الحسكة-سانا

أقامت مديرية الثقافة بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب وجمعية صفصاف الخابور الثقافية حفل تأبين الشاعر الراحل ظاهر مطر العبيد الذي وافته المنية في الثالث من الشهر الحالي إثر مرض عضال.

وبين مدير الثقافة عبد الرحمن السيد في تصريح لمراسل سانا أن تأبين اليوم وقفة وفاء لأصدقاء الشاعر الراحل المبدع الذي كتب في العديد من أنواع الشعر الفصيح والنبطي والشعبي ونشر إبداعه العديد من الدوريات السورية والعربية وكان فارساً لمنابر الشعر وعلامة فارقة في الحركة الأدبية في المحافظة رغم عمره الأدبي القصير نسبياً إذ رحل في ريعان شبابه.

وأشار رئيس مجلس إدارة جمعية صفصاف الخابور الثقافية أحمد الحسين إلى أن محبي الشاعر العبيد اجتمعوا اليوم لكي يرثوه بكلماتهم ومشاعرهم الصادقة فهو الشاعر المبدع الذي رحل باكراً وكانت حياته القصيرة غنية في مختلف مجالات الشعر، فقد أبدع ديواناً شعرياً وله مخطوطات شعرية تنتظر لتمتد إليها يد الوفاء لتبصر النور.

وأكد الكاتب محمد صالح الكبش أن الشاعر الراحل كان صوتاً شعرياً متدفقاً ألبس القصيدة التقليدية بردة وطرازاً جديداً عصرياً يمكن أن يقتفيها الشعراء المعاصرون، كما أنه تلمس في قصائده هموم الناس والوطن وكرم وحصد الكثير من الجوائز على مستوى الساحتين الوطنية والعربية.

وللشاعر الراحل ديوان شعري مطبوع بعنوان “همس السنابل” وآخر قيد الطبع بعنوان “غربة”، إضافة إلى عدد من المخطوطات الشعرية.

 نزار حسن

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الشاعر الراحل

إقرأ أيضاً:

د.نزار قبيلات يكتب: العربية والموسيقى والشعر

التناغم الحاصل بين الموسيقى واللغة العربية لا ينبع من البنية الصوتية للكلمات وحسب، وذلك وفق رؤية المتذوقين والنقاد الموسيقيين، فهو يكمن في جوهر الكلمة قبل إيقاعها، والشّاهد على ذلك هو قصيدة النثر والشعر الحر والقصيدة السردية...، إذ الإيقاع لم يعد معقوداً في السُّلم الموسيقي القادم من بحور الشعر ومقاماته بل من جوهرهِ الكامن في البنية العميقة للكلمة العربية وقدرتها الإحالية التي تنقل معها المعنى المصاحب نحو مدارات مختلفة من المعاني، محققة بذلك شعريّة تخرج حين القراءة من حدود البنية الصرفية والصوتية الصغرى إلى أقصى حدود الدلالة والمعنى، فالوزن الشعري يفترض الإيقاع المنسجم والمتماسك، وقد يحدث نظمُه على سبيل المثال دون المعنى، فهناك نظم وهناك شعر مقفى، حيث الكلمة العربية بنية مجردة لكنها حين تتواشج في النسق الجمالي تحتاج إلى شاعر يجيد ترويضها وصقلها وغرس المعاني المختلفة فيها رغم وجود الصّوت ورنينه، إذ للكلمة العربية عاطفتها حتى في الحوار اليومي التواصلي، فهي لغة جاهزة للتلحين في أي وقت شاء العازف أو الشاعر أو المغني حملها على الوتر أو النسق الشعري أو حتى على أحجار البيانو...، فالأدوات الموسيقية تسهم في تثوير التعبير العاطفي سواء بالإلقاء الصوتي أم بالعزف على آلة موسيقية ما، أما اللغة العربية وبسبب ميزانها الصرفي والتركيبي فهي جاهزة كذلك الأمر على أن تحمل على الأوتار والأوتار الموسيقية، إذ الآلة الموسيقية وبفضل مهارة العازف قادرة على أن تَحمل اللغة بكافة مستوياتها الصوتية والصرفية والدلالية وتخوض بها في تموج إيقاعي متعدد ومختلف، والسرّ ربما يكمن في التشابه القائم بين الصوت الموسيقي المولود من رحم الطبيعة بحفيف أشجارها وهدير أمواجها وهمسات الطبيعة... ومن الحرف العربي المتشكل بدوره نتيجة محاكاته لبيئة الإنسان وواقعه الحيوي.
فالنقاد لا يصلون للمعنى إلا من خلال الشرط التركيبي للنص، لكن الموسيقيين يصلون للمعنى من خلال انسجام الصوت وبنية الحرف والكلمة والجملة، أما الشعراء فيتدفق المعنى لديهم من الإحساس المرهف بالمعنى في محيطه المجازي ومناسبته الزمانية والمكانية وحاجتهم له، ثمة تكامل إذاً بين الشاعر والموسيقي وشكل النص العربي الذي سمح بتلك العلاقة ببعد فلسفي قبل أن يكون بعداً جمالياً، وهو تكامل يخضع لقانون الجاذبية الذي يتأثر به المستمع كما الشاعر والملحّن.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة د. نزار قبيلات يكتب: جابر جاسم.. أيقونة الزمن الجميل د. نزار قبيلات يكتب: مِن آداب المجلِس إلى ثَقافة السّرعة

مقالات مشابهة

  • محمد صابر عرب.. المؤرخ الذي حمل الثقافة كذاكرة وطن
  • غدا... بدء الجلسات النقدية والقراءات الشعرية في مهرجان الشعر العُماني الـ13
  • سوريا تنعى وزير ثقافتها الأسبق رياض نعسان آغا
  • د.نزار قبيلات يكتب: العربية والموسيقى والشعر
  • غداً .. بيت الشعر العربي ينظم أمسية شعرية لشعراء وفناني فلسطين
  • مسؤول إسرائيلي: قوة استقرار غزة لن تقتصر على الدول الإسلامية والعربية
  • إيران تعتقل نرجس محمدي الحائزة على نوبل السلام خلال تأبين محامٍ
  • ليلة باردة وضباب في العديد من المناطق
  • "بين القاهرة وفلسطين".. أمسية ببيت الشعر العربي الأحد
  • وزير الثقافة يعلن موعد انطلاق فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الـ37 بمدينة العريش 26 ديسمبر جاري