ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أن "غزة لا تشكل سوى جبهة واحدة من الصراع الإيراني الإسرائيلي الأوسع نطاقاً، والذي بدأ يتحول شمالاً إلى لبنان. وتشير التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة الرفيعة المستوى إلى أن حربًا واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل، أصبحت مسألة "متى ستحدث" وليس "ما إذا كانت ستحدث".
وبحسب الصحيفة، "مباشرة بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول، خشي القادة الإسرائيليون أن يقوم حزب الله، بترسانته التي تبلغ 150 ألف صاروخ وأسلحة موجهة بدقة، بالهجوم التالي، وناقشوا ذلك، لكنهم قرروا في نهاية المطاف عدم القيام بذلك، واستباقه.

ولم تكن المخاوف الإسرائيلية بلا سبب. ففي الأشهر الثمانية الماضية، أطلق حزب الله ما يقارب من 5000 قذيفة قصيرة المدى على المجتمعات الإسرائيلية القريبة، وهي كمية كبيرة لا يمكن التسامح معها على نحو متزايد. وقد تم إجبار حوالي 80 ألف إسرائيلي على الفرار من منازلهم في الشمال. وفي الوقت نفسه، تتزايد الخسائر البشرية والأضرار، بما في ذلك حرائق الغابات الأخيرة".
وتابعت الصحيفة، "عاقبت إسرائيل حزب الله في جنوب لبنان وخارجه، سعياً إلى إنشاء منطقة عازلة تبلغ مساحتها 13 كيلومتراً وتمكين الإسرائيليين من العودة إلى منازلهم في الشمال، لكن ذلك لم يؤد بعد إلى اتفاق مع حزب الله. وحتى لو توقف القتال في الشمال،فإن أي هدوء قد يكون قصير الأجل. بعد السابع من تشرين الأول، لم تعد إسرائيل مستعدة أو قادرة على التعايش مع وكلاء إيران على حدودها، وخاصة أولئك الذين يمتلكون ترسانة صاروخية يمكن أن تطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وتؤدي إلى دمار البلاد،وتحمي البرنامج النووي الإيراني. فهل من الأفضل لإسرائيل أن تتحرك عاجلاً أم آجلاً؟"
وبحسب الصحيفة، "إذا قررت إسرائيل التحرك عاجلاً فستكون حجتها أن تضمن عودة مواطنيها إلى ديارهم في الشمال، سواء من باب الالتزام أو لأن تهجيرهم يقوض الوعد التأسيسي للدولة اليهودية: وهو أن اليهود سيكونون آمنين للعيش في أي مكان داخل حدودها. كما ويشكل التقدم النووي الإيراني سبباً ملحاً آخر يدفع إسرائيل إلى التحرك ضد حزب الله قريباً. ومع قدرة طهران الآن على تخصيب ما يعادل قنبلة نووية من المواد الانشطارية في أقل من أسبوعين، فقد لا تتمكن إسرائيل من الانتظار لفترة أطول لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. لكن ذلك قد يتطلب أولاً القضاء على صواريخ حزب الله التي يمكن لإيران أن ترد بها على أي ضربة إسرائيلية. وقد لا يرغب حزب الله في مواجهة دمار هائل على يد إسرائيل لحماية البرنامج النووي الإيراني، ولكن من المرجح أن يستجيب لرغبات طهران".
وتابعت الصحيفة، "لكن لدى إسرائيل أيضاً أسباب وجيهة للانتظار قبل التصعيد ضد حزب الله، أهمها هو ضرورة إنهاء القتال في غزة وتحرير الرهائن الإسرائيليين المتبقين البالغ عددهم 116 رهينة.وتفضل إسرائيل عدم إرهاق قواتها وزيادة مخزون أسلحتها من خلال شن حرب في شمالها وجنوبها في الوقت نفسه. تحتاج إسرائيل أيضًا إلى الراحة وإعادة الضبط والإمداد. إن ثمانية أشهر من الحرب، مع حشد مئات الآلاف من جنود الاحتياط، كانت بمثابة اختبار للمجتمع والاقتصاد الإسرائيلي. كما ترغب إسرائيل في إعادة تخزين أسلحتها قبل الدخول في حرب صعبة للغاية في لبنان. علاوة على ذلك، في العام أو العامين المقبلين، من الممكن أن يصبح نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المبتكر الذي يعتمد على الليزر جاهزاً للعمل، مما يساعد في إضعاف وابل الصواريخ التي يطلقها حزب الله".
وأضافت الصحيفة، "قد ترغب إسرائيل أيضاً في الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني لشن حرب ضد حزب الله. ومن المرجح أن تحتاج إلى إعادة إمداد عسكري أميركي وغطاء سياسي ومساعدة في التعامل مع إيران، لكنها لا تستطيع الآن الاعتماد على مثل هذا الدعم الأميركي. من الواضح للجميع، من ديربورن إلى طهران، أن البيت الأبيض يعتقد أن استمرار القتال بين إسرائيل وحماس يقوض إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، وأنه يعتبر الحرب بين إسرائيل وحزب الله أكثر ضرراً من الناحية السياسية. أما إذا فاز دونالد ترامب، فقد يمنح إسرائيل مساحة أكبر لإدارة حملتها".
وبحسب الصحيفة، "إن وجود إسرائيل قوية، وإيران غير نووية، وشرق أوسط آمن، هي مصالح حيوية للولايات المتحدة، ومن المرجح أن يحقق الدعم الأميركي الكامل للعمل العسكري الوقائي الإسرائيلي ضد حزب الله هذه الأهداف. إن احتمال قيام إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة بنقل المعركة إلى حزب الله، وحتى البرنامج النووي الإيراني، هو الشيء الوحيد الذي يهدئ أسلحة حزب الله وأجهزة الطرد المركزي في طهران. لكن إذا ثبت أن الحرب ضرورية، فإن الدعم الأميركي سيضمن استعادة إسرائيل لقوة الردع التي فقدتها بعد 7 تشرين الأول، ونزع أنياب حزب الله، ومنع إيران من عبور العتبة النووية، وتوسيع اتفاقيات السلام الإقليمية".
وختمت الصحيفة، "سيكون على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستخوض حرباً ضد حزب الله عاجلاً أم آجلاً".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: النووی الإیرانی ضد حزب الله فی الشمال

