بوابة الوفد:
2025-05-28@18:14:20 GMT

سيناريو الفوضى فى الشرق الأوسط !!

تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT

صحيفة «تليجراف» البريطانية، وضعت سيناريو خيالى، عن اندلاع الحرب العالمية الثالثة، السيناريو يعتمد على مُعطيات واقعية وحقيقية، وليس مستندًا لخيال مؤلف محترف.
ماكتبته «تليجراف» يستحق القراءة والمناقشة والتساؤل عن وضع العالم حاليًا.
يقول سيناريو الصحيفة البريطانية الشهيرة:
تخيل للحظة أن الحكومة الإيرانية قررت الإعلان عن تطويرقنبلة نووية وأنها هددت باستخدامها ضد إسرائيل، فى هذه الحالة سوف ترد الولايات المتحدة وستبدأ بالتهديد بالتدخل العسكري، كما فعلت فى عامى 1991 و 2003 فى العراق، إيران سوف ترد أيضًا بأنها لن تتسامح مع حرب خليجية ثالثة ولذلك سوف تبحث عن حلفائها لنجدتها، القوات الأمريكية تتجمع لدخول إيران التى تأمر بالتعبئة الوطنية، تعلن روسيا والصين وكوريا الشمالية عن دعمها لإيران، وتقوم واشنطن بتوسيع قوة تدخلها، وجلب وحدة بريطانية، وتدخل روسيا اللعبة، مما يزيد من المخاطر على أمل أن يتراجع الغرب، تتبع ذلك مواجهة نووية، ولكن بأصابع متوترة ومثيرة للحكة على كلا الجانبين، بينما يراهن القادة على خطر عدم توجيه الضربة أولًا، ينتهى الأمر كله بكارثة، تبدأ الحرب العالمية الثالثة بتبادل النيران النووية، والباقى كما يقولون سيصبح تاريخًا.


