"ميتا" تُرجئ توفير برنامجها للذكاء الاصطناعي بأوروبا
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
أرجأت شركة "ميتا" إلى أجل غير مسمى موعد البدء بتوفير واجهتها الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي للمستخدمين الأوروبيين، معتبرة أن الإطار التنظيمي في الاتحاد الأوروبي "غير واضح">
وهذا البرنامج عبارة عن نسخة جديدة من نظام "لاما3"، ويُطلق عليه اسم "مالتيمودال" ، وهو نموذج لغوي يتيح استخدام النصوص وإنشاءها، وكذلك الصور أو الخرائط.
ويتوقع أن يتيح البرنامج ميزات جديدة لمستخدمي كل منصات المجموعة، أي "فيسبوك" و"إنستغرام" و"مسنجر" و"واتساب".
وتعتزم "ميتا" توفيره "في الأشهر المقبلة"، من دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل، لكنها أوضحت لوكالة فرانس برس الخميس أنها لن تطلقه في الاتحاد الأوروبي "بسبب البيئة التنظيمية غير الواضحة".
وكانت الدول السبع والعشرون الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أقرّت نهائياً في نهاية مايو الماضي لائحة تنظيمية في شأن الذكاء الاصطناعي، هي الأولى من نوعها على المستوى العالمي.
ومن أبرز ما يهدف إليه هذا الإطار التشريعي الذي يصبح نافذاً اعتباراً من سنة 2026، تعزيز الابتكار في أوروبا مع الحد من مخاطر إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت "ميتا" أن قرارها مرتبط بشكل أساسي بالنظام الأوروبي العام لحماية البيانات.
ولاحظت إنه يفتقر إلى التفاصيل المتعلقة بتفسير أوروبا لهذا النص في ما يتعلق باستخدام البيانات العامة المنشورة على الإنترنت في الاتحاد الأوروبي.
وتحتاج "ميتا" كسواها من الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي إلى هذه البيانات لتطوير النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي.
وقارنت الشركة حال عدم اليقين هذه بالوضع في المملكة المتحدة، حيث اعتبرت أنها تلقت توجيهات واضحة من الجهة التنظيمية التي يشبه إطارها التشريعي النظام الأوروبي العام لحماية البيانات.
وبتأجيل إطلاق أحد منتجاتها، تتبنى الشركة العملاقة لوسائل التواصل الاجتماعي استراتيجية سبق أن اعتمدتها أسماء كبيرة أخرى في مجال التكنولوجيا.
وفي نهاية يونيو، أرجأت "آبل" إلى أجل غير مسمى إطلاق نظامها الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي في دول الاتحاد الأوروبي، بسبب ما وصفته بـ"قلق تنظيمي" مرتبط بقانون الأسواق الرقمية.
وللأسباب نفسها، صرفت "ميتا" في يوليو 2023 النظر عن توفير شبكتها الاجتماعية الجديدة "ثريدز" في الاتحاد الأوروبي، قبل أن تطلقها أخيراً في ديسمبر.
وفي إعلان مكتوب مخصص لبرنامجها للسنوات الخمس المقبلة، وعدت أورسولا فون دير لايين التي أعيد انتخابها الخميس لولاية ثانية على رأس المفوضية الأوروبية، بـ"تعزيز وتكثيف تطبيق" النصوص الأوروبية المتعلقة بقطاع التكنولوجيا.
وكتبت: "يجب على شركات التكنولوجيا العملاقة أن تواجه المسؤوليات المرتبطة بسلطتها النظامية الضخمة على مجتمعنا واقتصادنا".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات فيسبوك إنستغرام لاتحاد الأوروبي الذكاء الاصطناعي آبل تكنولوجيا ذكاء اصطناعي ميتا فيسبوك فيسبوك إنستغرام لاتحاد الأوروبي الذكاء الاصطناعي آبل أخبار الشركات فی الاتحاد الأوروبی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة الموظفين
الذكاء الاصطناعي.. قالت دار الإفتاء المصرية إن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل إن كان لمتابعة إنجاز المهام، وضبط أوقات الدوام، وحماية البيانات، ونحو ذلك من الأغراض المشروعة، فلا حرج في ذلك شرعًا إذا روعي فيه أن يكون مقصورًا على نطاق العمل، وفي حدود الضوابط التي تنظمها القوانين واللوائح المعمول بها.
