كولن (أ ف ب)
حققت سويسرا بداية جيّدة في كأس أوروبا لكرة القدم، بفوزها على المجر 3-1 «السبت» في كولن، في ختام الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، فلحقت بألمانيا المضيفة التي سحقت أسكتلندا 5-1 افتتاحاً.
وسجّل أهداف الفائز كوادوو دواه (12)، ميشال أبيشر (45) وبريل إمبولو (90+3)، فيما وقّع بارناباش فارجا (66) هدف المجر.
ورفعت سويسرا رصيدها إلى ثلاث نقاط، بفارق الأهداف وراء ألمانيا التي قدّمت أداءً مميزاً أمام أسكتلندا الجمعة في ميونيخ.
وقطعت سويسرا، بقيادة نجم خط الوسط المخضرم جرانيت تشاكا، شوطاً كبيراً نحو الفوز في الشوط الأوّل، إذ سيطرت على الاستحواذ، الفرص مسجلة هدفين.
وفيما قلصت المجر الفارق منتصف الشوط الثاني، إلا أن العائد من إصابة إمبولو قضى على آمالها في الوقت القاتل (90+3).
على ملعب راين إنرجي شتاديون وأمام 43 ألف متفرّج، التقى المنتخبان للمرة الأولى في بطولة رسمية منذ 86 عاماً، بعد فوز المجر 2-0 ثم حلولها وصيفة في كاس العالم 1938 وصيفة وراء إيطاليا، لكن في السنوات الأخيرة، دانت الأفضلية لسويسرا التي رفعت رصيدها إلى سبعة انتصارات في آخر عشر مواجهات.
وفي ثالث مشاركة لها توالياً في البطولة القارية، تتطلّع سويسرا لتكرار إنجاز النسخة الأخيرة، عندما بلغت ربع النهائي وخرجت بركلات الترجيح أمام إسبانيا، وذلك بعد إنجاز تخطي فرنسا بثمن النهائي بركلات الترجيح أيضاً.
وصحيح أن بلاد التزلج البالغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة بلغت ثمن نهائي كأس العالم في آخر ثلاث مشاركات، لكنها ودّعت بنتيجة ساحقة في نسخة قطر 2022 أمام البرتغال 1-6، تردّد صداها من الأسلوب الدفاعي المتقلّب للمدرب مورات ياكين.
ولكن ياكين الذي تعرّض لانتقادات قبل انطلاق كأس أوروبا، نجح رهانه بالدفع بالمهاجم كوادوو دواه (27 عاماً) في مباراته الدولية الثانية فقط.
دان الاستحواذ لسويسرا مطلع المباراة وسرعان ما ترجمته إلى هدف السبق بعد كرة في العمق من أبيشر استلمها دواه على حافة التسلل، فاخترق اللاعب الغاني الأصل المحترف مع لودوجوريتس البلغاري وسدّد من مسافة قريبة كرة أرضية في شباك الحارس بيتر غولاتشي مسجلاً هدفاً أكّده حكم الفيدو المساعد (12).
وبعد خطأ دفاعي فادح، أنقذ جولاتشي المجر من هدف ثانٍ، عندما أبعد تسديدة روبن فارغاس المنفرد إلى ركنية (20).
وفيما كان الشوط الأوّل يلفظ أنفاسه الأخيرة، أكّدت سويسرا سيطرتها بهدف ثان عبر لاعب بولونيا الإيطالي أبيشر الذي أطلق تسديدة ذكية من حافة المنطقة سكنت الزاوية اليسرى لجولاتشي (45).
واصبح أبيشر أول سويسري يسجّل ويمرّر كرة حاسمة في مباراة واحدة في كأس أوروبا.
في الشوط الثاني، بحثت المجر عن المرمى السويسري بقيادة لاعب وسط ليفربول الإنكليزي دومينيك سوبوسلاي الذي اصبح بعمر الثالثة والعشرين أصغر قائد منتخب في البطولة القارية.
