عربي21:
2025-05-24@10:12:55 GMT

ماذا نفهم من إحاطة ستيفاني خوري أمام مجلس الأمن؟

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

لم تعلن ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ونائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية، كما قدمت نفسها في إحاطتها أمام مجلس الأمن منذ أيام قلائل، عن خطوة واضحة المعالم لكسر جمود العملية السياسية في ليبيا ودفع المسار السياسي إلى الأمام. واقتصرت كلمة خوري على نقل مطالب ورغبات من حاورتهم من ساسة ونشطاء ورجال أعمال ومكونات سياسية واجتماعية، وعلى شرح الوضع الاقتصادي والأمني وحقوق الإنسان في البلاد، وهو وضع معلوم ولم تقدم خوري شيئا مختلفا في توصيفه.



إلا أنه يمكن التقاط إشارات قد تساعد في تحديد أجندة خوري وأولوياتها في إدارة النزاع الليبي والوساطة بين الفرقاء السياسيين، منها ما هو روتيني كقولها إن "البعثة في ليبيا تواصل دعم نهج متعدد الجوانب لمعالجة القضايا المثيرة للقلق، بما في ذلك تعزيز العمل بشأن الأولويات الاقتصادية والأمنية وحقوق الإنسان، إلى جانب الجهود السياسية"، بمعنى أنها ستعمل على مسارات عدة هي السياسي، والاقتصادي، والأمني، والمسار الحقوقي.

لم يكن عفويا نقل خوري تأكيد من التقت بهم ضرورة احترام الأطراف السياسية في ليبيا النتائج التي ستفضي إليها الانتخابات، وذلك بقولها إنهم أكدوا على الحاجة لميثاق أو اتفاق يضمن ذلك
وردت عبارة "الأغلبية الساحقة من المواطنين الليبيين" مرة واحدة في إحاطة خوري عند حديثها عن خلاصة ما توصلت إليه من لقاءاتها في غرب البلاد وشرقها، وقد يكون في ذلك دلالة على أهمية هذا المطلب بالنسبة لخوري بقولها: "أعربت الأغلبية الساحقة من المواطنين الليبيين عن الحاجة للتوصل إلى اتفاق سياسي كي يتسنى إجراء انتخابات وطنية ذات مصداقية تفضي إلى إعادة الشرعية لجميع المؤسسات". وهي مسألة بديهية، إلا أن تعقيب خوري على مطلب الأغلبية الساحقة بقولها "وقد ناقشت ضرورة وجود عملية تتحرى الشمول يقودها الليبيون لتخطي الجمود السياسي"، يشير إلى احتمال أن تأخذ بمبادرة سلفها باتيلي بخصوص الطاولة الخماسية، وأن تلجأ إلى ورقة المسار البديل عن ماراثون مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة كخيار من بين الخيارات المطروحة.

لم يكن عفويا نقل خوري تأكيد من التقت بهم ضرورة احترام الأطراف السياسية في ليبيا النتائج التي ستفضي إليها الانتخابات، وذلك بقولها إنهم أكدوا على الحاجة لميثاق أو اتفاق يضمن ذلك. ويبدو أن خوري تدرك أن هذه المسألة تشكل عائقا أمام إتمام العملية الانتخابية بنجاح، وأنها تتطلب معالجة.

كما لم تغفل خوري الإشارة إلى الحاجة للتغيير الحكومي بحديثها عن مطلب من التقت بهم بوضع خريطة تركز على الإشكاليات المتعلقة بتشكيل حكومة مؤقتة والخطوات الكفيلة بالتوجه نحو إجراء الانتخابات، ومن ذلك الأهمية البالغة لتوحيد وإصلاح المؤسسات الأمنية، وأهمية جهود الوساطة المحلية بالخصوص.

فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، وبعد الإشارة إلى معاناة الليبيين وإشكاليات الاقتصاد الوطني، وأبرزها، حسب خوري، عدم التوزيع العادل للموارد، خلُصت القائمة بمهام القائم بأعمال البعثة الأممية في ليبيا إلى ضرورة "توحيد الميزانية الوطنية"، وحثت أصحاب الشأن كافة، حسب تعبيرها، "على حل ما تبقى من خلافات لضمان إقرار الميزانية بشكل سريع والاتفاق على تنفيذها على نحو يتسم بالشفافية ويخضع للمساءلة".

