في خطوة أثارت جدلا واسعا، حوّلت شركة ألمانية لصناعة منصات الرفع حادثة سرقة جريئة من متحف اللوفر الفرنسي إلى حملة دعائية ساخرة.

فقد نشرت شركة "بوكير" (Böcker) -المصنّعة لمنصة رفع الأثاث التي يُعتقد أنها استُخدمت في عملية السرقة التي قُدِّرت قيمتها بنحو 100 مليون دولار- إعلانا على حسابها في إنستغرام يوم أمس الجمعة، يُظهر منتجها مُثبّتًا على واجهة المتحف في باريس، مصحوبا بعبارات ترويجية تسخر من الحدث.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بيع لوحة أحادية اللون مقابل 18.4 مليون يورو في مزاد بباريسlist 2 of 2بعد قضائه 43 عاما في السجن ظلما.. السلطات الأميركية تستعد لترحيل مهاجر هنديend of list

وبأسلوب لاذع، قدّمت الشركة العملية كـ"عرض ميداني لقدرات منتجها"، محوِّلة الجريمة إلى فرصة تسويقية غير مسبوقة أثارت موجة من النقاش حول أخلاقيات الدعاية وحدود استغلال الأحداث الواقعية في التسويق.

View this post on Instagram

A post shared by Böcker Maschinenwerke GmbH (@boeckermaschinenwerke)

 

بدأت القصة في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025، حين تسلّلت مجموعة من اللصوص الملثّمين إلى متحف اللوفر عبر شرفة جانبية، مستخدمين منصة رفع من طراز "Böcker Agilo" للوصول إلى الطابق العلوي.

وبعد كسر إحدى النوافذ، تمكنوا من دخول صالة غاليري آبولون وسرقة 8 قطع من مجوهرات التاج الفرنسي، تُقدَّر قيمتها بنحو 88 مليون يورو (100 مليون دولار). تمت العملية في أقل من 10 دقائق، قبل أن يختفي الجناة دون أن يتركوا أثرا، في واحدة من أكثر السرقات جرأة وإثارة هذا العام.

أفادت التقارير أن منصة رفع أثاث ألمانية الصنع، من طراز "Böcker Agilo"، استُخدمت من قِبل مجموعة لصوص للوصول إلى الطوابق العليا من متحف اللوفر وسرقة عدد من المجوهرات الثمينة في عملية لم تستغرق سوى بضع دقائق.

لكن بدل أن تعتبر الشركة هذا الارتباط دعاية سلبية، رأت فيه فرصة تسويقية فريدة. فقد قرر ألكسندر بوكر، المدير العام لشركة بوكر، وزوجته أنّا بوكر، تحويل الحدث إلى إعلان ساخر، نُشر عبر حساب الشركة على إنستغرام.

إعلان

تضمّن المنشور صورة المنصة وهي مثبتة على واجهة متحف اللوفر في باريس، مرفقة بتعليق فكاهي يُبرز كفاءة المنتج وقوته، مشيرا إلى قدرته على رفع ما يصل إلى 400 كيلوغرام بسرعة 42 مترا في الدقيقة، مع محرك "هادئ كالهمس"، وهي المواصفات ذاتها التي جعلت المنصة، وإن دون قصد، الأداة المثالية لعملية السرقة الأكثر جرأة هذا العام.

وأوضحت الشركة أن الإعلان كان بمثابة رد مرح على الموقف، لا تأييدا لأي سلوك إجرامي. وجاء في بيان رسمي صادر عن شركة "بوكر": "كانت طريقة فكاهية للاعتراف بالوضع، وليست رسالة دعم لما حدث".

وفي تصريحٍ لشبكة "سي إن إن" (CNN)، قال المدير الإداري للشركة ألكسندر بوكر إنه وزوجته شعرا "بالصدمة" عندما أدركا أن أحد مصاعد الشركة قد أُسيء استخدامه في تنفيذ عملية السرقة.

