744 شخصية يطالبون الأمم المتحدة بإصدار قرار يعتبر الصهيونية حركة عنصرية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
أرسلت 744 شخصية نخبوية من الحقوقيين والمثقفين والأكاديميين في العالم العربي مذكرة إلى الأمين العام ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب فيها الأمم المتحدة إصدار قرار جديد يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية في ضوء جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير القسري التي ترتكبها إسرائيل في غزة منذ أكثر من تسعة شهور.
ونوهت المذكرة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت القرار رقم 3379 في 10 تشرين الثاني / نوفمبر 1975، القاضي باعتبار "الصهيونية شكلًا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري"، في ظرف حظي به نضال الشعب العربي الفلسطيني من أجل حقه في تقرير مصيره باحترام كبير، لاسيّما بعد تحرّر العديد من شعوب وبلدان آسيا وأفريقيا من ربقة الاستعمار، إثر صدور القرار رقم 1514 من الجمعية العامة للأمم المتحدة، القاضي بإنهاء الكولونيالية في العام 1960، وأصبحت قضية فلسطين، باعتراف أوساط دولية حكومية وغير حكومية، قضية تحرّر وطني لشعب عانى من الاحتلال. لكن الأمم المتحدة؛ في سابقة خطيرة، ألغت هذا القرار في 16 كانون الأول / ديسمبر العام 1991، مخالفة بذلك المعطيات التي استندت إليها حين اتّخذت هذا القرار التاريخي.
وأرجعت المذكة السبب في التراجع عن توصيف طبيعة الصهيونية العنصرية، إلى اختلال موازين القوى على المستوى العالمي، وانحلال الكتلة الاشتراكية، وهيمنة الولايات المتحدة على العلاقات الدولية، وتفرّدها بالقرار الدولي، الأمر الذي ترك تأثيرًا سلبيًا مضاعفًا على الشعب العربي الفلسطيني، ضحية السياسات التميزيّة العنصرية من جهة، وعلى قضية السلم والأمن الدوليين من جهة أخرى، منوهة ألى إن التطوّر الخطير في الوضع الدولي حينذاك وعشية إلغاء القرار 3379، لم يمنع الحركة الحقوقية العالمية وأنصار السلام والتحرر من مواصلة نضالهم لدعم الشعب العربي الفلسطيني، وإظهار حقيقة الممارسات العنصرية الاستعلائية..
ونوهت إلى أنها فعلت ذلك بوعي وإدراك أن تلك الخطوة غير المسبوقة، التي اتّخذتها الأمم المتحدة، تمّت في ظرف ملتبس، حيث ناقضت الأمم المتحدة نفسها، في الوقت الذي كان العالم فيه يشهد على نهج إسرائيل العنصري، وارتفاع وتيرة عمليات الاستيطان والترحيل وقضم الأراضي وإجلاء السكان بصورة ممنهجة لإلغاء الوجود الفلسطيني بالضدّ من الشرعية الدولية وقراراتها، بما فيها قراراي مجلس الأمن 242 لعام 1967 و338 لعام 1973، اللذان يعلنان صراحة على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، حيث لا يجيز القانون الدولي المعاصر ضمّ الأراضي بالقوّة، إضافة إلى أن مجلس الأمن اعتبر قراري الكنيست في ضم القدس والجولان باطلين ولاغيين، كما أن محكمة العدل الدولية قررت في العام 2004 أن بناء "جدار العزل" (جدار الفصل العنصري)، باطلًا، وأمرت بتفكيكه وتعويض المتضررين من بنائه.
وبينت المذكرة أن إسرائيل ما تزال تتنكّر لقرارات الأمم المتحدة، ولاسيّما للقرار 181 لعام 1947 وقرار حق العودة 194 لعام 1948، إضافة إلى حزمة أخرى من القرارات التي تدين ممارساتها العنصرية وإنكارها لحقوق الشعب العربي الفلسطيني، وهو الأمر الذي واجهته إسرائيل والقوى التي تقف خلفها في "مؤتمر ديربن الدولي" (جنوب أفريقيا) بخصوص العنصرية في العام 2001 ، حيث أدانت فيه نحو 3000 منظمة دولية حقوقية وإنسانية ممارسات إسرائيل العنصرية، موضحة إن ما يدعونا لتوجيه هذه الرسالة إلى هيئة الأمم المتحدة، هو أن إسرائيل تعلن صباح مساء، أن عقيدتها السياسية هي الصهيونية، وأنها استنادًا إلى هذه العقيدة تقوم بممارسة العدوان اليوم على غزة منذ 9 أشهر، وهو ما شهد الأمين العام على وحشيته وأبدى تعاطفه مع الضحايا إنسانيًا، حيث سقط ما يزيد عن 170 ألف إنسان ما بين قتيل وجريح، إضافة إلى تدمير المرافق الحيوية والبنية التحتية والمدارس والمستشفيات والجوامع والكنائس ودور العبادة، واستهداف الطواقم الطبية وفرق الإغاثة، فضلًا عن قطع الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود وأبسط مقومات الحياة الإنسانية.
