أهم الإنجازات الحديثة، واتجهوا عبره إلى ميناء شرق التفريعة، وهو من المشروعات القومية ومحور أساسي للتجارة العالمية، كما تضمَّن البرنامج محاضرات توعوية بالإضافة إلى مسابقات ثقافية عكست مدى التطور الذي أحدثته المبادرة فى ثقافتهم وحجم معرفتهم بالإنجازات والثوابت الوطنية، انتهت بتكريم المتميزين علميًا وفنيًا ورياضيًا من بينهم.

وعكست الفعاليات -التي اختتمت بحفل ترفيهي- حرص وزارة الداخلية على تفعيل المبادرات المجتمعية المختلفة في ضوء اهتمام القيادة السياسية بالشباب والبراعم، لجعلهم أكثر حرصًا وإصرارًا على تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم وتوفير حياة كريمة لهم.

ومن أبرز محطات مبادرة «جيل جديد»، كان الملتقى الخامس لشباب وطلائع المناطق الحضارية الجديدة واستضافتهم في محافظة السويس، والذي يأتي استمرارا لترسيخ قيم الولاء ومفاهيم الإنتماء وحب الوطن لديهم، وتأكيدا على دور الدولة ومؤسساتها لبناء المناطق الحضارية الجديدة، والعمل على ترسيخ مفاهيم وقيم الوطنية، لإعداد أجيال جديدة تفخر بإنتمائها للوطن.

وكان الملتقى الخامس لشباب وطلائع المناطق الحضارية الجديدة، نقطة انطلاق محورية لمبادرة «جيل جديد»، انطلقت منها من حيز المحلية إلى آفاق العالمية، بعد أن تم خلالها تنظيم فعاليات تبرز الشراكة الصناعية المصرية الصينية، وكذلك زيارة منطقة مبنى مواني دبي العالمية داخل ميناء العين السخنة، حيث أعرب المدير التنفيذي لشركة تيدا مصر تساو خوي، وسلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة مواني دبي العالمية، ونائبه عمر شريف المرزوقي، عن انبهارهم بفكرة المبادرة وهدفها السامي والبناء تجاه الطلائع والشباب المشاركين، وهو ما دفعهم للمشاركة في تلك النسخة من الملتقى، ودفع شركة موانىء دبي العالمية، لتخصيص 10 منح دراسية لأفضل 10 طلاب بالمبادرة لتنتقل فعليا (جيل جديد) من المحلية إلى العالمية.

وتضمن البرنامج الذي أعدته وزارة الداخلية لشباب وطلائع المناطق الحضارية الجديدة، جولة تشمل معالم مدينة السويس المتنوعة، وفي مقدمتها زيارة النصب التذكاري الذي يخلّد ذكرى الشهداء، وزيارة ممشى أهل السويس، والذي يعد أحد المقاصد الترفيهية لأهالي المدينة، بعد أن أنشأته الدولة حديثا في إطار تطوير المدينة، كما شملت الجولة زيارة لكورنيش قناة السويس، وتخللها مشاهدة الطلائع لإحدى النقاط التي عبر منها الجيش المصري ودمّر خط بارليف في انتصار أكتوبر العظيم، كما أجروا زيارة إلى المتحف الأثري بالسويس.

وفي السياق ذاته، حرصت وزارة الداخلية على اصطحاب الشباب إلى مبنى الهيئة الاقتصادية للعين السخنة، حيث جرى تعريفهم بالإمكانات الاقتصادية التي تتمتع بها البلاد وقدرتها على جذب المزيد من الاستثمارات.

وتضمنت فعاليات الملتقى جولة للطلائع داخل منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري المصرية الصينية «تيدا مصر»، والتي تعد نموذجا مشتركا بين البلدين لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتوطين الصناعات.

وأجرى الشباب جولة داخل عدد من المصانع التي تجسد آليات توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا التي تحرص عليها مصر، لتعريف الأجيال بما تتمتع به مصر من إمكانات تصنيعية كبيرة ذات أهمية للاقتصاد الوطني.

