اليمن: الموتُ لأمريكا، الموتُ لـ “إسرائيل”
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
منصور البكالي
هل فهم إخوتُنا وأهلُنا وكل أبناء أمتنا العربية والإسلامية، ومن ظلمونا وبغَوا علينا إلى اليوم، حقيقةَ هذه الشعار؟ وهل أدركوا مصاديقَه ومنطلقاتِه وأهدافَه؟
أم أنه من الضرورة بمكان، أن نعيد طمأنتَهم، ونكرّر قولنا لهم من الآخر وبكل وضوح واختصار، هذا الشعار، لم يعادِكم أَو يقصدكم أَو يستهدفكم قبل اليوم ولا اليوم ولا بعده، ولا يوجد في عباراته وكلماته وحروفه ما يعنيكم، أَو يدل عليكم، لا من قريب ولا من بعيد.
بل إن هذا الشعار بكل فقراته الخمس “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، يقول لكل يمني وكل عربي وكل مسلم وكل شعوب وأنظمة العالم بمختلف مسمياتهم وجنسياتهم: إن معركتنا ليست معكم، بل أثبتت الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر وقبله وبعده، أن معركتنا منذ أول يوم لتحَرُّكنا بهذا الشعار، ضد رأس الشر في هذا العالم، وأنه لا خلافَ بيننا وبينكم في أي شيء، بل نقاسمُكم ونشاطرُكم آلامكم ومآسيَكم ومشكلاتِكم، ونسعى بكل ما نملك لرفعها عنكم، وحمايتكم وحماية شعوبكم، وثرواتكم، ومقدراتكم، وكرامتكم، وحريتكم، ومقدساتكم، وهُــوِيَّتكم ودينكم، وإنسانيتكم، إن استطعنا إلى ذلك سبيلًا، من منطلق ديننا وقِيمنا الإيمانيةـ
ومن هذا المنطلق، لم يعد شعارُ الصرخة في وجوه المستكبرين، محصوراً بجماعة “أنصار الله” على سبيل المثال- تلك الفئة القليلة المستضعفة، في زاوية في الجمهورية اليمنية قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م- أَو بالشعب اليمني، بل هو اليوم شعارُ كُـلّ حر في هذا العالم يقفُ في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، ويذودُ عن قيمه وفِطرته البشرية السليمة.
كما نجدد القول لكل من يكذِبُ عليهم الأمريكي والإسرائيلي، ويحاول -بتضليله لهم، وتزييفه للواقع والحقائق- جَرَّهم لخوض المعركة ضدنا بالنيابة عنه، وليكونوا هم وكلاءَ له، في المواجهة، وأدوات رخيصة، يحرِّكها كيف يشاء ومتى أراد، وفي أي مكان، وهو بذلك يعرّض مصالحهم ومصالح شعوبهم للخطر في مواجهتنا والتصدي لنا نيابةً عنه: “خُذوا الدروسَ والعبرَ مما مضى؛ فمشروعُنا القرآنُ، فيه مخزونٌ هائلٌ، يمكنكم الاستفادة منه، أحداث وتجارب خلال 6 حروب على محافظة صعدة، لحقها عدوان، غير مبرّر لـ9 أعوام، ماذا كانت النتائج؟!”.
ولهذا إن كنتم حريصين على أنفسكم وأنظمتكم، طلبنا منكم -وبكل رجاء ومحبة وأُخوة، وبكل الاعتبارات والقواسم المشتركة بيننا وبينكم- غيرَ مكلف عليكم، وفي متناولكم وسهل جِـدًّا جداً، أن تنحّوا جانباً، اتركونا وشأنَنا في مساندة أهلنا وإخواننا في فلسطينَ، هدفُنا أن نخلِّصَ العالَمَ بما فيه أنتم، من جُرمِ ووحشيةِ أمريكا و”إسرائيل”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
اليمن في اليوم العالمي للاتصالات.. بنية تحتية منتهكة وصمود تقني مستمر
الثورة /
بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، جدّدت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن دعوتها للمجتمع الدولي إلى تحييد قطاع الاتصالات عن الاستهداف العسكري ورفع الحظر المفروض على تجهيزاته، مؤكدة أن العدوان المتواصل على البلاد منذ أكثر من عقد قد دمّر نسبة كبيرة من بنيته التحتية الرقمية، وخلق فجوة اتصالية وإنمائية متسعة بين اليمن والعالم.
وفي بيان رسمي صدر بمناسبة احتفال اليمن باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات الذي يصادف 17 مايو من كل عام، كشفت الوزارة أن أكثر من 35 % من البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن تعرضت للتدمير نتيجة 2770 غارة جوية استهدفت منشآت ومحطات مدنية حيوية، ما أدى إلى عزل أكثر من 120 قرية ومدينة عن العالم.
وأضاف البيان أن آثار العدوان والحصار المستمر قد أعاقت تطور هذا القطاع الاستراتيجي وحرمت اليمن من الاستفادة من التقنيات الحديثة، مشيرة إلى أن الحظر المفروض على دخول تجهيزات الاتصالات المدنية، ومنع تشغيل تفريعات الكابلات البحرية الدولية، يمثلان تعديًا سافرًا على حق الشعب اليمني في الاتصال والتطور الرقمي.
ورغم هذا الواقع، أكدت الوزارة مواصلة العمل بكافة الوسائل المتاحة لمواكبة التقدم العالمي في هذا المجال، عبر تحسين خدمات الإنترنت، ونشر شبكات الجيل الرابع، واعتماد الحوسبة السحابية، بما يعزز العدالة الرقمية، ويضمن وصول المواطنين إلى الخدمات الإلكترونية والتطبيقات الذكية.
وأشارت الوزارة إلى أن الفجوة الرقمية باتت عائقًا كبيرًا أمام تحقيق المساواة الرقمية بين الجنسين، وتضعف فرص اليمن في المشاركة الدولية الفاعلة في الاقتصاد الرقمي، مؤكدة أن الوصول إلى الإنترنت والاتصالات بات اليوم حقًا إنسانيًا أساسيًا لا يمكن تجاهله.
وجددت وزارة الاتصالات دعوتها للأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات والمنظمات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها في حماية البنية التحتية الرقمية في اليمن، والعمل على رفع الحصار، وتسهيل دخول التجهيزات الفنية وقطع الغيار اللازمة لإعادة تشغيل المواقع المتضررة.
كما دعت إلى تمكين اليمن من تشغيل تفريعات الكابلات البحرية الدولية SMW-5 وAfrica-1 عبر محطات الإنزال في محافظة الحديدة، والضغط على التحالف لوقف محاولات تقسيم وتشطير خدمات الاتصالات وتقنياتها، وضمان حماية العاملين في هذا القطاع.
وفي ختام بيانها، حمّلت الوزارة دول التحالف كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الجرائم والانتهاكات التي طالت الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن، وما خلفته من آثار كارثية على مختلف جوانب الحياة المدنية، مطالبة بإجراءات فورية لضمان استمرارية الحد الأدنى من الحقوق الرقمية لملايين المدنيين.