صراحة نيوز:
2025-06-30@06:35:02 GMT

النجار تكرم الدكتور محمد واصف

تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT

النجار تكرم الدكتور محمد واصف

صراحة نيوز – كرمت وزيرة الثقافة الدكتورة هيفاء النجار، الفنان الدكتور محمد واصف رفقة مدير مهرجان جرش ايمن سماوي ونقيب الفنانين الأردنيين محمد العبادي، عقب حفل مهيب قدمه حبًّا ووفاءً للفنان توفيق النمري. 

وجاء تكريم واصف نظير عمله الفني الغنائي الاستعراضي الضخم الذي أعاد الحياة للتراث والفلكلور الأردني بروايته لسيرة الفنان توفيق النمري.

 

واستدعى الحفل، الذي يصحّ وصفه بليلة “سمرا خفيفة الروح”، ذاكرة الحضور على مسرح الساحة الرئيسة، ملهبًا مشاعره وحماسه تجاه المنتج الغنائي الذي، رغم معرفته به على مرّ عقود من الزمان، حلّ بلبوسٍ جديد أضفى على مسحته التراثية نفحة من الحداثة. 

وقد استهل واصف الحفل بخابية القمح التي درج النمري على الغناء فيها، ليأتيه صدى صوته من شتى البقاع مدويا عابقا بالتراث الأردني الأصيل، فجابت “محلا الدار والديرة ونبع الدوار” و”قلبي يهواها البنت الريفية” التي غناها وديع الصافي و”لوحي بطرف المنديل”، وغيرها الكثير من الأعمال الفنية، العالمَ.

ولم يتوقف واصف عن مفاجأة جمهوره، مُلحقًا الغناء بالسرد والحكايات والأسرار التي تُروى للمرة الأولى عن حياة النمري، متسمّرًا في كلّ ذلك بشمس الحصيدة، معانقًا السنابل بكلماته الرائعة، ومتغزّلًا بسادن اللحن عاشق المزيونة الريفية. 

وفي لحظة تجلٍّ، أسمع واصف بتأريخه النابض بالحياة أعمدة جرش، مُشهِدًا إيّاها على حياة النمري وما قدمه للفن الأردني، متّخذًا في مسعاه ذاك مبدأ “فما جزاء الوفاء إلا الوفاء”، لافتًا أنظار المستمعين الذي ظلت الدهشة مرسومة على محيّاه، دون أن تفارق البسمة الوجوه، بسمة ارتسمت على جمهورٍ امتدّ ليشمل مواطنين من شتّى الخلفيّات والمجالات، وقفوا جنبًا إلى رجال الأمن العام والباعة ومندوبي وسائل الاعلام، ليتابع كلّ واحد منهم العرض الذي شدّهم بجميل الأداء وعمق السرد.

وأشاد فنّانون ونقّاد وصحافيّون بالعمل الذي شكّل لوحة فنية مزج فيها واصف السرد بالمواد الفلمية المصورة ضمن تسلسل ذكي عزّ نظيره، تخلّلته عروض مسرحية وأدائية قدمتها فرقة الاستقلال من فلسطين، وأدوار غنائية جاءت بصوت الفنانين يزن الصباغ ونتالي سمعان.

وقال واصف في هذا الصدد إن إحياء ذكرى النمري ما هو إلا ضرب من ضروب الوفاء الأكاديمي أيضا، إذ ساهم النمري في جمع التراث الفلكلوري الغنائي وتدوينه وإعادة إحيائه. 

 وأضاف واصف، الذي حمل على عاتقه الأغنية الأردنية الأصيلة، مقدمًا العديد من الألحان والأوبريتات التي مثلتها، أن الحفل يجيء وفاء لروح سادن اللحن؛ الفنان توفيق النمري، وتخليدا لذكراه، خصيصا في مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يُعدّ ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة، بأبعاده الوطنية والعربية والعالمية، وبرسائله الثقافية والسياسية بالغة العمق التي حملها عامًا بعد عام.

المصدر: صراحة نيوز

إقرأ أيضاً:

أثر الصورة.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الفوتوغرافي

يمضي كتاب "أثر الصورة.. الفوتوغرافيا وتاريخ فلسطين المهمش" أبعد مما هو مألوف في دراسات الأرشيف البصري. هذا العمل، الذي وضعه الباحثون عصام نصار وإسطفان شيحا وسليم تماري، ليس بحثا في الصور بقدر ما هو تدخل منهجي في خطاب ما بعد الاستعمار؛ يعامل الصورة بوصفها وسيلة لإنتاج المعنى، واستعادة المعارف المضطهدة، وتخيل ما كان يمكن أن يكون تاريخا محتملا لم تتح له فرصة التحقق على الأرض.