وشملت الجولة زيارة لمنطقة مبنى مواني دبي العالمية داخل ميناء العين السخنة، حيث أجروا جولة داخل الميناء للتعرف على طبيعة عمله وأهميته الاقتصادية، ما يمثل انعكاسا للمناخ الجاذب للاستثمار الذى تنعم به مصر.

وعلى هامش الملتقى جرى تنظيم محاضرات تثقيفية للشباب حول أهمية المشروعات القومية التي زاروها، وتعريف الأجيال الجديدة بها وكيفية الحفاظ على الإنجازات.

ونجحت المبادرة من خلال الفعاليات والتنظيم العلمي المدروس، في تغيير شخصية الأطفال والشباب بالمناطق الحضارية الجديدة، مثل الأسمرات، وأهالينا، وبشائر الخير، وتنمية الوعي لديهم بقضايا وطنهم، وتطوير قدراتهم للمشاركة في بناء الجمهورية الجديدة، بل تعدى إنجازها الأبناء ليشمل الأهالي الذين حلموا أيضا بغد مشرق ليسيروا على درب أبنائهم.

وليس هناك دليل على مدى نجاح وأهمية المبادرة، أكثر مما قاله الطفل يوسف عبد الله، أحد أعضاء مبادرة «جيل جديد» للرئيس عبدالفتاح السيسي العام الماضي؛ حيث قال له: «بنحبك يا ريس، وبنشكر حضرتك على مبادرة (جيل جديد)، اللي اتعلمنا فيها حاجات جديدة، وشوفنا الإنجازات اللي اتحققت في بلدنا.. زي قناة السويس الجديدة، وأنفاق تحيا مصر، ومتحف الحضارة.. في المبادرة كلمونا عن الشهداء، وعلمونا معنى الشهادة، وعرفنا إن الشهداء هما الناس اللي بتموت وتضحي بحياتها عشان احنا نعيش.. وأنا قلت للظباط نفسي أبقى زيهم، وقالوا لي اهتم بدراستك وصحتك.. أنت اللي خلتنا بجد نحلم ونصدق حلمنا".

ورد عليه الرئيس السيسي حينها، قائلا: «لازم تصدق حلمك، وأنا أكبر منك شوية كنت بمشي وأشوف مناطق صعبة، وكنت بقول لو إيدي طالت هعمل، وكان حلم وربنا أراد، واحنا في جزء من الحلم والحلم لسه مخلصش.. الحلم هيكون بيكم، أنت وكل اللي زيك في كل مصر، وطالما الناس بخير وسلام، احلم واوعى تبطّل حلم، واحلموا الحلم وربنا هيحققه أما تجري عليه، وطول ما حلمك مخلص وجميل، هتلاقي ربنا بيساعدك وهو فوق الكل».

وعكس الحوار النابع من القلب بين الطفل الذي تعامل دون أي مجاملة أو تكلف، وبين أب يحلم بكل الخير والنجاح لأبنائه وأفراد شعبه، أهمية مبادرة «جيل جديد» في مخاطبة الشباب وبناء قدراتهم، وزيادة الوعي لديهم بالتحديات التي تواجه وطنهم، وبالأزمات التي تغلبت الدولة عليها منذ عام 2011 وحتى الآن، سواء الاقتصادية أو الأمنية، مرورا بالإنجازات التي تحققت خلال السنوات العشر الماضية، بفضل رؤية قائد مخلص محب لوطنه، يواصل الليل بالنهار للنهوض بأرض الكنانة ووضعها على مصاف الدول الكبرى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حفل إفطار الأسرة المصرية حفل إفطار السيسي المناطق الحضاریة الجدیدة وزارة الداخلیة الرئیس السیسی دبی العالمیة جیل جدید

إقرأ أيضاً:

في خطاب عيد الاستقلال .. الرئيس المشاط : اليمن الذي طرد الاحتلال البريطاني بالأمس قادرٌ بأن يحميَ سيادته ويصونَ كرامته وأن يصمدَ في وجه كل غازٍ

يمانيون |
جدد رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط العهدَ والوفاءَ لشهداء ثورة التحرير والاستقلال بتحرير كل شبرٍ من أرض اليمن الطاهرة وجزره ومياهه الإقليمية، وصيانة أجوائه من دنس المحتلين والغزاة.

