متابعة بتجــرد: يعد واتساب أحد تطبيقات الدردشة الأكثر شعبية واستخدامًا في العالم، ومع ذلك لطالما واجه المستخدمون مشكلة طويلة الأمد وهي عدم قدرتهم على إجراء المكالمات من داخل التطبيق دون حفظ أرقام الاتصال في دفتر العناوين أولًا.
وفي خطوة لتحسين تجربة المستخدم وقدرات التطبيق، قدم واتساب أخيرًا حلًا طال انتظاره لهذه المشكلة، حيث أطلق مؤخرًا نسخة تجريبية لاختبار ميزة الاتصال داخل التطبيق، ظهرت لدى مجموعة مختارة من مستخدمي النسخة التجريبية.
ما هي ميزة برنامج الاتصال داخل واتساب؟
ووفقًا لتقرير لموقع WABetaInfo المختص بالحديث عن النسخ التجريبية من واتساب، أصبح بإمكان بعض المستخدمين الآن الوصول إلى برنامج اتصال (Dialer) لطلب أي رقم دون حفظه أولًا، وذلك عند الدخول إلى علامة التبويب “المكالمات”.
فيتيح هذا الزر الجديد بحال نجاح النسخة التجريبية للمستخدمين الاتصال برقم غير محفوظ من خلال التطبيق مباشرة، على عكس ما هو مطلوب اليوم، وسيتمكن المستخدمون أيضًا من إعادة حفظ الرقم المطلوب كجهة اتصال جديدة أو اختيار إرسال رسالة بدلًا من إجراء مكالمة بعد طلب الرقم.
فقد تمت إضافة زر إلى شاشة الاتصال داخل التطبيق لتسهيل هذه العملية، وهذه الميزة متاحة حاليًا فقط لمجموعة مختارة من مستخدمي النسخة التجريبية، الذين قاموا بالتحديث إلى الإصدار 2.24.13.17.
كيف تغير هذه الميزة تجربة واتساب؟
وبالمقارنة مع التطبيقات المشابهة مثل “فيس تايم” وغيرها، التي تتيح للمستخدمين إجراء مكالمات عن طريق إدخال اسم أو عنوان بريد إلكتروني أو رقم اتصال، كان يتعين على مستخدمي واتساب حفظ الأرقام يدويًا في دفتر العناوين أو فتح دردشة مع جهة الاتصال لبدء المكالمة.
ولم يكن هذا الأمر مستغرقًا للوقت ومزعجًا فحسب، بل كان يثير أيضًا مخاوف أمنية، إذ إن الأرقام المحفوظة في دفتر العناوين كانت تكشف عن حالة آخر ظهور للمستخدم، وصورته الشخصية، وغيرها من التفاصيل الشخصية التي كانت تفرضها إعدادات رؤية الملف الشخصي في واتساب في السابق، والتي كانت تسمح للجميع في قائمة جهات الاتصال بالحصول على هذه المعلومات.
أما هذه التحديثات، فتضيف اليوم طبقة إضافية من الراحة والخصوصية لتجربة الاتصال بالمستخدمين داخل واتساب، وبالإضافة إلى ذلك، تسمح هذه الميزة أيضًا بالحفاظ على دفتر عناوين نظيف وخال من الأسماء غير المرغوب بها.
وبحسب موقع “أندرويد أوثوريتي”، تعتبر هذه الميزة واحدة فقط من العديد من الميزات الجديدة التي تقوم واتساب باختبارها حاليًا.
فعلى سبيل المثال، طرح الإصدار 2.24.12.2 أيضًا ميزة معاينة معاد تصميمها لتحديثات الحالة لبعض مستخدمي النسخة التجريبية، إذ يعرض هذا التحديث قصص الحالة بتنسيق أفقي، أي يتيح لنا رؤية الحالة دون الحاجة إلى فتحها.
main 2024-06-26 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: النسخة التجریبیة هذه المیزة
إقرأ أيضاً:
تصاعد الصراع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا يختبر نفوذ واشنطن وبكين في جنوب شرق آسيا
يمثل التصعيد الدموي والمفاجئ في النزاع الحدودي المستمر منذ عقود بين تايلاند وكمبوديا تحديًا جديدًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تعهد بدعم نظام عالمي أكثر استقرارًا وسلامًا.
لكن هذا الاشتباك العنيف في جنوب شرق آسيا يمثل أيضًا اختبارًا فعليًا لتراجع النفوذ الأمريكي في منطقة تُعد مسرحًا محوريًا في التنافس الجيوسياسي المتنامي بين الولايات المتحدة والصين.
وفي هذا السياق، قال الخبير الإقليمي وأستاذ إدارة الأعمال بجامعة ولاية أريزونا، سافال إير، لمجلة “نيوزويك” إن هذه الأزمة تمثل اختبارًا حاسمًا لنفوذ كل من الولايات المتحدة والصين في جنوب شرق آسيا"، مضيفًا "تايلاند شريك استراتيجي أساسي لواشنطن، وهي ضرورية للحفاظ على الوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي في المنطقة، بينما تُعد كمبوديا حليفًا محوريًا لطموحات الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتشكل نقطة ارتكاز استراتيجية".
بداعٍ عرقلة التفاوض .. مصطفى بكري : ترامب توعد حماس بإنهاء وجودها
ترامب يقلّل من أهمية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين: "تصريح بلا وزن ولن يغيّر شيئًا"
وأشار إير إلى أن "كلا الطرفين يدركان أن هناك الكثير على المحك: إذ قد تقوّض حالة عدم الاستقرار تحالفاتهما الإقليمية ومصالحهما الاقتصادية، في حين أن اتخاذ موقف عدائي قد يؤدي إلى تصعيد حاد في التنافس الجيوسياسي".
تصعيد جديد... وخسارة أمريكية أخرىيعود الخلاف الحدودي بين تايلاند وكمبوديا إلى عام 1907، عندما رسمت السلطات الاستعمارية الفرنسية في كمبوديا خريطة لا تزال كمبوديا تستند إليها في مطالبها الإقليمية.
أما تايلاند، فترفض هذا الترسيم، وتطالب بأراضٍ تشمل معابد هندوسية قديمة من الحقبة الخميرية، مثل معبد برياه فيهير، رغم وجود حكمين من محكمة العدل الدولية يصبان في مصلحة كمبوديا.
هذا النزاع ظل يتقاطع مع صراعات أوسع بين القوى العالمية، منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الحرب الباردة. وكانت تايلاند قد انضمت في الخمسينات إلى منظمة معاهدة جنوب شرق آسيا المدعومة من الولايات المتحدة، كجزء من جبهة ضد الشيوعية، بينما شهدت كمبوديا دعمًا من الصين في عقود لاحقة.
ومع انتصار فيتنام الشمالية في 1975، ودخولها لاحقًا في حرب مع نظام الخمير الحمر المدعوم من الصين في كمبوديا، سقط الأخير بنهاية السبعينات. واستمرت تايلاند في ولائها التقليدي للولايات المتحدة، لا سيما في المجال الدفاعي، رغم أن موقعها في أولويات السياسة الخارجية الأميركية تراجع في العقود الأخيرة مع تحسّن العلاقات بين واشنطن وخصمها السابق فيتنام.
في المقابل، عززت الصين علاقاتها مع جميع دول المنطقة، بما فيها كمبوديا وتايلاند وفيتنام، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة النفوذ هناك. ووسط هذا التغيّر، يرى البعض أن الولايات المتحدة باتت غائبة عن المشهد.
وقال إيفان فيغنباوم، نائب رئيس مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي والمسؤول السابق في الخارجية الأمريكية “الولايات المتحدة فشلت في هذا الاختبار، ويجب أن يكون ذلك جرس إنذار... فهي اليوم بلا تأثير فعلي في النزاع، ولا تملك أدوات ضغط على أي من الطرفين”.