وأضاف بوكر "بمجرد أن تجاوزنا الصدمة الأولية، سيطر علينا حسّ الفكاهة السوداء. تبادلنا بعض النكات وطرحنا بعض الشعارات المبدئية، ثم قررنا تحويل الموقف إلى إعلان ساخر".

وأشار إلى أن ردود الفعل على المنشور كانت مذهلة وإيجابية في معظمها، إذ لقيت الحملة تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبرها كثيرون مثالا على الذكاء التسويقي في الأزمات.

أصبحت هذه الحادثة الآن مثالا يُحتذى به في كيفية تحويل الشركات للحظات غير المتوقعة إلى فرص لتعزيز علامتها التجارية. فمن خلال تحويل موقف قد يكون ضارا إلى رسالة مرحة وواثقة، نجحت شركة بوكر في تعزيز حضورها في الأسواق العالمية.

وفي حين يستمر التحقيق في سرقة متحف اللوفر، كشفت عملية السرقة عن ثغرات أمنية خطيرة في المتحف. وأفادت شبكة "سي إن إن" (CNN) أن مديرة متحف اللوفر، لورانس دي كار، أخبرت لجنة في مجلس الشيوخ الفرنسي أن نظام المراقبة القديم للمتحف لم يرصد الشرفة الشرقية لمعرض أبولو. وهذه هي المنطقة التي دخل منها اللصوص المزعومون باستخدام آلة صنفرة زاوية.

وصفت دي كار نظام المراقبة بأنه "عتيق تماما، بل غائب"، وقدمت استقالتها، وهو ما رفضته وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات عملیة السرقة متحف اللوفر

إقرأ أيضاً:

متحف اللوفر في باريس ينقل بعض المجوهرات

بعد خمسة أيام من عملية الاقتحام المذهلة لمتحف اللوفر في باريس، تم نقل جزء من مجموعة المجوهرات القيمة بالمتحف إلى بنك فرنسا لأسباب أمنية، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية يوم الجمعة.
وذكرت إذاعة "آر تي إل" نقلا عن مصادر متطابقة أنه تم نقل القطع تحت حراسة الشرطة إلى خزائن البنك المركزي الفرنسي القريبة.
وذكرت قناة "بي إف إم تي في" أيضا أنه تم تأكيد المعلومات. وقد تم إخلاء متحف اللوفر وإغلاقه صباح الأحد الماضي بعدما اقتحم أربعة لصوص ملثمين معرض أبولو، الذي يعرض جواهر التاج الفرنسي المتبقية.
وكسر اللصوص خزانتي عرض وسرقوا ثماني قطع من المجوهرات كانت مملوكة لملكات وإمبراطورات فرنسيات، تقدر قيمتها بنحو 88 مليون يورو (102 مليون دولار).
ووفقا لتقرير إذاعة "آر تي إل"، تم إيداع المجوهرات في قبو شديد الحراسة على عمق 26 متراً تحت الأرض، حيث يتم تخزين نحو 90 % من احتياطيات الذهب في فرنسا هناك.

أخبار ذات صلة بلاتيني: 10 سنوات من «الجحيم»! نمور أول أفريقية تُتوّج بطلةً للعالم في الجمباز المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • "اللوفر" ينقل بعض مجوهراته الثمينة إلى بنك فرنسا بعد حادث السرقة
  • بعد "سرقة اللوفر".. المتحف ينقل مجوهراته إلى هذا المكان
  • متحف اللوفر ينقل مجوهرات إلى بنك فرنسا بعد عملية السرقة
  • متحف اللوفر في باريس ينقل بعض المجوهرات
  • أمل ضئيل.. استمرار التحقيقات لاستعادة المجوهرات المسروقة من متحف اللوفر
  • إعلان فيلم “Crime 101” يشعل الجدل تزامنا مع سرقة متحف اللوفر
  • العثور على "أدلة دامغة".. تفاصيل جديدة عن سرقة متحف اللوفر
  • مديرة "اللوفر" تكشف عن ثغرة تسببت في سرقة المتحف
  • بعد "اللوفر".. سرقة عملات ذهبية وفضية من متحف فرنسي في لانجر