الكتاب، الصادر حديثا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية بترجمة سعود المولى، يتمحور حول أرشيف الفلسطيني واصف جوهرية (1897-1973)، الذي جمع نحو 900 صورة في مشروع بدأه عام 1924 وانتهى عام 1948. ووزع الموسيقي صوره على سبعة ألبومات معنونة بـ"تاريخ فلسطين المصور"، رافقتها مذكرات مكتوبة بخط اليد تقع في ثلاثة مجلدات، إلى جانب فهرس مرجعي للصور.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"عصر الضبابية".. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوطlist 2 of 2هل الاقتصاد ساحة صراع فكري وأيديولوجي؟ كتاب يكشف خفايا نظريات الاقتصادend of list

نجا هذا الأرشيف بأعجوبة من النهب أثناء الاحتلال، إذ أخفاه جوهرية داخل جدار في منزله بالقدس. ثم بمساعدة زوج ابنته تمكّن من استعادته، حيث أسهمت العائلة، بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، في إتاحته لأغراض هذا البحث.

لكن هذا ليس أرشيفا بالمعنى الحيادي، فلم يكن صاحبه مجرد جامع للصور، بل راويا بصريا انتقائيا يعنون ويختار ويشرح ويحذف. ورغم عمله موظفا في الإدارة البريطانية، فإنه يحتفي بالعهد العثماني ويكرسه في صوره، كما لو أنه يرفض الاعتراف بأفوله. في المقابل، حين تصل عدسته إلى زمن الانتداب البريطاني، تتكثف المفارقات؛ فتتجاور صور طقوس وأعياد وحفلات موسيقية مع صور مشانق وموكب جنرالات وتفاصيل يومية للحياة الحضرية.

يقارب كل فصل من فصول الكتاب هذه المادة الأرشيفية الضخمة من زاوية مختلفة. إذ يقول الكتاب الثلاثة في المقدمة "استخدمنا أدوات تحليل تستند إلى تخصصاتنا في مجالات التاريخ والاجتماع والدراسات البصرية، وإلى اهتمامنا بتوثيق فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين وتحليله ونقده".

إعلان

ويقدم العمل ككل صورة للعلاقات الاجتماعية في زمن واصف في القدس، ولدور الموثق والجامع للمواد الأرشيفية، ولإمكان تحول المقتنيات الخاصة إلى مادة لنقد الاستعمار بصورة نظرية. كما أن الكتاب بحسب المؤلفين "هو إعادة اعتبار الفلسطيني كإنسان ضمن سياق اجتماعي وبلد عادي تماما".

عصام نصار.. الفوتوغرافيا بوصفها سردًا

تكتسب "المجموعة الجوهرية"، كما أسماها صاحبها، أهمية زائدة بسبب "الخسارة المادية لموضوعها الأصلي: القدس كما كانت في عصره"، وفقًا لنصار. ولعل القيمة الأبرز لهذه الألبومات تكمن في قدرتها على منازعة رواية المنتصر، فهي تحضر كذاكرة مضادة لما أراده المشروع الصهيوني من محوٍ تامّ لمشهد التعدّد الثقافي والديني الذي طبع فلسطين ما قبل النكبة كما رآها ساكنوها، لا كما أرّخها المنتصرون.

في ألبومه الأول، يفتتح جوهرية بمجموعة صور لا تخصه شخصيا. نرى، مثلا، زيارة القيصر الألماني فيلهلم الثاني إلى القدس عام 1898، أي حين لم يكن واصف قد تجاوز عامه الثاني. إن بداية مثل هذه لا يكون فيها جوهرية شاهدًا مباشرا تكشف أنه لم يكن معنيا بالتأريخ الشخصي بل بالذاكرة الجمعية.

ومن بين الصور لقطة دخول الضباط البريطانيين القدس عام 1917، التُقطت بعدسة مصور من الكولونية الأميركية، وروِّجت عالميًّا بوصفها لحظة مجد استعماري. بيد أن جوهرية لا يذكر أسماء الجنرالات فيها، بل يكتب ببساطة "كنت في هذا اليوم (..) بضيافة أختنا عفيفة.. أذكر أن جميع الطوائف المسيحية دقت الأجراس..". لا تتكلم الصور، في تعليقاته، عن السلطة ولا الحدث، بل عن الحضور الفلسطيني.