هذا جزء من السيناريو (الذى يخص منطقتنا) والمنشور فى صحيفة«تليجراف».. لأن الصحيفة نشرت سيناريوهات أخرى مُتعلقة بالصراع بين الصين وتايوان. .وكلا السيناريوهين يُشبه الواقع وليس بعيدًا عنه.
أما السيناريو المتعلق بمنطقتنا الشرق الأوسط.. فهو سيناريو أقرب للتحقق بسبب التعنت الإسرائيلى الذى يستفز العرب والمسلمين.. فالمجازر اليومية وعمليات الإبادة الجماعية التى تُجرى بلا خوف من عقاب ستجعل التحركات المُضادة سهلة التحقق، وسيناريو الفوضى فى المنطقة هو الأقرب للتنفيذ.. وهو السيناريو الذى تحدثت معكم فيه خلال مقال الأسبوع الماضي، و استعرضنا مخاطره، خاصة إذا أصبحت غَزة مرتعًا للميليشيات المُسلحة فى المستقبل.
الصحيفة -فى مناسبة لتبرير الحرب- أشارت إلى أن غياب الأمن هو نتاج طبيعى لسيطرة الفوضى وقالت: إن الأمن، كما قال توماس هوبز فى كتابه الطاغوت عام 1651، مُعرض دائمًا للخطر فى ظل وجود عالم فوضوى حيث لا توجد قوة مشتركة واحدة لفرضه. فالحدود تشكل مجالًا يوميًا للمخاوف الأمنية وانعدام الثقة، وهو ما يحدث فى أوكرانيا وغزة الآن.
أنا شخصيًا.. بعد هذا السيناريو المخيف.. ظللت أبحث عن عدد من الكتب التى تتناول«الفوضى» وتأثيرها على معدلات تسارع انهيار الدول.. فاكتشفت أنه موضوع تناولته العديد من الكتب البارزة، التى تحدثت عن الأسباب والعوامل التى تقود إلى انهيار الدول نتيجة الفوضى. من بين هذه الكتب :
انهيار الأمم.. أصول السلطة والازدهار والفقر- جاريد دايموند: يستعرض الكتاب العوامل البيئية والسياسية التى تؤدى إلى انهيار المجتمعات، مركزًا على دور الفوضى الداخلية والصراعات السياسية فى تسريع هذا الانهيار.
الطريق إلى الفوضى.. كيف تُفكك الدول؟ بول كولير: يناقش الكتاب العوامل الاقتصادية والاجتماعية التى تسهم فى انهيار الدول، وكيف يمكن أن تؤدى الأزمات المالية، الفقر، والفساد إلى حالة من الفوضى التى تتسبب فى انهيار النظام العام.
الدولة الفاشلة.. أصول الفوضى السياسية فى العالم المعاصر-نعوم تشومسكي: يحلل الكتاب سياسات الدول الكبرى وتأثيراتها على الدول الضعيفة، ومدى تأثير التدخلات الخارجية ودورها فى تفكك الدول وانتشار الفوضى.
الفوضى..ونظرية الفوضى فى السياسة الدولية -جيمس جليسون: هذا الكتاب طرح نظرية حول كيف أن الفوضى يمكن أن تكون جزءًا من النظام الدولي، موضحًا تأثيرها على استقرار الدول وتوازن القوى العالمية.
عندما تنهار الدول..الإخفاقات والأسباب والدروس -ريتشارد كابس: يعرض الكتاب دراسات حالة عن دول انهارت بسبب الفوضى، مستخلصًا الدروس التى يمكن تعلمها لمنع تكرار مثل هذه الأزمات فى المستقبل.
إذن.. الفوضى هى أول عامل من عوامل اندلاع الحروب وانهيار الدول، وطمع الجيران فى البلدان المجاورة.. وحتى لاننسى- فى مصر- ماحدث فى أعقاب 25 يناير 2011 كان هذا البلد مطمعًا لميليشيات جاءت من الشرق والغرب..فقد كانت الفوضى تسيطر على الحدود هنا وهناك وكانت الحدود الجنوبية عند السودان مجالًا لتهريب الأسلحة بجانب ليبيا.. ولولا أن مصر قد منحها الله جيشًا وطنيًا فتيًا مُدربًا مُسلحًا وقويًا، لضاعت الحدود ونُهبت البلاد.. وكنت ستجد الحدود وقد انتهكت قدسيتها وصارت معبرًا لكل حامل سلاح أو أجندة تستهدف تقسيم مصر إلى (الدلتا - الصعيد - النوبة) وهذا التقسيم كان سيحدث بعد سنوات طوال من الحرب الأهلية..ولكن الله سلم..لأن السلاح صاحى..والرجال يقظة..والجنود يحفظون الأمانة.
أرجوك..عليك إعادة قراءة المقال أكثر من مرة..لتعرف أن السيناريوهات المُعدة سلفًا قد تتضمن «فخ» لإغراقك دون أن تدرى..فنحن نُقدر كل الدعوات التى تطالب بتدخل مصرى مباشر..ونُقدر كل المطالب التى يتم إطلاقها على وسائل التواصل الاجتماعى بلهجة شامية لطرح سؤال واحد: مصر فين؟ ولكننا نُدرك أن القرارات لاتتخذ بهذه الطريقة،فالحدود ليست لعبة..ومساحات التماس مع الجيران ليست مجالًا للمزايدات..وليست وسيلة لصناعة البطولة..الحدود تُشبه باب البيت..إذا تم تركه بلا حارس سيصبح معبرًا للشقيق والغريب..الصديق والغريم.. وعبور هذا الباب يجب أن يكون طبقًا للقواعد وأنظمة لمنع الفوضى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور صحيفة تليجراف البريطانية القوات الأمريكية وسائل التواصل الاجتماعي انهیار الدول

إقرأ أيضاً:

من مركزية إعلان البندقية 1982 إلى هوامش حرب غزة 2023

إذا كان استنفار بلدان الاتحاد الأوروبي لطاقاتها لمواجهة تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية يمثل سببا أساسيا للتراجع الأوروبي الراهن في منطقتنا مثلما يشكل تعقد صراعات المنطقة منذ نشبت الحرب في غزة 2023 سياقا طاردا للجهود الأوروبية، فإن ثمة أسبابا أخرى تستحق التسمية والتفسير.

فقد أسفر الابتعاد التدريجي للولايات المتحدة عن الشرق الأوسط عن الحد من أدوار الأوروبيين الذين اعتادوا الاستفادة من نفوذ القوة العظمى ومن الضمانات الأمنية التي قدمتها ومن التجارة الحرة التي رعتها لتطوير علاقات واسعة مع بلدان المنطقة، دوما ما كانت في مقدمتها إمدادات الطاقة إلى أوروبا وصادرات السلاح منها إلى بلدان المنطقة بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية.

