المسلة:
2025-07-01@09:44:45 GMT

مدينة الصدر .. قنبلة موقوتة

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

مدينة الصدر .. قنبلة موقوتة

12 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تُعتبر مدينة الصدر، قلب العاصمة العراقية، النابض، حيث تضم هذه الضاحية الشرقية للمدينة 79 تجمعاً سكنياً يُطلق عليه محلياً اسم “القطاع”.

وعلى الرغم من تغير أسمائها مع تعاقب الأنظمة السياسية في البلاد، إلا أنها ظلت دائماً مركزاً للثورة والتعبير العفوي عن إرادة الشعب العراقي.

وتخشى الأنظمة السياسية المتعاقبة في العراق دوماً من مدينة الصدر، بسبب ثوريتها وعفوية أهلها في التعبير عن الإرادة الشعبية. فغالبية سكانها من العرب الشيعة، الذين يكنون الولاء المطلق للزعيم الروحي للتيار الصدري، مقتدى الصدر.

لم تنجح الأحزاب الشيعية الحالية في ترويض هذه المدينة لصالحها، حيث يُعتبر كسب جماهيرها أمراً صعب المنال لأي حزب سياسي يريد النجاح.

وفشلت حتى الفصائل الشيعية في الحصول على موطئ قدم في المدينة، التي تُمثل المورد الأساسي للأيدي العاملة والمحور الرئيسي في أي تظاهرات شعبية.

تعتير مدينة الصدر قطعة من جنوب العراق، متمسكة بالعادات والتقاليد العشائرية، حيث يبقى أبناؤها مسلحين ومستعدين على الدوام للانتفاضة والتظاهر. وبالتالي، فهي بمثابة قنبلة موقوتة قادرة على إسقاط النظام السياسي في أي لحظة، خصوصاً مع وجود مقرات للفصائل والأحزاب الأخرى غير الفاعلة، والتي يمكن مهاجمتها في أي وقت.

و تعاني مدينة الصدر من مستويات عالية من الفقر ونقص في فرص العمل. والبطالة تؤثر سلبًا على جودة حياة السكان وتزيد من التوتر الاجتماعي.

وتفتقر المدينة إلى بنية تحتية قوية، مما يؤثر على الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء. الطرق والمرافق العامة تحتاج إلى تحسين.

وتشهد مدينة الصدر أحيانًا أعمال عنف وتوترات أمنية فيما الصراعات السياسية تؤثر على استقرار المدينة.

و شهدت مدينة الصدر مشاركة شبابها في تظاهرات العام ٢٠١٩، ثم تظاهرات المنطقة الخضراء التي اقتحمتها الجماهير الصدرية المطالبة بالإصلاح وتحسين الظروف المعيشية ومكافحة الفساد .

وتحتضن مدينة الصدر نجومًا رياضيين وشعراءً ومثقفين.

للمدينة التي يسكنها حالياً أكثر من ثلاثة ملايين نسمة أكثر من اسم، بداية باسم “الثورة” إبان تأسيسها على يد الضابط عبد الكريم قاسم، حاكم العراق بعد قتل الأسرة الهاشمية في واقعة “مجزرة قصر الرحاب” في 14 يوليو/ تموز عام 1958. ثم يأتي اسم “الرافدين”، في عهد الرئيس عبد السلام عارف (1963-1966)، ليعود اسمها إلى “مدينة الثورة” في عهد الرئيس أحمد حسن البكر (1968-1979)، حتى وصول صدام حسين إلى الحكم عام 1979، إذ تغيّر اسمها إلى “مدينة صدام”، مع بقاء انتماء أهلها إلى الاسم الأول. ثم تبدل اسم المدينة رسمياً إلى مدينة الصدر بعد الاحتلال الأميركي (2003).

تحليل

مدينة الصدر: قنبلة موقوتة  

يتميز سكان مدينة الصدر بروحهم الثورية وعفويتهم في التعبير عن إرادتهم الشعبية. فهم لا يترددون في الانتفاضة والتظاهر ضد أي نظام يفشل في تلبية مطالبهم ومصالحهم. وقد شهدت المدينة العديد من الاحتجاجات والمظاهرات الحاشدة على مر السنين، مما يجعلها بؤرة دائمة للتوتر والاضطرابات.

