في سماءٍ لم تعد آمنة للطيران الأمريكي… اليمن يكتب تعريفًا جديدًا للتفوق الجوي
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
يمانيون | تحليل
في عالمٍ كانت تُهيمن فيه الطائرات الأمريكية المسيّرة على سماء الدول المستضعفة دون رقيب، جاء اليمن ليقلب المعادلة، ويفرض معادلة الردع من الأرض إلى الجو، معلنًا – بصواريخ أرض-جو محلية الصنع – أن السماء لم تعد مجالًا أمريكيًا خالصًا، وأن “التفوق الجوي” لم يعد حكرًا على واشنطن وحلفائها.
في أقل من عامين، أسقطت الدفاعات الجوية اليمنية 25 طائرة تجسس وقتال أمريكية من طراز MQ-9 “ريبر”، وهو الطراز الذي كانت تُروّج له واشنطن باعتباره سلاح المستقبل وأداة السيطرة الكاملة على أجواء المعارك.
اليمن يحوّل “الريبر” إلى رماد.. والسماء إلى فخٍّ مفتوح
لم تكن طائرات الريبر تسقط في أماكن مهجورة أو في ظروف غامضة؛ بل كانت تُستهدف بشكل مباشر ومخطط، في عمليات رصد دقيقة، تدلّ على تطور استخباراتي وتقني في منظومات الرادار اليمنية.. فكما تحوّلت الأرض إلى مقبرة للدبابات الأمريكية، تحوّلت السماء اليمنية إلى مصيدة تحرق “الشبح الأمريكي” من دون رحمة.
هذه الانتصارات لم تكن لحظات عابرة بل ثمرة تراكمية لمعادلة واضحة: لا تفوق جوي بدون سيادة أرضية، ولا سماء آمنة لطيران المعتدين حينما تكون الإرادة حاضرة والقرار وطنيًا.. فكل طائرة MQ-9 كانت تسقط، لم تكن مجرّد ضربة تقنية، بل رسالة استراتيجية تُعيد رسم خرائط الهيمنة.
ضربة لصورة الردع الأمريكي.. وأزمة في البنتاغون
المؤسسة العسكرية الأمريكية نفسها لم تستطع تجاهل حجم الضربة، ففي اعتراف غير مباشر، كشفت مجلة “ناشيونال إنترست” أن وزارة الدفاع بدأت تطوير طائرة جديدة لتحلّ محل MQ-9، بسبب فشلها في الصمود أمام الهجمات اليمنية.
وأقرت المجلة بأن هذه الطائرة لم تعد “الوحش” الذي كانت تُروّج له واشنطن، مشيرةً إلى أن الساحة اليمنية أصبحت المركز العالمي لسقوطها المتكرر.
إنها ليست مجرد هزيمة عسكرية، بل انهيار لمشروع صناعي عسكري ضخم رُصدت له مليارات الدولارات.. فبحسب وثائق موازنات الدفاع الأمريكية، طلب البنتاغون 22 طائرة MQ-9 خلال ثلاث سنوات، بتكلفة تجاوزت ملياري دولار، ليتم تدميرها بصواريخ يمنية، بُنيت وسط الحصار، وتحت القصف، وفي قلب المعركة.
من إسقاط السلاح إلى إسقاط العقيدة العسكرية
ومنذ جولة التصعيد الأمريكي الأخيرة على اليمن بقيادة إدارة ترامب، بدا واضحًا أن الطيران الأمريكي لم يعد يحلّق بأمان فوق الأجواء اليمنية.. فسبع طائرات ريبر أُسقطت خلال ستة أسابيع فقط، ما مثّل ضربة لوجستية ومعنوية كبيرة.
المسؤولون العسكريون الأمريكيون أنفسهم اعترفوا بأن الحملة الجوية على اليمن فشلت جزئيًا بسبب هذه الخسائر.. فـ”الذراع الطويلة للقتل عن بعد” – كما كان يُوصف هذا الطراز – تحطّمت على أرضٍ لم تكن تملك قبل سنوات أي منظومات رادار متطورة.. إنها لحظة سقوط العقيدة العسكرية الأمريكية أمام معادلة الإرادة اليمنية.