وشددت المذكرة على ما يتعرّض له أكثر من مليوني إنسان فلسطيني إلى كارثة بشرية غير مسبوقة، وفي حرب إبادة جماعية وحشية، ارتُكبت فيها أبشع أنواع الجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم الحروب، خلافًا لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولاسيّما لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 وملحقيها بروتوكولي جنيف لعام 1977، الأول الخاص بحماية ضحايا المنازعات الدولية المسلّحة؛ والثاني الذي يتعلّق بحماية ضحايا المنازعات المسلّحة غير الدولية، موضحة إن هذه الممارسات الجديدة القديمة، تجعل من إسرائيل دولة مارقة وخارجة عن القانون الدولي، بل إنها تقف على نحو سافر بالضدّ من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يقرّ بحق الشعوب بتقرير مصيرها، فضلًا عن احترام حقوق الإنسان، وهو موضوع لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، لأنه يتعلّق بصلب العقيدة السياسية لإسرائيل، الأمر الذي يضعها في قفص الاتهام، فضلًا عن قياداتها السياسية والعسكرية، حسب قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وأشارت المذكرة إلى حقيقة أن العالم أخذ يتلمّس على نحو كبير، بما فيه بعض يهود أمريكا وأوروبا والعديد من الأوساط الغربية، ولاسيّما الطلابية والشبابية، خطورة الصهيونية على العالم المتحضّر، بل أصبح الاعتقاد يتّسع وفقًا للمعيار القانوني، أن الصهيونية شكل جديد من أشكال العنصرية ونظام الأبرتايد، الذي لم يعد له وجود كنظام سياسي في العالم بعد انتهاء نظام جنوب أفريقيا العنصري، سوى في إسرائيل، مبينة انعكس ذلك على ارتفاع رصيد دولة فلسطين، التي صوّت لها مؤخرًا 143 دولة اعترفت بأحقيتها في أن تكون عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهو ما أدّى إلى اتّساع نطاق الاعتراف الدولي بها، كما حدث حين اعترفت إسبانيا وإيرلندا والنرويج، وكأنه ردّ فعل على الممارسات العنصرية الصهيونية.
وقالت المذكرة: إننا كمثقفين وحقوقيين وأكاديميين ودعاة سلام قائم على العدل في العالم العربي، ننطلق من القيم الإنسانية والحقوقية التي نؤمن بها، ويشاطرنا فيها مثقفون وحقوقيون ودعاة سلام من مختلف أنحاء العالم، نخاطبكم، بحكم مسؤولياتكم، لمراجعة قرارات الجمعية العامة السابقة، بما فيها العدول عن إلغاء القرار 3379، الذي يعتبر الصهيونية شكلًا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، واصدار قرار جديد يؤكد هذا المضمون، وما ارتكبته وترتكبه دولة إسرائيل كنظام استعماري كولونيالي من جرائم حرب وعدوان وابادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية، لا بد وان يلاحق مرتكبوها ولا يفلتوا من العقاب.
ونوهت المذكرة إلى إن حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها السلطات الإسرائيلية بدم بارد ودون أي اعتبار قانوني، أو أخلاقي، أو ديني أو إنساني، تؤكّد على ضرورة، بل ومشروعية مثل هذا المطلب الإنساني الذي يؤكد حقيقة الممارسات العنصرية والعقيدة السياسية التي تبرّرها.
ودعت المذكرة أن ضرورة أن تعمل كل المنظمات والقوى والمجموعات الثقافية والدول والحكومات، وكل من يعتقد أن الصهيونية وجه جديد للعنصرية المتجسّدة في الممارسات الإسرائيلية التي قامت عليها منذ العام 1948 وإلى اليوم، على تحقيق هذا الهدف، وسنسعى إلى تحقيق المزيد من التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني، ليتمكّن من تقرير مصيره بنفسه، وإقامة دولته الوطنية المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللّاجئين، وتعويضه عمّا لحقه من غُبن وأضرار، وما أصابه من دمار وخراب طيلة ما يزيد عن ثلاثة أرباع القرن، وتلك هي مسؤولية دولية عظمى تقع على عاتق الأمم المتحدة وجميع القوى المتنفّذة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
إقرأ أيضا: تعرف على عوامل تحول دولة الاحتلال إلى نظام استبدادي عنصري
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العنصرية الفلسطيني الاحتلال مثقفون احتلال فلسطين عنصرية مثقفون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب العربی الفلسطینی الجمعیة العامة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة تعلن فوز الفنانة اليمنية سحر اللوذعي ضمن 40 شخصية عربية مؤثرة في أمريكا
أعلنت مؤسسة العرب الأمريكية، اختيار الفنانة التشكيلية اليمنية سحر اللوذعي، في قائمتها لأفضل 40 شخصية عربية مؤثرة في الولايات المتحدة الأمريكية للعام الجاري.