إقرأ أيضاً:

الرئاسي يطلب تدخلاً عاجلاً من بريطانيا والبنك الدولي لحل أزمة الكهرباء

احتل ملف الكهرباء أولوية كبرى في اللقاء الذي جمع عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي،عيدروس قاسم الزُبيدي، بسفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن، عبده شريف، بحضور مسؤولين دوليين ومحليين، بينهم مديرة مكتب البنك الدولي في اليمن، دينا أبو غيدا، ووزير الكهرباء والطاقة المهندس مانع بن يُمين.

وخُصّص اللقاء لمناقشة التدهور المستمر في أداء قطاع الكهرباء، والبحث عن حلول عاجلة ومستدامة تخفّف من حجم المعاناة اليومية للسكان. ووفقًا للتقارير الفنية التي طُرحت، فإن العاصمة عدن تواجه أزمة غير مسبوقة في توافر التيار الكهربائي، وسط عجز حكومي في تأمين الوقود، وتهالك محطات التوليد، وتراجع القدرة التشغيلية للشبكات الحالية، ما يُضاعف من أعباء المواطنين، خصوصًا الفئات الأشد فقرًا.

وناقش اللقاء خطة استراتيجية متكاملة لإنقاذ قطاع الكهرباء في عدن والمحافظات المجاورة، تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية، وتنفيذ مشاريع الطاقة البديلة، وتحسين كفاءة النقل والتوزيع، إلى جانب مراجعة فورية لخطة "الماستر بلان" الخاصة بإصلاح القطاع على المدى الطويل.

وعبّرت السفيرة البريطانية عن قلقها إزاء التداعيات الإنسانية والاقتصادية الناجمة عن استمرار أزمة الكهرباء، مشيرة إلى أن ضمان استقرار الخدمات الأساسية يُعد شرطًا جوهريًا لتحقيق سلام دائم في اليمن. كما أكدت دعم لندن للمبادرات الهادفة إلى تحسين البنية التحتية، ومساعدة الحكومة في تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان.

بدورها، أكدت مديرة مكتب البنك الدولي أن المؤسسة مستعدة لتقديم الدعم الفني والمالي لتنفيذ مشاريع إنقاذ طارئة، مع العمل بالتوازي على خطة إصلاح شاملة تضمن استدامة الطاقة على المدى البعيد. وشددت على ضرورة تهيئة بيئة تشغيلية مستقرة وآمنة لجذب الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

وفي ختام اللقاء، دعا الزُبيدي إلى تفعيل الشراكات مع البنك الدولي والدول المانحة، والتسريع في اعتماد التدخلات الطارئة. مشددًا على أن استمرار أزمة الكهرباء لا يمس الحياة اليومية للمواطنين فحسب، بل يُهدد استقرار المدن الجنوبية برمتها، ما يستدعي تحركًا دوليًا جادًا وفاعلًا. 

وثمّن عضو مجلس القيادة الرئاسي الدور الإيجابي الذي تضطلع به المملكة المتحدة والبنك الدولي في دعم جهود التعافي في بلادنا، خاصة في قطاعات البنية التحتية والخدمات الحيوية، لما لها من تأثير مباشر على تحسين حياة المواطنين، وتعزيز الاستقرار المجتمعي.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية تصدر تنبيها عاجلا لمواطنيها في جميع أنحاء العالم
  • تقرير أمريكي يكشف سيناريوهات الرد الإيراني على قصف منشآتها النووية
  • تقرير: إيران تخدع إسرائيل بنماذج صواريخ ومسيّرات وهمية لاستنزافها
  • خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وتصفه بـ"المنحاز وغير الأخلاقي"
  • مؤسسة الثورة للصحافة تدشّن الصحيفة الإلكترونية للإعلانات
  • الرئاسي يطلب تدخلاً عاجلاً من بريطانيا والبنك الدولي لحل أزمة الكهرباء
  • مصر تتحرك لتأمين صيفها بالطاقة… شحنات غاز ضخمة تثير حفيظة إسرائيل
  • الحرس الثوري يصدر بيانًا عاجلاً بشأن عملية «الوعد الصادق» ضد إسرائيل
  • تقرير يكشف المساعدة الامريكية لإسرائيل في صد الهجمات الإيرانية
  • إيران تنفي مزاعم إسرائيل بشأن تقلص مخزونها من الصواريخ