واشنطن في دائرة الإنكار… واليمن في دائرة الإنجاز
اليوم، وبينما تعلن القوات المسلحة اليمنية إسقاط طائرة جديدة من طراز MQ-9، تحاول واشنطن أن تتهرّب من الحقيقة، فتتجاهل الإعلام الأمريكي نشر الخبر، وتتكتّم المؤسسة العسكرية على الخسائر، لكن الوقائع أبلغ من التغطية.
الريبر لم تعد تخيف أحدًا في اليمن.. بل تحوّلت إلى “صندوق صيد” يفتح شهية الدفاعات الجوية، لتُراكم الخبرة، وتُوسع المدى، وتبني الثقة بالنصر القادم.. وأمام هذا الانكشاف الأمريكي، لم يعد السؤال: هل ستُسقط طائرة أمريكية جديدة؟ بل: متى، وكيف، وبأي منظومة جديدة؟
اليمن يُعيد تعريف “التفوق الجوي”
لم يعد مفهوم “التفوق الجوي” مرادفًا للتكنولوجيا الغربية والطائرات الشبحية. فاليمن، من وسط الحصار، ومن تحت القصف، أعاد تعريف المعادلة: التفوق الجوي ليس امتلاكًا للطائرات فقط، بل قدرة على إسقاطها. ليس تكديسًا للسلاح، بل إرادة لمواجهته وإسقاطه بجرأة وثبات.
في اليمن، أصبحت السماء نفسها تُقاوم.. أصبحت الرادارات تنطق بلهجة الثورة، والصواريخ تنطلق وهي تحمل بصمة الأرض والإنسان، وتعود بإذلال العدوان من الجو إلى الأرض.
ومع كل طائرة تسقط، يرتفع سقف التحدي، ويتسع أفق الصراع، وتكبر ثقة الشعب اليمني بقدرته على حماية سمائه، ودحر أي معتدٍ تسوّل له نفسه أن يحلّق فوق أرض الإيمان.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التفوق الجوی لم تکن کانت ت لم تعد لم یعد
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعترض طائرة مسيرة قادمة من اليمن
قالت القناة 12 العبرية، إن طائرة مسيرة، سقطت قرب منطقة على الحدود بين فلسطين المحتلة ومصر.
وقال جيش الاحتلال، إنه اعترض طائرة مسيرة، أطلقت من الشرق، يرجح أنها من اليمن فوق منطقة بئر ميلكا، على الحدود مع مصر.
وتصاعدت هجمات الحوثيين على الاحتلال، ردا على المجازر التي تجري في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة الماضية، وشملت إطلاقات صاروخية باليستية متتابعة.
وتسببت صواريخ الحوثيين، في إرباك مطارات الاحتلال، وخاصة مطار بن غوريون، مع إلغاء العديد من شركات الطيران الدولية، رحلاتها إليه، إلى مدد طويلة، خاصة مع موسم الصيف والسياحة الذي بدأ في المنطقة.
أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية "الحوثي"، الثلاثاء، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون قرب تل أبيب وسط إسرائيل، بصاروخ باليستي نوع "فلسطين2"، تسببت في هروب الملايين إلى الملاجئ.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، في بيان مصور نشره على حسابه على منصة "إكس"، إن قوات الجماعة نفذت "عملية عسكرية نوعية" استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين2".
وأوضح أن استهداف الجماعة لمطار بن غوريون "لليوم الثاني على التوالي تسبب في هروب الملايين إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار ومنع هبوط طائرة شحن عسكرية أمريكية".
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه اعترض صاروخا باليستيا أطلق من اليمن، باتجاه الأراضي المحتلة.
وانطلقت صفارات الإنذار مساء الثلاثاء في منطقة الجليل السفلي وغوش دان والمركز والقدس بسبب الصاروخ اليمني.
وقال الجيش إنه تم اعتراض الصاروخ بنجاح، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار.
وبحسب بيان وزارة الحرب الإسرائيلية، فقد هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بعد إطلاق الصاروخ من اليمن.