إحاطة خوري جنحت إلى العموم وتكرار ما تحدث عنه من سبقوها في هذه المهمة بالتركيز على الملفات الرئيسية "التقليدية"، ولم تتضمن مقاربة متميزة أو مبادرة جديدة والإعلان عن أجندة واضحة وخطة ذات ملامح جلية
بخصوص ملف المصالحة الوطنية شددت خوري على ضرورة دفع عملية المصالحة الوطنية قدما، وأعلنت عن دعمها لعمل المجلس الرئاسي ولجنة العدالة والمصالحة بمجلس النواب، وأشادت باتفاقهما على مشروع قانون واحد للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وكررت ما تتحدث عنه مختلف مكونات المنتظم الدولي الرسمي والمجتمعي بالتأكيد على تمكين الشباب والنساء بشكل أكبر في العمل السياسي والعمل العام.

إحاطة خوري جنحت إلى العموم وتكرار ما تحدث عنه من سبقوها في هذه المهمة بالتركيز على الملفات الرئيسية "التقليدية"، ولم تتضمن مقاربة متميزة أو مبادرة جديدة والإعلان عن أجندة واضحة وخطة ذات ملامح جلية، وهذا مفهوم باعتبار أنها استلمت مهام القائمة بأعمال البعثة منذ فترة قصيرة، لكن هناك علامات يمكن تقصيها مما ورد في كلامها قد تسهم في تحديد اتجاهات خوري وأوليات عملها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأمم المتحدة ليبيا اتفاق سياسي الانتخابات المصالحة ليبيا الأمم المتحدة المصالحة الانتخابات اتفاق سياسي مقالات سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

اليمن يوجه طلبا رسميا للمجتمع الدولي أمام مجلس الأمن ويبعث رسائل تهم السلم والأمن العالمي

 

طالب مندوب اليمن الدائم لدى الامم المتحدة بدعم الحكومة اليمنية لبسط سيطرتها على كامل التراب اليمني، وتمكينها من القيام بواجبها في حماية مياهها الإقليمية وضمان أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتحويله من مصدر تهديد إلى جسر للسلام كما كان عبر التاريخ.

 

جاء ذلك في بيان الجمهورية اليمنية الذي ألقاه مندوب اليمن الدائم لدى الامم المتحدة السفير عبدالله السعدي، أمام مجلس الأمن في جلسة النقاش المفتوحة حول (تعزيز الأمن البحري من خلال التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار العالمي).

 

أكدت الجمهورية اليمنية، أن استمرار تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي لا يشكل تهديداً على اليمن فحسب، بل على السلم والأمن والإقليمي والدولي، داعية لدعم الحكومة اليمنية لبسط سيطرتها على كل التراب اليمني لمنع التهديدات الحوثية للملاحة الدولية.

 

وشدد السعدي، على أهمية تبني المجتمع الدولي إستراتيجية شاملة وفعّالة تتكامل فيها الجهود الوطنية مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التحديات المشتركة وضمان حماية ممرات الملاحة الدولية والأمن والسلم الدوليين.

 

وقال السفير السعدي "إن الجمهورية اليمنية تؤمن ان أحد ركائز تحقيق الأمن والاستقرار وازدهار دولنا جميعاً يعتمد على أمن وسلامة ممرات الملاحة الدولية، وكما تؤمن بأهمية وجود تعاون وتنسيق على كافة المستويات في هذا الجانب، ومن هذا المنطلق، تشارك الجمهورية اليمنية بشكل فاعل في كل المحافل الدولية والإقليمية لتحقيق هذا النوع من التعاون والتنسيق، وترى انه لا يمكن لدولة بعينها ان تواجه كل التحديات في البيئة البحرية بمفردها دون ان تعمل ضمن منظومة تعاون".

 

.