وانتظرت المجر التي تشارك في النهائيات الثالثة توالياً، حتى الدقيقة 63 لتحصل على أول فرصة خطيرة من عرضية لرولاند شالاي، لعبها فارجا برأسه بجانب مرمى الحارس يان سومر.
بعدها بثلاث دقائق، عوّض فارجا كرته الضائعة، عندما لعب سوبوسلاي، الغائب عن النسخة الماضية بسبب الإصابة، كرة مقشرة خدعت الدفاع وأبيشر تحديداً، تابعها لاعب فيرينتسفاروش برأسه من مسافة قريبة في الشباك السويسرية (66).
واشتعلت المنافسة في نصف الساعة الأخير، وأجرى المدربان تغييرات بالجملة.
ودفع ياكين بالمهاجم إمبولو العائد من قطع في الرباط الصليبي أبعده 238 يوماً عن الملاعب.
من جهته، حاول المدرّب الإيطالي ماركو روسّي الذي قاد المجر إلى النهائيات السابقة، تنشيط هجومه أمام الدفاع السويسري بقيادة مانويل أكانجي لاعب مانشستر سيتي بطل إنجلترا.
وفي الوقت البدل عن ضائع، استغل إمبولو خطأ دفاعياً جديداً من المجر فانفرد وسجّل هدف الاطمئنان لسويسرا (90+3).
وتلتقي سويسرا مع اسكتلندا الأربعاء المقبل على الملعب عينه، فيما تخوض المجر مباراة صعبة أمام ألمانيا في شتوتجارت في اليوم ذاته.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أوروبا سويسرا المجر ألمانيا أسكتلندا
إقرأ أيضاً:
القرآن الأوروبي: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين المتطرف؟
هناك اهتمام غريب بمشروع "EuQu"، وهو اختصار لمشروع "القرآن الأوروبي"، والذي ظل، حتى وقت قريب، مشروعا بحثيا بحتا يخضع لتقدير الجامعات، لكنه يتعرض منذ عدة أسابيع لهجوم بدأ في منتصف أبريل/نيسان الماضي في صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية.
في مقال له بصحيفة لوموند الفرنسية، تعرض الكاتب يونس بوسنة لجزء من تاريخ هذا المشروع والعاملين عليه وما حققه حتى الآن، مستغربا في الوقت ذاته الهجمة الحالية عليه من طرف الأوساط اليمينية ومحاولة ربطه بأجندة جماعة الإخوان المسلمين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: أطباء في مستشفيات إيران يصفون ما يحدث بأنه حمام دمlist 2 of 2توماس فريدمان لترامب: إليك طريقة ذكية لإنهاء حرب إسرائيل وإيرانend of listفالمشروع، حسب بوسنة، بحثي بحت ممول من الاتحاد الأوروبي بمبلغ 9.8 ملايين يورو، وهدفه استكشاف تأثير القرآن الكريم على الثقافة والدين والفكر الأوروبي في الفترة ما بين عام 1143 (تاريخ أول ترجمة لاتينية للقرآن الكريم) و1850.
وقد اختير هذا المشروع ضمن منح التآزر المرموقة التي يقدمها مجلس البحوث الأوروبي (ERC)، ويتولى تنفيذه 4 علماء بارزين هم: جون تولان (فرنسا)، ومرسيدس غارسيا أرينال (إسبانيا)، وروبرتو توتولي (إيطاليا)، ويان لوب (الدانمارك).
