بوابة الوفد:
2025-12-15@07:19:06 GMT

«بيت من ورق»

تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT

من أكثر الأعمال التى حرصت على متابعتها بكامل أجزائها؛ رائعة شبكة «نتفليكس - Netflix» مسلسل «بيت البطاقات- House of Cards»، الذى يكشف خبايا السياسة الأمريكية من الكونجرس إلى البيت الأبيض، فاضحاً مدى برجماتية السياسة الأمريكية، ومدى الشر الكامن فى كواليس تلك السياسة وفى نفوس هؤلاء الساسة.
ورغم دراماتيكية الأحداث فى المسلسل والتحولات التى يمكن وصفها بالـ«شكسبيرية» فى مسار بطل العمل «فرانك أندروود» الذى تم التراجع عن تعيينه وزيراً للخارجية فى بداية العمل ليعود لينتقم من الجميع حتى يصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مستخدماً فى ذلك جل وجميع الوسائل غير المشروعة والعنيفة.

ورغم خروج الأحداث فى سياق العمل الدرامى عن النطاق المألوف للتنافس السياسى وقواعد اللعبة السياسية المتعارف عليها، لكن على ما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية على موعد مع انتخابات أكثر سخونة، وأكثر دراماتيكية من مسلسل «بيت البطاقات- House of Cards»، رصاصة ماثيو كروكس، الذى حاول اغتيال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابى له فى بنسلفانيا. الرصاصة التى أخطأت رأس ترامب وستكون بمثابة لحظة مهمة فى التاريخ الأمريكى الحديث. أصابت الحزب الديمقراطى فى مقتل، وأصبح فى مأزق كبير، وبات الرئيس بايدن يمثل عبئاً ثقيلاً على الحزب فى الانتخابات المقبلة، على النحو الذى دفع قادة الحزب الديمقراطى وعلى رأسهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى، التى كشفت عديد المصادر عن فحوى محادثة هاتفية أخبرت فيها بيلوسى الرئيس بايدن بأنه لا يستطيع هزيمة ترامب كما تشير استطلاعات الرأى، سواء على عموم الناخبين الأمريكيين، أو حتى الناخبين الديمقراطيين، حيث أشارت أحدث الاستطلاعات وفقاً لمركز AP-NORC إلى أن نحو 65% من الديمقراطيين والمستقلين ذوى الميول الديمقراطية يرون أن الرئيس الأمريكى جو بايدن «يجب أن ينسحب ويسمح لحزبه باختيار مرشح مختلف»، فى مقابل 35% فقط يرون أنه يجب أن يستمر فى الترشح للرئاسة. وعلى العكس من ذلك تماماً جعلت رصاصة «كروكس» الجمهوريين وقادتهم أكثر تماسكاً وأكثر التفافاً ودعماً لترامب. حتى مع الوضع فى الاعتبار أن محاولة الاغتيال ما هى إلا انعكاس لحالة استقطاب سياسى حاد اقترنت بعنف سياسى، زرعها ترامب بنفسه، واقترنت بتصاعد الإرهاب المحلى «المؤدلج» تحديداً ما بعد انتخاب الرئيس السابق ترامب 2016، وتزايدت حدة الاستقطاب السياسى ما بين اليسار واليمين المتطرف وتعميم المعتقدات المتطرفة، التى تعيد للأذهان اغتيال الرئيس ويليام ماكنلى عام 1901 وسلسلة من التفجيرات التى استهدفت شخصيات سياسية بارزة ورجال أعمال بين عامى 1914 و1920. كما لعبت حملة العنف التى قام بها المتطرفون اليساريون دوراً أساسياً فى إنشاء مكتب التحقيقات الفيدرالى الحديث ومهمته المبكرة فى مكافحة العنف السياسى. هذا الاستقطاب السياسى بلغت حدته الذروة ما قبل انتخابات 2020 وبعدها؛ حيث تشير التقديرات إلى زيادة كبيرة فى نسبة الحوادث الإرهابية المحلية فى المظاهرات فى المدن الأمريكية فى عامى 2020 و2021. وتجلت فى أسوأ صورها عقب انتخابات 2021 فى اقتحام الآلاف من مؤيدى الرئيس السابق ترامب مبنى الكابيتول خلال جلسة مجلسى النواب والشيوخ المشتركة للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية 2020. هنا أتصور الإعلان عن إصابة الرئيس الأمريكى بفيروس كورونا محاولة بائسة لاكتساب تعاطف جزء بسيط من الناخبين، وفى الوقت ذاته إن لم تتحسن استطلاعات الرئيس فإعلان المرض يصبح تمهيداً للانسحاب من السباق الرئاسى، وتوفير شكل لائق لخروج الرجل العجوز. والبيت الأبيض لم يعد «بيت البطاقات» وألعاب السياسة، أصبح «بيتاً من ورق» قابلاً للاشتعال والاحتراق. 
وسواء استمر الرئيس أو انسحب؛ فالانتخابات الأمريكية على هذا النحو تعكس تراجعاً كبيراً فى الديمقراطية الأمريكية التى يمكن الوصف بأنها أصبحت ديمقراطية درامية تعانى الشيخوخة والوهن، وفقدت القدرة على تقديم مرشحين للانتخابات الرئاسية أكثر شباباً من كل من الجد بايدن والجد ترامب، هى ديمقراطية تحتضر، وعلى العالم أن يستعد لتداعيات ذلك الاحتضار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجلسي النواب والشيوخ د وليد عتلم الولايات المتحدة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق

إقرأ أيضاً:

سعر بطاقة ترامب الذهبية.. شروط وطريقة التقديم على التأشيرة الأمريكية الجديدة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق تأشيرة البطاقة الذهبية بطاقة ترامب الذهبية رسميا، كمسار جديد وسريع للحصول على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، يستهدف المستثمرين وأصحاب الكفاءات العالية من الأجانب.

وتتيح التأشيرة الجديدة للأفراد الأجانب دفع مليون دولار لتسريع إجراءات الإقامة داخل الولايات المتحدة، بينما يمكن للشركات الأمريكية دفع مليوني دولار لرعاية عامل أجنبي ترغب في استقدامه للعمل داخل البلاد.

وخلال الاجتماع، قال الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، ترامب:«أطلقنا للتو بطاقة ترامب الذهبية، وهي خطوة مثيرة للغاية لي وللولايات المتحدة»، في إشارة إلى البرنامج الجديد الذي يهدف إلى جذب أصحاب القدرات الاقتصادية العالية.

موقع رسمي للتقديم على بطاقة ترامب الذهبية

-بالتزامن مع الإعلان، تم إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي للتأشيرة عبر الرابط من خلال الضغط هنــــــــــا.

-ويوفر نموذج التقديم المباشر

-و وعود بالحصول على الإقامة الأمريكية في وقت قياسي مقارنة بالمسارات التقليدية.

رسوم تأشيرة بطاقة ترامب الذهبية

وبحسب ما ورد على الموقع الرسمي، تشمل تكلفة البرنامج:

-15 ألف دولار رسوم معالجة لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية

-اجتياز فحص الخلفية الأمنية

-مساهمة مالية بقيمة مليون دولار

-مقابل الحصول على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة عبر بطاقة ترامب الذهبية.

نسخة أقوى من البطاقة الخضراء

وفي تصريحات لقناة فوكس نيوز، قال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إن البرنامج الجديد يضمن استقطاب «أفضل العناصر القادرة اقتصاديا على دعم الاقتصاد الأمريكي»، واصفا بطاقة ترامب الذهبية بأنها نسخة أكثر قوة وتأثيرا من البطاقة الخضراء التقليدية.

شروط الحصول على الإقامة عبر بطاقة ترامب الذهبية

أوضح الموقع الرسمي أن إجراءات الحصول على التأشيرة تستغرق عدة أسابيع فقط بعد تقديم الطلب، وتشمل:

-مقابلة شخصية

-تقديم مستندات إضافية عند الطلب

-سداد أي رسوم إضافية تحددها وزارة الخارجية الأمريكية

ويحصل المتقدمون المقبولون على وضع الإقامة الدائمة القانونية من خلال تأشيرات EB-1 أو EB-2، وهي تأشيرات مخصصة للأفراد ذوي القدرات الاستثنائية أو المهارات غير العادية.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية: تثبيت وقف إطلاق النار بغزة ضروري للتنفيذ الكامل لخطة الرئيس ترامب للسلام

تجدد الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا بعد ساعات من اتصال ترامب بزعيمي البلدين

«لوموند»: العنف الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي

مقالات مشابهة

  • تصعيد حدودي عنيف بين تايلاند وكمبوديا رغم الوساطة الأمريكية
  • السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا: ما الذي تغير؟
  • البابا تواضروس: الهاتف المحمول أنهى عصر «الإنسانية».. والجماهير تصفق لـ«شخصيات فارغة»
  • فيتو الرئيس.. ونائب المصادفة
  • سعر بطاقة ترامب الذهبية.. شروط وطريقة التقديم على التأشيرة الأمريكية الجديدة
  • ترامب يعلن حربًا على قوانين الذكاء الاصطناعي في الولايات الأمريكية
  • «فخ» كأس العرب
  • فرصة مقيدة: هل تستفيد الصين من تراجع القوة الناعمة الأمريكية؟
  • المصرى الأمريكى عصام فارس جاسوس لصالح ايران.. ما القصة وما علاقة سميرة موسى؟
  • عقيدة ترامب للأمن القومي.. من أكثر المتضررين في العالم؟