تفاصيل تروى لأول مرة.. من وراء القضبان زوجة البغدادي تفضح أسرار زعيم داعش
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
من وراء جدران أحد السجون العراقية، تُطلّ علينا أم حذيفة، زوجة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الأسبق أبو بكر البغدادي، في مقابلة استثنائية، لتروي بعض فصول حياتها مع أحد أكثر الرجال إثارة للرعب في العالم.
وخلال لقاء خاص مع شبكة "بي بي سي"، تعود أم حذيفة، الزوجة الأولى للبغدادي، إلى صيف عام 2014، الفترة التي كانت تعيش فيها مع زوجها في مدينة الرقة السورية، التي كانت تعتبر أحد أبرز معاقل التنظيم آنذاك.
تروي أم حذيفة من داخل سجن للنساء في العاصمة العراقية بغداد، حيث تقيم، للتحقيق معها في قضايا إرهاب، تفاصيل تنشر لأول مرة، عن حياتهما معا.
وتستذكر أن البغدادي، الذي كان حينها على قائمة المطلوبين، كونه زعيماً لإحدى الجماعات الجهادية المتطرفة، كان يقضي كثيرًا من وقته في أماكن أخرى خشيةً من الاعتقال. وفي أحد الأيام، أرسل حارسًا إلى منزلهم لأخذ اثنين من أبنائهما الصغار.
وتقول أم حذيفة بأنّ الحارس أخبرها أنّ أبناءها سيذهبون في رحلة لتعليمهم السباحة.
وتتابع، أن منزلهما كان يحتوي على جهاز تلفزيون، كانت تشاهده بالسر؛ لأنها كانت ممنوعة من مشاهدته أو استخدام أي وسائل تكنولوجية أخرى، مثل الهاتف المحمول، منذ عام 2007. وأن البغدادي كان يعتقد أنه لا يعمل.
وبعد أن أخذ أحد الحراس أبناءها بأيام قليلة، قررت أم حذيفة تشغيل التلفزيون، فكانت المفاجأة الكبرى.
فقد ظهر البغدادي على الشاشة يلقي خطابًا في جامع النوري الكبير في مدينة الموصل، شمال العراق. كان ذلك ظهوره الأول بشكل علني، حيث أعلن نفسه خليفة للمسلمين. وجاء ذلك بعد أسابيع فقط من سيطرة مقاتليه على المنطقة.
تكشف السيدة التي كانت ترتدي زياً أسود اللون ولم تظهر إلا جزءا بسيطا من وجهها، أنها شعرت حينها بالصدمة، عندما علمت أن أبناءها كانوا في الموصل بدلاً من تعلمهم السباحة في نهر الفرات.
وذكرت شبكة" بي بي سي"، في تقريرها، أن أم حذيفة سعت لتصوير نفسها خلال اللقاء، على أنها ضحية حاولت الهروب من البغدادي.
وحاولت نفي جميع الاتهامات الموجهة ضدها، وتورطها في أي من الأنشطة الوحشية التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية.
وجاء حديثها مخالفا تماماً للاتهامات التي وجهتها النساء الإيزيديات لها، واللواتي اختطفن واغتصبن من قبل أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت النساء الأيزيديات قد اتهمن أم حذيفة بالتواطؤ في "الاستعباد الجنسي" للفتيات والنساء المختطفات.
وقدمت أم حذيفة، أرملة البغدادي، خلال اللقاء، رواية فريدة عن تحوله من طالب شريعة هادئ إلى زعيم متطرف دموي.
تقول أنّ البغدادي أنهى دراسة الشريعة في جامعة بغداد، لكنه لم يكن حينها "متدينًا لكن لم يكن متطرفًا، وكان محافظًا لكن منفتحًا".
مقتل 5 جنود عراقيين في هجوم لـ"داعش" على نقطة عسكرية"تعرض لشيء.. لا أستطيع فهمه"لكنّ حياتهما لم تكن هادئة، ففي عام 2004، بعد عام من الغزو الأمريكي للعراق، اعتقلت القوات الأمريكية البغدادي واحتجزته في مركز اعتقال في معسكر بوكا.
قضى البغدادي في معسكر بوكا حوالي عام مع عدد من الرجال الذين أصبحوا فيما بعد قادة بارزين في تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات جهادية أخرى.
تقول أم حذيفة أنّ البغدادي تغير بعد إطلاق سراحه من معسكر بوكا، فقد أصبح سريع الغضب، ويتعرض بشكل مستمر لنوبات غضب.
وتشير إلى أنه "بدأ يعاني من مشكلات نفسية. وعندما سألته عن السبب، قال لها إنه "تعرض لشيء.. لا أستطيع فهمه"، وفق تعبيرها.
إلا أن هذا الكلام أيضا بحسب "بي بي سي"، يتناقض مع بعض المقربين من الزعيم الذين أكدوا أنه كان متورطاً مع تنظيم القاعدة قبل أن يتم اعتقاله.
