«نيويورك تايمز»: جنرالات إسرائيل يعانون من نقص الذخيرة ويريدون هدنة فى غزة
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يرغب كبار جنرالات إسرائيل البدء بوقف إطلاق النار فى غزة حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حماس فى السلطة فى الوقت الراهن، الأمر الذى يؤدى إلى توسيع الخلاف بين الجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذى عارض الهدنة.
ويرى الجنرالات أن الهدنة ستكون أفضل وسيلة لتحرير نحو ١٢٠ إسرائيليًا ما زالوا محتجزين فى غزة، أحياء وأمواتًا، وذلك وفقًا لمقابلات أجريت مع ستة مسئولين أمنيين حاليين وسابقين.
ووفقًا لمسئولين، تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل أمنية حساسة، فإن الهدنة مع حماس قد تسهل أيضًا التوصل إلى اتفاق مع حزب الله.
وقد قال حزب الله إنه سيستمر فى ضرب شمال إسرائيل حتى تتوقف عن القتال فى قطاع غزة.
وتتكون القيادة العسكرية الإسرائيلية، المعروفة باسم "منتدى هيئة الأركان العامة"، من حوالى ٣٠ من كبار الجنرالات، بمن فيهم رئيس الأركان العسكرية هرتسى هاليفي، وقادة الجيش والقوات الجوية والبحرية، ورئيس الاستخبارات العسكرية.
وقال إيال هولاتا، الذى شغل منصب مستشار الأمن القومى الإسرائيلى حتى أوائل العام الماضي، والذى يتحدث بانتظام مع كبار المسئولين العسكريين، إن "الجيش يدعم بشكل كامل صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار".
وكشف هولاتا "لديهم ذخيرة أقل، وقطع غيار أقل، وطاقة أقل مما كان لديهم من قبل - لذلك فإنهم يعتقدون أيضًا أن التوقف فى غزة يمنحنا المزيد من الوقت للاستعداد فى حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله".
ورغم مزاعم إسرائيل بتغلبها "كل كتائب حماس" واحتلال معظم الأراضى فى مرحلة ما من الحرب، فإن ما يقرب من نصف الرهائن الـ ٢٥٠ الذين تم نقلهم إلى غزة فى أكتوبر ما زالوا فى الأسر، فيما تخشى القيادة العليا أن يؤدى أى عمل عسكرى آخر لتحريرهم إلى خطر قتل الآخرين.
ومع رفض نتنياهو علنًا الالتزام باحتلال غزة أو نقل السيطرة إلى زعماء فلسطينيين بديلين، يخشى جيش الاحتلال الإسرائيلى من اندلاع "حرب أبدية" تتآكل فيها طاقاته وذخيرته تدريجيًا حتى مع بقاء الرهائن فى الأسر وقادة حماس ما زالوا طلقاء.
وفى مواجهة هذا السيناريو، يبدو إبقاء حماس فى السلطة فى الوقت الحالى مقابل استعادة الرهائن الخيار الأقل سوءًا بالنسبة لإسرائيل، كما قال هولاتا وقد اتفق معه أربعة مسئولين كبار تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم.
وفى مقابلة تلفزيونية نادرة فى أواخر يونيو، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى الاقتراحات التى تدعو إلى إنهاء الحرب، لكنه أقر بأن الجيش يجب أن يخفض وجوده فى غزة من أجل "نقل جزء من قواتنا إلى الشمال".
وبحسب المسئولين العسكريين، فإن هذه الخطوة ضرورية لمساعدة الجيش على التعافى فى حال اندلاع حرب أوسع نطاقًا مع حزب الله، وليس لأن إسرائيل تستعد لغزو لبنان فى وقت قريب.
ومع ذلك، أشارت تقارير إخبارية أخرى إلى أن إسرائيل ربما تخطط لغزو لبنان فى الأسابيع المقبلة.