حكم استخدام الذكاء الاصطناعي:وأوضحت الإفتاء أن استخدامها في غير ذلك من نحو تتبع الحياة الخاصة للموظفين وتتبع عوراتهم، أو مراقبة ما لا يتعلق بالعمل، أو جمع بياناتهم واستغلالها خارج ما تسمح به اللوائح والقوانين -فإن ذلك يكون مُحرَّمًا شرعًا، ومُجرَّمًا قانونًا.
الذكاء الاصطناعي بين النعمة والتسخير الإلهي:
ويعد الذكاء الاصطناعي من أبرز ما وصل إليه الإنسان في ميدان الابتكار والتطوير التكنولوجي، وهو ثمرةٌ من ثمار العقل الذي أودعه الله فيه، وتسخيرٌ من تسخيرات الله تعالى لعباده، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: 29]، وقال جل شأنه: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾ [الجاثية: 13].
كما تُعدُّ تقنيات الذكاء الاصطناعي أداةً نافعةً في خدمة الإنسان وتيسير شؤونه، متى استُعملت في الخير، وضُبطت بضوابط الشرع الحنيف.
الحكم الشرعي لاستخدام الذكاء الاصطناعي
وبالنظر إلى الحكم الشرعي لاستعمال هذه التقنيات، فإنَّ الأصل في استخدام الذكاء الاصطناعي هو الإباحة، ما لم يندرج في صورةٍ مُحرَّمةٍ شرعًا، وذلك عملًا بالقاعدة الفقهية المقررة أن "الأصل في الأشياء الإباحة".
قال العلامة شيخي زاده في "مجمع الأنهر" (3/ 568، ط. دار إحياء التراث العربي): [واعلم أنَّ الأصل في الأشياءِ كلِّها سوى الفروج الإباحة] اهـ.
وقال الإمام الزُّرقَاني في "شرح مختصر خليل وحاشية البناني" (1/ 320، ط. دار الكتب العلمية): [الأصل في الأشياء الإباحة حتى يثبت النهي] اهـ. وينظر: "الأشباه والنظائر" للإمام الحافظ السُّيُوطي (ص: 60، ط. دار الكتب العلمية)، و"مطالب أولي النهى" للعلامة الرُّحَيبَاني (6/ 218، ط. المكتب الإسلامي).
ضوابط استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل
واستخدام الذكاء الاصطناعي وإن كان مباحًا من حيث الأصل لما تقرر، إلا أنه تابعٌ في الحكم لمقصوده، فمتى كان وسيلة لأمر مشروع أخذ حكم المشروعية، ومتى كان وسيلة لأمرٍ منهيٍّ عنه أخذ حكمه؛ لما تقرَّر في الشرع الشريف من أنَّ "للوسائل أحكام المقاصد"، كما في "قواعد الأحكام" للإمام عز الدين بن عبد السلام (1/ 53، ط. مكتبة الكليات الأزهرية).
ومن ثَمَّ فإنَّ استخدامَ تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل يَختلف حكمه باختلاف الغرض والكيفية منه، فإذا كان الاستخدام داخل بيئة العمل لمتابعة إنجاز المهام، وضبط أوقات الدوام، وحماية بيانات الشركة، وصيانة مصالح العمل والعملاء، ونحو ذلك، فهو جائزٌ من حيث الأصل لما تقدَّم، على أن يلتزم بجملة ضوابط؛ أهمها:
- إعلام الموظفين مسبقًا بهذه الرقابة؛ تحقيقًا لمبدأ الشفافية.
- ألَّا يتجاوز النظامُ حدودَ العمل إلى الحياة الخاصة واتباع العورات.
- أن يقتصر على القدر الضروري لتحقيق المصلحة للعمل ومقتضياته.