أجمع خبراء ومحللون سياسيون أن كافة الأنظار تتجه إلى الجبهة الشمالية بين حزب الله وإسرائيل بعد حادثة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، مؤكدين تضاؤل الآمال بشأن مفاوضات روما للتوصل لوقف إطلاق النار بغزة.

ووفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك، هناك حالة تجييش هائلة في الإعلام الإسرائيلي للضغط على السياسيين للبدء بحرب شاملة على لبنان، مؤكدا أن لا أحدا يعول على اجتماع روما لإبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية.

وأشار يزبك -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟- إلى أن مفاوضات روما فشلت حيث يُتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه العائق للمضي قدما، مضيفا أنه يحاول خلط الأوراق بالمنطقة لكي يهرب من استحقاق التوصل لصفقة تبادل أسرى.

ويعتقد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهك كثيرا في غزة ويعاني نقصا في الدبابات، متوقعا أن تلجأ إسرائيل إلى ضربة جوية وليس غزوا بريا -ما لم يحدث تطورا دراماتيكيا- للرد على حادثة مجدل شمس "لإيصال رسالة للمجتمع الإسرائيلي مثلما حدث في قصف ميناء الحديدة باليمن".

ووصف مفاوضات روما بأنها "صندوق بريد" لإيصال رسالة بأن الوجود العسكري الإسرائيلي مستمر في قلب قطاع غزة وفي محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

تطورات المنطقة

بدوره، قال مدير مكتب القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي إن اجتماع روما ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، كما أنه لن يخرج بحل سحري، مشيرا إلى أن مسار الصفقة دائما يصطدم بألغام نتنياهو.

وتوقع الرنتاوي زيادة منسوب الضغط الدولي لتجنب حرب شاملة بالمنطقة، معتقدا في الوقت نفسه أن إسرائيل -أيضا- لا تريدها باستثناء نتنياهو وحلفائه اليمينيين.

ورجح توجيه إسرائيل ضربة إلى حزب الله الذي سيرد أيضا، مشيرا إلى أن تطورات المنطقة مرتبطة بشكل الضربة الإسرائيلية والرد المقابل.

وخلص إلى أن ما حدث في مجدل شمس رفع منسوب التوتر ووضع المنطقة على حافة انهيار، مشيرا إلى أن أي خطأ ميداني قد يفضي لتجاوز كل المحاذير ويتسبب بحرب إقليمية، خاصة أن رد جماعة "أنصار الله" الحوثيين على قصف ميناء الحديدة قادم لا محالة.

وبشأن رهانات نتنياهو، يؤكد الرنتاوي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرف الموقف الأميركي الذي يستعجل وقف إطلاق النار بغزة ولا يريد أن تنفجر الأوضاع في لبنان واليمن، لكن في الوقت نفسه لا تفرض واشنطن شيئا على تل أبيب ولا تستخدم أوراق ضغط ضدها.

تقدير خاطئ 

من جانبه، شدد الكاتب والمحلل السياسي علي حيدر على ضرورة ألا تنجر المنطقة وراء الضغط النفسي والإعلامي الإسرائيلي بعد حادثة مجدل شمس، مؤكدا أن الحل الوحيد يكمن بوقف العدوان على غزة فقط.

وأشار حيدر إلى أن إسرائيل تحاول الارتقاء إلى مرحلة مهدت لها سابقا ولكن تحت عنوان حادثة مجدل شمس، مضيفا أن ما ستقدم عليه لا علاقة له بما حدث بالجولان المحتل.

ويعتقد أن هناك تقديرا إسرائيليا خاطئا بأن ضربة محدودة لحزب الله سيتم امتصاصها ولا تؤدي إلى حرب واسعة، متوقعا أن الأخير سيرد بقوة، خاصة أن جبهة لبنان جاءت إسنادا لغزة وضمن سياق الدفاع عن لبنان وتشكل عنصرا ضاغطا تصاعديا.

وخلص إلى أن الجهود الحقيقية تكمن في ثني إسرائيل عن ارتكاب أي خطأ "وإلا فالأمور ذاهبة إلى رد مؤكد يتناسب مع حجم العدوان".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حادثة مجدل شمس إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحكيم يدعو الحكومة لمواجهة اجندات مغرضة تحاول خلط الأوراق في العراق

الحكيم يدعو الحكومة لمواجهة اجندات مغرضة تحاول خلط الأوراق في العراق

مقالات مشابهة

  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • جنى دياب تخطف الأنظار في أحدث ظهور | وهكذا علّق متابعوها
  • الجيش الإسرائيلي يبلغ عن “مقذوف” أطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل
  • مقتل شخص بغارة إسرائيلية.. الرئيس اللبناني: لا أحد يريد الحرب ونعالج ملف السلاح بواقعية
  • الحكيم يدعو الحكومة لمواجهة اجندات مغرضة تحاول خلط الأوراق في العراق
  • غموض يكتنف بدائل نتنياهو بعد انسحاب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات غزة
  • إيطاليا ترفض الاعتراف الأحادي بفلسطين وتربطه باعتراف متبادل بإسرائيل
  • محللون إسرائيليون: نخسر معركة الرواية في كارثة الجوع بغزة
  • رد حركة الفصائل الفلسطينية “إيجابي”.. نتنياهو يطلب من وفد التفاوض في قطر العودة إلى إسرائيل للتشاور حول “قرارات مصيرية”
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: إسرائيل تنهار وعالقة في حرب استنزاف بغزة