وأكد في خطابٍ له بهذه المناسبة أنه وتقديراً لصمودِ الشعب اليمني العظيم خلال سنوات العدوان الماضية، أننا إلى النصر أقرب، ونعده بالعمل على إنهاءِ معاناته وتحقيق الاستقرار والازدهار الذي يستحقه.

وتقدم الرئيس المشاط بعظيمِ التهاني وأجلّ التبريكات للسيد القائد ولكافة أبناء شعبنا اليمني في الداخل والخارج بمناسبة الذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال المجيد.

وأكد الرئيس المشاط في خطابٍ له بهذه المناسبة أن الثلاثين من نوفمبر ليس تاريخاً يُتلى في صفحات الماضي فحسب، بل هو نبضٌ خالدٌ في قلب الوطن؛ ففيه ارتفعت راية اليمن حرةً شامخة، ونال الوطن استقلاله، وتحرر من قيود الغزاة.

وأشار إلى أن يوم الاستقلال صنعه الرجال الأشداء من ثوار الرابع عشر من أكتوبر، يوم صدحوا بصيحات الحرية من جبال ردفان الشماء، ومن عدن الباسمة والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة، فهتف الوجدان اليمني ملبياً دعوة الثوار من السهل إلى كل جبلٍ ووادٍ يواجهون الاحتلال البريطاني البغيض بصدورٍ مؤمنةٍ وعزمٍ لا يعرف الانكسار.

وأكد أن اندحار آخر جندي بريطاني من اليمن لم يكن اندحاراً اختيارياً، بل حالةَ هروبٍ إجبارية فرضها أبطال اليمن على إمبراطورية الاستعمار البريطانية التي تصاغرت أمام شموخ أبناء اليمن، ليولد فجرُ اليمن المستقل في الثلاثين من نوفمبر، لافتاً إلى أن ما حدث في ذلك اليوم هو عيدٌ وطنيٌّ خالد، وذكرى عزيزة تنبض في قلب كل يمني ويمنية.

وأشار الرئيس المشاط إلى أن ذكرى الثلاثين من نوفمبر الخالدة ليست حدثاً عابراً في سجل التاريخ اليمني، بل هي قيمةٌ حية تتجدد في وجدان اليمنيين جيلاً بعد جيل، وهي تذكرنا بأن الاستقلال لا يُمنح صدفةً ولا يُوهب منةً، بل يُنتزع انتزاعاً؛ حيث تقرر الشعوب أن تكون سيدةَ قرارها حين تصون حريتها بدمائها ومواقفها الثابتة الراسخة رسوخ الجبال.

وأضاف: “لقد أثبت أجدادنا أن الشعوب إذا اجتمعت كلمتها وعزمت إرادتها، فإنها تستطيع أن تهزم أعتى الإمبراطوريات، وأن تستعيد كرامتها، وتكتب بدماء أبنائها أمجادها الخالدة”، لافتاً إلى أن ما يجعل الثلاثين من نوفمبر اليوم ذكرى متجددة هو أن حاضرنا كشف عن صورة جديدة للاحتلال، وهو احتلالٌ يغير وجوهه ومسمياته، لكنه لا يغير جوهره ولا أطماعه، مؤكداً أنه احتلال يجمع بين أذرع الهيمنة المباشرة وغير المباشرة، وتتقدم صفوفَه أمريكا وبريطانيا، ومن ورائهما الصهيونية العالمية، وتنفذه الأدوات الإقليمية والدولية.

ولفت إلى أن الحقيقة أنها مشاريع استعمارية تريد السيطرة على مقدرات اليمن وثرواته وموقعه الإستراتيجي، وهي امتدادٌ لنهجٍ لم يكتفِ باغتصاب فلسطين، بل مدّ يده إلى أوطانٍ أخرى، من فنزويلا إلى نيجيريا، ومن إيران إلى مالي وغيرها، في سباقٍ محمومٍ لنهب الثروات وانتهاك السيادات تحت شعاراتٍ خادعة وزائفة.

