الأديب زكي مبارك.. خصومة مع طه حسين والعقاد ظلمته عمرًا من الزمن
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الأديب زكي مبارك، هو صاحب الدكتوراه المتعددة حيث حصل على ثلاث درجات للدكتوراه في الأدب والنثر والتصوف الإسلامى من فرنسا حتى سُمي بالدكاترة زكى مبارك.
وُلد في مثل هذا اليوم 5 أغسطس 1891، ويقول عن نفسه: "ولدتنى أمى فأضيف إلى الوجود خبر جديد وشر جديد".
لم ينل زكي مبارك حظه من المناصب نتيجة لسببين رئيسين، أولًا: معاركه الأدبية مع أقطاب عصره كطه حسين، وعباس العقاد، والمازني وغيرهم، ثانيًا: تفضيله الابتعاد عن التيارات الحزبية المالئة للقصر والنفوذ البريطاني؛ لذلك سافر الرجل إلى العراق، وهناك مُنح "وسام الرافدين" في عام 1947، وقد كتب مبارك طوال مسيرته الأدبية 45 كتابًا.
اشتعل في القرن الماضي أكبر معركة أدبية بين زكي مبارك، وعميد الأدب العربي طه حسين، وجاءت على مراحل متعددة، إلى أن قام طه حسين بإقصاء زكي مبارك من الجامعة المصرية، وبالرغم أن الأول كان من أبرز المدافعين عن طه حسين في محنة الشعر الجاهلي.
تجدد الصراع بينهما مرة أخرى بعد 9 سنوات، عندما ألف زكي مبارك كتابه "النثر الفني" والذي خالف فيه رأي المستشرقين ورأي طه حسين.
وكتب طه حسين عن الكتاب يقول: "كتاب من الكتب ألفه كاتب من الكتاب" رافضًا ذكر اسم زكي مبارك أو الكتاب وكأن في ذلك تنكير من شأنهما، مما دفع الأخير للرد بشكل عنيف يقول: "كنت أنتظر أن تفرح بكتابي، لأنه كما تعلم جهد أعوام طوال، ولكن خاب الظن وعرفت أنك وسائر الناس تغضب وتحقد، وكنت أرجو أن يكون عندك شيء من تسامح العلماء. تعال نتحاسب يا ناسي العهد ويا منكر الجميل، لقد مرت أعوام لم يكن يذكرك فيها بخير أحد غيري، وهل كان في أصحاب الأقلام من انبرى للدفاع عن طه حسين غير تلميذه وصديقه زكي مبارك. لقد ذكرتك بالخير في جميع مؤلفاتي؟. فهل يضيع عندك كل هذا المعروف لأنى بددت أوهامك في كتاب (النثر الفني)؟".
وبالرغم من ذلك الصراع الشديد فإن زكي مبارك دافع عن طه حسين مجددًا عندما أصدر إسماعيل صدقي باشا، رئيس الوزراء قرارًا باستبعاده من الجامعة، وظل يدافع عنه حتى عاد مرة أخرى، إلا أن طه حسين لم يرد الجميل ورفض تجديد عقد زكي مبارك، بل وفصله من الجامعة، فكتب زكي مبارك: "لو جاع أولادي لشويت طه حسين وأطعمتهم لحمه".
قال عنه العقاد: هو كاتب بلا شخصية ولا طابع، وقال عنه إبراهيم المازنى: إنه لو أخلى كتابته من الحديث عن زكى مبارك لكان أحسن مما هو عليه، أما أحمد حسن الزيات فقد أنصفه وأثنى عليه، وقال عنه: إنه لون من ألوان الأدب المعاصر ولا بد منه ولا حيلة فيه، هو الملاكم الأدبى في ثقافتنا الحديثة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زكي مبارك الجامعة المصرية زکی مبارک طه حسین
إقرأ أيضاً:
مجمع البحوث يعلن إصدار جديد بمعرض الكتاب"دليل السالك إلى مالك الممالك"
يستعد معرض القاهرة الدولي للكتاب لاستقبال إصدار جديد من مجمع البحوث الإسلامية، وهو كتاب "دليل السالك إلى مالك الممالك" للعلامة علي بن عبد البر الونائي (ت. 1211هـ).
يمثل هذا الكتاب مرجعًا متكاملاً للباحثين والمهتمين بالعلوم الشرعية والتربية الروحية، إذ يقسم رسالة المؤلف إلى ثلاثة محاور أساسية تجمع بين التوحيد والفقه والتصوف.
القسم الأول: علم التوحيد
خصص المؤلف الجزء الأول من كتابه لدراسة علم التوحيد، موضحًا ما يجب على السالك اعتقاده فيما يتعلق بالإلهيات والنبوات والسمعيات. ويهدف هذا القسم إلى تأسيس قاعدة معرفية متينة للباحثين في الدين، وتعزيز فهمهم لعقائد الإسلام الصحيحة بما يسهم في تقوية الإيمان والارتباط الروحي بالخالق.
القسم الثاني: علم الفقه
أما الجزء الثاني، فيركز على علم الفقه، موضحًا الأحكام المتعلقة بالعبادات كالصلوات والصيام والزكاة والحج. كما يتناول مجمل أحكام المواريث والعديد من مسائل المعاملات، موضحًا وجوه الحل والحرمة فيها. ويهدف هذا القسم إلى تمكين السالك من ممارسة عباداته وتصحيح سلوكه وفق الشريعة الإسلامية بشكل علمي دقيق.
القسم الثالث: التصوف وأخلاقيات السالك
خصص المؤلف الجزء الثالث للتصوف، مع التركيز على الأخلاقيات الروحية التي يحتاجها المرء للارتقاء بروحه والنمو الروحي. يقدم هذا القسم للسالك أدوات عملية للتأمل والتزكية، بما يساعده على تحقيق النجاة الروحية والسلوك القويم في حياته اليومية.
أهمية الإصدار في العصر الحديث
يأتي كتاب "دليل السالك إلى مالك الممالك" ليجسد توازنًا بين العقيدة، الفقه، والتربية الروحية، ما يجعله مرجعًا متكاملاً للباحثين في العلوم الإسلامية. كما يعكس حرص مجمع البحوث الإسلامية على إحياء التراث الشرعي ونقله للأجيال المعاصرة بأسلوب يسهل الوصول إليه وفهمه.
يعد هذا الإصدار إضافة قيمة لمكتبة الباحثين في الدين، كما يساهم في نشر الثقافة الشرعية والروحية في المجتمع، ويعزز دور معرض القاهرة الدولي للكتاب كمنصة لعرض الأعمال العلمية والدينية الهادفة.