الأرض لا تذهب إلى أي مكان وستعود. الذي لا يعود إن فقدته هو جيشك.
في بداية الحرب كنا في وضع سيء للغاية؛ المليشيا كانت تسيطر على معظم العاصمة بما يغنيها عن مهاجمة أي ولاية وكانت تستهدف تدمير الجيش والسيطرة عليه. في تلك اللحظات لم نكن نملك رفاهية لوم القيادة وتخوينها لأن القيادة كانت محاصرة ويمكن أن تسقط في أي لحظة.

كما أننا لم نكن نملك رفاهية التشكيك في الجيش وقدراته. كان الجيش يمكن أن يهزم وتتحقق مخاوف أسوأ المتشائمين؛ تسقط المدرعات والذخيرة والقيادة والمهندسين ووادي سيدنا وبقية المعسكرات وينتهي كل شيء.

ولكن رغم تفوق المليشيا صمد الجيش وتحطمت المليشيا. وذلك لم يكن نصرا مجانيا. هناك أرتال من الشهداء بذلوا أرواحهم. من يسخرون من تحرير قلب أم درمان والتحام المهندسيين وكرري يتجاهلون المئات من الشهداء الذين ارتقوا من أجل ذلك.

الجيش يقاتل في الفاشر وفي الأبيض وفي بابنوسة وفي الجزيرة وسنار وسيظل يقاتل في مكان حتى النصر بإذن الله.

نخسر المعركة والحرب ونخسر البلد عندما نخسر الجيش؛ عندما لا يكون لديك جيش يقاتل تكون قد خسرت كل شيء.

المليشيا تظل مجرد مليشيا من الأوباش المرتزقة والخونة تستغل الثغرات والنقاط الرخوة ومكامن الضعف.

موجة الاستياء والغضب على الجيش سببها الأساسي هو حالة الذعر من انتشار المليشيا في المدن والقرى والتنكيل بالمواطن الأعزل. المليشيا تهاجم المناطق الأضعف وتحدث حالة من الهلع والرعب في المواطنين ينتج عنها تهجير ونزوح جماعي ينتج عنه ضغط وسخط على الجيش؛ وليس خسارة الجيش لمعركة أو لموقع في حد ذاتها. بمعنى، لو لم يكن الضرر الذي تسببه المليشيا في المواطن الأعزل بهذا الشكل لما كانت ردة الفعل ضد الجيش كما هي الآن.

وعلى أية حال؛ يجب أن نبدأ من نقاط القوة التي لدينا ونبني عليها، لا من نقاط الضعف. على العكس مما يبدو للبعض، أهم نقطة قوة نملكها الآن هي هذا الجيش الذي يقوده القائد العام الفريق البرهان. حب البرهان أو كراهيته والتشاؤم به أمور عاطفية لا قيمة لها. نعم يمكن ويجب توجيه النقد للبرهان وللقوات المسلحة ولكن نقد موضوعي ومعه تصورات للحلول. ما يجب أن نبدأ منه هو الشيء الملموس والذي يمكن التعامل معه وهو قيادة الدولة والجيش نفسها ممثلة في البرهان. أضغط عليها طالبها بخطوات وإجراءات عملية لكي تقوم بها وتترجم إلى انتصار. ولكن مجرد التشاؤم بكون البرهان زار هذه المنطقة إذن ستسقط أو البرهان خائن يريد تسليم البلد هذه طفولية لا تقدم أي شيء.

الحل لمواجهة المليشيا هو تعبئة الشعب وتسليحه ليحمي نفسه ويدافع عن أرضه وعرضه. كل المدن والمناطق المهددة يجب أن يتم تسليحها لتصمد وتدافع. هذا ما يجب أن يفعله البرهان أو أي قائد لو حل محله. وكذلك تكوين حكومة تنفذ وتقود استنفار وتعبئة الشعب وتسليحه بالإضافة إلى عملها في إدارة الدولة.