ويكن غالبية سكان مدينة الصدر الولاء المطلق للزعيم الروحي للتيار الصدري، مقتدى الصدر. وهذا الولاء يجعلهم يستجيبون لنداءاته ويتبعون توجيهاته بشكل كامل، مما يعزز قوته وتأثيره على الساحة السياسية العراقية.

وتظل مدينة الصدر متمسكة بشكل وثيق بالعادات والتقاليد العشائرية، خاصة تلك المرتبطة بحمل السلاح والدفاع عن الكرامة. وهذا يعني أن سكانها مسلحون ومستعدون للانتفاضة في أي لحظة، إذا شعروا بتهديد لمصالحهم أو كرامتهم.

ولم تنجح الأحزاب والفصائل الشيعية الماسكة للسلطة في ترويض مدينة الصدر لصالحها، حيث يبقى كسب جماهيرها أمراً صعب المنال لأي حزب سياسي يريد النجاح في العراق.

في ضوء هذه العوامل، تبقى مدينة الصدر تمثل تحدياً كبيراً لأي نظام سياسي في العراق. فهي بمثابة قنبلة موقوتة قادرة على إسقاط الاستقرار في أي لحظة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: قنبلة موقوتة مدینة الصدر

إقرأ أيضاً:

وكيل صحة أسيوط يتفقد مجمع معامل مستشفى الصدر استعدادًا للانتخابات

قام الدكتور محمد زين الدين حافظ وكيل وزارة الصحة والسكان باسيوط بجولة تفقدية داخل مجمع المعامل الكائن بمستشفي الصدر بحي شرق أسيوط لمتابعة جاهزية المعامل لاستقبال المرشحين لإجراء التحاليل الطبية اللازمة.

واطمئن وكيل وزارة الصحة بالمحافظة خلال الجولة على جاهزية الفرق الطبية المختصة، وتوافر قاعات انتظار مناسبة تليق بالسادة المرشحين، بالإضافة إلى التأكد من تواجد الفريق الطبي على مدار الساعة لإجراء التحاليل وإصدار النتائج بدقة وسرية تامة.

ورافقه خلال الجولة الدكتور احمد سيد موسي وكيل مديرية الصحة للشئون الوقائية والدكتور عبد المالك محمود مدير عام الإدارة العامة للطب الوقائي والدكتورة هالة عبد المعطي مدير إدارة الأمراض المعدية والقذافي عبد الرحمن مدير إدارة الشئون الإدارية وسالم هاشم والمعتصم بالله السيوطي نائبا مدير إدارة المتابعة بالمديرية

 

وخلال الجولة تم استعراض آلية العمل وخطة استقبال المرشحين خلال الفترة المقبلة

مقالات مشابهة

  • استشاري قلب: الرياضة ضرورة يومية لتجنب النهجان ومضاعفات صحية خطيرة
  • الفقر السياسي ينسحب مبكرًا.. والقوة السياسية والمالية تندقع الى الانتخابات
  • شقيقان يعملان بالجزارة يقتلان شخصا بسبب خلاف على حساب اللحمة ببنى سويف
  • وكيل صحة أسيوط يتفقد مجمع معامل مستشفى الصدر استعدادًا للانتخابات
  • الإعدام بحق مرتكبي جريمة قتل المرجع الصدر وبنت الهدى.. فيديو
  • قبضة واشنطن تعوق نبض السيادة المالية وتخنق حتى الرواتب
  • الأمن يتفوق على الخدمات: العراق يعيد صياغة أولوياته الوطنية
  • موجة حارة تضرب العراق
  • كلمة «موقوتة» فى سؤال الترجمة للغة الانجليزية تثير جدل طلاب القسم العلمي بالثانوية الأزهرية بالشرقية
  • تحذيرات من تحول الانتحار الى وباء اجتماعي.. ضغوط نفسية واقتصادية تفتك بالمجتمع العراقي