هل مدينة أطلانتس المفقودة حقيقة أم من وحي الخيال؟
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ سنوات طويلة يسمع البشر عن مدينة "أطلانتس المفقودة" ومحيط بها الكثير من القصص والأساطير الذي مزجت الخيال بالواقع حتى أن البعض حتى الآن لا يعرف إذا كانت هذه المدينة حقيقة ووصل اليها البشر ان انها مجرد اسطورة تناقلت عبر الاجيال من وحي الخيال، حتى ان الكثير من الافلام بنيت قصتها على هذه المدينة ذكرتها بعض الأفلام كانها مدينية حقيقة موجودة في الواقع والبعض الآخر ذكرها كأسطورة، والمدينة المفقودة غارقة تحت الماء وتعددت التعريفات والآراء حولها وتبرز "البوابة نيوز" قصة تلك المدينة.
تعرف أطلانتس المفقودة باسم أتلانتيكا ويقال بأنها واحدة من الجزر الأسطورية الواقعة في منطقة المحيط الأطلسي في الجهة الغربية التابعة لمضيق جبل طارق، وانتشرت أسطورة أطلانتس منذ حوالي 2500 عام، كإشارة إلى مجتمع تميز بامتلاكه الكثير من الإنجازات المتطورة في الهندسة، العمارة والمباني، القوة العسكرية، والموارد الطبيعية، وأطلانتس مكان يمتلك حجم قارة، ويحتوي على الكثير من النباتات، والحيوانات، والمياه النقية، والتربة الغنية، هذا كل ما ذكر عن مدينة أطلانتس وحضارتها المفقودة والتي مازالت تعتبر من الخيال البشري، لأنه لم تظهر أية معلومات أو دلالات تاريخية وأثرية حولها.
والظهور الأول لقصة اطلانتس المفقودة فيعود إلى وصف الفيلسوف أفلاطون لها من خلال تأليفه نصاً حواريا بعنوان تيمايوس، يصف فيه حواراً بين سقراط وفيثاغورس، ويشارك في هذا الحوار شخص صوفي اسمه كريتياس من خلال كلامه حول مدينة أطلانتس، ووصف المدينة بأطلانتس المفقودة كما حرص الفيلسوف أفلاطون على تقديم وصف حول مدينة أطلانتس، فقال انها أفضل مكان يعيش فيه المهندسون والمعماريون، وتحتوي على مجموعة من الموانئ، والمعابد، والأرصفة، والقصور، وأنها بنيت على تلة يحيط بها الماء على شكل مجموعة من الحلقات المرتبطة مع بعضها البعض عن طريق الأنفاق، وساهم ذلك في السماح للسفن بالإبحار فيها، وتشكل حلقات الماء هذه باتصالها قناة كبيرة جداً تتصل مع المحيط.
وشير الفيلسوف أفلاطون في مؤلفاته إلى أن مدينة أطلانتس المفقودة حكمها إله البحر اليوناني بوسيدون، والذي حرص على استخدام أطلانتس للتعبير عن تقديره لزوجته عن طريق بناء بيت كبير لها على إحدى التلال في وسطها، وأن سكان المدينة هم من المهندسين الذين امتلكوا تكنولوجيا متطورة ومتقدمة تفوق مناطق عالمية أُخرى، وسكان القرى من الطبقة الثرية في أطلانتس فقد سكنوا الجبال، ونهاية الأسطورة الخاصة بمدينة أطلانتس فتكون بغضب الإله زيوس، ولم تؤكد القصص عنها انه من قرر تدمير المدينة أطلانتس أم لا، فهي تكتفي بذكر وعيد زيوس بأن يلقن أطلانتس درساً عنيفاً.
وظهرت العديد من النظريات حول مدينة أطلانتس المفقودة، وحرصت جميعها على توفير أسباب لاختفاء هذه المدينة، كما ساهمت في رسم صور حول شكلها وطبيعتها، وظهرت الرسومات بأنها قارة ظهرت في منتصف المحيط الأطلسي وتعرضت للغرق المفاجئ، وترتبط هذه النظرية مع إدراك أن أطلانتس هي مكان موجود بالفعل، وليست أسطورة من تأليف أفلاطون، وظهرت هذه النظرية في نهايات القرن التاسع عشر للميلاد من خلال كتاب المؤلّف إغناتيوس دونيلي وعنوانه "أطلانتس عالم قبل الطوفان"، واحتوى الكتاب على جدل حول الإنجازات التي ظهرت في العالم القديم، وربطها الكاتب مع وجود حضارة ذات بيئة متقدمة، وقدم وصفاً عن أطلانتس قائلاً بأنها قارة غرقت بالماء بناء على المكان الذي حدده أفلاطون في المحيط الأطلسي.
واشاروا اليها بالصخور الموجودة عند مضيق جبل طارق، وفي نظرية اخرى ظهرت عن المدينة انها اختفت في مثلث برمودا واشتقت هذه النظرية أفكارها من أفكار الكاتب دونيلي، حيث حرص المؤلفون على التوسع في دراسة وإنشاء النظريات والتوقعات حول مكان أطلانتس، ومن أهم أولئك الكتاب تشارلز بيرليتز الذي ألف الكثير من المتب حول الظواهر والأحداث الخارقة، ومن التوقعات التي أشار لها بيرليتز أن أطلانتس كانت موجودة بالفعل، وهي من القارات الواقعة مقابل جزر البهاما، ولكنها اختفت في مثلث برمودا.