يلحظ نصار التحول في الألبومات من سجلّ اجتماعي لطبقة وسطى عثمانية إلى سردية وطنية ضمنية تتقاطع فيها مشاهد الموسيقى والأعياد مع لحظات الحرب والمآسي. صور من انتفاضات ومذابح، حفلات راقية وجماهير غاضبة، جميعها تتساوى في الألبوم.

لكن نصّار يتوقف بشكل خاص عند مشهد نادر من الألبوم الثاني، حيث يخصّص واصف مساحة لضحايا مجزرة الخليل من اليهود، حيث يقول إن مفهوم "الانتماء" في فلسطين ما قبل النكبة كان أكثر تعقيدًا وأقل اختزالاً مما يروج له. وفي زمن تُختصر فيه الذاكرة الفلسطينية في مشاهد الدمار والنكبة، تُذكّرنا ألبومات واصف بأن ثمة حياة سبقت هذا الخراب، وأن في الأرشيف الشخصي ما يمكن أن يكون سيرةً موازية للتاريخ الرسمي.

يقول نصار إن في سرد جوهرية إضافة لما لا يُرى: انطباع، تذكّر، اعتراض، أو حنين، فالصورة تصبح مساحة تأويل لا وثيقة. في إحدى الصور، يكتب "هذا حي السعدية"، رغم أن بيته لا يظهر في الكادر، يرسم سهمًا يشير إلى مكان بيت طفولته. هكذا، لا نقرأ التاريخ فقط، بل نقرأ الطريقة التي يُحب واصف أن يُروى بها.

أرشيف الشاعر والمؤرخ الفلسطيني واصف جوهرية، الذي يضم 900 صورة، يقدم رؤية موازية لتاريخ القدس تعيد الاعتبار لحياة اجتماعية وثقافية غنية سبقت النكبة (مواقع التواصل) سليم تماري.. الفرجة والحرب

في فصل بعنوان "مشهدية الفرجة ومشهدية الحرب"، يستلهم تماري فكرة للأميركية سوزان سونتاغ عن المسافة التي تخلقها الصورة وتُجسِّرها. وهذه المسافة في حالة أرشيف جوهرية، بحسب تماري، تتجلى في التصدع البصري بين صور القدس قبل الحرب العظمى وبعدها، من خلال هذا المنظور يقترح أن "فلسطين الحقيقية" في وعي جوهرية كانت تلك التي سبقت النكبة.

إعلان

يتناول تماري العالم المتعدد الطبقات والغني بالتفاصيل لجوهرية؛ موسيقي ومؤرشف فوتوغرافي في القدس في أوائل القرن العشرين. مكنته خلفيته من التنقل بين دوائر النخبة والعامة. تلقى تعليمه في مؤسسات أرثوذكسية وتبشيرية وعثمانية. علاقته بالموسيقى أتاحت له التحرك بسهولة بين المجتمعات المسيحية والمسلمة واليهودية، مقدمًا بذلك مثالًا حيًّا يناقض التصور الشائع للقدس كمدينة مقسمة بشكل صارم.

تقاطعت حياته مع عوالم كثيرة: المهرجانات الدينية، والابتكارات المسرحية مثل "الكراكوز"، وفن السينما الناشئ، وعمالقة الموسيقى مثل سلامة حجازي وبديعة مصابني. من هنا، يُقسّم الكاتب مشاهد جوهرية إلى ثلاثة أنماط: مشاهد احتفالية (كموكب النبي موسى و"سبت النور")، ومشاهد أدائية (كالخيال الظلّ والعروض السينمائية)، ومشاهد الحرب (كاستسلام القدس والإعدامات). هذا التقسيم يسمح بقراءة مزدوجة: بصرية واجتماعية.

لا يغيب الشارع من "المجموعة الجوهرية"، بما فيه من البنائين ونحاتي الحجارة والشرطة والفنانين، كل هؤلاء يحضرون جنبًا إلى جنب مع القادة الدينيين والسياسيين. تضفي هذه الدمقرطة الفوتوغرافية طبقة من التاريخ الاجتماعي غالبًا ما تُمحى من السجلات القومية أو الاستعمارية.

إضافة إلى ذلك، فإن توثيقه للحياة العسكرية خلال الحرب العالمية الأولى (حفر الخنادق، وأسرى الحرب البريطانيين، وصور الضباط العثمانيين) يوفر سجلاً بصريا مضادًا للروايات الرسمية. وفي وقت تحضر فيه كل هذه الطبقات والفئات، تغيب النساء من ألبومات جوهرية باستثناءات قليلة جدًا مثل مظاهرة النساء عام 1929، بينما تفيض مذكراته بهن من كل الأوصاف من محظيات ومطربات وفنانات.