وذكرت المؤسسة في بيان لها، قائمة 40 شخصية عربية مؤثرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث جميع الفائزين أعمارهم تحت سن الأربعين عاما، بينهم يمنيون.
وقال وارن ديفيد، المؤسس المشارك لمؤسسة عرب أمريكا ورئيس عرب أمريكا أن "دفعة 2025 من "40 تحت الأربعين" تعكس التنوعَ والحيويةَ الهائلةَ للأمريكيين العرب في جميع أنحاء البلاد، حيث ينحدر هؤلاء القادة من مختلف أطياف المجتمع - مبتكرون، ومناصرون، وفنانون، ورواد أعمال - ويترك كلٌّ منهم بصمةً قويةً في مجالاته. تُلهم إنجازاتهم الجماعية الوحدةَ والفخرَ والالتزامَ المتجددَ بالارتقاءِ بالجيلِ القادم".
وبحسب الإعلان، فإن جميع الفائزين بالجائزة هم دون سن الأربعين، ومتميزون في مجالاتهم، ويشاركون بنشاط في تعزيز تراثهم وثقافتهم لتمكين مجتمعاتهم وإحداث تغيير إيجابي.
ومؤسسة العرب الأمريكيين (AAF) هي منظمة تعليمية وثقافية غير ربحية تتمثل مهمتها في تعزيز التراث العربي، وتمكين الآخرين وتثقيفهم حول الهوية العربية، وربط الأمريكيين العرب ببعضهم البعض، وبناء تحالفات مع منظمات متنوعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وبحسب المؤسسة، فإن من بين الفائزين اليمنية سحر حسن (سحر اللوذعي)، وهي فنانة يمنية أمريكية، وقيّمة فنية، ومؤسسة قمرية للفنون، وهي منظمة غير ربحية، مسجلة في ولاية بنسلفانيا بعد أن عملت بشكل مستقل.
وأوضحت أن عملها يركز على الهوية العربية، وسرديات ما بعد الحرب، وأصوات النساء المكبوتة، حيث كرمتها عضوة في الكونغرس عن ولاية نيويورك لتأثيرها على المجتمع من خلال الفنون في عام 2022.
وفي عام 2025، تم تعيين سحر حسن، سفيرة للفنون التشكيلية اليمنية في فعالية تابعة لليونسكو في دبي، حيث قدم معرضها المنسق، "هل تراني؟"، في متحف بروكلين للأطفال، والذي أقرته مدينة نيويورك وحضره عمدة المدينة إريك آدامز، تغطية إعلامية حاسمة ودعمًا ماليًا مع تعريف الجمهور الأمريكي بالجماليات العربية.
كما نظمت سحر معارض حول التراث العربي والفن الإسلامي في مانهاتن، حضرها مندوبون من الأمم المتحدة ومسؤولون حكوميون، وتناولت الإسلاموفوبيا من خلال المشاركة الثقافية.
وتتمثل مهمتها في رفع أصوات الأمريكيين العرب، والاحتفاء بالتراث العربي والإسلامي، وتمكين الأجيال القادمة.
وقالت حسن تعليقا على فوزها في منشور لها بمنصة فيسبوك: "هذا التقدير ليس مجرد إنجاز شخصي، بل هو احتفاء برحلة فنية وإنسانية تمتد من جذوري في اليمن إلى فضاءات الفن والعمل الثقافي في الولايات المتحدة".
ومن المتوقع أن يتم تكريم سحر وبقية الفائزين في شهر اكتوبر القادم في ولاية نيوجرسي بأمريكا.
والفنانة اللوذعي من مواليد صنعاء مقيمة في الولايات المتحدة منذ 2015. وهي مؤسسة مشروع قمرية الدولي للفنون الذي من خلاله تقوم بتنظيم معارض وفعاليات فنية في الولايات المتحدة ودول أخرى للتعريف بالفن التشكيلي اليمني والفنون الإسلامية.
وأقامت 4 معارض فردية في كل من اليمن، أمريكا، وتركيا. وشاركت في العديد من المعارض الجماعية والإفتراضية والبيناليهات في دول متعددة مثل إيطاليا، قطر، دبي، مصر، وغيرها، وفي عدة ولايات مثل نيويورك، واشنطن، لوس أنجلوس، وفلوريدا.
وقامت بتنظيم مجموعة معارض وفعاليات فنية في نيويورك؛ منهاتن، كوينز، بروكلن، اليمن، الرياض، مصر، وكندا.
مؤهلات الفنانة التشكيلية اليمنية الأمريكية، سحر اللوذعي
– ماجستير في الفنون الجميلة MFA، 2019-2021
جامعة بروكلين، نيويورك، الولايات المتحدة.
– دبلوم في إدارة الفنون، معهد Sotheby’s للفنون، نيويورك، الولايات المتحدة، 2018
– عدة ورش فنية ودورات أونلاين، PAFA أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة، 2021-حالياً