العراق في عين العاصفة النفطية: تأثيرات الهبوط يضرب الميزانية “الحساسة”
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
5 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: في ظل هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في ثمانية أشهر، تواجه العراق، كغيرها من الدول النفطية، تداعيات اقتصادية كبيرة. تراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 76.77 دولارًا للبرميل، فيما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 73.39 دولارًا للبرميل. يعود هذا الانخفاض إلى مخاوف الركود في الولايات المتحدة وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، مما يؤثر بشكل مباشر على الدول المعتمدة على النفط كعراق.
يمثل النفط العمود الفقري لاقتصاد العراق، حيث تعتمد الحكومة بشكل كبير على إيرادات النفط لتمويل ميزانيتها العامة، تغطية نفقات الدولة، ودفع رواتب الموظفين. انخفاض الأسعار يؤدي إلى تراجع الإيرادات النفطية، مما يضع العراق في موقف مالي صعب. في سياق الأزمة، قد تجد الحكومة نفسها مضطرة إلى اتخاذ إجراءات تقشفية، مثل خفض الإنفاق العام أو تأخير المشاريع التنموية.
كما يؤثر انخفاض أسعار النفط على القدرة التنافسية للعراق في السوق العالمية. بارتفاع تكاليف الإنتاج، يصبح بيع النفط بأسعار منخفضة غير مربح، مما يفاقم من تحديات الحكومة في الحفاظ على استقرار الاقتصاد. يُضاف إلى ذلك، التوترات السياسية والأمنية المستمرة في المنطقة، والتي تزيد من مخاطر الاستثمار وتضعف الثقة الاقتصادية.
على الجانب الآخر، يعاني العراق من ضعف البنية التحتية واستمرار الفساد، مما يعرقل جهود التنويع الاقتصادي بعيدا عن النفط.
ومع انخفاض الأسعار، تتفاقم الضغوط على الحكومة للبحث عن مصادر دخل بديلة، مثل تطوير القطاع الزراعي والصناعي، وتعزيز السياحة.
في ظل هذه الظروف، يحتاج العراق إلى استراتيجيات فعالة للتعامل مع تداعيات انخفاض أسعار النفط. تشمل هذه الاستراتيجيات تعزيز الشفافية المالية، تحسين إدارة الموارد، وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما يجب على الحكومة العمل على تحسين البنية التحتية ودعم القطاعات غير النفطية لتقليل الاعتماد الكلي على الإيرادات النفطية، بما يضمن استقرارًا اقتصاديًا طويل الأمد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مهندس “أميركا أولا” يحذر من الاندفاع وراء نتنياهو في الحرب مع ايران
24 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: قدم مهندس “أميركا أولا”، بانون تحذيرًا لافتًا من مخاطر انزلاق الولايات المتحدة إلى مواجهة مفتوحة مع إيران، مشددًا على أن الحرب الحالية على المواقع النووية الإيرانية، رغم محدوديتها فإنها تحمل “سياسة غير مدروسة” قد تفتح الباب أمام انخراط عسكري أوسع وأطول مدى، مما يستنزف الاقتصاد والمجتمع الأميركي
وأشاد بانون بالدقة اللوجستية التي أظهرتها الضربات الأميركية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، لكنه عاد وحذر من خلفية ضبابية في الإستخبارات تُظهر أن الإدارة الأميركية قد تستخدم الانتصار الجزئي مدخلًا لإرسال قوات بريّة لاحقًا .
ووجه بانون انتقادًا لاذعًا لتغريدة ترامب التي ألمحت ضمنًا إلى إمكانية تحقيق “تغيير نظام” في إيران تحت شعار “Make Iran Great Again”، معتبرًا أن هذه الرسالة تمثل خروجًا عن نهج “أميركا أولًا” الذي يدعو للتريث والتركيز على الداخل، وأنها تكرس اعتماد واشنطن على أجندات نتنياهو واللوبي الإسرائيلي .
ووشّح بانون دوره العقلاني بتحوله من ضابط سابق في المارينز شارك في حرب الخليج خلال الثمانينات، إلى أن أصدر خطابًا يرفض التدخلات الامبريالية ويركز على بناء القوة الأميركية داخليًا، مستندًا إلى تجربته بعد أزمة اختطاف الرهائن الأميركيين عام 1980، واللومي البالغ الذي زُرع حينها ضد التدخلات العسكرية .
وواصل بانون عبر برنامجه “War Room” شن حملة إعلامية ضد “مؤسسة الأمن القومي” التي وصفها بـ”الوحش”، مشيرًا إلى أن قنوات مثل “فوكس نيوز” لم تعد تنقل الخبر بل تصنعه في خدمة الحروب الخارجية، مستشهدًا بأمثلة ما حدث في العراق، وسائلًا: “هل نُخدع من جديد؟” .
وابتدع بانون تحليلاً موحدًا للعوامل الداخلية والخارجية التي يعارض بسببها حربًا ضد إيران: التحديات الاقتصادية والمهاجرية، الصعود الصيني، الانقسامات داخل النخب، وتأزم الغرب—كل ذلك يتطلب إعادة ترميم أميركا، لا تفجير جبهة ثانية في الشرق الأوسط .
و تزامن موقفه مع انقسام أوسع في قاعدة “ماغا” والمشرّعين الجمهوريين: من جهة صوتوا ضجيجيًا لصالح الضربات النووية، ومن جهة أخرى ظهر صقور مثل تيد كروز وليندسي غراهام يؤيدون هجومًا أكثر حدة، بينما استمر جناح بانون واليساريين الشعبويين بدفع سياسة متوازنة تفضّل الضربات المحدودة دون التورط في حرب شاملة .
وفعًلا جاءت الضربة الجوية الأميركية، باستخدام قاذفات B‑2 وصواريخ توماتاك، تحت ظلّ خلفية دولية تحذر من تصاعد محتمل إلى صراع عالمي ثالث، وانتظار إيران للرد بشكل متناسب .
وتلخص دعوة بانون للأميركيين في عبارة موجزة: لا حروب بلا نهاية، ولا امتياز لإسرائيل على حساب أولويات الداخل، ولا انقياد لجنون نتنياهو، بل إعادة التوازن بين القوة الوطنية والواقعية الاستراتيجية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts