استكمل ميناء صلالة خطته التوسعية الهادفة إلى رفع مناولة الحاويات من 5 ملايين إلى 6 ملايين حاوية نمطية سنويًّا، بعد اكتمال وصول آخر 4 رافعات كبيرة إلى الميناء لتفريغ البضائع من السفن بتكلفة إجمالية تبلغ 300 مليون دولار أمريكي.

وقال سكوت سلمان المدير التنفيذي للعمليات بميناء صلالة: إنّ اكتمال وصول الرافعات إلى ميناء صلالة سيساعد في تقليل مدة البقاء فيه بشكل أكبر، ويسمح الوصول بشكل أسرع إلى الطبقات العليا للسفن، بالإضافة إلى زيادة قدرته على جذب أكبر السفن التي تم بناؤها في العالم، مؤكدًا أن الميناء يهدف من خلال استكمال خطته التوسعية في مناولة الحاويات إلى تعزيز الربط التجاري العالمي والبنية الأساسية للميناء، ورفع كفاءة الخدمات البحرية المقدمة من خلال الشركاء الاستراتيجيين ليصبح بوابة رئيسة للتجارة الدولية ومحورًا بحريًّا عالميًّا مع استمرار محطة «ميجاماكس» الجاهزة في جذب الأطراف الرئيسة الفاعلة في الصناعات البحرية وتعزيز مكانتها بصفتها أداة رئيسة في التعامل مع أكبر سفن الحاويات بالعالم.

وأضاف في تصريحٍ لوكالة الأنباء العُمانية: إنه يتم حاليًّا اختبار الرافعات الأربع الأولى الجديدة لنقل البضائع من السفينة إلى الشاطئ للتأكد من جاهزيتها التشغيلية وهي في طريقها للإسهام في إنتاجية المحطة اعتبارًا من أغسطس المقبل، ويجري حاليًّا تشغيل رافعتين إضافيتين للتأكد من جاهزيتهما، وقد تم إيقاف تشغيل أربع رافعات أصغر حجمًا ما يعني زيادة عدد الرافعات في الميناء من 21 إلى 27 بحلول نهاية هذا العام.

وأشار المدير التنفيذي للعمليات بميناء صلالة إلى أن الرافعات الجديدة الكهربائية تُعدّ من بين أكبر المعدات من نوعها في العالم، وتضع معايير جديدة من حيث الحجم والكفاءة، وتستطيع التعامل مع السفن بعمق 26 حاوية، ويبلغ ارتفاع الرفع 58 مترًا فوق السكة وإجمالي ارتفاع الرافعة 77 مترًا (بما في ذلك أسفل السكة) وتصل قدرة الرفع القصوى إلى 105 أطنانٍ ما يجعلها قادرة على خدمة أكبر سفن الحاويات العاملة حاليًّا حيث تشمل المعدات الإضافية لدعم التوسعة 12 رافعةً جسرية ذات إطارات مطاطية هجينة ورافعتين للتجميع و6 رافعات مناولة الحاويات الفارغة و30 شاحنة ومقطورة للمحطة.

وأكد أنه تم تنفيذ أعمال كبيرة في البنية الأساسية لتحديث شبكة الكهرباء الحالية لميناء صلالة بما في ذلك محطة كهرباء فرعية جديدة ذات قدرة عالية، وخطوط تغذية عالية الجهد، وتعزيز الشبكة الكهربائية للميناء التي تم بناؤها في عام 1998م، وسيؤدي هذا إلى تهيئة المحطة في المستقبل لتلبية الطلب الإضافي نظرًا لتشغيل المعدات بالكهرباء.

وأضاف: إنه مع وفرة مصادر الطاقة المتجدّدة فإن سلطنة عُمان تمضي قُدمًا في اعتماد خطط طموحة نحو الهيدروجين والطاقة المتجددة في المستقبل القريب؛ إذ يقوم الميناء بتنفيذ استثمارات للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2040م.

وأوضح المدير التنفيذي للعمليات بميناء صلالة أن الأعمال الإضافية بالميناء تشمل توسيع الساحة وأعمال الطرق الجديدة؛ إذ اكتملت عمليات ترقية الأرصفة الأربعة الحالية لدعم الرافعات الجديدة، مشيرًا إلى أن هناك رصيفين قيد التنفيذ وستمكّن القدرة الاستيعابية الإضافية المحطة من التعامل مع متطلبات محور تحالف «جيميني» المقرر بدء تشغيله اعتبارًا من الربع الأول من عام 2025م.

وقد حقق ميناء صلالة مستويات جيدة في أعماله التشغيلية والتوسع في خدماته اللوجستية لتلبية متطلبات الأسواق المحلية والعالمية المتغيرة، والتكيف مع كل التأثيرات للحفاظ على سلسلة التوريدات اللوجستية، وضمان توفّر السلع والبضائع، مؤكدًا بذلك على مكانته الاستراتيجية على خطوط التجارة والملاحة الدولية ودوره المحوري للحاويات وقدرة سلسلة التوريد على التكيّف مع المتغيرات العالمية.

وتمكّن الميناء من الحفاظ على سجله المتميز في فترة بقاء السفن التابعة لخطوط الشحن، فبحسب مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2023م الذي نُشر خلال شهر يونيو الماضي من قبل البنك الدولي ومؤسسة «جلوبال ماركت انتَلِجَنس» التابعة لوكالة «ستاندرد اند بورز»، فقد حافظ ميناء صلالة على موقعه باعتباره ثاني أكثر موانئ الحاويات كفاءة في العالم للعام الثالث على التوالي.

ويُعدّ ميناء صلالة الذي بدأ عملياته التجارية في عام 1998 بوابة مهمة لسلطنة عُمان في التجارة البحرية الدولية ومركزًا عالميًّا لإعادة شحن الحاويات؛ إذ تم تخطيط الميناء ليصبح مستدامًا وقابلًا للتوسع والنمو المستقبلي بما يتواءم مع تطوّر صناعة التجارة البحرية ودخول التكنولوجيا في العمليات التشغيلية، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي القريب من مسار خطوط الشحن العالمية التي تربط الشرق مع الغرب، وهو ما جعله ضمن أفضل موانئ إعادة الشحن في العالم؛ لاختصاره الزمن والمسافة، وللتسهيلات التي يقدّمها لاستقبال سفن الحاويات بما في ذلك سفن الجيل الثاني والثالث.

ويرتبط الميناء حاليًّا بخطوط مباشرة مع أكثر من 50 ميناءً حول العالم إلى جانب سفن تعمل برحلات قصيرة وإعادة شحن بضائع الحاويات إلى أسواق شرق إفريقيا والهند ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ تصل المدة الزمنية للخط المباشر بين ميناء صلالة وميناءي نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وشنغهاي الصيني إلى 14 يومًا، وميناء مومباسا الكيني بإفريقيا إلى 7 أيام وميناء سنغافورة إلى 6 أيام وميناء جدة بالمملكة العربية السعودية إلى 4 أيام وميناء كراتشي في باكستان إلى 3 أيام إضافة إلى توفير خدمات لوجستية متكاملة بالتنسيق مع مطار صلالة.

ويستقبل الميناء سنويًّا أكثر من 2500 سفينة، وتشمل خدماته عمليات التحميل والتفريغ وصيانة الحاويات وإصلاحها، وخدمات الجرّ والتزويد بالوقود وتخزين البضائع إلى جانب امتلاكه إمكانات لوجستية وقدرات تشغيلية عالية للتعامل مع مختلف أحجام السفن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مناولة الحاویات میناء صلالة فی العالم

إقرأ أيضاً:

ميناء الحديدة يعود للعمل خلال ساعات من العدوان الصهيوني الأمريكي

يمانيون../
تمكنت الفرق الفنية والهندسية من إعادة تشغيل ميناء الحديدة واستعادة جاهزيته التشغيلية الطبيعية، خلال ساعات فقط من العدوان الصهيوني الأمريكي الذي استهدف مرافق الميناء.

