ذهب رئيس "التيار الوطني الحرّ" النائب جبران باسيل بعيداً في الحديث عن دعم المقاومة خلال الايام الماضية، واعاد تبنّي خطابه السياسي الذي كان سائداً في المراحل السابقة، وتحديداً قبل معركة طوفان الاقصى الذي بدل رأي العونيين بسلاح الحزب لعدة اشهر، رفضاً منهم لمشاركة الحزب بالدعم العسكري لقطاع غزة ولمبدأ وحدة الساحات الذي بدأه الحزب وباقي حلفائه في مختلف دول "محور المقاومة".
أزمة باسيل ليست مع "حزب الله"، إذ إن الحزب جاهز لتحسين علاقته مع خصومه ومع حلفائه، ومن بينهم "التيار" فور ان يعدلوا موقفهم من سلاحه ومن حراكه العسكري، وهذا ما يدركه باسيل جيداً، لكن الازمة الفعلية تكمن في كيفية اقناع الرجل لجمهوره بخطابه القديم الجديد. فجزء كبير من الجمهور العوني بات معادياً لسلاح الحزب ولا يفصل بين المعركة الشاملة مع لبنان وبين معركة الدعم لغزة. ففي الحالتين سلاح الحزب بات خصماً سياسياً لرئيس تيارهم ويرشح زعيماً مارونياً غيره لرئاسة الجمهورية.
في كل الاحوال، قرر باسيل لسبب ما، تعديل خطابه السياسي الموجه للحزب، وقد يكون هذا الامر عائداً لشعوره بأن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بدأ يتراجع عن ترشيح فرنجية، في ظل علاقة ايجابية، باتت تربطه بعين التينة التي يعمل باسيل من اجل انجاح حوارها. يظن باسيل أن مرحلة سليمان فرنجية قد انتهت، وهو يسّر بذلك للمقربين منه، وعليه لم يعد هناك اي داعٍ للضغط على الحزب مخافة خسارته، لا بل يجب التقرب من حارة حريك بغية الوصول الى تسوية مشتركة توصل شخصية مقبولة الى قصر بعبدا.
لكن باسيل الذي يرغب بشكل دائم في المشاركة بالمحاصصة الادارية والسياسية، بات امام ازمة الخطابات المتناقضة. فتارة يعادي رئيس المجلس من اجل الرؤية المختلفة حول ادارة البلد، وطوراً يسوق له لحواره الذي يظن المسيحيون أنه يحجم دور رئاسة الجمهورية ويرثها، وتارة يدعم سلاح الحزب ويسوق له ويهلل لانجازاته، وطوراً يعمل بشكل لافت على رفع الغطاء المسيحي بالكامل عنه ويخوض معركة اعلامية ضده في عزّ الحرب المندلعة في جنوب لبنان ما يوصل العلاقة بينه وبين حليفه السابق الى حافة الهاوية فعلاً.
لم يحسم باسيل خياره السياسي بعد، اذ انه يشعر بأن الخطاب اليميني يقدم له الكثير من الفرص للتقدم الشعبي ولا يمكنه بسهولة العودة للخطاب المتماهي مع قوى الثامن من اذار، لكن في الوقت نفسه فإن التقارب الحاسم مع الحزب والحصول على مكاسب سلطوية بعد التسوية لا يمكن الاستغناء عنه لان التيار سيصبح عندها حزباً ضعيفاً ليس لديه القدرة على التأثير في المشهد العام، خصوصا بعد الانتخابات النيابية المقبلة التي من المتوقع ان يخسر فيها باسيل عددا كبيرا من النواب من كتلته.
خلال المرحلة المقبلة سيظهر خيط باسيل الابيض من خيطه الاسود، وسيدرك الرجل نجاح خطته بالانفتاح على بري وتالياً على الثنائي الشيعي بالتوازي مع تراجع حظوظ فرنجية، وفي الوقت نفسه سيتأكد من امكانية ان يكون لديه علاقات واسعة مع قوى المعارضة التي قد تتقبل مع الوقت التقارب مع باسيل، وإن بالحد الادنى. باسيل اليوم لديه تحدٍ اساسي في ظل ازمات داخلية حزبية، وسياسية وتحالفية، فهل يتمكن من تحقيق اتزان جدي في المرحلة المقبلة تمهيداً لكي يكون له دور في التسوية؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دينا أبو الخير: الرضا بالقضاء سر السعادة.. ومنع الله قد يكون عين العطاء
أكدت الإعلامية دينا أبو الخير أن الرضا أحد أعظم مراتب الإيمان، ويعني القبول القلبي والتسليم التام لما يقضيه الله من أمور، سواء كانت خيرًا أم ابتلاءً.
وأضافت، خلال تقديمها برنامج "وللنساء نصيب"* المذاع على قناة صدى البلد، أن الرضا هو شعور بالطمأنينة الداخلية وسرور القلب، حتى مع مرارة الابتلاء، وهو ما يُعد من أعلى درجات اليقين بالله.
وأوضحت أن للرضا ثلاثة أقسام، هي: الرضا بالله وهو الإيمان الكامل به، والرضا عن الله وهو حسن الظن به، والرضا بقضائه وهو التسليم لما يقدره دون اعتراض، مشيرة إلى أن الإنسان إذا رضي بما قسمه الله له، شعر بالاكتفاء وأصبح في غنى عن الناس.
وأشارت إلى أن القناعة والرضا متلازمان، ولا يتحقق أحدهما دون الآخر، مضيفة أن من يمنعه الله عن أمرٍ ما، قد يكون ذلك في حقيقته عطاءً ورحمة، لأنه يمنع عنه ضررًا قد لا يعلمه العبد.
وشددت على أهمية الصبر في حياة المسلم، مبينة أنه لا يقتصر على الشدائد فقط، بل يشمل أيضًا أوقات السراء والنعمة، موضحة أن الصبر في السراء يُظهر شكر الإنسان لله، ويقيه من الغرور والتكبر.
واختتمت حديثها بالتأكيد أن الصبر والرضا مفتاحا الفرج، وهما من أعظم أسباب راحة القلب ورضا الله.