الثورة نت:
2025-05-20@22:03:57 GMT

أمريكا في الحرب العالمية الثالثة.. إلى أين؟

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

 

 

ما عُرفت بعد الحرب العالمية الثانية بالحرب الباردة مثلت أرضية الحرب العالمية الثالثة، ويمكن القول إن أمريكا ومعها الغرب فازت أو انتصرت في الجزء الأول أو الجولة الأولى من الحرب العالمية الثالثة باندثار وتفتت الاتحاد السوفيتي وذلك ما جعل أمريكا ومعها الغرب يتعاملون مع روسيا والصين والعالم كما يتعامل الطرف المنتصر في الحرب العالمية الأولى مع ألمانيا ما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الثانية.

.
وبما أن النووي لم يُستعمل في نهاية الحرب الباردة لا من الطرف المنتصر ولا من الطرف المنهزم فإن بؤر أوكرانيا وتايوان وبحر الصين الجنوبي وغزة ربطاً بما حدث في إفريقيا هي مسرح الحرب العالمية الثالثة التي تجري ولكن بدون الوصول لاستعمال النووي حتى الآن..
فروسيا التي هزمت في الجزء الأول “الحرب الباردة” انضمت إلى اصطفافها قوى صاعدة وبقوة وعالم ازدادت معاناته بسبب الاستعمار الغربي القديم ثم الحديث “الاستعمال” وهو ذات الاستعمار إن لم يكن أشنع..
ما يجري في أوكرانيا هي حرب العالم الغربي الاستعماري على روسيا، وبالمناسبة فالهيمنة الغربية على العالم تمتد إلى أكثر من 500 سنة..
ما يجري إزاء تايوان وبحر الصين الجنوبي هي حرب العالم الغربي ضد الصين وفقط لأن روسيا والصين صعدتا قدراتهما لممارسة حق الدفاع عن النفس وعن الوجود، فالغرب كأنما قرر خوض حرباً عالمية لمنع أي تنافس أو منافسة معه مع فارق انتقال القيادة لأمريكا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية..
وهكذا فإن كل ما جرى ويجري من أوكرانيا إلى إفريقيا حتى غزة وربطاً بذلك حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي يمثل الجزء الثاني من الحرب العالمية الثالثة، والواضح هو أن أمريكا والغرب باتوا الطرف الذي يعد باتجاه أمر واقع لتفعيل النووي ولكنه في تفعيل ذلك كتهديد أو في وضع التردد لا يعطي يقيناً أو جزماً من ناحية ويرفع سقف تصعيده ولكنه لا يعطي توقيتاً أو سقفاً لاحتمالية استعمال السلاح النووي..
باستثناء حملة إعلامية أقرب من إعلانية من طرف د. كيسنجر بعد 2011م وتنبأ فيها بحرب عالمية ثالثة تكون أمريكا والغرب طرفاً وروسيا والصين وإيران الطرف المقابل وأكد أن النصر سيكون لأمريكا والغرب ـ باستثناء كيسنجر وحملته تلك- فإن المحللين العالميين يتوافق معظمهم حول توصيف ما يجري بأنها حرب عالمية ثالثة لكنهم يختلفون حول احتمالية استعمال النووي واحتمالية سقفه بين ما يسمى التكتيكي والاستراتيجي..
في الجزء الأول من هذه الحرب العالمية فالاتحاد السوفيتي كأنما أقر بانهزامه وبتفتت الاتحاد السوفيتي ولم يلجأ لتفعيل سلاحه النووي القادر على تدمير الكرة الأرضية لعدة مرات..
في الجزء الثاني الذي نمر به الآن رويداً رويداً يتضح أن أمريكا والغرب هما الطرف الأضعف ومن هذا الوضع والضعف يمارسون في تصعيد ما يمثل التهديد بأنها لن تقبل انهزاماً في أوكرانيا أو تايوان ولا يقبل بمجرد تراجع نفوذها فيما يسمى الشرق الأوسط وستفجر الحرب النووية إن وصلت أو أوصلت إلى مثل هذه الإضطرارات أو الخيارات، والطبيعي أن تقول في إعلامها الهادر بأن الروس والصين هم من يهددون بالسلاح النووي..
فإذا روسيا لم تستعمل النووي أو حتى تهدد به في ظل هزيمة وفي تفتت الاتحاد السوفيتي فليست في الظرف الحالي الطرف الذي يحتاج استعمال النووي أو حتى التهديد به..
أمريكا وقد تسلمت قيادة الغرب بعد الحرب العالمية الثانية ومارست هيمنة غير مسبوقة على العالم لا تقبل مجرد النزول من شجرة “الهيمنة” ولا تقبل باستعادة التوازن للعالم من خلال تعدد الأقطاب..
هذا يعني أن أمريكا مستعدة لحرب نووية رفضاً لنزولها أو إنزالها من شجرة هيمنتها على العالم..
فأمريكا إن لم تصل إلى تفجير حرب نووية عالمية تريد أن تكون الطرف الذي يمارس الابتزاز وانتزاع تنازلات نوعية من الأطراف والاصطفاف المقابل ومقابل امتناعها فقط عن تفجير حرب نووية..
بالطبع لا يوجد من يقدر سقف التنازلات التي قد تطلبها أمريكا، كما لا يوجد من يقدر سقف تنازلات قد تقبل بها روسيا أو الصين أو غيرهما لمجرد تجنب حرب عالمية نووية تهدد أمريكا بتفجيرها..
ولعلنا هنا نستطيع قراءة ومقارنة الأوضاع والتموضعات والقرارات والخيارات لمختلف الأطراف في الجزء الأول من هذه الحرب التي انتهت بتفتت السوفيت، وفي الجزء الثاني الذي نعيش ذروته كحرب عالمية فأين أمريكا والغرب في هذا الجزء الثاني مما قبل به السوفيت وروسيا، وماذا لو أن الأمر ـ افتراضا وصل إلى تفتيت أمريكا كما تفتيت الاتحاد السوفيتي؟!.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو

تواجه إسرائيل تصاعدًا في الضغوط الدولية والداخلية مع استمرار عمليتها العسكرية في قطاع غزة، في ظل انتقادات لتفاقم الوضع الإنساني ودعوات أمريكية متزايدة لإيجاد حل دبلوماسي. في المقابل، تزداد حدة الانتقادات الداخلية ضد حركة حماس، التي تواجه غضب بعض سكان القطاع بسبب تداعيات الحرب. اعلان

مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة شهرها الثالث، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من الداخل ومن حلفائها الدوليين بسبب التدهور الحاد في الوضع الإنساني بالقطاع.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر مؤخرًا السماح بإدخال كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن القرار واجه رفضًا حادًا من القاعدة السياسية المتطرفة التي تدعم ائتلافه الحكومي.

وفي معرض دفاعه عن الخطوة، أشار نتنياهو إلى أن الحلفاء الغربيين لا يستطيعون تحمل مشاهد المجاعة الجماعية التي تتصاعد في ظل الحصار المستمر.

جاء هذا التحرك بعد أيام قليلة من اختتام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجولة في دول الخليج العربي، التي طلبت منه الضغط لإيجاد حل عاجل للصراع.

وبحسب مصادر مطلعة على محادثات ترامب خلال الجولة، فإن ترامب أبدى قلقًا حقيقيًا إزاء معاناة الفلسطينيين في القطاع، كما أصبح أكثر انفعالًا تجاه نتنياهو، الذي لم يكن يحظى بتقدير شخصي منه، خاصةً مع تصاعد خلافات بين البلدين حول إدارة الأزمة.

Relatedوزير الدفاع الإسرائيلي: الشاباك أحبط محاولة إيرانية لاستهدافي"الضغط مطلوب لتغيير الوضع في غزة".. الاتحاد الأوروبي يتّجه لمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيلغزة بين الحرب والنزوح الجماعي: إسرائيل تُخفف قيود الخروج وسط تحذيرات من "نكبة جديدة"

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تعمل الولايات المتحدة على تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة حماس عبر مفاوضات تتوسط فيها قطر، لكن جولات الوساطة فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراق.

وفي تصريح له يوم الثلاثاء، حذر رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية "تقوض أي فرصة لتحقيق السلام" في المنطقة.

وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض أنه لا صحة للتقارير التي تحدثت عن نية الولايات المتحدة التخلي عن إسرائيل، لكنه شدد على أن الرئيس ترامب يعمل بجد على إيجاد حل دبلوماسي حتى مع توسع العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وعلى الجانب الداخلي، تتصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل للمطالبة بإنهاء الحرب، وسط مخاوف متزايدة من احتمال تحول الدولة إلى "كيان منبوذ" على الساحة الدولية. وحذّر زعيم حزب الديموقراطيين الإسرائيلي يائير غالانت من أن إسرائيل قد تسلك نفس طريق نظام الأبارتيد السابق في جنوب إفريقيا إذا لم تُعد النظر في سياساتها الحالية.

أما في قطاع غزة، فتواجه حماس ضغوطًا كبيرة من سكان القطاع الذين يحملونها مسؤولية الكارثة الإنسانية الناتجة عن الحرب. ومع تصاعد الانتقادات والمظاهرات ضد الحركة، ردّ مقاتلوها بعنف على المعارضين، واعتبروا الخسائر البشرية الباهظة "ضرورية" في سياق المواجهة المسلحة.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهدف الرئيسي من العملية الجديدة هو الضغط على حماس للإفراج عن الأسرى المدنيين الذين تحتجزهم منذ هجوم 7 أكتوبر الماضي.

لكن تصريحات أدلى بها مسؤولون إسرائيليون، منهم الوزير المتطرف بيتسلئيل سموتريتش، والتي تشير إلى تدمير كامل للبنية التحتية في القطاع، أثارت قلقًا دوليًا واسع النطاق بشأن النوايا الحقيقية لإسرائيل في غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تركيا تحجز مكانها على عرش نقاء البحار العالمية
  • البيت الأبيض ينفي تخلي أمريكا عن إسرائيل ولكن.. ترامب "منفعل" بسبب تعنت نتنياهو
  • صحيفة: أمريكا ستتخلى عن إسرائيل إن لم توقف "حرب غزة"
  • الكويت تُعلَن مدينة عالمية لحرفة السدو رسميًا من منظمة الحرف العالمية
  • عضو بالحزب الجمهوري: جدل كبير في أمريكا حول تطبيق قانون الضرائب الجديد
  • ترامب يهاتف بوتين للمرة الثالثة هذا العام
  • مجلة أمريكية تفند من المنتصر في حرب اليمن.. الحوثيون أم أمريكا؟ (ترجمة خاصة)
  • صحف عالمية: غضب بجيش الاحتلال والجوع يحول أطفال غزة لهياكل عظمية
  • “ديفيد هيرست”: “إسرائيل” ستخسر الحرب في غزة كما خسرت أمريكا في فيتنام
  • منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل بدون أمريكا