الثورة نت:
2025-06-20@06:10:26 GMT

النشيد الإسرائيلي كمرآة لبغض وحقد مُتجذِّر

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

 

 

لا يُمكن فهم حقيقة الصراع العربي- الإسرائيلي دون النظر في الرواية الفكرية والأيديولوجية التي تُشكّل عقلية الطرف الآخر، وتأتي الرموز الوطنية كَأحد أهم المفاتيح لفهم هذه الرواية، ولعلّ النشيد الوطني الإسرائيلي “هتكفا” (الأمل) يُقدّم نموذجاً صادماً لِمُستوى البغض المتجذر تجاه العرب والمسلمين، حيث تُكرّس كلمات النشيد الإسرائيلي مفهوماً خطيراً وهو ادعاء “أرض بلا شعب لِشعبٍ بلا أرض”، فتتغنّى بِـ “نفس يهودية تشتاق إلى صهيون” دون الإشارة إلى وجود سكان أصليين لِهذه الأرض، مُتجاهلةً حقائق التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا.


وفوق ذلك كله السياسات والممارسات اليومية للاحتلال الإسرائيلي، من تهجير، قتل، اعتقالات عشوائية، وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة، كلها أمثلة على مستوى الكراهية والعدوانية التي يحملها الصهاينة للعرب والمسلمين عامة وللشعب الفلسطيني، بل منظومة كاملة من الكراهية والعدوانية المتغلغلة في كل جانب من جوانب السياسات الصهيونية.
إنّ حصر الهوية الإسرائيلية في البُعد الديني اليهودي هو في حدّ ذاته إقصاءٌ مُمنهج لِمُكوّنات أخرى من المجتمع الإسرائيلي نفسه، ناهيك عن كونه يستثني ويلغي حقيقة التنوّع الديني والثقافي في فلسطين التاريخية.
إنّ اللافت للنظر هو غياب أيّ إشارة في النشيد الإسرائيلي للعرب أو للمسلمين، سواء بشكلٍ سلبي أو إيجابي، فهو لا يتضمن أيّ دعوة للعيش المُشترك أو التسامح أو السلام، هذا التجاهُل المُتعمد يُعبّر عن نظرةٍ “أحادية” تَعتبر الطرف الآخر “غير موجود” بِبساطة، وهو ما يُفسر إلى حدّ بعيد السياسات الإسرائيلية القائمة على الإقصاء والتنكيل والتطهير العِرقي.
إنّ ادعاء “الأمل” الذي يحمله اسم النشيد الإسرائيلي يَبدو أقرب إلى السّخرية في ظلّ واقع مُظلم يعيشه الشعب الفلسطيني تحت احتلالٍ وحشيّ ينتهك أبسط حقوقه الإنسانية، فما هو مصير “الأمل” في ظلّ اليأس والظلم والقهر والاحتلال ؟
ختاماً، إنّ “هتكفا” ليس مجرد “أغنية” أو “كلمات”، بل هو نَصٌّ مُؤسّس لِأيديولوجيا احتلالية قائمة على إلغاء الآخر وتجريده من إنسانيته، وهي جزء من تحدٍ كبير نواجهه كعرب ومسلمين، بالإصرار على حقوقنا، والتضامن وبالعمل المشترك لتحقيق العدالة والسلام وإعادة المسلوب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر يستقبل ممثلي المجتمع المدني الأوروبي والعربي لتعزيز الحوار الديني والثقافي

استقبلت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، اليوم الثلاثاء، وفدًا يضم ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الأوروبية والعربية. وتأتي هذه الزيارة في إطار فعاليات "الحوار العربي الأوروبي" الذي تشرف على تنظيمه الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بالقاهرة.

مرصد الأزهر يُحذر من انهيار القيم ويطرح رؤية تربوية شاملة للإصلاح المجتمعيمرصد الأزهر: سياسة التجويع سلاح تستخدمه التنظيمات المتطرفة لكسر إرادة الشعوب

ويُعد هذا اللقاء جزءًا محوريًا من الجهود المبذولة لمد جسور التواصل الفكري والثقافي بين الشرق والغرب، حيث تركزت المناقشات حول محاور رئيسية في مقدمتها بحث دور الدين في تطور المجتمعات واستكشاف كيف يمكن للمبادئ والقيم الدينية أن تسهم بفعالية في التنمية المجتمعية وتحقيق التقدم الشامل.

كما تطرق اللقاء إلى أهمية تعزيز الحوار بين الثقافات وفتح قنوات للحوار البناء والمتبادل بين الثقافات المختلفة، بما يسهم في دعم قيم التسامح، ومواجهة الأيديولوجيات المتطرفة التي تهدد الأمن والاستقرار العالمي.

يعكس اللقاء التزام مؤسسة الأزهر الشريف بدورها المحوري في تعزيز الخطاب الديني الوسطي، ومكافحة الأفكار المتطرفة، وتقديم النموذج الفكري الذي يعزز قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب والأديان.

طباعة شارك مرصد الأزهر التطرف مؤسسات المجتمع المدني الهيئة القبطية الإنجيلية الأزهر الشريف

مقالات مشابهة

  • إدريس يعلن حكومة الأمل بالسودان ويتعهّد بالتقشف والنزاهة
  • صنعاء تعلن عن مبادرة من طرف واحد لفتح طريق عقبة القنذع وتدعو الطرف الآخر لتأمين عملية إصلاح أضرار الحرب 
  • أزهري: تجديد الخطاب الديني قضية تراكمية والمطلوب هو تجديد الفهم لا النصوص
  • نقيب الأشراف: منصة الأوقاف مشروع عظيم لتجديد الخطاب الديني بأسلوب عصري
  • الأوقاف تطلق منصتها الرقمية الأكبر عالمياً لتجديد الخطاب الديني ومكافحة التطرف
  • أسامة الأزهري يطلق منصة الأوقاف الرقمية.. لتجسيد الخطاب الديني الوسطي
  • "الأوقاف" تطلق مبادرة "بصائر" لتعزيز الوعي الديني
  • تدشين معمودية بمدينة الأمل على يد الأنبا أكليمندس .. صور
  • مرصد الأزهر يستقبل ممثلي المجتمع المدني الأوروبي والعربي لتعزيز الحوار الديني والثقافي
  • الجدعان: نحذر من السياسات غير الواقعية المتعلقة بخفض الانبعاثات