بالنسبة للجيش وإدارة المعركة من الناحية العسكرية هذا أمر يفهمه قادة الجيش وضباطه الذين يملكون المعلومات والمعرفة اللازمة لتقييم الوضع. إذا كان الرأي العام داخل الجيش وبناء على معطيات حقيقية هو أن المشكلة في قيادة البرهان بالذات، ففي هذه الحالة من الناحية السياسية يجب تكوين مجلس عسكري جديد يمثل كل وحدات الجيش وبشكل سلس بدون مغامرات غير محسوبة.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: یجب أن

إقرأ أيضاً:

محافظة المحويت تشهد وقفات حاشدة تنديداً بجرائم العدو الصهيوني وتأكيدا على الجهوزية لمواجهة العدو

الثورة نت /..

شهدت محافظة المحويت، اليوم، وقفات حاشدة عقب صلاة الجمعة، استمرارا في التعبئة وتعزيز الجهوزية، وتنديداً بالجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتجديداً لمواقف الثبات والنصرة للقضية الفلسطينية.

وأعلن المشاركون في الوقفات التي شارك فيها وكلاء المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية وعسكرية، مواصلة الزخم التعبوي في مختلف المديريات استعدادا لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو ومرتزقته، ونصرة للشعب الفلسطيني.

واستنكر بيان صادر عن الوقفات، استمرار العدو الصهيوني في ارتكاب جرائمه ومجازره الوحشية بحق الشعب الفلسطيني ما أدى إلى ارتفاع حصيلة عدوانه إلى 70 ألفا و125 شهيدا و171 ألفا و15 جريحا منذ بدء العدوان على غزة.

وأشار إلى أن العدو الصهيوني يستمر في مفاقمة معاناة الأشقاء في غزة والضفة الغربية من خلال ممارساته الإجرامية المتمثلة بعرقلة دخول المساعدات، ونسف المباني وتعذيب وقتل الأسرى وغيرها من الجرائم المدعومة أمريكيا بشكل كامل والتي تعتبر نقضا لكل العهود ونكثا لكل الاتفاقيات.

وأوضح أنه وبالتزامن مع كل هذا يستمر العدو الصهيوني في ارتكاب الجرائم في لبنان واستباحة سوريا وتهديد مصر والأردن سعيا منه لفرض معادلة الاستباحة، كما تستمر أياديهم القذرة السعودية والإماراتية في العبث بوحدة الشعب اليمني والاستهداف للأراضي اليمنية في حضرموت والمحافظات المحتلة خدمة للأمريكي والإسرائيلي.

وجدد البيان التأكيد على ثبات موقف الشعب اليمني المساند والمناصر لغزة وحزب الله وشعوب الأمة العربية والإسلامية.. مؤكدا الجهوزية الكاملة والاستعداد لخوض جولة الصراع القادمة والحتمية مع أعداء الله الأمريكان والصهاينة وعملائهم متى وجه السيد القائد بذلك.

ودعا قبائل اليمن الأبية إلى استمرار وقفاتها المسلحة والمؤثرة.. حاثا الجميع على الاستمرار بزخم أكبر في دخول دورات التعبئة العامة العسكرية، ودعم القوة الصاروخية والجوية والبحرية.

وأشار إلى أن أمن واستقرار الجبهة الداخلية مسؤولية الجميع.. مشددا على أهمية العودة إلى الله والثقة به والاستجابة الكاملة لتوجيهاته بتوفير كل ما أمكن من عوامل النصر والصمود المعنوية والمادية.

مقالات مشابهة

  • قبائل بكيل السواد في عمران تعلن النفير والجهوزية لمواجهة العدو
  • لقاء مسلح لقبائل الحشوة في صعدة تأكيداً للجاهزية لمواجهة الأعداء
  • قطر: لا جهة تملك حق ترحيل الشعب الفلسطيني من أرضه
  • فلسطين ترحب ببيان الدول العربية والإسلامية الرافض للتهجير
  • نكف قبلي في صعدة تأكيداً على الجاهزية لمواجهة الأعداء
  • فلسطين ترحب ببيان الدول العربية والإسلامية الرافض للتهجير في قطاع غزة
  • الإمارات: رفض محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
  • وقفات في إب تأكيدًا على ثبات الموقف مع غزة والجهوزية لمواجهة الأعداء
  • محافظة المحويت تشهد وقفات حاشدة تنديداً بجرائم العدو الصهيوني وتأكيدا على الجهوزية لمواجهة العدو
  • وقفات في ذمار تأكيدا على الجهوزية العالية لمواجهة الأعداء وتنديداً بجرائم العدو الصهيوني