وتعتبر أم حذيفة أن زوجها "تعرض لتعذيب جنسي أثناء احتجازه"، على الرغم من أنه لم يقل ذلك صراحةً.
وذكرت "بي بي سي" أنها أرسلت هذا الادعاء إلى وزارة الدفاع الأمريكية، للحصول على تعليق من جانبها، إلا أنها لم تتلق أي رد من جانب البنتاغون.
وتابعت أنها "كانت تقوم بتفتيش أغراضه وملابسه عندما كان يعود إلى المنزل، أو عندما يستحم، أو عندما ينام"، بعد أن بدأت شكوك تنتابها عما إذا كان ينتمي إلى جماعة متشددة.
وتضيف أنها "كانت تبحث أيضا في جسده عن كدمات أو أثار جروح"، وتقول "كنت في حيرة من أمري.. لكنني لم أجد شيئاً".
وتُكمل أم حذيفة، أرملة البغدادي، سردها لحياة مليئة بالخوف والاضطراب. وتصف كيف كانت هي والبغدادي يتنقلان من منزل إلى آخر خوفًا من الملاحقة، وكيف كانا يستخدمان هويات مزيفة لإخفاء هويتهما.
وتكشف أيضًا عن زواج البغدادي من زوجة ثانية، مما أثار غضبها ودفعها إلى طلب الطلاق. لكنه اشترط أن تتخلى عن أطفالها، فكان عليها أن تبقى معه رغمًا عنها، كرمى لعيون أطفالها.
وتذكر شبكة "بي بي سي " في تقريرها، أن مراسليها قاموا بتشغيل تسجيل لإحدى العائلات التي اتهمت أم حذيفة بالتواطؤ في اختطاف واستعباد فتيات إيزيديات، فكان جوابها "لا أنكر أن زوجي كان مجرماً"، لكنها أضافت أنها "آسفة جداً لما حدث لهم"، وتنفي الاتهامات الموجهة إليها".
ونقلت أم حذيفة من تركيا إلى بغداد مطلع العام الجاري، حيث تقيم في أحد سجون العاصمة بغداد، لكن لم يصدر بحقها أي حكم قضائي بعد.
ولا يزال أكثر من عشرين امرأة وطفلة ممكن اختطفوا عام 2014 من جانب مقاتلي التنظيم، في عداد المفقودين.
واعتقلت أم حذيفة في الثاني من حزيران/يونيو 2018 في محافظة هاتاي قرب الحدود السورية رفقة عشرة أشخاص آخرين، من بينهم ابنته التي قيل أن إسمها ليلى جبير.
باريس أعادت 10 نساء و25 طفلا من المخيمات التي تحتجز فيها عائلات داعش في سورياوأعلن الرئيس التركي حينها، أمام مجموعة من الطلاب في أنقرة اعتقالها قائلا: "أسرنا زوجته - أُعلن ذلك للمرة الأولى - لم نثر ضجة كبيرة حول الأمر".
وقُتل البغدادي في 27 أكتوبر 2019 في عملية نفّذتها قوات أمريكية خاصة بمساعدة مقاتلين من فصائل كردية في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، قرب الحدود مع تركيا.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينها قتل البغدادي، في كلمة ألقاها من البيت الأبيض، وقال إنه "قتل بعد تفجير "سترته" الناسفة، مضيفا أنه كان معه ثلاثة من أولاده في التفجير وإن "جسده كان مشوها جراء الانفجار. كما أن النفق انهار عليه. لكن نتائج التحاليل أتاحت التعرف عليه بشكل أكيد وفوري وتام. كان فعلا هو".
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زعامة عائلية.. شقيق أبو بكر البغدادي هو الزعيم الجديد لتنظيم داعش مسؤول تركي: أرملة البغدادي كشفت عن "الكثير من المعلومات" عن داعش تركيا تعلن اعتقال شقيقة أبو بكر البغدادي شمال سوريا داعش العراق الولايات المتحدة الأمريكية سوريا أبو بكر البغداديالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 حركة حماس غزة إسرائيل مجلس الأمن الدولي جو بايدن الانتخابات الأوروبية 2024 حركة حماس غزة إسرائيل مجلس الأمن الدولي جو بايدن داعش العراق الولايات المتحدة الأمريكية سوريا أبو بكر البغدادي الانتخابات الأوروبية 2024 حركة حماس غزة إسرائيل مجلس الأمن الدولي جو بايدن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أسلحة طوفان الأقصى حريق فلسطين الحرب في أوكرانيا السياسة الأوروبية تنظیم الدولة الإسلامیة أبو بکر البغدادی یعرض الآن Next بی بی سی
إقرأ أيضاً:
ليست احتجاجات بل هجمات عرقية.. دراسة تفضح رواية اليمين المتطرففي بريطانيا
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الاضطرابات التي اندلعت في بريطانيا صيف عام 2024، عقب جريمة قتل مروعة في مدينة ساوثبورت، تشبه في طبيعتها أحداث الشغب العنصري التي وقعت في خمسينيات القرن الماضي، أكثر مما تشبه احتجاجات عام 2011، التي كانت موجهة بشكل أساسي ضد السلطة.