الصين على خط التوازنومع اندلاع الاشتباكات الخميس الماضي، التي أوقعت ما لا يقل عن 15 قتيلًا وعشرات الجرحى، أصدرت كل من الولايات المتحدة والصين دعوات لوقف التصعيد.
وجاء في بيان للخارجية الأمريكية: "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير عن تصاعد القتال على الحدود بين تايلاند وكمبوديا... كما نشعر بقلق خاص حيال الأذى الذي لحق بالمدنيين الأبرياء"، داعية إلى "وقف فوري للهجمات وحماية المدنيين وتسوية النزاعات بشكل سلمي".
من جانبه، وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي الوضع بأنه "مقلق ومؤلم للغاية"، لكنه أشار إلى أن “المشكلة تعود إلى إرث الاستعمار الغربي”، مؤكدًا أن الصين، بصفتها "جارًا وصديقًا للطرفين"، ستواصل لعب دور "بناء وحيادي" للمساعدة في تهدئة التوترات، وذلك خلال لقائه برئيس رابطة "آسيان"، كاو كيم هورن، الذي يسعى للوساطة.
ورغم أن كمبوديا تُعد أقرب إلى الصين، فإن بكين تسعى في الوقت نفسه للحفاظ على علاقات متوازنة مع تايلاند. وأوضح فيغنباوم “الصين لا ترغب في الانحياز لطرف على حساب الآخر، لأنها تسعى لعلاقات جيدة مع كليهما... لذلك، ستعمل على ممارسة ضغط ناعم ومتوازن، دون التصعيد”.
نزاع داخلي... يفاقم الوضعيزداد المشهد تعقيدًا بسبب أزمات داخلية في البلدين. فبعد اشتباك حدودي في مايو الماضي أسفر عن مقتل جندي كمبودي، سُربت مكالمة لرئيسة الوزراء التايلاندية، بيتونغتارن شيناواترا، وهي تخاطب رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي ورئيس الوزراء السابق هون سين بمصطلحات حميمية، وتنتقد قيادة الجيش التايلاندي. وقد تسبب ذلك في تعليق مهامها وعرّض ائتلافها الحاكم للخطر.
ومع تردد الصين في اتخاذ موقف علني، تساءل مراقبون عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل. إلا أن فيغنباوم شكّك في ذلك، معتبرًا أن النفوذ الأميركي في تايلاند تراجع إلى حد كبير.
وقال "القول بأن تايلاند مجرد وكيل للولايات المتحدة هو محض خيال... فالصين اليوم هي الشريك التجاري والاستثماري الأكبر لتايلاند، وتحتفظ بعلاقات وثيقة مع العائلة المالكة هناك".
خطر التصعيد قائممن جهته، رأى ديريك غروسمان، الخبير الاستخباراتي السابق والأستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا، أن النزاع لم يتحول بعد إلى حرب بالوكالة على غرار الحرب الباردة، لكنه حذر من أن استمرار التصعيد قد يجذب القوى الكبرى بشكل أعمق.
وقال"صحيح أن تايلاند حليف أمني للولايات المتحدة، وكمبوديا شريك مقرّب من الصين، لكن الطرفين دعوا إلى وقف إطلاق النار... لا يبدو أن هناك صراعًا على النفوذ حتى الآن — لكن الخطر قائم".
وأوضح غروسمان أن رفض تايلاند للوساطات الدولية واختيارها الحوار المباشر مع كمبوديا يعكس شعورها بتفوق عسكري وثقة بدعم أميركي ضمني إذا تطورت الأزمة.
أما إير، فحذر من تسييس الصراع في سياق دولي أكبر، قائلًا “إذا ما صوّرته الصقور في الصين كصراع بين حليف أميركي وآخر مدعوم من بكين، فقد يُنظر إليه كحرب بالوكالة، رغم أن الصين لا علاقة مباشرة لها بالنزاع”.
وختم بالقول “الدبلوماسيون مشغولون الآن بصياغة بياناتهم، وآمل ألا تشغلهم ملفات إبستين عن هذه الأزمة الإقليمية الخطيرة”.