يصف تماري ألبومات جوهرية بأنها "جولة حسية في القدس"، يرسم فيها الأصوات وروائح الأطعمة ودكاكين البهارات وأغاني بائعي المواد الغذائية وألحانهم. بل إن جوهرية نفسه ألف قصيدة خلال المجاعة الكبرى عام 1915 بعنوان "كرشات محشية" أصبحت تعرف فيما بعد بالنشيد الوطني لفلسطين، ويوجد نسخة منها اليوم في أرشيف راديو بيروت.

يطرح شيحا صور "المكتبة الخالدية" كمثال على أن الاستشراق شكل من أشكال "الاستيلاء الفهرسي بالقوة" و"تحول الصورة إلى سلعة لمصلحة القوة الاستعمارية" (الجزيرة) إسطفان شيحا.. الألبوم كمجال حسيّ

أما إسطفان شيحا، فيذهب في تأملاته المعنونة "في المجال الحسي ورفض التقسيم" إلى ما هو أبعد من التحليل النصي أو البصري، إذ يرى في الصورة الاستشراقية عملية "سرقة فهرسية"، لا تُصادر الأرض فقط، بل تختزل الهوية والمعنى.

يقول شيحا إن ألبوم جوهرية ضمّ جنبًا إلى جنب الصور الاستشراقية والاستعمارية مع الصور المنتجة والمتداولة محليًا، متسائلًا "عما ينتج حين تتحد هذه الصور، وربما تخفي إحداها الأصول الاجتماعية للأخرى في أرشيف فلسطينيٍّ".

يطرح شيحا صور "المكتبة الخالدية" كمثال على أن الاستشراق شكل من أشكال "الاستيلاء الفهرسي بالقوة"، و"تحول الصورة إلى سلعة لمصلحة القوة الاستعمارية". تظهر المكتبة في صورة التقطها مصور من "الكولونية الأميركية" مرتين في ألبومات جوهرية، في الأولى خمسة علماء يقفون أمام بابها، ثم صورة لهم يجلسون داخلها.

أزاح مصور الكولونية (مشروع تبشيري بروتستانتي) معنى الصورة من خلال إعادة إنتاجها كبطاقة بريدية شرحها "شيوخ وأفندية مسلمون" مجهولون، مختزلًا شخصيات حقيقية مثل الحاج راغب الخالدي وطاهر الجزائري في صور نمطية استشراقية صالحة للاستهلاك الغربي. أصبحت هذه الصورة دارجة عالميًا، مما أدى إلى محو السياق السياسي والاجتماعي لمواضيعها واستبداله بخيال استعماري عن "الأرض المقدسة".

لكن جوهرية، حين يدرج الصورة نفسها في ألبوماته، يكتب متى التقطت ومن هؤلاء وأين كانوا وماذا يمثلون؟ أي أنه يعيد للصورة تفسيرها المحلي والمعرفي، ويعارض ابتلاعها الاستشراقي الذي يرمي إلى صياغة الإدراك نفسه، فيحدد من يَرى؟ وما الذي يُرى؟ وأي المعاني يُسمح لها بالظهور؟

إعلان

تقاوم ألبومات جوهرية هذا الابتلاع بإصرارها على الحضور الفلسطيني، وتواجه ممارسات استبعاده من التاريخ والأرض ومن مجال الرؤية على يد الاستشراق والصهيونية والاستعمار. فأرشيفه -الذي جمعه في بداياته فنان يتسكع في مدينته ويعشقها ويراقب تحولاتها ويسكنها بكل ما في كلمة سكن من معنى- يكتسب اليوم معنى آخر بوصفه رفضًا سياسيا ومعرفيًّا للمحو.

مقالات مشابهة

  • تكريم القائمين على مبادرة الوفاء لحلب
  • “شخص أحمق”.. ترامب واصفًا رئيس الاحتياطي الفيدرالي
  • تشييع جنازة والدة الفنان هشام إسماعيل من مسجد السيدة نفيسة
  • «في عز الضهر» يدخل منافسة أفلام صيف 2025
  • وفاة عم الفنان محمد كيلاني
  • بن رمضان: تحملت الكثير من الانتقادات بسبب قرار انضمامي للأهلي الذي كان نابعًا من القلب
  • وزارة الأوقاف تكرم الطلاب المتميزين في مراكز تعليم القرآن الكريم
  • هتان النجار: سالم الدوسري ضمن “أفضل 5” لاعبين في تاريخ الكرة السعودية.. فيديو
  • فضيحة حفل كاظم الساهر.. منع صحافيين من الدخول لبيع المقاعد
  • أثر الصورة.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الفوتوغرافي