وبحسب ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن العنف اندلع في البداية في مدينة ساوثبورت، بعد مقتل ثلاث فتيات صغيرات خلال حصة رقص مستوحاة من أغاني تايلور سويفت. الضحايا هن: إلسي دوت ستانكومب (7 سنوات)، أليس دا سيلفا أجويار (9 سنوات)، وبيبي كينج (6 سنوات). وقد حكم على القاتل، أكسل روداكوبانا، بالسجن لمدة لا تقل عن 52 عاماً.
في اليوم التالي للهجوم، أي في 30 يوليو، انتشرت معلومات مغلوطة عبر الإنترنت تفيد بأن القاتل "طالب لجوء مسلم"، وهي رواية تبنتها حسابات يمينية متطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أجج الغضب وفتح الباب أمام أعمال شغب امتدت لاحقاً إلى عدد من المدن البريطانية، من بينها لندن ومانشستر وليفربول وبلفاست وسندرلاند وروذرهام.
ورغم وصف هذه الأحداث إعلامياً بأنها "احتجاجات يمينية متطرفة"، إلا أن فريقاً من الباحثين شكك في هذا التوصيف، وخلص في دراسة تمهيدية إلى أن ما جرى كان أقرب إلى "هجمات عنصرية" استهدفت الأقليات، وليس احتجاجاً تقليدياً بالمعنى السياسي أو الاجتماعي.
أوضح جون دريوري، أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة ساسكس، والذي قاد الدراسة، أن "ما حدث لم يأخذ الشكل النمطي للاحتجاج"، مضيفاً: "ربما يمكن اعتباره نوعاً من العمل المباشر، ولكن ليس بالضرورة احتجاجاً".
ووجدت الدراسة، التي تناولت ثلاث حالات ميدانية في مدن بريستول وهانلي وتاموورث، أن المشاركين في هذه الأحداث كانوا في الغالب من "الأغلبية البيضاء" التي استهدفت الأقليات العرقية والدينية. وأكد الباحثون أن هذه الاضطرابات تختلف عن انتفاضات 1980 و2011، التي كانت بمعظمها من قبل أقليات عرقية ضد الشرطة أو الدولة.
تشابه مع أحداث نوتينج هيل 1958 وليفربول 1919الدراسة قارنت ما جرى في صيف 2024 بأحداث الشغب في نوتينج هيل ونوتنجهام عام 1958، والتي شهدت هجمات عنيفة شنها رجال بيض ضد سكان من أصول كاريبية، وكذلك بأحداث عام 1919 في ليفربول وكارديف وجلاسكو، حين استهدفت مجتمعات المهاجرين في سياق أزمة بطالة بعد الحرب العالمية الأولى.
وأشار الباحثون إلى أن العنف الذي اندلع عام 2024 لم يكن يحمل طابعاً احتجاجياً، بل كان أقرب إلى "سلسلة من الهجمات"، حيث لم تظهر فيه رموز أو شعارات احتجاجية، وجاءت أعمال العنف عشوائية وغير مبررة.
أحد أبرز استنتاجات الدراسة أن المشاركين لم يكونوا حصرياً من اليمين المتطرف أو من مشجعي كرة القدم المتطرفين، بل ضمت الحشود خليطاً من الأفراد غير المنتمين سياسياً، منهم من يعارض الهجرة، أو من يعادي الشرطة، أو حتى من حضر بدافع الفضول أو للمشاركة التلقائية.
رغم ذلك، حذر دريوري من التعميم، قائلاً إن "الافتراض بأن جميع المشاركين كانوا عنصريين أو متطرفين قد يؤدي إلى تبني سياسات خاطئة، كما حدث في أعقاب احتجاجات 2011، حين أطلقت الحكومة برامج لم تنجح لأنها قامت على فهم خاطئ لأسباب الاضطرابات".
أضاف دريوري: "إذا وصفنا كل المشاركين بأنهم ينتمون إلى اليمين المتطرف، فإن ذلك قد يدفع بعضهم فعلاً إلى أحضان هذه التيارات"، مؤكداً أن التعامل الأمني والسياسي الموحد مع كل الحالات قد يعقد الأزمة بدل أن يحلها.
وخلصت الدراسة إلى أن الفاعلين في هذه الأحداث لم يكونوا فقط مناهضين للهجرة، بل شملت القوى الحاضرة أيضاً الشرطة، ومناهضين للتظاهرات، و"مدافعين عن المجتمع" في بعض المناطق مثل هانلي، بالإضافة إلى المستهدفين من الهجمات مثل المسلمين وطالبي اللجوء.