تعنى إدارة الذات الاتجاهات والتصرفات التى تساعد على العيش فى الحياة بالطريقة التى يفضلها الفرد، وهى القدرة على إشباع حاجة النفس الأساسية لدى الإنسان لتحقيق التوازن فى الحياة بين الواجبات والرغبات والأهداف.
وتتضمن إدارة الذات مجموعة منظمة من المهارات فى الجوانب الشخصية والاجتماعية والانفعالية التى تؤثر على قدرة الفرد فى معالجة المطالب والضغوط البيئية، وهى عامل مهم لتحديد قدرة الفرد على النجاح فى الحياة.
وفى ظل ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعى خلال السنوات الأخيرة من نمو وانتشار، إذ تجاوز عدد مستخدميها على مستوى العالم فى ضوء ما أشار إليه تقرير الاتحاد الدولى للاتصالات التابع للأمم المتحدة؛ تجاوز ٤,٩ مليار مستخدما حتى نهاية عام ٢٠٢١، وقد اقترن هذا النمو والانتشار بظهور المشاهير عبر هذه المواقع، وتعاظم أدوارهم، إذ أصبحوا يمثلون طرفا ثالثا مستقلًا يقوم بتشكيل أسلوب استخدام الجماهير لقنوات الاتصال التى تقدمها مواقع التواصل الاجتماعى، وقد يتمتع هؤلاء المشاهير بخصائص قائد الرأى وأسلوبه فى التأثير على الجماهير.
والمشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعى هم نجوم السينما، والمطربون، وعارضو الأزياء، والشخصيات العامة والتليفزيونية التى لها وجود قوى ومستمر عبر الإنترنت وتتمتع بمجموعات كبيرة من المتابعين عبر الشبكات الاجتماعية، وفى ظل هذا الوجود المستمر للمشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ تصبح هذه المواقع إحدى الأدوات الأساسية التى تعكس كيفية توجيه المشاهير لمشاعرهم وأفكارهم وإمكاناتهم نحو الأهداف التى يسعون إلى تحقيقها؛ ومن ثم تعكس كيفية إدارة هؤلاء المشاهير لذواتهم، بما ينعكس بوضوح على نظرة الفرد لنفسه وتقديره لذاته مقارنة بمن يشاهدهم من مشاهير عبر هذه المواقع.
ومن ثم فإن تقدير الذات لدى أفراد الجمهور المصرى، والذى يعبر عن نظرة الفرد الإيجابية لنفسه، قد يتأثر نتيجة التعرض لصفحات المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعى بما تتضمنه من أساليب توظيف هؤلاء المشاهير لآليات إدارة الذات.
وبذلك تتضح، وبشدة، أهمية التربية الرقمية لوسائل الإعلام، والتى يتم من خلالها تعزيز القدرة الانتقائية لمضامين وسائل الإعلام الرقمى، بوجه عام، ومواقع التواصل الاجتماعى، بوجه خاص، فضلا عن العمل على تنمية الوعى بما يتم التعرض له عبر شبكة الإنترنت، وتعزيز القدرة على فهم الرسائل المقدمة عبر هذه الوسائل والحكم على مدى تمثيلها للواقع، ومن ثم القدرة على مناقشة هذه الرسائل وتقديم تقييم واضح لها، يتوقف عليه مدى تأثير هذه الرسائل على الميل السلوكى للجمهور.
وفى النهاية، أيا كان ما تتعرض له من مضامين عبر وسائل الإعلام فليكن السؤال: «من أنا؟» دائما نصب عينيك حتى لا تتحول تدريجياً إلى مسخ مشوه الملامح.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب – جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد عثمان م ن أنا جامعة المنصورة تحقيق التوازن مواقع التواصل الاجتماعى إدارة الذات
إقرأ أيضاً:
منال عوض تبحث دعم برامج الحوكمة والتحول الرقمي مع وزير التنمية الإدارية الأسبق
استقبلت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية ، اليوم الدكتور أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية الأسبق بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة .
وفى بداية اللقاء رحبت وزيرة التنمية المحلية ، بالدكتور أحمد درويش خلال زيارته للوزارة ، مشيدة بالخبرات والتجارب الناجحة له فى العديد من مجالات العمل التى تولها سواء فى التنمية الإدارية والحوكمة والتنمية الاقتصادية والبنية المعلوماتية .
التحول الرقميوأشاد وزير الدولة للتنمية الادارية الأسبق بجهود د.منال عوض خلال الفترة الماضية فيما يخص مجالات بناء القدرات للكوادر المحلية بالوزارة والمحافظات فى إطار خطة الدولة للميكنة والتحول الرقمى وكذا الزيارات التفقدية المفاجئة التى قامت بها مؤخراً فى عدد من المراكز التكنولوجية لمتابعة مستوي تقديم الخدمات للمواطنين فى الملفات التى تمس حياتهم اليومية بالإدارة المحلية .
وشهد اللقاء استعراض عدد من برامج وملفات عمل وزارة التنمية المحلية ضمن برنامج عمل الحكومة المصرية وكيفية تحسين حياة المواطنين والاستثمار فى رأس المال البشري بالمحافظات والتوسع فى التحول الرقمى ودفع جهود التنمية ، ومواجهة بعض التحديات والقضايا الحيوية التى تواجه عمل الإدارة المحلية.
كما تطرق اللقاء إلى بحث عدد من مجالات عمل برنامج الدعم الفنى لوزارة التنمية المحلية المنفذ من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائى لوضع عدد من الاستراتيجيات والتشريعات التى تساهم فى تسريع العمل فى ملفات الإدارة المحلية بما يحقق رؤية مصر 2030 وتوطين أهداف التنمية المستدامة .