دراسة: المساحات الخضراء والزرقاء تحافظ على صحة القلب
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
ربطت دراسة حديثة بين المساحات الخضراء والزرقاء (المائية) في المناطق الحضرية بتقليل احتمال الإصابة بتكلس الشريان التاجي (CAC)، وهو علامة مهمة على الإصابة بأمراض القلب.
وتكشف الدراسة أن هذه الارتباطات بين المساحات الخضراء والزرقاء وصحة القلب تكون أكثر وضوحا بين الأفراد السود الذين يعيشون في الأحياء التي تواجه تحديات اقتصادية.
ويشير الباحثون، بقيادة الدكتور ليفانج هو، وهو أستاذ متمرس في الطب الوقائي في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرغ، إلى إمكانات هذه المساحات لتوفير فرص متزايدة للأنشطة البدنية والتفاعلات الاجتماعية وتخفيف التوتر.
وقال هو: "إن وجود المزيد من المساحات الخضراء والزرقاء قد يوفر فرصا متزايدة للأنشطة البدنية والتفاعلات الاجتماعية وتخفيف التوتر والتعافي، وجميعها مرتبطة بتحسين صحة التمثيل الغذائي والقلب والأوعية الدموية".
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن التعرض للمساحات الخضراء والزرقاء يعزز جهاز المناعة لدى الناس، ويقلل الالتهابات المزمنة ويبطئ عملية الشيخوخة البيولوجية، وجميعها عوامل مهمة بيولوجيا في الصحة العامة للناس وصحة القلب والأوعية الدموية. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم دور البيئات الطبيعية الحضرية بشكل كامل في المسارات المتعلقة بصحة الإنسان".
وشملت دراسة نورث وسترن ما يقارب 3000 رجل وامرأة من السود والبيض ينحدرون من أربع مدن حضرية في الولايات المتحدة. واستمدت الدراسة بياناتها من دراسة تطور مخاطر الشريان التاجي لدى الشباب البالغين (CARDIA)، والتي تابعت المشاركين لمدة 25 عاما ضخمة.
ووجدت الدراسة أن المشاركين السود الذين لديهم أعلى إمكانية وصول إلى المساحات الزرقاء كانت لديهم احتمالات أقل بنسبة 32% للإصابة بتكلس الشريان التاجي، مقارنة بأولئك الذين لديهم وصول محدود.
إقرأ المزيدوبالمثل، فإن أولئك الذين لديهم إمكانية وصول أكبر إلى المساحات الخضراء لديهم احتمالات أقل للتكلس بنسبة مذهلة تصل إلى 35%.
ويبدو أنه مقابل كل زيادة بمقدار 10% في المساحات الخضراء، انخفضت احتمالات الإصابة بتكلس الشريان التاجي بنحو 15% في المتوسط.
وقال هو: "إن التأثير الوقائي المتمثل في الوصول إلى المساحات الزرقاء والخضراء الحضرية مع تكلس الشريان التاجي الذي تم تسليط الضوء عليه في دراستنا يؤكد الفوائد المحتملة لهذه البنية التحتية، وخاصة بالنسبة للسكان المحرومين والمعرضين لخطر أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".
وتسلط نتائج الدراسة الضوء على الفوائد الصحية للقلب والفوائد الصحية العامة المتعلقة بالمساحات الخضراء والزرقاء الحضرية التي يسهل الوصول إليها وذات الجودة العالية. ويشددون على أهمية السياسات البيئية التي تعزز هذه المساحات، وخاصة بالنسبة للسكان المحرومين والمعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
المصدر: Earth.com
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض امراض القلب دراسات علمية القلب والأوعیة الدمویة الشریان التاجی
إقرأ أيضاً:
الذهب الأبيض يزهر من جديد.. محصول استراتيجي يصمد أمام التحديات ويدعم الاقتصاد الوطني
يظل القطن المصري، أو ما يُعرف بـ "الذهب الأبيض"، أيقونة اقتصادية واجتماعية منذ أن أدخله محمد علي باشا إلى منظومة الزراعة المنظمة عام 1818، ليصبح على مدى أكثر من قرنين أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد القومي، ومصدر فخر للزراعة المصرية في الداخل والخارج.
إرث تاريخي ومكانة عالميةالمهندس سمير راشد، مدير إدارة المتابعة بمديرية الزراعة بمحافظة الشرقية، يقول إن القطن المصري حظي منذ نشأته باهتمام خاص من الدولة في مختلف مراحل إنتاجه وتسويقه وتصنيعه، نظرًا لجودته الفائقة التي جعلته في صدارة المنسوجات عالميًا.
وأضاف أن تميّز القطن المصري لا يقتصر على حجم الإنتاج، بل يرتبط بنوعيته الفريدة، التي تُرجع إلى خصوبة التربة المصرية، واعتدال المناخ، وخبرة الفلاح المصري الذي تعامل مع هذا المحصول الاستراتيجي بمهارة عالية، مما ساعده على الحفاظ على مكانته رغم فترات التراجع والتذبذب.
وأشار راشد إلى أن المساحات المزروعة بالقطن شهدت تغيرات بارزة عبر العقود؛ ففي سبعينيات القرن الماضي بلغت نحو 700 ألف فدان، وقفزت في الثمانينيات إلى مليون و250 ألف فدان، بينما استقرت في التسعينيات عند أكثر من 900 ألف فدان، لتتراجع حاليًا إلى ما بين 250 و300 ألف فدان فقط، ومع ذلك، فإن إنتاجية الفدان شهدت طفرة كبيرة؛ إذ ارتفع المتوسط من 4 قناطير في السبعينيات إلى 6 قناطير في الثمانينيات، ليصل اليوم إلى ما بين 10 و12 قنطارًا بفضل الأصناف المحسنة مثل "جيزة 94".