ضيق تراجع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذا، من مساحات حركة الأوروبيين الذين اعتادوا أن ينشطوا دبلوماسيا وسياسيا حين تنشط حليفتهم على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي. وها هم يستسلمون اليوم في صمت لغياب الدور الأمريكي في العراق بعد الانسحاب، وفي سوريا باستثناء مواجهة بقايا تنظيم داعش، وفي لبنان المتروك لفشل الدولة، وفي إسرائيل وفلسطين حيث لا شيء غير الحرب في غزة والمزيد من التصعيد والاستيطان والتطرف والعنف في الضفة الغربية والقدس والعجز الأمريكي عن الضغط على اليمين المتطرف في إسرائيل، وفي ليبيا حيث لا حلول سياسية يجري التفاوض عليها لإعادة بناء مؤسسات الدولة وضمان السلم الأهلي ولإخراج القوات الأجنبية ونزع سلاح الميليشيات. حتى في الملفات التي نشط بها الأوروبيون، كحرب اليمن وإدارة الملف النووي الإيراني، فلم تسفر جهودهم عن الشيء الكثير.

تابع الأوروبيون تنامي الدور الصيني في الشرق الأوسط في قلق شديد، وفسروه استراتيجيا كخصم مباشر من نفوذ الغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي مثلما باتت الدبلوماسيات الأوروبية تنظر إلى دور الصين في إفريقيا (خاصة غربها) كعملية إزاحة طويلة المدى هدفها طرد أوروبا من القارة السمراء.

غير أن خوف الأوروبيين من تنامي دور الصين في الشرق الأوسط وعجزهم عن ممارسة النفوذ في المنطقة في ظل تراجع دور وأوراق الولايات المتحدة، فرض استسلامهم إلى قراءة صراعية لدور الصين. وتلك قراءة تصطنع من الصين «الاتحاد السوفييتي الجديد» في منطقتنا، وتدفع في اتجاه محاصرة دورها على الرغم من أن وساطتها بين إيران والسعودية قد ترتب سلاما دائما في اليمن وتخفض من مناسيب الصراع الإقليمي في الخليج وعموم المنطقة، وهو ما يتلاقي مع ما تريده أوروبا.


والحقيقة أن خوف الأوروبيين يعود إلى توجسهم من استحواذ الصين على ما تبقى لهم من حصص في التجارة مع الخليج وعموم الشرق الأوسط، ومن تنامي صادرات السلاح الصيني على نحو يفقد أوروبا، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، سوقا هاما لتصدير أسلحتهم.

راقب الأوروبيون خلال السنوات الماضية كيف أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لبلدان مجلس التعاون الخليجي، وتشعبت علاقات الصين والخليج لتتجاوز إمدادات الطاقة والمنتجات الصناعية إلى التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة وصادرات السلاح. على سبيل المثال، تضاعفت حصة صادرات السلاح الصينية بين 2018 و2022 بنسبة 200 بالمائة وصارت تستحوذ على 5 بالمائة من سوق السلاح في الشرق الأوسط. ويؤشر ذلك بوضوح على تنامي الدور العسكري والأمني الصيني.

تابع الأوروبيون ذلك، مثلما تابعوا إكثار الإدارات الأمريكية المتعاقبة من الحديث عن الانسحاب من الشرق الأوسط والتوجه نحو آسيا حيث الفوائد «العظيمة» اقتصاديا وتجاريا وتكنولوجيا وحيث الميدان الأوسع للمنافسة الأمريكية-الصينية على قيادة النظام العالمي.

وفي مقابل مقولات الانسحاب الأمريكية، ركزت الصين على تقوية علاقاتها مع كافة بلدان الشرق الأوسط وبمعزل تام عن تناقضات المصالح والسياسات فيما بينها. طورت الصين شراكة استراتيجية مع إيران بها تعاون اقتصادي وتجاري وعسكري ضخم، ووسعت تعاونها مع السعودية إلى الحد الذي صارت معه الشركات (الحكومية) الصينية من أهم موردي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية لمشروعات رؤية 2030 ورفعت على نحو غير مسبوق من مستويات استثماراتها الاقتصادية واستثمارات البنية التحتية في مصر، وحافظت على علاقاتها الجيدة مع إسرائيل التي تتشارك معها مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي ومشروعات الطاقة المتجددة. ومكنت العلاقات الوطيدة مع إيران والسعودية، وعلى الرغم من تناقضات المصالح والسياسات بين البلدين فيما خص أمن الخليج وفي اليمن، تمكنت الصين من الوساطة الناجحة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما واعتماد مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير كأساس للأمن الإقليمي والشروع في مفاوضات سلام دائم في اليمن.

نجحت الصين أيضا بعلاقاتها الجيدة مع كافة بلدان الشرق الأوسط في تنشيط العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف على النحو الذي أسفر مؤخرا عن انضمام مصر والسعودية والإمارات وإيران كدول كاملة العضوية في تجمع «بريكس» ونتج عنه قبل ذلك مؤتمرات قمة متتالية بين الصين وبين أطراف شرق أوسطية متعددة.

والحقيقة أيضا أن خوف الأوروبيين من ضياع نفوذ الغرب الأمريكي والأوروبي وصعود الصين له سياقات عالمية لا يمكن إنكارها. وهنا الأمر الثالث الذي يتعين تناوله بالتفسير.

في خطاب ألقته العام قبل الماضي، طالبت السيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي بضرورة صياغة سياسة أوروبية موحدة تجاه الصين. وحددت أهدافها في استعادة التوازن الغائب عن العلاقات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية مع العملاق الآسيوي، حماية الاتحاد الأوروبي (خاصة بلدانه الصغيرة) من الوقوع في فخ التبعية الاقتصادية والتجارية للصين.
بدو أوروبا وكأنها تسارع الخطى للالتحاق بالولايات المتحدة في التعامل مع الصين
وقد سيطر على خطاب فون دير لاين الخوف من ضغوط صينية محتملة على الاتحاد الذي تستورد بلدانه الكثير من العملاق الآسيوي والذي قد يتعرض بفعل هذه الضغوط لما يشبه الابتزاز الروسي الموظف لإمدادات الغاز الطبيعي والبترول كوسيلة للضغط على الأوروبيين بهدف التاثير على قراراتهم في السياسة الخارجية. ولمواجهة الصين، أكدت رئيسة المفوضية على تثبيت دعائم التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة لكي يتمكن الغرب من تحجيم الخطر الذي ينتج عن علاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية ضخمة ومتشعبة مع الصين.

ولذلك تبدو أوروبا وكأنها تسارع الخطى للالتحاق بالولايات المتحدة في التعامل مع الصين من داخل خانات حرب باردة تستهدف أمريكيا إضعاف الصين وأوروبيا تجنب الوقوع في فخ التبعية لتكنولوجيتها وصادراتها واستثماراتها.

أما فيما خص روسيا، فالتنازعات والتناقضات الأوروبية-الأوروبية تحول دون وجود خط سياسي واضح وترتيب دعم عسكري ومالي مستمر من قبل البعض لأوكرانيا وتحفظ أو امتناع من قبل البعض الآخر. ليس في تبعية الأوروبيين للسياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وتأثرهم بحالها، صعودا وهبوطا، سوى تعبير استراتيجي عن حال القارة العجوز في داخلها وفي كافة أقاليم العالم الواقعة خارجها.

من يبحث اليوم في أوضاع منطقتنا وأحوال القوى العظمى المتنافسة على النفوذ والمصالح بين الخليج والمحيط، سيكتشف المحدودية البالغة للدور الراهن للاتحاد الأوروبي الذي بات همه الوحيد هو الحد من الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • واشنطن بشأن الشرق الأوسط: نسعى لحل طويل الأمد للنزاع
  • عاجل. نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط وقضينا على محمد السنوار في قطاع غزة
  • فوز "OHI Leo Burnett" بثلاث جوائز مرموقة
  • جولة دي بي ورلد للجولف أفضل حدث رياضي في «الشرق الأوسط»
  • 20.6 مليار دولار نمو سوق الإعلام في الشرق الأوسط 2028
  • إطلاق كتاب «فنّانو الشرق الأوسط.. من عام 1900 إلى اليوم»
  • هل هناك مخطط سري لتفكيك سوريا؟
  • من مركزية إعلان البندقية 1982 إلى هوامش حرب غزة 2023
  • صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
  • "غلوبانت" تفتتح مقرها الإقليمي في الشرق الأوسط بالرياض