وبعد مرور ما يقرب من تسعة أشهر على الحرب التى لم تخطط لها إسرائيل، أصبح جيشها يعانى من نقص قطع الغيار والذخائر والدوافع وحتى القوات، بحسب المسؤولين.
وفى جيش يعتمد إلى حد كبير على جنود الاحتياط، يقضى بعض الجنود فترة خدمتهم الثالثة منذ أكتوبر ويكافحون من أجل تحقيق التوازن بين القتال والتزاماتهم المهنية والعائلية.
ووفقًا لأربعة مسئولين عسكريين، فإن عدد جنود الاحتياط الذين يتوجهون إلى الخدمة أصبح أقل كما أصبح الضباط يشعرون بعدم الثقة فى قادتهم على نحو متزايد، وسط أزمة ثقة فى القيادة العسكرية ناجمة جزئيًا عن فشلها فى منع هجوم السابع من أكتوبر، وفقًا لخمسة ضباط.
وعلى الأقل فإن بعض الدبابات فى غزة ليست محملة بالقدرة الكاملة من القذائف التى تحملها عادة، حيث يحاول الجيش الحفاظ على مخزوناته فى حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله، وفقًا لضابطين.
وأكد خمسة مسئولين وضباط أن الجيش يعانى من نقص فى القذائف، كما يفتقر إلى قطع الغيار لدباباته وجرافاته العسكرية ومركباته المدرعة، وفقًا للعديد من هؤلاء المسئولين.
وقال جميع الضباط، وكذلك إيال هولاتا، إن إسرائيل لديها ما يكفى من الذخيرة للقتال فى لبنان إذا اعتقدت أنه ليس لديها بديل آخر.
وأضاف هولاتا: "إذا ما انجررنا إلى حرب أكبر، فلدينا ما يكفى من الموارد والقوى البشرية. ولكننا نود أن نفعل ذلك فى أفضل الظروف الممكنة. وفى الوقت الحالي، لا نملك أفضل الظروف".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل غزة نتنياهو مع حزب الله فى غزة
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: هذا هو الجبل النووي الذي يؤرق إسرائيل
هي للمخططين العسكريين الإسرائيليين أشبه بجب النار؛ إنها منشأة نووية لتخصيب اليورانيوم مطمورة على عمق نصف كيلومتر أسفل جبل، وتخضع لحراسة مشددة، وتحيط بها منظومة دفاعات جوية، وتقع في قرية جنوب مدينة قم الدينية القديمة.
هكذا استهلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية تقريرها عن منشأة فوردو، التي تقف شاهدا على رغبة طهران في حماية برنامجها النووي المصمم ليصمد أمام أي هجوم مباشر شامل أو اختراق، ويحفظ أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب الموجودة بداخله سليمة بما يكفي لإنتاج سلاح نووي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مفاعل بوشهر حجر الأساس للبرنامج النووي الإيرانيlist 2 of 2رويترز: إسرائيل قتلت 14 عالما نوويا إيرانيا منذ بدء الهجماتend of listوتفيد الصحيفة بأن المنشأة مخبأة تحت صخور صلبة ومغطاة بخرسانة مسلحة تجعلها بعيدة عن مرمى نيران أي من الأسلحة الإسرائيلية المعروفة للعامة، وهي أيضا دليل على قلق إيران الاستراتيجي.
الركيزة الأهمويقول بهنام بن طالبلو، الباحث البارز في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية، إن منشأة فوردو هي "مبتدى كل شيء ومنتهاه في العملية النووية الإيرانية"، توضح الصحيفة البريطانية.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية نقلا عن هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن طهران أعلنت يوم السبت أن فوردو تعرضت لهجوم، رغم أن الأضرار كانت محدودة.
إعلانوفي المقابل، تشير الصحيفة البريطانية إلى أن إسرائيل نجحت في تدمير محطة التخصيب التجريبية الإيرانية الأكبر فوق الأرض في نطنز، حسبما قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل غروسي لمجلس الأمن يوم الجمعة.
ووفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية مفتوحة المصدر التي التقطها معهد العلوم والأمن الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن، فإن قاعات الطرد المركزي تحت الأرض ربما أصبحت عديمة الجدوى بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بإمدادات الكهرباء في منشأة نطنز وسط إيران.
ونقلت فايننشال تايمز عن داني سيترينوفيتش، الخبير في الشأن الإيراني بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قوله إن منشأة فوردو ستكون عصية على إسرائيل بدون مساعدة الولايات المتحدة، فهي "شديدة التحصين وتقبع في عمق الجبل"، معربا عن عدم يقينه بشأن ما يمكن أن تحدثه الضربات الإسرائيلية من ضرر هناك.
قدرات كبيرةوأضاف أن إيران لم تصل بعد إلى نقطة الصفر بما يعني مرحلة تعرض برنامجها النووي للتدمير، إذ يعتقد أنه ما يزال لديها قدرات كبيرة، وستكون منشأة فوردو "الهدف الأصعب وربما الأخيرة" في الحملة العسكرية الإسرائيلية.
ورغم ذلك، فإن سيترينوفيتش يقول إن منشأة فوردو هي القاعدة العسكرية الرئيسية الوحيدة تحت الأرض التي تعرضت لهجوم مباشر؛ في سابقة تُظهر المخاطر الاستثنائية التي أقدم عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– بالسماح بشن الهجمات على إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ومع أن المسؤولين الإيرانيين ظلوا ينفون سعيهم لامتلاك قنبلة نووية، إلا أن الصحيفة تزعم أن طهران تمضي في سبيل ذلك استنادا إلى تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تؤكد أن بمقدور إيران تحويل كامل مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، المقدّر بنحو 408 كيلوغرامات، لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع 9 أسلحة نووية في غضون 3 أسابيع فقط.
إعلانوعقدت الصحيفة مقارنة بين المنشأتين النوويتين في نطنز وفوردو. فالمجمع الصناعي المترامي الأطراف في مدينة نطنز يحتوي على ما يصل إلى 16 ألف جهاز طرد مركزي، إلا أنه مصمم لإنتاج يورانيوم منخفض التخصيب.
بدائل أقوىوعلى النقيض من ذلك، فإن ما يميز فوردو هو المتانة الجيولوجية التي تجعل قاعات الطرد المركزي فيها غير قابلة للاختراق فعليا بواسطة القنابل التقليدية التي يتم إطلاقها من الجو. وقد يستعصي ذلك حتى على القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات من طراز (جي بي يو-57) المصممة لتدمير المخابئ المحصنة بشدة والقادرة على اختراق 60 مترا من الخرسانة تحت الأرض.
وحسب تقرير الصحيفة، يعتقد المحللون أن الهجمات الإسرائيلية إذا لم تنجح في تدمير مفاعل فوردو، فإنه قد يكون سببا في تسريع انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ومن ثم في وقف تعاونها مع الوكالة الذرية، وتصنيع قنبلتها النووية.
وما يزيد من المخاطر -من وجهة نظر فايننشال تايمز- هو أن فوردو ليست المنشأة الوحيدة فائقة الأمان التي يمكن لإيران أن تلجأ إليها. فقد عملت طهران مؤخرا على بناء منشأة أكثر عمقا وأفضل حماية تحت الجبل المعروف باسم " بيكآكس"، على بعد بضعة كيلومترات جنوب نطنز.
وفي حين يُعتقد أن فوردو لديها مدخلين للأنفاق، فإن لدى بيكاكس 4 منها على الأقل، مما يجعل من الصعب إغلاق المداخل بالقصف. كما أن مساحة قاعاته تحت الأرض أكبر.
وطبقا لتقرير الصحيفة، يخشى البعض من إمكانية استخدام إيران المنشأة لتجميع سلاح نووي أثناء تعرضها لهجوم. ولا تزال طهران تمنع مفتشي الوكالة الذرية من دخولها.