لجريدة عمان:
2025-06-11@01:46:41 GMT

تسقط الأجساد والأفكار لا تموت

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

تسقط الأجساد والأفكار لا تموت

رغم مضي أكثر من سبعة عقود من النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي إلا أن دولة الاحتلال لم تستطع بعد أن تفهم معنى إيمان الشعوب بحقها في تحرير أوطانها من الاستعمار، وحقها في أن تعيش داخل أوطانها دون شريك محتل؛ لتستطيع أن تتذوق معنى الحرية والكرامة الحقيقة. لم تستطع إسرائيل رغم ما تدعيه من تقدم علمي ومعرفي ومن ديمقراطية أن تفهم أن المقاومة فكرة، والأفكار لا تموت أبدا.

كانت إسرائيل تُعوّل كثيرا على فكرة مفادها أن موت جيل النكبة سينهي القضية الفلسطينية ويفكك المقاومة ويحول الفلسطينيين إلى مشردين في أصقاع العالم يبحثون عن قوت يومهم وعن استقرار في المجتمعات التي هاجروا لها خاصة وأن فلسفة الاحتلال الإسرائيلي تقوم على فكرة الإحلال، إحلال اليهود محل الشعب الأصلي في أرض فلسطين دون أي رغبة أو توجه في تطبيق نظام الاستعمار الاستعبادي الذي كان شائعا عبر التاريخ، ولذلك فإن فكرة التهجير هي أحد أهم مرتكزات الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ البداية عمدت إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات لكسر المقاومة وتصفية قادتها ظنا منها أن ذلك من شأنه أن ينهي النضال ويغلق طريقه. ولذلك اغتالت المئات من القياديين البارزين والأسماء التي خلدت ذكرها أمثال: غسان كنفاني ووائل زعيتر ومحمد يوسف النجار وكمال عدوان وخليل وزير أبو جهاد وصلاح خلف ويحيى عياش وعماد أبو ستيته ومحمود أبو هنود والشيخ أحمد ياسين والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ومحمود المبحوح، وياسر عرفات نفسه أيقونة النضال والمقاومة في التاريخ الفلسطيني.. إلخ. وأمس اغتالت يد الغدر الغاشمة إسماعيل هنية رغم أنه كان طرفا مهما في المفاوضات من أجل وقف الحرب وعودة الرهائن.

رحل كل هؤلاء، وآلاف غيرهم، اغتيالا بيد الكيان الصهيوني الملطخة بالدماء لكن أفكارهم لم ترحل، والمقاومة لن تنتهي بل على العكس إنها تزداد بأسا وشدة؛ فالمقاومة زمن أبو جهاد ليست كما هي اليوم في زمن السنوار حيث اشتد بأسها وتطورت أدواتها، وكل شهيد يسقط من المقاومة يضيف ندوبا جديدة في الجسد الفلسطيني ومع كل ندبة تزداد الرغبة في الانتقام ويزداد الإصرار على الاستقلال. يقول غسان كنفاني «تسقط الأجساد، لا الفكرة»، وهذه هي الحقيقة التي نستطيع قراءتها بسهولة في سياق النضال الفلسطيني المستمر.

ورغم المكانة الكبيرة للراحل إسماعيل هنية وفجيعة اغتياله التي هزت العالم إلا أنه واحد من جنود المقاومة الذين اختاروا قدرهم، ووهبوا حياتهم من أجل قضيتهم العادلة. كان الشهيد مقاوما شرسا حتى وإن اختار السياسة طريقا للنضال.. والفلسطيني رغم أنه صاحب الأرض وصاحب الحق التاريخي إلا أنه أكثر رغبة في السلام والحوار من المحتل رغم إيمان الأخير أنه محتل وليس صاحب حق تاريخي منذ المقولة المشفرة التاريخية «العروس جميلة جدا.. ولكنها متزوجة فعلا».

من الواضح الآن أن دولة الاحتلال ستعود إلى سياسة الاغتيالات بوصفها اختيارا استراتيجيا لهذه المرحلة، وهذا يمكن فهمه بسهولة مما حدث أمس على سبيل المثال حيث بدأت باغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم اغتيال إسماعيل هنية رغم أنه كان في وسط طهران، ثم اغتالت إسماعيل الغول مراسل قناة الجزيرة والمصور رامي الريفي بصاروخ موجه ضرب السيارة التي كانت تقلهما.

تُوصل إسرائيل رسالة للعالم أنها غير معنية بكل القوانين والأنظمة وأنها فوق القانون وقادرة على اغتيال من تريد في الوقت الذي تريد. ومع الأسف الشديد تلقى دعما واضحا من بعض الدول الغربية، دون أن تعي إسرائيل وحلفاؤها الغرب في المقام الأول أن هذه الأفعال تقوض النظام العالمي وتقوض قواعده، وهذا مع الوقت من شأنه أن ينهي إسرائيل نفسها ويقوضها إلى الأبد، فهي لا تستطيع البقاء دون دولة كبرى تحميها، والدول التي تحميها تستمد قوتها من النظام العالمي الذي تهيمن عليه.

