حاصباني: السلاح يعرّض لبنان للخطر والدولة بين مطرقة إسرائيل وسندان الحزب
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
أعاد النائب غسان حاصباني تأكيد موقفه من ملف سلاح "حزب الله"، مشيراً إلى أنّ الحزب عجز عن حماية نفسه قبل أن يحمي بيئته، معتبراً أنّ ما جرى هو "استجرار الدمار من دون أي دفاع فعلي عن لبنان". ورأى أنّ الحماية الحقيقية للبنان تأتي من خلال غياب السلاح الخارج عن الدولة وعدم انخراطه في حروب المنطقة، إذ إن "لبنان من دون هذا السلاح أقل عرضة للهجمات والتدمير".
وخلال مقابلة تلفزيونية، ذكّر حاصباني بأنّ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار الموقّع قبل عام يحصران السلاح في كل الأراضي اللبنانية، بدءاً من جنوب الليطاني وصولاً إلى سائر المناطق. وأشار إلى أنّ خطة الجيش اللبناني التي أقرّها مجلس الوزراء في الصيف الماضي تنتهي مرحلتها الأولى في نهاية العام، وتنص على حصر السلاح جنوب الليطاني واحتوائه شماله في هذه المرحلة، قبل الانتقال إلى مراحل لاحقة، قائلاً: "أتمنى أن يكون هذا ما قصده رئيس الحكومة بإشارة إلى احتواء السلاح".
وأضاف أنّ الخطر بات واضحاً لرئيسي الجمهورية والحكومة، "لكن الموفدين الأجانب يحضرون لأنّهم لا يلمسون ما يكفي من السلطة اللبنانية لدرء هذا الخطر". وبرأيه، هذا التباين "يضع لبنان على شفير الخطر، والدولة بين المطرقة الإسرائيلية وسندان حزب الله".
وفي ما يخص "الضمانات"، اعتبر حاصباني أنّ الضمانة الداخلية الأساس تكمن في أن "كل الشعب غير مسلّح، فلماذا يكون الحزب مسلحاً؟". ورأى أنّ اللبنانيين هم من يطالب الحزب بضمانات لعدم تكرار ما حصل في 7 أيار 2008، معتبراً أنّ الدولة والدستور هما المرجعية. أما الضمانات الدولية والإقليمية فـ"غير مكتملة"، والإنذارات المتلاحقة تجعل "الضمانة معدومة بوجود السلاح".
وذكّر بأنّ مسألة السلاح "لبنانية – لبنانية" وردت في اتفاق الطائف الذي نص على حلّ الميليشيات وتسليم سلاحها باستثناء حزب الله. ورأى أنّ سحب السلاح قبل نهاية العام أمر بالغ الصعوبة، محذّراً من أنّ ذلك قد يفتح الباب أمام عودة الحرب العسكرية، مع تحميل الحزب مسؤولية هذا الاحتمال نتيجة تمسّكه بسلاحه.
وختم بالقول إنّ قدرة الجيش محدودة، لكن زيادة الشفافية في خطواته "قد تساعد في إقناع المجتمع الدولي بمنح لبنان مهلة أطول ودعماً أكبر".
مواضيع ذات صلة نتنياهو بين مطرقة واشنطن وسندان اليمين Lebanon 24 نتنياهو بين مطرقة واشنطن وسندان اليمين
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: Lebanon 24 Lebanon 24 حزب الله فی لبنان Lebanon 24 ل
إقرأ أيضاً:
نقاش ساخن في الاتجاه المعاكس حول مصير حزب الله
وافتتح مقدم البرنامج فيصل القاسم حلقة البرنامج بتاريخ (2025/11/25) تساؤلاته بالإشارة إلى تضييق غير مسبوق على حزب الله من محيطه اللبناني والعربي والدولي، مستعرضا ما يصفه كثيرون بانحسار النفوذ وتراجع القدرة بعد خسارة الساحة السورية.
وطرح القاسم سؤالا محوريا حول ما إذا كان سلاح الحزب تحول إلى عبء ثقيل على لبنان بدل أن يكون ضمانة لردع إسرائيل، كما يصف أنصاره.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4حرب استنزاف أم مواجهة شاملة.. إلى أين تتجه الأوضاع في لبنان؟list 2 of 4نعيم قاسم: الحكومة اللبنانية تخطئ إذا سلكت طريق التنازلاتlist 3 of 4الرئيس اللبناني يعرض مبادرة تفضي لوقف الاعتداءات وحصر السلاحlist 4 of 4محللون يجيبون: كيف نجحت إسرائيل في اغتيال الطبطبائي بمنطقة محصّنة؟end of listفي بداية النقاش، اعتبر الإعلامي اللبناني رامي نعيم أن الحزب يعيش مأزقا تاريخيا، مؤكدا أن الغالبية الساحقة من المكونات اللبنانية والعربية والدولية أصبحت تطالب بتجريده من السلاح.
ورأى أن الحزب فقد معظم حلفائه المحليين، وبات محاطا برفض واسع لا يستثني البيئة الشيعية المعترضة، حسب تعبيره.
وأشار نعيم إلى أن السلاح الذي كان يُعتبر وسيلة للدفاع تحول إلى مصدر انهيار سياسي واقتصادي وأمني، معتبرا أن الحزب لم يعد يملك القدرة على استخدامه في مواجهة إسرائيل، وأن ما تبقى منه يُستخدم داخل لبنان لترهيب الخصوم وفرض موازين قوة مختلّة.
في المقابل، رفض فادي بودية المدير العام لشبكة مرايا الدولية، هذه الاتهامات بشدة، وأكد أن سلاح حزب الله وُلد من صلب معركة الدفاع عن أرض لبنان بوجه الاحتلال، وأن جذور المقاومة سبقت وجود الحزب بسنوات طويلة، مستشهدا بالتجارب اللبنانية منذ خمسينيات القرن الماضي إلى اجتياح عام 1982.
سجال مضلل
وأوضح بودية أن السجال حول الإجماع اللبناني تاريخيا مضلل، معتبرا أن لبنان لم يعرف إجماعا على تعريف العدو أو على شكل المقاومة. ورأى أن الهجمات على الحزب تستند إلى خطاب يهدف إلى تشويه دوره في مواجهة إسرائيل وتجاهل دوره في تحرير الجنوب عام 2000 وصموده عام 2006.
وتصاعد النقاش عندما اتهم نعيم الحزب بأنه تحوّل -وفق تعبيره- إلى قوة تعمل لمصلحة إيران أكثر من لبنان، مشيرا إلى دوره في سوريا واليمن. واعتبر أن تورطه في نزاعات خارجية أضعف موقفه، وفتح الباب أمام عقوبات متزايدة طالت الاقتصاد اللبناني ومصالح الدولة.
ورد المدير العام لشبكة مرايا الدولية بأن تدخل الحزب في سوريا كان ضرورة أمنية لمنع تمدد الجماعات المتطرفة نحو لبنان، وأن المقاومة أعادت بناء هيكليتها العسكرية رغم الضربات، مؤكدا أن التقديرات الإسرائيلية نفسها تعترف بأن الحزب استعاد جزءا كبيرا من قدراته، وأن إسرائيل قلقة من تعاظم قوته.
وتدخل مقدم البرنامج بسؤال مباشر حول قدرة الحزب على مواجهة الضغوط بعد خسارته الجبهة السورية التي شكّلت شريانا حيويا له، لكن بودية شدد على أن الحزب مرن تاريخيا، وأنه اعتاد إعادة البناء حتى بعد اغتيالات مؤثرة، بدءا من عباس الموسوي وصولا إلى قادة بارزين آخرين لم يسقطوا المشروع.
ومن جهة أخرى، رأى نعيم أن الخطر على لبنان يأتي من سلاح الحزب لا من إسرائيل وحدها، مؤكدا أن اللبنانيين من مختلف الطوائف والقوى السياسية يطالبون اليوم بتطبيق شعار "جيش شعب دولة" بديلا عن معادلة "جيش شعب مقاومة" التي سادت لسنوات طويلة.
وقال إن الضغوط الأميركية باتت تمس البنية الداخلية للحزب، بما فيها مطالب تفتيش المنازل وإجراءات تستهدف مصادر تمويله، واعتبر أن حزب الله فقد القدرة على ردع إسرائيل بعدما ضربت الأخيرة أهدافا له دون رد منه، مما يعكس -حسب رأيه- فقدان السلاح جدواه.
ضمانة مانعة
وهاجم فادي بودية هذه الطروحات بقوله إن الولايات المتحدة تربط كل عروضها للبنان بنزع سلاح المقاومة، في حين تقدّم إيران مساعدات دون شروط، مضيفا أن الدعوات لنزع السلاح تتجاهل أن إسرائيل لا تزال تمثل تهديدا وجوديا، وأن أي اتفاقات أو ضمانات دولية لا تكفي لحماية لبنان.
وأشار إلى أن الحزب التزم بوقف إطلاق النار لعام كامل رغم الخروقات الإسرائيلية، لكنه لن يستمر في الالتزام إذا واصلت تل أبيب اعتداءاتها، واعتبر أن أي حديث عن تسليم السلاح للدولة يفترض أولًا ضمانة تمنع إسرائيل من اجتياح لبنان أو الاعتداء عليه.
وانتقل النقاش إلى ملف "القرض الحسن"، إذ طرح فيصل القاسم مسألة الإصرار الأميركي على إغلاقه، حيث اعتبر بودية أن الاستهداف سببه دوره في دعم الأسر ومساعدة شرائح واسعة في لبنان، وأن المؤسسة ليست بنكا تمويليا للحزب كما يُشاع، بل منصة تيسير مالي يستفيد منها مواطنون من مختلف الطوائف.
لكن رامي نعيم رأى أن المؤسسة تمثل قاعدة مالية موازية للدولة، وأن وجودها يعزز اقتصادا خارج النظام المصرفي الرسمي، معتبرا أن إغلاقها جزء من "تصحيح المسار" الذي يحتاجه لبنان كي يعود إلى رقابة الدولة وحدها.
وفي ختام هذا النقاش الساخن، تمسك كل من الضيفين بموقفه؛ إذ شدد نعيم على أن السلاح بات جرحا غائرا في جسد لبنان، ويجب أن يعود حصريا إلى الدولة، بينما أكد بودية أن المقاومة ضرورة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وأن نزع السلاح قبل ضمان حماية لبنان سيعني تركه مكشوفا أمام القوة العسكرية الإسرائيلية.
Published On 25/11/202525/11/2025|آخر تحديث: 22:48 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:48 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