وأوضح أننا نستحضر في هذه المناسبة درسها العظيم بأن الشعوب التي تنتصر مرةً قادرةٌ على أن تنتصر ألفَ مرة، وأن اليمن الذي طرد الاحتلال البريطاني بالأمس قادرٌ اليوم أن يحميَ سيادته ويصونَ كرامته، وأن يصمد في وجه كل غازٍ مهما تبدلت أسماؤه وتغيرت شعاراته.

وواصل قائلاً: “إننا نستعرض اليوم هذا الدرس لنقف جميعاً وقفةَ وعيٍ وبصيرة، نستحضر فيها تضحيات الأبطال، ونستلهم منها العزمَ والإصرار، ونمضي على ذات الطريق حتى يتحقق لبلادنا استقلالُه الكامل، ويطهر كل شبرٍ من أرض اليمن من دنس المحتلين والغزاة الجدد، ويشرق فجرٌ جديد تُستعاد فيه السيادة بإرادةٍ مليئة بالعزة والبسالة والإباء”.

الخونة خنجرٌ في خاصرة الوطن

ونوه الرئيس المشاط إلى أننا اليوم ونحن نحتفل بعيد الاستقلال العظيم بكل ما حمله من آمالٍ وتضحيات، انتهى بكل أسفٍ في نهاية المطاف إلى أيدٍ غير أمينة فرطت بإنجازه، وعبثت بمنجزاته، وأقصت صانعيه؛ فلم تُقم له جيشاً وطنياً قوياً يحمي سيادته، ولا اقتصاداً مستقلاً يصون قراره من التبعية للقوى الاستعمارية، فانحرفت عمّا أنجزه الثلاثون من نوفمبر، وقصّرت في أداء المسؤولية، حتى صار التدخل الخارجي في شؤون اليمن يصل إلى حدودٍ تكاد تشبه حال البلاد إبان الاحتلال نفسه.

وأوضح أن من يتأمل تاريخ الاستعمار البريطاني قديماً يدرك بجلاءٍ أنه قام على تمزيق وحدة الشعب اليمني، وقسّم جنوب الوطن إلى كانتوناتٍ وسلطناتٍ متناحرة، يغذي بينها الأحقاد والصراعات، ليحكم قبضته ويمد نفوذه، وتلك السياسة الخبيثة كانت سرَّ بقائه طويلاً.

وأضاف: “ولئن خرج المحتل من أبواب اليمن ظاهراً، فإنه عاد عبر الظل، متخفياً بأسماء جديدة وشعارات براقة، يتسللون من الدعم الأمني والسياسي والاقتصادي، فيما جوهره هو عينُ الاستعمار القديم بسياساته ومخططاته الخبيثة، لكنه بثوبه الحديث حتى بلغ الحال أن جندت بعضُ القيادات الخائنة لتكون خنجراً في خاصرة هذا الوطن، وتقدّم له الثروات، وتبيع السيادة، وتفتح له الطريق ليعود مستعمراً، ولكن بأيادٍ داخلية، وللأسف الشديد، فجعلت مكاسبه أرخصَ ثمناً وأيسرَ نيلاً”.

ولفت إلى أننا نرى اليوم بأم أعيننا طوابير الخونة والمرتزقة يتزاحمون ويحلمون بالعودة إلى واجهة المشهد فوق دباباتٍ أمريكية وإسرائيلية، في مشهدٍ يجمع بين السخرية والأسى، إذ يحتفل هؤلاء العملاء بذكرى الاستقلال من داخل عواصم الغزاة الجدد الذين يحتلون جزءاً عزيزاً من أرضنا، معتبراً أنه “ولولا ذلك الاختراق من قبل أولئك الخونة، لما استطاع العدو أن يتسلل إلى جسد هذا الوطن الغالي، ويعمّق فيه هذا الشرخ الموجع”.