 

وأشار لأهمية امتثال جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لالتزاماتها والتنفيذ الكامل للقرار 2216 (2015) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر الأسلحة المستهدف، مؤكدا أن استمرار تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي، لا يشكل تهديداً على اليمن فحسب، بل على السلم والأمن والإقليمي والدولي، وعلى أمن وسلامة الملاحة الدولية ككل.

 

ودعا السفير السعدي، إلى تعزيز التعاون العملي، بما في ذلك مع الحكومة اليمنية، لمنع جماعة الحوثي من الحصول على الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المستخدمة في تنفيذ المزيد من الهجمات ضد الملاحة الدولية وتهديد دول المنطقة.

 

ولفت لأهمية تفعيل الدور الحاسم لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (أونفم) وتمويلها وتعزيز قدراتها بشكل كافي، وأهمية استجابة المجتمع الدولي لتهديدات الأمن البحري من خلال التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار العالمي والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

 

وأوضح أن الهجمات والتصعيد من قبل جماعة الحوثي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أظهر "مدى أهمية هذا الممر المائي للاقتصاد العالمي وكيف تؤثر الاضطرابات على التجارة الدولية والاستقرار الاقتصادي العالمي والبيئة البحرية".

 

وأشار إلى أن هذه الهجمات أدت إلى أضرار بشرية ومادية والإضرار بالبيئة البحرية، ومثالاً على ذلك، ما تعرضت له السفينة "روبيمار" التي غرقت في المياه اليمنية مطلع العام الماضي على بُعد 15 ميلاً من ميناء المخا والتي كانت تحمل على متنها 22 ألف طن من فوسفات الامونيا، وحوالي 180 طناً من وقود وزيوت السفن التي ستتسرب حتماً إلى البيئة البحرية، بالإضافة إلى تنامي علاقة التعاون والتنسيق بين جماعة الحوثي والجماعات الإرهابية الأخرى، واستهداف البنية التحتية المدنية في اليمن، بما في ذلك المنشآت النفطية وموانئ تصدير النفط في محافظتي حضرموت وشبوة.

 

وثمّن جهود المملكة المتحدة الصديقة في دعم مصلحة خفر السواحل اليمنية، معبّراً عن التطلع إلى إطلاق شراكة الأمن البحري اليمنية بالشراكة مع حكومة المملكة المتحدة والشركاء الدوليين في شهر يونيو القادم.

 

وأبدى تطلع الحكومة اليمنية، لدعم الهيئة العامة للشؤون البحرية بالوسائل اللازمة لمكافحة تلوث البيئة البحرية، بما في ذلك مكافحة التلوث الناجم عن تسرّب مخلفات وزيوت السفن، والتلوّث الناجم عن السفن المنكوبة التي تتعرض للهجمات الحوثية، وتمكينها من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من السفن وتقديم الدعم اللازم للحفاظ على أرواح طواقم السفن عند الحاجة

 

مقالات مشابهة

  • استكمالا للثورة.. تظاهرات في طرابلس تطالب بإسقاط جميع الأجسام السياسية في ليبيا
  • البخبخي: المشهد السياسي في ليبيا تحكمه توزانات قوى ترفض التغيير   
  • هكذا تعقّد خارطة القوى السياسية المتنافرة المشهد في ليبيا
  • اعتقال البرلماني السوري خالد عبود.. ماذا تعرف عن نظرية المربعات؟
  • اليمن يوجه طلبا رسميا للمجتمع الدولي أمام مجلس الأمن ويبعث رسائل تهم السلم والأمن العالمي
  • اليمن أمام مجلس الأمن: استمرار تهريب الأسلحة إلى الحوثيين يهدد السلم والأمن العالمي
  • الأمم المتحدة تطلق مشاوراتها من الزنتان.. ستيفاني خوري تلتقي قادة المجتمع المحلي
  • طلب إحاطة لمساواة موظفي الآثار بموظفي السياحة بعد دمج الوزارتين
  • وزير الخارجية: مصر تنتهج مبدأ الاتزان الاستراتيجي في العلاقات السياسية الخارجية
  • البارود يعيد تشكيل خارطة النفوذ .. ماذا يحدث في ليبيا؟