وفي تصريح أوضح المهندس ناصر عبد الله النصيري، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر، أن الفرق الفنية تعاملت مع الأضرار بشكل عاجل، ونجحت في تقليص حجم الدمار الذي خلفه القصف الصهيوني الأمريكي، الذي طال ثلاثة أرصفة بحرية. وأشار إلى أن الميناء استأنف نشاطه بصورة اعتيادية بعد ساعات قليلة من الاستهداف.

وأكد النصيري استمرار العمل التشغيلي للميناء على مدار الساعة، دون أي تأخير في استقبال السفن والبواخر، مشيراً إلى أن سفناً جديدة تتجه نحو الميناء، في حين تستمر الشركات والخطوط الملاحية في التوافد.

وفي سياق متصل، أكد النصيري أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة تواصل زياراتها الدورية لموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، وتؤكد دائماً أن الموانئ مدنية بالكامل وخالية من أي مظاهر عسكرية، ما يجعل استهدافها انتهاكاً صارخاً للقوانين والمعاهدات الدولية.

كما توجه بالشكر لطواقم السفن الراسية في غاطس ميناء الحديدة، التي ثبتت في مواقعها ولم تغادر الأرصفة أثناء العدوان.

إنجاز صيانة شاملة في ميناء رأس عيسى

وفي سياق متصل، أعلنت شركة النفط اليمنية، اليوم الخميس، عن الانتهاء من أعمال الصيانة الشاملة لمنصات التعبئة في ميناء رأس عيسى النفطي، والتي تعرضت لأضرار كبيرة جراء اعتداءات جوية متكررة من طيران العدو الأمريكي.

وقالت الشركة في بيان: “بفضل الله، أُنجزت كافة أعمال الصيانة والتأهيل، واستؤنفت عمليات ضخ البنزين والديزل من السفن إلى الناقلات البترولية، تمهيداً لتوزيعها على المحافظات الحرة.”

وطمأنت الشركة المواطنين بتوفر كميات كافية من المشتقات النفطية تغطي احتياجات السوق لفترة طويلة، مؤكدة أن تزويد كافة المحطات سيتم خلال 24 ساعة.

وأكدت الشركة حرصها المستمر على تحقيق الاستقرار التمويني وتلبية احتياجات المواطنين في كل الظروف، معربة عن تقديرها للتعاون الشعبي والوعي الذي أبداه المواطنون خلال الأيام الماضية.

وكان العدو الصهيوني الأمريكي قد شن، يوم الثلاثاء، عدواناً إجرامياً استهدف ميناء الحديدة في محاولة لتعطيله، غير أن استعادة تشغيل الميناء في وقت قياسي شكل صفعة مدوية للعدو، في وقت توعّدت فيه القوات المسلحة اليمنية برد قاسٍ وموجع.

مقالات مشابهة

  • حماس: على العالم أن يرفع (لا) كبيرة في وجه نتنياهو
  • استعدادات لتطوير ميناء شناص باستثمارات تتجاوز 77 مليون ريال
  • 3400 متر أطوال الأرصفة و7 ملايين حاوية طاقة استيعابية.. تفاصيل مشروع الامتداد العملاق بشرق بورسعيد
  • انفجارات وحرائق.. ماذا حدث في ميناء رأس عيسى النفطي؟‎
  • مدبولي يتفقد المحطة الأكبر في منطقة شرق المتوسط بطاقة استيعابية تبلغ 7 ملايين حاوية
  • 200 بحار يستعدون لمغادرة ميناء رأس عيسى بعد الاستسلام الحوثي
  • ميناء صلالة يعزز مكانته العالمية.. ونمو التبادل التجاري إلى 2.4 مليار ريال
  • بحارة عالقون قبالة ميناء يمني يستعدون للمغادرة بعد اتفاق وقف إطلاق النار
  • ميناء الحديدة يعود للعمل خلال ساعات من العدوان الصهيوني الأمريكي
  • فى اليوم العالمى للربو.. الصحة: يتسبب في وفاة أكثر من 450 ألف سنويًا حول العالم