استُهدف هذا البرنامج الأكاديمي، الذي كان في البداية متواضعًا، من قبل وسائل الإعلام المحافظة والعديد من الشخصيات السياسية اليمينية المتطرفة، الذين اتهموه، دون دليل، بأنه أداة نفوذ لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد أثارت هذه الاتهامات موجة من الدعم للمشروع في الأوساط الأكاديمية، التي أدانت الاعتداء على الحرية الأكاديمية، خصوصا أن المشروع أنتج الكثير من الأعمال الجليلة: 11 مجلدًا جماعيًا منشورًا، و6 أعمال فردية، و4 أطروحات، و30 مقالًا، والعديد من المعارض والمنشورات العامة، بما في ذلك قصة مصورة وعمل شامل بعنوان "القرآن الأوروبي".
ويلقي هذا العمل الضوء على الاستقبال الفكري والفني والسياسي للقرآن الكريم في أوروبا، متجاوزًا بذلك كليشيهات المواجهة الدينية.
إعلانوكما يُشير منسقه جون تولان: "من الواضح أن القرآن الكريم ليس من أوروبا، تمامًا كما هو الحال مع الكتاب المقدس، إن الحديث عن "قرآن أوروبي" يعني دراسة تأثيره على الأوروبيين لدى استقبالهم له وترجمته وتفسيراته".
وعلى سبيل المثال، سلّطت الباحثة إيمانويل ستيفانيديس، وهي زميلة ما بعد الدكتوراه في جامعة نانت الفرنسية، الضوء على دور القرآن الكريم في الأدب الرومانسي، والذي غالبًا ما أُغفِل حتى الآن حيث تقول: "غوته (فيلسوف ألماني) وبوشكين (شاعر وكاتب روسي) وفيكتور هوغو (شاعر فرنسي) كتبوا قصائد تُعدّ إعادة صياغة حقيقية لبعض سور القرآن".
وتُظهر أعمال أخرى كيف بدأ يُنظر إلى القرآن الكريم، منذ القرن الـ18 فصاعدًا، على أنه قانون تشريعي بدلًا من مجرد نص ديني، ولا سيما من قِبل عالم الاجتماعي الفرنسي جان جاك روسو، الذي استشهد به كنموذج للقانون في كتابه "العقد الاجتماعي".
ويسعى المشروع أيضًا إلى توثيق تنوع الوسطاء الثقافيين (وهم اليهود المتحولون للمسيحية، والعلماء المسيحيون، والمترجمون المسلمون)، مثل رافائيل ليفي، وهو يهودي متحول ومؤلف ترجمة فرنسية للقرآن الكريم نُسبت سابقًا إلى أنطوان غالان.
لكن كون هذا البحث في تاريخ مشترك يُقلق بعض الفصائل السياسية، فبعد مقال نُشر في صحيفة "جورنال دو ديمانش" وتغطية إعلامية من مجموعة بولوريه وصحيفة لوفيغارو، بدأت العديد من شخصيات التيارات اليمينية في التشكيك في هذا المشروع كما تساءل أعضاء في البرلمان الأوروبي عن تمويل المشروع.
وفي خضم هذه الحملة، طرح الوزير بالحكومة الفرنسية المكلف بالشؤون الأوروبية بنيامين حداد فكرة تشديد الرقابة على الإعانات الأوروبية، قائلا: "لا ينبغي استخدام يورو واحد من المال العام الأوروبي لتمويل أعداء القيم الأوروبية".
وفي مواجهة المتحاملين على المشروع، نشر 80 أكاديميًا بيان دعم، ويلخّص الأستاذ والباحث تريستان فيجليانو الوضع على النحو التالي: "هذه الهجمات سخيفة في جوهرها […] لكنها مثيرة للقلق لأنها تهدف إلى تقييد الحرية الأكاديمية".
وأخيرًا، يرى جون تولان أن هذا المشروع جزء من رؤية لأوروبا متعددة ومندمجة وتاريخية، بعيدة كل البعد عن الرؤى الجوهرية التي تروج لها بعض الحركات المتطرفة: "يوثق بحثنا هذا التعقيد، ويتعارض مع أساطير اليمين المتطرف والسلفيين، الذين يحلمون بتاريخ نقي، أبيض أو مسلم فقط".