يبقى السؤال المهم الآن هل ما زال هناك من العرب أو الغرب من يعتقد أن إسرائيل يمكن أن تنظر إلى خيار «السلام» الذي تحدث عنه العالم أكثر من أربعة عقود منذ توقيع «كامب ديفيد»، أو حتى حلم «حل الدولتين» الذي أفرزته اتفاقية أوسلو.. أم أن الصورة الذهنية الجديدة التي نرى تجلياتها في هذه اللحظة ولا نستعيدها أو نجترها من التاريخ قادرة على أن ترينا الصورة الحقيقية لإسرائيل، وتجعلنا قادرين على أن نفهم هذا المحتل على حقيقته وبالتالي نبني توقعاتنا وخياراتنا بشكل صحيح بعيدا عن الأوهام والخيالات السطحية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المقاومة في غزة تكشف تفاصيل ملاحقة عصابات المرتزقة المدعومة من الاحتلال شرق رفح

#سواليف

نشرت #منصة_أمن_المقاومة، تفاصيل جديدة حول تطورات ملاحقة #عصابات #المرتزقة المدعومة من #الاحتلال الإسرائيلي في منطقة شرق #رفح جنوب قطاع #غزة.

وأكدت، أن “المقاومة والأجهزة الأمنية في قطاع #غزة، عصابات المرتزقة المتمركزة في مناطق سيطرة العدو شرق #رفح، وذلك بهدف القضاء على أي تهديد أمني، قد يتسبب بانهيار السلم المجتمعي، خاصة في ظل خطط العدو ونواياه لإحداث الفوضى الداخلية”.

في سياق ملاحقة عصابات المرتزقة، أوضحت، أن مقاومي ورجال أمن المقاومة خاضوا اشتباكًا مع عناصر من المرتزقة، ولولا تدخل طيران العدو لما استطاع بعضهم الفرار.

مقالات ذات صلة الأربعاء .. أجواء حارة نسبياً 2025/06/11

وأكدت: سلم بعض عناصر المرتزقة أنفسهم للمقاومة، وذلك في إطار تسوية وجهود من وجهاء وشخصيات وطنية، وقد تم إحالة قضاياهم للجهات المختصة.

وشددت على أن أعمال عصابات المرتزقة تأتي ضمن المهام الموكلة إليهم من #الاحتلال، بحيث يجري إشغال المقاومة ومحاولة تشتيتها واستدراج بعض عناصرها، بقصد الكشف والاستهداف.

واختتمت: نعاهد شعبنا على الاستمرار في التصدي للعدو وملاحقة عصابات المرتزقة المدعومة منه، مهما كانت الظروف، فما فشل العدو في تحقيقه عبر الحرب العسكرية، لن ينجح في الوصول إليه من خلال المرتزقة المنبوذة مجتمعيًا ووطنيًا.

ويوم أمس، كشف أمن المقاومة، عبر منصة الحارس، عن معلومات أمنية تؤكد تورّط جهاز مخابرات عربي في تقديم دعم مالي ولوجستي لما وصفه بـ”مرتزقة العدو” المتواجدين في مناطق سيطرة الاحتلال شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وأوضح البيان أن الدعم المقدم من هذا الجهاز الاستخباري العربي شمل مركبات رباعية الدفع، وأجهزة رؤية ليلية، وأجهزة ملاحة، إلى جانب تطبيقات تقنية في مجالي الاتصال والإعلام، مما ساهم في تعزيز قدرة هذه المجموعات على تنفيذ مهامها داخل المناطق الحدودية.

وأشار أمن المقاومة إلى أن هذا الجهاز الاستخباري قام أيضًا بتمويل هذه المجموعات بمبالغ مالية كبيرة، في إطار ما وصفه بمحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وخدمة أهداف الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت المقاومة، في تصريحها، أن التعامل مع هذه المجموعات سيكون بصفة أهداف مشروعة، معتبرة إياها امتدادًا لقوات الاحتلال، ومشددة على أن ملاحقة هذه العناصر ستستمر دون هوادة.

مقالات مشابهة

  • المقاومة في غزة تكشف تفاصيل ملاحقة عصابات المرتزقة المدعومة من الاحتلال شرق رفح
  • أزمة تجنيد الحريديم تعصف بالحياة السياسية في إسرائيل.. هل تسقط حكومة نتنياهو؟
  • امل: نجدّد على شرعية المقاومة لمقاومة الاحتلال
  • ما هو النموذج الليبي الذي تريد إسرائيل تطبيقه مع إيران؟
  • “غزة الصغيرة”.. مشروع التصفية الكبرى؟
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • عاجل.. وقفات احتجاجية في لندن وبرلين دعما للسفينة مادلين التي احتجزتها إسرائيل
  • أسعد أبو شريعة.. من هو القائد المقاوم الذي اغتالته إسرائيل في غزة؟
  • إسرائيل تُسكت “مادلين”.. السفينة التي حملت ما تبقى من إنسانية
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية