“الأخطبوط اليهودي”.. قوة خفية تحكم العالم وتتحكم به.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

قصص ملهِمة.. بعدسة إماراتية

خولة علي (أبوظبي)

بعد مسيرة مهنية طويلة في التسويق والاتصال، اختارت المصورة والرحالة الإماراتية منى التميمي، أن تحوّل شغفها بالسفر والتصوير إلى مشروعٍ يلهم النساء لاكتشاف العالم بروح المغامرة والمسؤولية. ومن خلال عدستها تسعى التميمي إلى نشر ثقافة السفر الواعي الذي يربط الإنسان بالمكان، ويروي حكايات الشعوب من منظورٍ إنساني راقٍ يعكس قيم الإمارات ورؤيتها في الانفتاح على العالم، مع تقديم مفهوم مختلف للترحال، لا يقوم على الاستهلاك السريع للمكان، بل على التأمل والوعي والتجربة الإنسانية.

شغف الطفولة 
تشير منى التميمي، إلى أن شغفها بالسفر لم يظهر فجأة، بل منذ كانت ترافق عائلتها في رحلات داخل الدولة وخارجها، حيث كانت تستمتع بتفاصيل التخطيط والترتيب لتوثيق اللحظات الجميلة بالكاميرا. وتضيف: كنت أبحث عن الزوايا المميزة والتفاصيل الصغيرة التي كثيراً ما يغفل عنها الكثيرون، وكل رحلة كانت تفتح أمامي أبواباً لرؤية العالم من منظور مختلف. ومع مرور الوقت، توسعت رحلاتها لتشمل السفر مع الأصدقاء، وزيارة دول بعيدة واكتشاف ثقافات متنوعة، وبالنسبة لها أصبح السفر أسلوب حياة، وطريقة للتعبير عن الذات، وتوثيقاً للجمال من خلال العدسة والكلمة.

أخبار ذات صلة «الفجيرة للثقافة والإعلام» تنظم ندوات وورشاً حول مهارات التصوير

مغامرات حقيقية
وترى التميمي أن الرغبة في رؤية العالم من زوايا مختلفة كانت الدافع الأساسي لكل مغامراتها، قائلة: كل ثقافة تحمل قصة، وكل مكان يقدم تجربة جديدة، ليصبح السفر وسيلة للتجدد والتجربة واكتشاف الذات. ومع مرور الوقت تولدت لديها فكرة مشروعها الخاص الذي يركز على تنظيم رحلات نسائية ملهمة تتيح الفرصة لخوض مغامرات حقيقية غير مألوفة، وتجمع بين الثقافة والمغامرة والتجربة الإنسانية. وتوضح أن الهدف هو تمكين النساء من اكتشاف العالم عبر تجربة واقعية، وهو ما يميز رحلاتها عن أي تجربة سياحية تقليدية.

السفر الواعي   
تؤكد منى التميمي أن رحلاتها تهدف إلى نشر مفهوم «السفر الواعي»، بمعنى أن يعيش المسافر التجربة بكامل تفاصيلها، إلى جانب التقاط الصور، وتضيف: أؤمن أن السفر وسيلة للتقارب بين الثقافات وكسر الصور النمطية، كما أنه فرصة للتعلم من الآخرين وممارسة التقدير والاحترام. ومن خلال مشروعها السياحي، نظمت التميمي رحلات إلى أكثر من 50 دولة في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، إضافة إلى أماكن ساحرة في كينيا، نيبال، بيرو، بوليفيا، وفيتنام. وهذه التجارب أضافت بعداً إنسانياً وفنياً لمحتواها التصويري، حيث توثق الجمال الطبيعي، وتروي قصة كل مكان.

قصص ملهمة
لم تخل رحلات التميمي من التحديات التي صقلت شخصيتها وزادت من خبرتها، ففي جبال الهيمالايا، واجه المسافرون عبر مشروعها، أمطاراً غزيرة جعلت الطرق الجبلية زلقة وخطرة، فاضطروا للسير 5 كيلومترات على الأقدام وسط طقس قارس وانزلاقات صخرية، قائلة: التجربة علمتني الاعتماد على النفس ومواجهة الصعاب، فالتحدي الحقيقي لم يكن في الطريق، بل بالتغلب على الخوف والشك داخلنا. وفي محطة أخرى، وتحديداً في بوليفيا، وجدت التميمي نفسها وسط صحراء الملح الساحرة Salar de Uyuni، ليحتفل الفريق بعيد ميلادها وسط أجواء خلابة تجمع بين التعب والفرح والمغامرة، لتصبح واحدة من أكثر الذكريات تأثيراً في حياتها، وتجسد معنى السفر الحقيقي بالنسبة لها، والذي يمزج بين التحدي والسعادة والاكتشاف.

تنوع ثقافي 
تشارك التميمي تجاربها الغريبة والفريدة في مختلف البلدان، التي تعكس التنوع الثقافي الغني للعالم، ففي بوليفيا، لاحظت أن القبعات التي ترتديها النساء تشير إلى المستوى والحالة الاجتماعية، كما شهدت مصارعة النساء وسوق السحرة التقليدي. أما في اليابان فشدها احترام الناس للنظام والنظافة، وفي زنجبار، أدهشتها الأبواب المزخرفة في المدينة القديمة «ستون تاون»، التي تعكس التنوع الثقافي بين العرب وأهل الساحل والهنود. أما في الأندلس، فتروي منى فخرها برؤية المعالم الإسلامية التاريخية، مثل قصر الحمراء وجامع قرطبة، ما ألهمها لتنظيم رحلات ثقافية إليها، وقراءة كتب تاريخية تسلط الضوء على حضارة المسلمين في أوروبا، وكل هذه التجارب أضافت بعداً ثقافياً وروحاً إنسانية لكل رحلة، وجعلتها مؤمنة بأن وراء كل مكان تجارب تستحق أن تُروى.

نصائح وطموحات 
تستفيد منى التميمي من رحلاتها في تطوير مهاراتها الشخصية، مثل الصبر والمرونة وفهم الثقافات المختلفة، مؤكدة أن احترام العادات والتقاليد المحلية هو جوهر السفر الحقيقي، كما أن الصور التي التقطتها للنساء في الريف حول العالم تركت أثراً عميقاً في نفسها، حيث عبّرت عن معنى تمكين المرأة بصمت وكرامة. وتنصح التميمي كل من يرغب في السفر، بأن يبدأ بخطوة صغيرة، وأن يكون هدفه التعلم والتجربة وليس الماديات فقط. وتطمح للتوسع في مشروعها كعلامة إماراتية رائدة في تنظيم الرحلات النسائية الثقافية، وإطلاق برامج تدريبية حول السفر الواعي والتصوير القصصي.

مقالات مشابهة

  • قصص ملهِمة.. بعدسة إماراتية
  • بوتين: خريطة العالم تتغير
  • سوهاج في المقدمة.. الداخلية تحكم قبضتها على أنصار المال السياسي
  • رجل يبتلع بيضة فابرجيه مرصعة بالألماس في نيوزيلندا
  • هل يكشف شكل مؤخرتك عن مخاطر صحية خفية؟.. دراسة تُجيب
  • إسرائيل تحكم بالسّجن المؤبّد على الأسير هايل ضيف الله
  • أحمد حسن يكشف كواليس خفية في مباراة مصر والكويت بكأس العرب
  • رسالة "لافي" الصغير إلى نتنياهو
  • اليونيسف تحذر من خطر شديد يحيط بأطفال العالم
  • دراسة: خطر صامت يقتل نحو مليون طفل سنوياً حول العالم