الشعب سدٌّ منيعٌ في وجه الغزاة

وتابع الرئيس المشاط بقوله: “إننا نشهد اليوم واقعاً أليماً في المناطق المحتلة، واقعاً صنعته أيادٍ خارجية وأخرى خائنة، حيث أُنشئت ميليشياتٌ متصارعة وفرقٌ متناحرة على ذات النهج الاستعماري القديم: فرقٌ تَسُد، الذي أتقنه الاحتلال البريطاني البغيض؛ فأصبحت تلك المناطق مسرحاً للفوضى وانعدام الدولة، تُمحى فيها الخدمات الأساسية، وتنهار فيها العملة، وتُنهب فيها الثروات، وينعدم فيها الأمن، وتُهان فيها الكرامة، ويُرفع فوقها علمُ المحتل بدل علم اليمن، وتخرج منها أصواتُ النشاز تدعو بجرأةٍ ووقاحة إلى التطبيع مع كيان العدو الصهيوني الغاصب، في تحدٍّ سافرٍ لعقيدة هذا الشعب وإيمانه وهويته”.

وواصل: “لقد عاد المستعمرون الجدد اليوم بوجوهٍ أشد خبثاً، وبأدواتٍ أشد خطراً ورخصاً، يستخدمون الخونةَ لوطنهم، وينشئون شبكات التجسس ليمرروا عبرها مشاريع التفتيت والتمزيق، تماماً كما فعل المستعمر البريطاني يوم قسم جنوب اليمن إلى سلطناتٍ متناحرة ومشيخاتٍ متحاربة، ليبقى هو المتحكم بها”.

وأكد الرئيس المشاط أن أولئك الخونة الذين فرطوا بإرث أكتوبر ونوفمبر ليسوا أمناء على هذا الشعب ولا على حقوقه التاريخية والحضارية، ولا يملكون ذرةً من شرف الدفاع عن وطنٍ أثبت في كل مراحل تاريخه أنه لا يركع للمحتل، ولا يساوم على سيادته، ولا يسمح للغزاة أن يطؤوا أرضه إلا ليدفنوا فيها”، مشيراً إلى أنه ورغم هذا الواقع الأليم، إلا أن الشعب الذي هزم الإمبراطورية البريطانية يوم كانت في ذروة قوتها قادرٌ اليوم على أن يقطع الطريق على كل محاولات الغزاة للعودة، وسيبقى اليمن برجاله ونسائه وأحراره وأبطاله سداً منيعاً في وجه كل معتدٍ يحمي تضحيات الشهداء ويصون إرث الرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر، ويواصل طريق التحرير حتى آخر شبرٍ من ترابه العزيز والغالي.

واستكمل الرئيس المشاط خطابه بالقول: “وها نحن في ذكرى الثلاثين من نوفمبر المجيدة، لا نقف عند حدود الاحتفال، بل نقف لنقرأ الماضي بعيونٍ يقظة، ونستخلص منه الدروس، لنحميَ حاضرنا من التكرار، ونبني مستقبلاً راسخاً على أسسِ الوعي المستنير والعزيمة التي لا تعرف الوهن ولا التراجع، وهذا هو الطريق الذي اخترناه وسنسير فيه بثبات حتى يكتمل استقلال اليمن”.

مقالات مشابهة

  • «إيديكس 2025».. الرئيس السيسي يفتتح النسخة الرابعة لمعرض السلاح الدولي
  • المبادرة المطلوبة من الرئيس ترامب لإنهاء حرب السودان
  • جيل زد وميثاق الأمل: شباب يهزون عرش السيسي ويعيدون الأمل للمشهد المصري
  • أسيوط الجديدة: تفقد أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية بالعمارات محل التنفيذ
  • الرئيس السيسي يهنئ رئيسة بربادوس بذكرى يوم الاستقلال
  • وزير الإسكان يتابع مشروعات سكن لكل المصريين بعدد من المدن الجديدة ويوجه بتسريع معدلات التنفيذ
  • في خطاب عيد الاستقلال .. الرئيس المشاط : اليمن الذي طرد الاحتلال البريطاني بالأمس قادرٌ بأن يحميَ سيادته ويصونَ كرامته وأن يصمدَ في وجه كل غازٍ
  • ترامب يهاجم توقيع بايدن | نخبرك ما نعرفه عن الجهاز الذي يغني عن قلم الرئيس
  • رئيس الحركة الوطنية: كلمة السيسي كشفت حجم العاصفة.. ومصر تشق طريقها نحو الاستقرار
  • السيسي.. الديكتاتور الذي يعترف أخيرا: مصر تحتاج مئة عام للنهوض!