ومن ضمن النظريات حول المدينة المفقودة أن أطلانتس هي أنتاركتيكا أو انها صورة متطورة عن أنتاركتيكا في الوقت الحالي، وتنتمي هذه النظرية إلى تشارلز هابود من خلال كتابه المنشور في سنة 1958م بعنوان "قشرة الأرض المتحولة"، حيث يرى أن القشرة الأرضية شهدت تحولا قبل حوالي 12,000 عام، ونتج عن ذلك تغير مكان أنتاركتيكا من موقعها إلى موقع بعيد جداً، كما يقول إن هذه القارة شكلت موقعاً لواحدة من الحضارات المتقدمة، وأدى التغير في موقعها إلى دفن الحضارة الأطلنطسية تحت الجليد.
وهناك روايات اخرى تؤكد أن مدينة أطلانتس ليست إلا مكاناً خيالياً، وقصة فقدانها مشتقة من أحد الأحداث التاريخية، والمرتبطة بالفيضان الذي حدث في البحر الأسود تقريباً في سنة 5600 ق.م، وكان البحر الأسود في ذلك الوقت عبارة عن بحيرة تشكل نصف حجمه في العصر الحالي، وانتشرت حوله الكثير من الحضارات التي واجهت الفيضانات القادمة من ماء البحر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المحيط الاطلسي أفلاطون المدينة المفقودة هذه النظریة الکثیر من من خلال
إقرأ أيضاً:
مسجد بني أُنيف.. معلم نبوي ذو بُعدٍ تاريخي في المدينة المنورة
المناطق_واس
تمثّلُ المدينة المنورة ذاكرةً حيّةً تنبضُ بأحداث النبوة وتفاصيل الهجرة ومواقف السيرة العطرة، ففي كل زاويةٍ من زواياها أثر، وفي كل معلمٍ شاهدٌ على النبوة.
وتزخر المدينة بعشرات المواقع النبوية، التي ما زالت تذكّر بعهدِ الرسالة ومصدرِ النورِ للأجيال، وتستوقف الزائر بما تحمله من معنى وعمقٍ تاريخي وروحي.
ومن هذه المواقع مسجد بني أُنيف، الذي يقعُ في الجهة الجنوبية الغربية من مسجد قباء، بحي العصبة، وعلى بُعدٍ لا يتجاوز (500 مترٍ) منه، وسُمّي باسم قبيلة بني أُنيف من قبيلة بَلي، الذين كانوا حلفاء لأهل قباء آنذاك.
ويُعرف أيضًا باسم “الصُّبْح” أو “المُصَبَّح” لدى بعض المؤرخين، إذ صلّى فيه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر (صلاة الصبح)، كما صلّى النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الموضع عندما كان يعود الصحابي طلحة بن البراء -رضي الله عنه- في مرضه، مما أضفى على المكان بُعدًا إنسانيًا وروحيًا عميقًا.
ويتّسمُ المسجد بطابعه البسيط ومعماره الأصيل، إذ بُني من الحجارة البازلتية الداكنة، بلا سقف، وتبلغ مساحته نحو (37.5 مترًا) مربعًا.
وشملت أعمال الترميم تدعيم الجدران بأعمدة خشبية تقليدية، وتغطية الأرضية برخامٍ أبيض، وتركيب وحدات إنارة متناغمة مع الطابع الأثري، ويحيط به فناءٌ حجري مزروع بأشجار النخيل والشجيرات المحلية، في مشهدٍ يجسّد البساطة والأصالة.
وخضعَ الموقع لأعمال ترميم دقيقة ضمن جهود هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة في الحفاظ على المعالم النبوية، وذلك في إطار المساعي الوطنية الرامية إلى صون الإرث الإسلامي، وتعزيز الهوية العمرانية للمملكة.
وجاءَ تنفيذ مشروع الترميم بالتعاون بين هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة وهيئة التراث، ضمن إطار شراكةٍ إستراتيجيةٍ تهدف إلى حماية المواقع التاريخية وتفعيل حضورها في السياحة الدينية والثقافية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويُعدُّ المسجد شاهدًا حيًا على الهجرة النبوية، ومَعلمًا يعكس موقفًا إنسانيًا ذا أثرٍ روحيٍّ عميق.
ويُدرج ضمن مشاريع السياحة الثقافية والدينية التي تقودها المملكة، وتشرف عليها هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة ضمن رؤيةٍ شاملةٍ لتعريف الزوّار بمعالم المدينة الدينية والتاريخية.
وتُسهم منصة “روح المدينة”، المنبثقة عن الهيئة، في تسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات السياحية المتعلقة بهذا المَعلم وغيره من المعالم التاريخية في المدينة المنورة بأسلوبٍ رقميٍّ تفاعلي، والتعرّف على المكوّنات التاريخية والثقافية والحضارية التي تتمتع بها المدينة المنورة، بما يثري تجربة الزائر للمدينة النبوية.