حصاد الشرقية.. الحقول تكتسي بالذهب الأبيضومع بداية موسم الحصاد هذا العام، تزيّنت حقول محافظة الشرقية بالذهب الأبيض في مشهد مبهج يعكس فرحة المزارعين بثمار جهدهم، وأكد الفلاحون أن الموسم يبشر بإنتاج وفير وجودة عالية، وهو ما يعزز مكانة القطن المصري في دعم الصناعة الوطنية وتوفير فرص عمل موسمية لشباب القرى.
وفي هذا السياق، أوضح محمد إبراهيم مزارع من كفر صقر أحد مراكز شمال المحافظة، أن مراكز قطاع شمال الشرقية تتصدر المساحات المزروعة بالقطن، خصوصًا في المناطق القريبة من نهايات الترع، حيث يتوارثون خبرات طويلة في زراعة هذا المحصول، بينما تبقى المساحات في قطاع الجنوب محدودة نسبيًا، مشيرا إلى أن الأصناف الحالية، وعلى رأسها "جيزة 94"، أثبتت كفاءة كبيرة بفضل مقاومتها للأمراض ونضجها المبكر مقارنة بالأصناف الأخرى، هذا العام.
ونوه عبد المولى سعفان، مزارع من أولاد صقر، إلى إن موسم القطن الحالي يُعد من أفضل المواسم من حيث جودة المحصول وزيادة الإنتاجية، موضحًا أن صنف جيزة 94 أثبت كفاءة عالية في مقاومة الأمراض وتحمّل الظروف المناخية، فيما أكد جمال إبراهيم زيدان، مزارع من صان الحجر، أن القطن ما زال يمثل مصدر فخر للفلاح المصري رغم تراجع المساحات المزروعة به خلال السنوات الأخيرة.
وأشار يسري تمراز إلى أنهم يواجهون تحديات كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وعدم وجود تسعيرة موحدة لمستلزمات الإنتاج، داعيًا الحكومة إلى دعم المزارعين وتوفير مستلزمات الزراعة بأسعار مناسبة لضمان استمرار زراعة "الذهب الأبيض" والحفاظ على مكانته التاريخية.
أرقام وإحصاءاتووفقًا لبيانات رسمية فإن المساحة المزروعة هذا العام في الشرقية بلغت نحو 36 ألفًا و863 فدانًا، وهو رقم كان في الماضي يُزرع في مركز واحد فقط من مراكز المحافظة، وعلى مستوى الجمهورية وصلت المساحات إلى 205 آلاف فدان، مقارنة بـ 311 ألف فدان العام الماضي، بينما يُتوقع أن يصل إجمالي الإنتاج إلى نحو 1.5 مليون قنطار زهر.
وأشار راشد إلى أن نصف مليون أسرة مصرية تعتمد بشكل مباشر على زراعة القطن وصناعته كمصدر رزق، ما يمنحه بعدًا اجتماعيًا وإنسانيًا لا يقل أهمية عن قيمته الاقتصادية، ولفت إلى أن مزايدة هذا الموسم بدأت بسعر 9 آلاف جنيه للقنطار، في مؤشر على مكانته السوقية القوية.
جهود بحثية ودعم حكوميوأشاد مدير إدارة المتابعة بالدور الكبير لمعهد بحوث القطن في استنباط أصناف جديدة قادرة على مواجهة التغيرات المناخية وزيادة الإنتاجية، مؤكدًا أن الدولة تمضي في تبني سياسة تنافسية تستهدف استمرار زراعة القطن وتعزيز قدرته التصديرية، بما يحافظ على هذا الإرث الزراعي التاريخي الذي ارتبط باسم مصر عبر العصور.
وذكر راشد أن الحفاظ على القطن المصري ليس مجرد قضية زراعية، بل قضية وطنية تمس الاقتصاد القومي والهوية المصرية معًا، مشددًا على ضرورة تكاتف الجهود لضمان استعادة مكانته العالمية ودعم الفلاح المصري.
من جانبه، أكد إبراهيم إسماعيل، نقيب فلاحين الشرقية، أن الفلاحين يعانون هذا العام من تدني أسعار معظم المنتجات الزراعية، الأمر الذي أدى إلى تراجع العائد الاقتصادي وتزايد حجم الديون على المزارعين، خاصة المستأجرين الذين يتحملون أعباء مالية كبيرة تصل في بعض الحالات إلى نحو 50 ألف جنيه إيجارًا للأرض.
وأضاف أن استمرار ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات دون تسعيرة محددة يزيد من معاناة الفلاحين، مطالبًا بضرورة وضع تسعيرة واضحة وموحدة لجميع مستلزمات الإنتاج والأدوية البيطرية، للحد من جشع بعض التجار والأطباء البيطريين.
وطالب نقيب فلاحين الشرقية بسرعة صرف مستحقات المزارعين عقب مزادات القطن، حتى يتمكنوا من سداد جزء من مديونياتهم والاستعداد للموسم الزراعي الجديد، مشددًا على أهمية وقوف الحكومة بجانب الفلاح في هذه المرحلة الحرجة، دعمًا لدوره الحيوي في الحفاظ على الأمن الغذائي باعتبار الزراعة ركيزة أساسية للاقتصاد المصري.