في الوقت الذي تكرر فيه محافل الاحتلال، أنها تواجه سبع جبهات قتالية من الخارج، فإنها تغفل عن سابق إصرار وتعمّد جبهتها الداخلية، وفي الوقت الذي تستمر فيه الحرب من الخارج، فإن الحكومة تعمل أيضاً ضد جبهات في الداخل، وذلك وفق غاي فيلغ، وهو مراسل الشؤون الحزبية في "القناة 12" العبرية.

وأوضح فيلغ، في مقال ترجمته "عربي21" أن "محاضر طويلة في جلسات مجلس الوزراء، خصّصت للحديث عن استهداف قيادة الجيش ورئاسة الأركان، بدل أن يتم تركيز الحديث عن حرب الجنوب على غزة، والاستعداد لاحتمال اندلاع حرب في الشمال على لبنان".



وأكد أن "الاعتداءات المتكررة على قادة الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية في اجتماعات مجلس الوزراء، والكابينت المصغر، لا تساعد على تحقيق شعار الحرب: "النصر الكامل" الذي رفعه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو".

وأضاف مراسل الشؤون الحزبية في "القناة 12" العبرية، أن "دولة الاحتلال لديها مشاكل كثيرة من الخارج، لكن إذا نظرنا للوضع من جانبها، فإن المشكلة الأكبر هي الحكومة ورئيسها، وقد سبق له أن زعم أن الاحتلال يقاتل على 7 جبهات مختلفة".

وأشار فيلغ، إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، كان قد أغفل قتال الحكومة على جبهات أخرى داخل دولة الاحتلال، ضد المتظاهرين، وضد المساواة في العبء عقب إقرار قانون التهرب من الخدمة العسكرية، كما تحارب الحكومة ضد الدولة ذاتها.

من جهتها، قالت الكاتبة في "القناة 12" العبرية، دفنا ليئيل، إن "حلّ حكومة الاحتلال يمكن أن يأتي من اتجاه غير متوقّع عقب صدور قرار المحكمة العليا الخاص بإلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، مما قد يعرّض لخطر استمرار وجود الحكومة، وبالتالي فإن نتنياهو يواجه اليوم ساعتين رمليتين: قانون التجنيد ومسألة إنهاء الحرب، والساعات تنفد ببطء، فيما يواجه المتدينون قراراً مصيرياً".

وأضافت ليئيل، في مقال ترجمته "عربي21" أن "هناك مقولة شائعة مفادها أن اليمين الإسرائيلي وحده هو يجلب السلام مع الفلسطينيين والعرب، واليسار يجلب الحرب معهم، لكن في الترجمة الحرة فإن كل شيء مقلوب، لأنه في ظل الحكومة الأكثر يمينية ودينية في تاريخ الاحتلال سيتم تحت سلطتها بدء عملية تجنيد حقيقية للمتدينين اليهود".

"مع أنه لو جاء حكم المحكمة في وقت مختلف، وفي ظل حكومة أخرى، لكانت الحشود الإسرائيلية قد نزلت بالفعل إلى الشوارع، لكن ذلك لم يحصل هذه المرة" تردف الكاتبة، مشيرة إلى أن "حكم المحكمة العليا بوجوب تعبئة الجميع للجيش بالتساوي، وأمرها بالبدء في تطبيق ذلك يعني أننا أمام دراما كبرى".

وأوضحت أنه "حتّى اليوم كان الجيش بحاجة لقانون لتجنيد اليهود المتشددين، وعندما تلقّى أمراً صريحاً بالتجنيد بالتساوي، ولكن على افتراض أنه لن يتم سن قانون التجنيد قريبًا، فإنه يتعين على قادة اليهود المتشددين أن يجيبوا عن سؤال واحد فقط: هل هذا هو الوضع الأسوأ بالنسبة لهم؟".

واسترسلت بأن "حكومة أخرى ستتمكن من إضفاء الشرعية على ترتيبات تجنيد اليهود المتدينين في الجيش بهدف تنظيم وضعهم القانوني، لكن يولي إدلشتاين، وهو رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، المقرب من نتنياهو، أثار انتقادات من داخل الائتلاف الحكومي ضد قانون الكنيست لإعفاء المتدينين من التجنيد، من خلال توجّهه لملء الساعة الرملية بسرعة أكبر، ولو كان الأمر بيد نتنياهو، لأضاعت اللجنة الوقت لأسابيع عديدة، دون الوصول الى قرار حاسم أصدرته المحكمة العليا".

وتابعت: "لكن تمزيق إدلشتاين للقناع في وقت أبكر مما كان متوقعا تمثل بإعلانه أنه بدون المعارضة، لا يملك الائتلاف أغلبية لقانون تجنيد حقيقي"، مردفة أن "الساعة الرملية الثانية التي تبدو بعيدة عن أعين الجمهور، لكنها تمتلئ ببطء، فهي متعلقة بإنهاء حرب غزة".


وقالت إن "نتنياهو، قد أعلن قبل أيام، أن مرحلة القتال الدائر في غزة ستنتهي قريبا، وأنّه لن تكون هناك أي مستوطنة في غزة، لأن الأمر غير واقعي، وفجأة لم نجد الوزيران إيتمار بن غفير، وبيتسلئيل سموتريتش، يكسران الأطباق، لأن الأول أكثر راحة في التصادم مع المستشار القانوني للحكومة والشرطة، والأخير منشغل بشكل مهووس بالمستوطنات وإثارة الخلافات مع الولايات المتحدة".

واختتمت بالقول إن "هذه الخلافات الإسرائيلية ستبقى تفعل مفاعيلها الداخلية، فيما تتواصل الإشكاليات الخارجية مع الولايات المتحدة، وستكون حكومة الاحتلال معرّضة بشكل مباشر لضغوط شديدة منها، بحيث ستكون مطالبة باتخاذ قرارات عاجلاً أم آجلاً بشأن إنهاء الحرب، تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وهي قضايا تؤثر على مصير حكومة الاحتلال، فيما يستمر نتنياهو باللعب لكسب الوقت، لكن من الواضح أننا بدأنا من هذا الأسبوع نرى بازار بداية النهاية لحكومته".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة قانون التجنيد غزة قطاع غزة قانون التجنيد المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

حماس تتهم نتنياهو بمحاولة تفجيــر اتفاق وقف إطلاق النار قبل تطبيقه |تفاصيل


أكد القيادي بحركة المقاومة الفلسطينية حماس، محمود مرداوي، أن نتنياهو يسعى لتفجير اتفاق وقف إطلاق النار قبل تطبيقه، بتراجعه عن قوائم الأسرى، في محاولة لتفخيخ التفاهمات.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن القيادي في حماس بأن هذه خطوة تكشف نوايا نتنياهو تجاه بقية الملفات المُتعلقة بالانسحاب وإعادة الإعمار وفتح المعابر ذهابًا وإيابًا.

وكان مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن وقف النار سيدخل حيّز التنفيذ فقط بعد مصادقة الحكومة مساء.

وقالت ‌‏إذاعة جيش الاحتلال إن  إسرائيل لن تبادر لعمليات هجومية قبل وقف النار، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال لن ينسحب قبل مصادقة الحكومة على اتفاق غزة .

ومنذ قليل ؛ أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، وذلك بعد عامين من الحرب التي خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، ودمارًا واسعًا في البنية التحتية للقطاع.

ويأتي الإعلان بعد وقت قصير من تأكيد قناة I24 العبرية أن الهدنة ستبدأ خلال ساعة، ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، والتي تم التوصل إليها بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية بعد مفاوضات مكثفة في مدينة شرم الشيخ خلال الأيام الماضية.

وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة، وتبادل للأسرى والجثامين، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة تحت إشراف الأمم المتحدة ومصر.

كما أكدت مصادر دبلوماسية أن الولايات المتحدة وقطر قدمتا ضمانات لحركة حماس بعدم استئناف إسرائيل القتال بعد تنفيذ المرحلة الأولى، فيما شددت مصر على أنها لن تقبل بقاء أي وجود عسكري إسرائيلي دائم في محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وحصلت على ضمانات أمريكية بانسحاب الجيش الإسرائيلي لاحقًا من المنطقة.

وفي أول رد فعل، رحّبت عائلات الرهائن الإسرائيليين بالاتفاق ووصفته بأنه اختراق تاريخي، فيما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الهدنة تمثل خطوة أولى نحو إنهاء الإبادة وصمود الشعب الفلسطيني في كسر آلة الحرب الصهيونية.

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تسود حالة من الترقب الحذر في قطاع غزة، وسط آمال بأن تكون هذه الهدنة بداية لمرحلة جديدة نحو إنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع بعد عامين من الدمار والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة.

أمير هشام يتغنى بموقف مصر في وقف الحرب على غزةهدى المفتي بعد وقف الحرب على غزة: حان وقت الفرح للعالممفوض الأونروا يعرب عن ارتياحه إزاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة طباعة شارك نتنياهو حماس غزة وقف إطلاق النار تبادل الأسرى

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل ستبقى في غزة حتى هذا الوقت
  • نتنياهو: الحرب لم تنته بعد وأمامنا تحديات وفرص كبيرة
  • نتنياهو: الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة
  • الجيش يسابق الوقت
  • هل تنتهي الحرب؟.. حكومة الاحتلال تصادق على وقف إطلاق النار في غزة
  • حكومة الاحتلال تزعم تحقيق أهداف الحرب.. ووقف إطلاق النار خلال 24 ساعة من إقراره
  • نهاية الحرب الكبرى.. حماس تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وقف النار
  • إعلام إسرائيلي يعلن وقف إطلاق النار.. ومكتب نتنياهو يعلّق التنفيذ على مصادقة الحكومة
  • مكتب نتنياهو: ننتظر تصديق الحكومة لتنفيذ اتفاق غزة
  • حماس تتهم نتنياهو بمحاولة تفجيــر اتفاق وقف إطلاق النار قبل تطبيقه |تفاصيل