فاق حجم التغيير الحكومي كثير من التوقعات، منها الوزارات الخدمية والمجموعة الاقتصادية، خاصة وزارات التموين والمالية والكهرباء والبترول، وهي راهن البعض على استمرارها، في ظل الأزمة الاقتصادية.

ويعني تغيير المجموعة الاقتصادية، وهو أول تغيير كاملا لها منذ زمن بعيد، أن هناك سياسات مختلفة، بل مرحلة جديدة لم تعد فيها المجموعة القديمة قادرة على تنفيذ المطلوب، خاصة أن التحديات لا تتوقف إقليميا وعالميا، لذلك لا بد من خبرات وطنية لبناء اقتصاد قادر ليس فقط على التعافي من الأزمة، لكن أن يكون أكثر مرونة في امتصاص الصدمات العالمية والأقليمية التي لا تنتهي، ويبدو أنها ستظل معنا لفترة.

ويأتي تغيير المجموعة الاقتصادية مع تغيير في عدد من التوجهات الاقتصادية التي اتسمت بها المرحلة السابقة مثل الاقتراض وزيادة حجم الاستثمارات العامة، والتوجه بدلا من ذلك إلى زيادة مشاركة القطاع الخاص في مختلف المشروعات، وتقديم كل التيسيرات للمستثمرين المحليين والأجانب، إضافة إلى إعادة هيكلة ملف الديون، وخفض نسبة الدين من الناتج المحلي الإجمالي، وتقليل نسبة العجز في الموازنة.

ولم تمر مصر منذ مراحل تاريخية طويلة بمثل حجم التحديات التي تمر بها الدولة المصرية الآن، وهو ما يستوجب شحذ كل إمكانات الدولة في هذا التوقيت، لذ فأن الحكومة الجديدة في «مهمة صعبة»، لإنهاء المشاكل والأزمات التي يعاني منها المواطن كأولوية، خاصة أن الحكومة الجديدة تأتي مع ولاية جديدة للرئيس السيسي، ما يعني مرحلة تنمية الإنسان وتوفير حياة كريمة وخدمات، أهمها صحة وتعليم، إضافة إلى تنمية صناعية وزراعية وسياحية واستثمارات.

والوزراء الجدد يتناسبون مع المرحلة الجديدة بعد انتهاء مرحلة بناء البنية الأساسية أو التحتية، والانتقال من مرحلة بناء الوطن، من خلال مشروعات قومية كبرى، ومشروعات في كل أنحاء مصر، إلى انطلاق المرحلة الجديدة التي تستهدف تنمية الحياة، وتخفيف أعباء المواطن ومواجهة مشكلاته، وتوفير حياة كريمة لبناء الإنسان نفسه كهدف للتنمية، وأن يشعر المواطن أيضا بالتنمية وتخفيف الأعباء وتحقيق الرضا الشعبي، وهو ما يستوجب سياسات وخطة حكومية قوية تظهر الأسبوع المقبل، مع استعراض رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بيان الحكومة أمام مجلس النواب الاثنين المقبل، وتقديم خطة الحكومة للحصول على ثقة المجلس.

ويمثل أهمية تغيير المجموعة الاقتصادية، في مواجهة الأزمة الاقتصادية، التي كانت تمثل العنوان الأكبر خلال الفترة الأخيرة، وسط تراجع في التنمية والنمو وعجز الموازنة، وتراجع الإيرادات غير الضريبية، وارتفاع فوائد وخدمات الدين، وهو ما يستوجب خطة عاجلة بشخوص جدد وحكومة قادرة على الخروج من الأزمة من خلال العمل على جذب استثمار أجنبي ومشروعات كبرى وجلب عملة أجنبية، ثم التركيز على التنمية السياحية والزراعية والصناعية، لزيادة حجم الصادرات، وتوفير عملة صعبة وموارد غير ضريبية لموازنة الدولة.

وبالفعل كان أثر التغيير الوزاري الجديد خاصة المجموعة الاقتصادية سريعا، حيث حققت السندات المصرية الأطول أجلا أكبر مكاسب، وارتفع سعر استحقاقها، إذ جاء إعلان مجموعة طلعت مصطفى خططها لاستثمار 21 مليار دولار لتطوير مشروع سياحي على ساحل البحر المتوسط، بالإضافة إلى مشروع  تطوير رأس الحكمة على الساحل الشمالي، بقيمة 24 مليار دولار.

ويتوافق تغيير المجموعة الاقتصادية في الحكومة الجديدة، مع توجيهات الرئيس السيسي خلال تكليف الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة، التي كانت تستهدف الاقتصاد في المقام الأول، وهي ضبط الأسواق وكبح جماح التضخم خلال الفترة المقبلة، ووضع خطة قصيرة تظهر أن هناك تعامل واقعي وملموس لمواجهة الأزمة الاقتصادية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحكومة الجديدة التغيير الوزاري الحکومة الجدیدة

إقرأ أيضاً:

العرادة: الحكومة تعاطت بإيجابية مع المقترحات الهادفة لإنهاء الأزمة اليمنية

أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، الثلاثاء، تعاطي الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي بإيجابية مع كافة المقترحات الهادفة لإنهاء الأزمة الإنسانية في البلاد.

 

جاء ذلك خلال لقاء اللواء العرادة، مع سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن غابرييل مونيرا فيناليس، لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن اللقاء بحث آخر المستجدات على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري وتداعيات الأزمة الإنسانية في ظل استمرار تصعيد جماعة الحوثي وتهديد الملاحة الدولية.

 

وأوضح العرادة أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة تعاطوا بإيجابية مع كافة المقترحات والمبادرات الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة الإنسانية، التي تسببت فيها جماعة الحوثي.

 

وشدد العرادة، على ضرورة الالتزام بالمرجعيات الثلاث الأساسية للحل السياسي، وممارسة ضغط دولي فعّال على جماعة الحوثي لوقف تصعيدها، وتنفيذ الالتزامات الإنسانية والسياسية بما ينهي معاناة الشعب اليمني ويحقق تطلعاتهم وآمالهم في بناء دولتهم المنشودة.

 

وأشاد عضو مجلس القيادة بالعلاقات الثنائية بين اليمن والاتحاد الأوروبي، والدعم الأوروبي للحكومة في العديد من المجالات، وثمّن المواقف الأوروبية الثابتة في دعم تطلعات الشعب وتعزيز الأمن والاستقرار.

 

وأبدى العرادة لتوسيع مجالات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين اليمن والاتحاد الأوروبي، بما يسهم في تعزيز جهود الحكومة لتثبيت الاستقرار الاقتصادي، وتحسين سبل العيش، ودعم قدراتها بما يمكنها من الوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية. 


مقالات مشابهة

  • العرادة: الحكومة تعاطت بإيجابية مع المقترحات الهادفة لإنهاء الأزمة اليمنية
  • نحو غدٍ أفضل لأطفال اليمن: شراكة جديدة بين الحكومة واليونيسف قيد الإعداد
  • الحكومة تقر حوافز استثمارية جديدة في الطفيلة الصناعية: وزير الاستثمار يزور المدينة بعد جلسة مجلس الوزراء
  • السوداني يرعى توقيع المشروع الاستثماري في مدينة الرفيل الاقتصادية
  • الأمين العام لجمعية المصارف: مرحلة جديدة في الأفق
  • الزبير: الحكومة تُقصي ولا تُصلح.. وممارساتها تُغرق ليبيا في الفوضى
  • الفاضلي: عدم الانزلاق لمرحلة انتقالية جديدة بأي ثمن هو مربط الفرس
  • وزير الشئون النيابية: الحكومة تشهد انسجامًا كاملا بين وزراء المجموعة الاقتصادية
  • د. ثروت إمبابي يكتب: مصر الجديدة.. طريق التحول الذكي نحو المستقبل
  • وزيرة التخطيط: إطلاق السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية لعرض توجهات الاقتصاد المصري الشهر المقبل