غزة - خاص صفا

يوافق اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية الـ18 لتنفيذ عملية "الوهم المتبدد" التي استهدفت موقعًا للجيش الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقتل فيها عدد من الضباط والجنود الإسرائيليين، وأسر حينها الجندي جلعاد شاليط من داخل دبابته.

ونفَّذت العملية بمهارة وتقنيّة عسكريّة عالية المستوى تخطيطًا وأداءً في أقلّ من 15 دقيقة في معسكر إسرائيلي، وانسحب المهاجمون ومعهم شاليط دون أن يمكن تعقبهم، رغم الإنذارات الساخنة حولها، ونفذتها كل من كتائب الشهيد عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام.

والعملية -وفق الإمكانات الفلسطينية المحدودة- ورغم استشهاد اثنين من منفذيها، وعدد من المخططين لها لاحقاً، كانت ردًا قويًا على التمادي الإسرائيلي في قتل المدنيين واستمرار الاغتيالات خصوصًا بعد المجزرة التي ذهبت ضحيتها عائلة الطفلة هدى غالية على شاطئ بحر غزّة حينها.

ويحسب لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس على مدار خمس سنوات تمكنها من إخفاء شاليط للمرة الأولى في تاريخ المقاومة في الإطار الجغرافي لفلسطين، وفشل كافة المحاولات العسكرية والأمنية الإسرائيلية للوصول إليه.

وظلت العملية على مدار خمس سنوات أي حتى تنفيذ عملية تبادل الاسرى، كابوسًا يلاحق الإسرائيليين في أحلامهم فيقض مضاجعهم، شعبًا وحكومةً، ساسةً وعسكر، بل أثرت أكثر من ذلك في كونها أحدثت خلافات وانقسامات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

تضحيات كبيرة

ودفع الفلسطينيون ثمن هذه الحملات فاستشهد حتى ديسمبر/ كانون الأول 2006 أكثر من 400 شهيد، فضلًا عن الجرحى وتدمير المنازل وحالة الحصار الاقتصادي الخانق؛ ولكن ظلّت هناك حالة شبه إجماع فلسطينية على ألا يفرج عن الأسير دونما عملية تبادل أسرى.

وبالطبع لم يفُت الفلسطينيين أن يشعروا بالازدراء من مظاهر نفاق المجتمع الدولي، وانشغاله بإطلاق شاليط بما في ذلك المواقف الأميركية والأوروبية واتصالات كوفي أنان وحتى بعض الزعامات العربية.

وطوال تلك الفترة حاول الكيان الإسرائيلي الاستفادة من عنصر الزمن في البحث عن الأسير، والضغط على حماس، وفي القيام بحملات القتل والتدمير، وفرض الحصار والسعي لإسقاط حكومة حماس، لكنه فشل في كل ذلك.

لكنَّه في الوقت نفسه ترك المجال للتفاوض بشأن عملية تبادل الأسرى، مراهناً على أن إطالة أمد التفاوض ستخفف من الشروط الفلسطينية، وخصوصاً بشأن أعداد الأسرى وشخصياتهم ونوعية الأحكام التي يواجهونها.

"إسرائيل" كانت تصرّ على عدم الالتزام بمبدأ التزامن في إطلاق السراح، وفي اختيار من تشاء من الأسرى لإطلاقهم وهو ما كانت ترفضه حماس التي تمسكت بالإفراج عن عدد كبير من أصحاب المحكوميات الطويلة.

وفي 11 أكتوبر 2011 تحقق هدف عملية "الوهم المتبدد"، وخضع الاحتلال الإسرائيلي أخيرًا لإرادة المقاومة، وأجبر على القبول بأغلب مطالب المقاومة، وتم التوقيع على صفقة تبادل الأسرى برعاية مصرية.

وبموجب الصَّفقة التي أطلق عليها "وفاء الأحرار"، أفُرج عن 1050 أسيرًا وأسيرة مقابل شاليط الذي أسر من داخل دبابته العسكرية التي كانت رابضة على الحدود تنتظر فريسة فلسطينية لاقتناصها.

طوفان الأقصى

وتأتي ذكرى عملية الوهم المتبدد هذا العام في ظل عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب القسام في السابع من أكتوبر الماضي انطلاقاً من قطاع غزة وأسرت خلالها أكثر من 200 إسرائيلي، في عملية هزت العالم من حيث دقتها وجرأتها.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسعاً على قطاع غزة منذ 9 أشهر استشهد خلالها أكثر من 35000 فلسطيني وعشرات آلاف المصابين، ودمرت خلالها آلة البطش الإسرائيلية عشرات آلاف المنازل، كما دمرت البنى التحتية في أنحاء القطاع.

ويقبع في سجون الاحتلال ما يزيد عن 10 آلاف أسير بينهم مئات المرضى والمحكومون بالسجن المؤبد يترقبون صفقة تبادل تحررهم في صفقة تبادل جديدة تكسر فيها القواعد والخطوط الحمراء الإسرائيلية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: شاليط وفاء الاحرار طوفان الاقصى صفقة تبادل اسرى أکثر من

إقرأ أيضاً:

الحرس الثوري الإيراني: الدفعة الـ 14 من عملية الوعد الصادق كانت هجوما مركبا

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الحرس الثوري الإيراني، قال إن الدفعة 14 من عملية الوعد الصادق كانت هجوما مركبا من الصواريخ والمسيرات الانتحارية.

الكرملين: التدخل الأمريكي في صراع إيران وإسرائيل دوامة تصعيد رهيبةبرلماني: البيان الدولي المشترك من مصر و20 دولة رسالة قوية ضد العدوان على إيرانإعلام إسرائيلي: إطلاق أكثر من 400 صاروخ منذ بدء الحرب مع إيراناللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تنتهج سياسة التخريب وتستهدف شل إيران


وأضاف: حذرنا سابقا أن كل أجواء أراضي إسرائيل باتت مكشوفة ولا وجود لأي مكان آمن فيها، و استهدفنا بدقة عالية مركز القيادة والمعلومات للجيش الإسرائيلي قرب أحد المستشفيات.

وأكدت مؤسسة الرئاسة الروسية “الكرملين ” أن  التدخل الأمريكي المحتمل في الصراع الإسرائيلي الإيراني سيشكل دوامة تصعيد رهيبة.
 

وقال الكرملين في بيان له : روسيا تحافظ على شراكتها مع إيران وعلاقات الثقة مع إسرائيل.

ونفت مؤسسة الرئاسة الروسية “ الكرملين ” أن تكون إيران طلبت أي مساعدات عسكرية من روسيا، مشددا علي أن دعم موسكو لطهران موجود بشكل عام.

وكان بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت في إتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط حسب الكرملين.

وشمل الحديث أيضا تطورات تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا التي تمت برعاية تركية، والتي تستمر بها روسيا، وكان قد عرض الرئيس الروسي بوتين الوساطة في المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول برنامجها النووي.

وعقب تعثر المفاوضات بين الطرفين، وقيام إسرائيل بالإقدام على عمل عسكري كبير ضد إيران مما قوض الجهود الدبلوماسية في عملية المفاوضات السلمية بين الطرفين.

في إتجاه آخر أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بوتين الذي يحاول مع الرئيس الأمريكي خفض التوتر الإيراني الإسرائيلي بالمنطقة، بأن طهران لم تكن تسعى لتطوير أسلحة نووية للرئيس الروسي.

طباعة شارك الحرس الثوري الإيراني القاهرة الإخبارية إيران المستشفيات

مقالات مشابهة

  • إذا كانت الملابس لا تناسب جسمك.. انتبه لهذه الأعراض الخطيرة التي تظهر دون ألم وراجع الطبيب فوراً
  • الرئيس البيلاروسي يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا في مينسك
  • 1000 أسير.. إنجاز عملية تبادل جديدة للأسرى بين روسيا وأوكرانيا
  • روسيا تعلن إنجاز عملية تبادل جديدة للأسرى مع أوكرانيا
  • شاهد - سرايا القدس تستهدف قوة صهيونية شرق خان يونس
  • الوعد الصادق امتداد لمعركة طوفان الأقصى
  • عملية تبادل جديدة للأسرى بين أوكرانيا وروسيا
  • موسكو وكييف تعلنان عملية تبادل جديدة للأسرى .. والطرفان يسقطان عدد كبير من المسيرات
  • روسيا تعلن تقدما جديدا في تبادل الأسرى مع أوكرانيا
  • الحرس الثوري الإيراني: الدفعة الـ 14 من عملية الوعد الصادق كانت هجوما مركبا