رام الله - صفا

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة التنكيل والعقوبات المفروضة على المعتقلات في السجون.

وقالت الهيئة في بيان صحفي، يوم الأحد، إن حدة هذه السياسة تضاعفت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث عزلت المعتقلات عن العالم الخارجي بشكل كامل، وتم تجريدهن من أبسط حقوقهن، وحوربن بالجوع والحرمان من العلاج، إلى جانب ما يتعرضن له من قمع خلال الاعتقال، وحرب نفسية وتحرشات أثناء التفتيش العاري، إلى جانب التهديدات المستمرة بعائلاتهن.

وأشارت محامية الهيئة، بعد زيارتها الأخيرة لسجن الدامون، إلى أن إدارة المعتقل ضيقت الخناق بصورة أكبر على المعتقلات، فالغرفة التي تتسع لخمس معتقلات يتواجد فيها 10، في ظل درجات الحرارة المرتفعة جدا، وسحب المراوح، كما يتعمد السجانون إغلاق فتحة الشباك الصغيرة على أبواب الأقسام، حتى يمنع دخول الهواء.

ويبلغ عدد المعتقلات في سجون الاحتلال 78، من بينهن 71 في سجن الدامون، 3 من قطاع غزة (أسماء شتات، سهام أبو سالم وابنتها سوزان)، ومعتقلتين حوامل (جهاد نخلة وعائشة غيضان)، كما لا تزال 7 معتقلات بالتحقيق.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: هيئة الاسرى حرب التجويع سجون الاحتلال انتهاكات معتقلات

إقرأ أيضاً:

عربات جدعون.. مسمّى جديد لمجزرة مستمرة بحق غزة

منذ سبعة عشر شهرا، وغزة تُذبح على مرأى العالم، بلا توقف، بلا عدالة، وبلا خجل من دماء الأطفال تحت الركام. عدوان يتغذى على الصمت الدولي، ويمتد كأفعى سامة تبتلع كل ما هو حي. وفي هذا السياق الدموي، تلوّح إسرائيل من جديد بما تُسميه "عملية عربات جدعون"، كمرحلة إضافية في حرب الإبادة الجماعية التي لم تُبقِ في غزة سوى الأسى والأنقاض.

"عربات جدعون" ليس مجرد اسم لعملية عسكرية محتملة، بل هو عنوان لوحشية منهجية جديدة يُراد لها أن تكتمل على أنقاض من تبقّى. الاسم الذي يستحضره الاحتلال من التراث التوراتي، يعكس عقلية مهووسة بالقوة والسحق، ويعبّر عن خطة قيد التنفيذ وليست مجرد تهديد. تشير المعطيات إلى أن الاحتلال يستعد لإطلاق عملية ميدانية واسعة، تُجنّد لها قوات النخبة والوحدات المدرعة، بهدف اجتياح مناطق محددة في القطاع، لا سيما رفح وأجزاء من الوسط، بحجة "تصفية آخر معاقل المقاومة"، وفق زعمهم. لكن الواقع يقول شيئا آخر: لا معاقل هنا إلا البيوت المهدّمة، ولا أهداف إلا أجساد الجياع، ولا جبهات قتال إلا داخل المخيمات ومراكز الإيواء التي تحوّلت إلى مقابر جماعية.

"عربات جدعون" ليس مجرد اسم لعملية عسكرية محتملة، بل هو عنوان لوحشية منهجية جديدة يُراد لها أن تكتمل على أنقاض من تبقّى. الاسم الذي يستحضره الاحتلال من التراث التوراتي، يعكس عقلية مهووسة بالقوة والسحق، ويعبّر عن خطة قيد التنفيذ وليست مجرد تهديد
لم تعد الحرب على غزة مجرّد حملة عسكرية، بل مشروع تطهير عرقي ممنهج. سبعة عشر شهرا من القصف المتواصل، عشرات الآلاف الأطنان من المتفجرات، عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأحياء بأكملها أُزيلت من الوجود. وما زال الاحتلال يصر على مواصلة هذا الجحيم، وكأن دم الفلسطيني ماء، وكأن غزة ليست أرضا تسكنها أرواح بشرية بل مجرد هدف تدريبي طويل الأمد لجيوش الاحتلال.

الخطير في "عربات جدعون" أنها تأتي بعد أن دمّر الاحتلال كل شيء تقريبا: المدارس، المستشفيات، البنية التحتية، الأسواق، وحتى مقابر الشهداء. فماذا تبقى ليُقصف؟ وماذا تبقى ليستهدف؟ الجواب واضح: ما تبقّى هو إرادة الناس، كرامتهم، جذورهم في الأرض، وهو ما يسعى الاحتلال لاجتثاثه بآلة عسكرية لا تعرف الرحمة ولا الحدود.

وإذا كان العدو يتفاخر بأن هذه العملية ستكون "حاسمة"، فإن الحقيقة أنها ستكون امتدادا لمجزرة بدأت منذ عقود، وبلغت ذروتها في الشهور الأخيرة. ما تريده إسرائيل من "عربات جدعون" ليس إنهاء المقاومة فقط، بل دفن الحلم الفلسطيني تحت الركام، وإقناع الأحياء أن الموت هو الخيار الوحيد في ظل الحصار والقصف والخذلان.

المجتمع الدولي يقف متفرجا، أعمى عن المجازر، أصمّ عن صرخات الضحايا، عاجزا عن إيقاف جرافة الحرب وهي تدهس أقدار شعب بأكمله. أما الأنظمة العربية، فبين متواطئة وصامتة، تكتفي بنشرات الأخبار، وكأن غزة لا تعنيهم، وكأن فلسطين ليست جرح الأمة المفتوح.

في المقابل، يقف شعبنا في غزة، كما في كل فلسطين، بصدره العاري، يواجه سادس أقوى جيش في العالم، دون كهرباء، دون ماء، دون دواء، لكن بإيمان لا ينكسر، وبإرادة تكتب التاريخ. المقاومة، رغم الحصار والمجازر، ما زالت تثبت أن هذا الشعب لا يموت، وأن ما يُبنى بالدم لا يهدمه ركام، ولا توقفه أساطيل القتل.

"عربات جدعون" ليست النهاية، ولن تكون، لأن غزة، التي تحوّلت إلى أيقونة صمود، لن تسقط أمام آلة الموت، ولأن الفلسطيني لا ينهزم، حتى وإن نزف حتى الرمق الأخير. هذه الأرض لنا، والدم الذي سال على ترابها لن يضيع. وإن كانت إسرائيل تقرأ التاريخ بالمجازر، فإننا نكتبه بالشهادة والصبر والمقاومة.

مقالات مشابهة

  • الهيئة القبطية الإنجيلية تطلق مشروع تعزيز قيم وممارسات المواطنة في المنيا
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال وارتفاع عدد الشهداء إلى 70
  • استشهاد أسير من قطاع غزة في سجون الاحتلال
  • حماس: حكومة نتنياهو تستخدم التجويع في جريمة إبادة ممنهجة ضد غزة
  • لجنة أممية تُدين التجويع الجماعي لأطفال غزة في ظل حصار المساعدات
  • عربات جدعون.. مسمّى جديد لمجزرة مستمرة بحق غزة
  • 300 حالة إجهاض.. أرقام صادمة بسبب “التجويع”
  • استشهاد 326 شخصا وأكثر من 300 حالة إجهاض بغزة بسبب سياسة التجويع
  • الأورومتوسطي”: 26 فلسطيناً قضوا في غزة خلال 24 ساعة بسبب التجويع
  • شهادات صادمة لأسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال