نوح الحسني... مسيرة إلهام وإبداع على خشبة المسرح
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
الفنان نوح الحسني، الشاب العُماني الذي ألهم الجمهور بأدائه الرائع على خشبة المسرح، يُعد واحدًا من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي والفني في سلطنة عُمان. بدأت رحلته الفنية مع تجسيد دور "هلمر" في مسرحية "بيت الدمية" للكاتب النرويجي الشهير "هنريك إبسن"، وذلك في عام 2007، والتي شكلت بداية مشرقة لمسيرته المسرحية.
يصف الفنان نوح الحسني انطلاقته وشعوره في أول وقوف له على المسرح في أول مسرحية متكاملة له "بيت الدمية" بقوله: "شعور مميز خالطه الحماس والتوتر، مما قادني لتقديم عرضين في نفس الأسبوع". فما إن قدم عرضه الأول حتى جاءته الفرصة الثانية مباشرة لتقديم عرض مسرحي مدرسي على نفس خشبة المسرح "مسرح جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في مسقط".
وُلد نوح في عائلة تحتضن الفنون وترعاها وتتبناها، ما يفسر نمو شغفه بالمسرح والتمثيل منذ صغره. بعد أن تلقى تعليمه الأساسي في العاصمة مسقط، وبعد تأكيد شغفه وموهبته في المجال المسرحي، اختار أن يتخصص في مجال التمثيل والإخراج ليلتحق للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت الشقيقة، حيث نما تحت إشراف أساتذة متمرسين وشارك في عدد من العروض الطلابية التي أسهمت في تنمية موهبته وتطوير مهاراته الفنية، لينال المركز الثاني على دفعته الدراسية في حفل التخرج الذي تم في يونيو الماضي.
عمل نوح بجد ليثبت ذاته في الساحة المسرحية العمانية والكويتية، فقد شارك في عدد من الإنتاجات المسرحية المهمة، مثل مسرحية "الورع" من تأليف وإخراج طاهر الحراصي، وهي من آخر التجارب المفيدة والثرية له كما وصفها الحسني، قائلاً: "الروع من المسرحيات المفيدة جدًا بالنسبة لي كمشتغل في المسرح، من خلال هذا العمل اكتسبت الكثير من المهارات والمعارف والخبرات التي ستساعدني لا شك في تطوير مستواي الفني كممثل ومخرج مسرحي".
ومن أعماله الأخيرة كذلك "ذاكرة صفراء" التي شارك فيها في مهرجان الكويت للمسرح الشبابي، وترشح آنذاك لجائزة أفضل ممثل دور أول وقد قدم العمل باسم "المعهد العالي للفنون المسرحية"، كما شارك في مسرحية "الصعاليك" التي عُرضت في نفس المهرجان بنسخته التالية، كما شارك في تقديم مسرحية "قهوجيات" في اليوم العالمي للمسرح بدولة الكويت، وأما مشروع التخرج فكان عرضًا مسرحيًا من المعيار الثقيل، وهو مسرحية "لا تقصص رؤياك" للكاتب إسماعيل عبدالله.
نوح الحسني ليس فنانًا موهوبًا فحسب، بل هو أيضًا ناشط مجتمعي يؤمن بقوة الفن في تحفيز التغيير الاجتماعي والثقافي. يسعى دائمًا إلى تعزيز دور الفن في إثراء الحياة الثقافية في عُمان، ويشجع الشباب على اتخاذ خطواتهم نحو تحقيق أحلامهم الفنية، يقول الحسني: "الصعوبات لا تقتصر على مجال معين، في كل مجال ومع كل حلم هناك صعوبات لا بد من تجاوزها للوصول إلى نتيجة مرضية".
ينتسب الفنان نوح إلى الجمعية العمانية للمسرح بالإضافة إلى فرقة تواصل المسرحي منذ تأسيسها في عام 2013، وبصفته واحدًا من المشتغلين في المجال المسرحي في سلطنة عمان، يشير الحسني: "المسرح العماني بشكلٍ عام أصبح في تطور ملحوظ داخليًا وخارجيًا، وهذا ناتج من الحراك المسرحي الداخلي، فالمسرح العماني يحتاج إلى الشغف والعمل الجاد وتتحمل صعوبات وتكاليف لإنتاج مادة مثيرة للوصول إلى المستوى المطلوب".
ويعقب الفنان أنه لم يلحظ أي تقصير من الجهات المعنية بالمسرح العُماني.
وبجانب أعماله المسرحية، يعمل نوح على تعزيز التعاون الثقافي بين عُمان والدول العربية الأخرى، من خلال مشاركته في العديد من المهرجانات الثقافية وورش العمل الفنية عبر الإقليم. يعكف حاليًا على مشاريع جديدة في مجالات الإخراج والتأليف، بهدف إثراء المشهد الفني والمسرحي بما يعكس التجربة والهوية العُمانية.
في الختام، يتطلع نوح الحسني إلى مستقبل مشرق مليء بالإبداع والإنجازات الفنية، وإلى المزيد من الفرص لاستكشاف قدراته الفنية وتحقيق طموحاته في ساحة المسرح العالمي، يقول نوح الحسني: "المسرح كان ولا يزال من الواقع الاجتماعي وهو الأول بدوره في مساعدة المجتمع على النهوض والرقي والثقافة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شارک فی
إقرأ أيضاً:
طارق دسوقي في المراحل النهائية من بروفات الملك لير
يواصل الفنان طارق دسوقي، استعداداته المكثفة للمشاركة في مسرحية "الملك لير" التي تُعد واحدة من أضخم الإنتاجات المنتظرة على خشبة المسرح القومي، حيث دخل بالفعل المراحل النهائية من البروفات، استعدادًا لانطلاق العرض قريبًا وسط ترقب كبير من جمهور المسرح الكلاسيكي.
ويُجسد دسوقي خلال العرض شخصية "جلوستر"، أحد أعمدة النص الشكسبيري الخالد، وهو الرجل الثاني في المملكة، الذي يعيش صراعًا داخليًا وإنسانيًا معقدًا بين ولائه، وأبوّته، وانكشاف الحقائق المؤلمة. ويُعتبر الدور من أكثر الشخصيات عمقًا وتراجيدية في النص، ويُنتظر أن يُقدّمه دسوقي برؤية تمثيلية تحمل بصمته الخاصة، مستندًا إلى تاريخه الفني الطويل في المسرح والتلفزيون والسينما.
وفي تصريح خاص، عبّر الفنان طارق دسوقي عن حماسه الكبير لهذا العمل قائلاً: "جلوستر من الأدوار التي تحمل ثِقَلًا إنسانيًا عميقًا، وصراعه الداخلي بيعبّر عن وجع الإنسان في كل زمان ومكان. المسرحية دي تحدٍ فني كبير، وأنا سعيد بوجودي وسط كوكبة من الفنانين الكبار، على رأسهم المبدع والفنان القدير يحيى الفخراني، وتحت قيادة إخراجية واعية من المخرج المسرحي المتميز شادي سرور، وتضم نخبة من نجوم المسرح المصري، وتُعد بمثابة عودة قوية للمسرح القومي إلى الأعمال الكلاسيكية العالمية، التي تحمل بعدًا إنسانيًا وفلسفيًا يعكس الواقع المعاصر، ووعدي للجمهور أنه سيستمتع بعرض يليق بتاريخ المسرح القومي."
وتدور أحداث "الملك لير" حول الصراع على السلطة والخذلان والخيانة، وتُبرز كيف يمكن للعمى – الحسي والمعنوي – أن يقود إلى الهلاك، في توازٍ درامي بين شخصية الملك لير وشخصية جلوستر، ما يجعل حضور طارق دسوقي في هذا الدور تحديدًا أحد أبرز نقاط القوة في العرض المنتظر.
ويُذكر أن الجمهور والنقّاد ينتظرون العرض بفارغ الصبر، خاصة بعد التسريبات الإيجابية التي خرجت عن بروفات العمل والجهد المبذول لإخراجه بشكل يليق بتاريخ المسرح القومي.
يذكر أيضًا أن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، شهد منذ يومين جانبًا من بروفات العرض المسرحي "الملك لير" وأعلن عن افتتاح العرض أمام الجمهور مع نهاية الشهر الجاري، مشيدًا بالمستوى الفني المتميز للعمل المسرحي، ومؤكدا أنها تمثل خطوة مهمة ضمن جهود وزارة الثقافة لدعم المسرح الجاد.