الجزيرة:
2025-12-14@03:53:21 GMT

للقمر غلاف جوي رقيق لكن كيف تَكوّن؟

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

للقمر غلاف جوي رقيق لكن كيف تَكوّن؟

ما زالت التحريات التي يجريها العلماء على عينات رحلات "أبولو" إلى القمر -خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي- تلقي بظلالها على اكتشافات اليوم، فما أعلن عنه فريق من الباحثين من نتائج في ورقة بحثية نُشرت في دورية "ساينس أدفانسز" يكشف عن المسببات المثيرة لتكوّن الغلاف الجوي الرقيق للقمر.

وأظهرت رحلات الفضاء خلال العقود الماضية أنّ للقمر غلاف جوّي رقيق، يُطلق عليه عمليا "إكسوسفير" (Exosphere) ويتكون في المقام الأول من عناصر الهيليوم والأرغون والصوديوم والبوتاسيوم.

كما أنه عند حلول الظلام، يسقط هذا الغلاف الجوّي على سطح القمر، ولا يكون صالحا للاستنشاق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قطع ألعاب الليغو الشهيرة لبناء قواعد فضائية واعدة على سطح القمرlist 2 of 2لماذا يريد العلماء إرسال جينات بشرية محفوظة جيدا إلى القمر؟end of list

وقد توصل الباحثون من معهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا إلى أن انفجار النيازك على سطح القمر هو الدافع الرئيس لتكون طبقة الغلاف الجوي الرقيقة، إذ إن الارتطام الشديد يولد حرارة تتراوح درجتها بين ألفين و6 آلاف درجة مئوية، وذلك كفيل بأن يذيب الصخور ويدفعها للتبخر، بشكل يشبه تبخر الماء حينما يتعرض للحرارة، فينتج عن ذلك صعود العديد من الذرات وهروبها من جاذبية القمر.

ويعد الغلاف الجوي للقمر رقيقا وهشا للغاية يكاد لا يُشعر به، ذلك لأنّ الذرات متطايرة في الفراغ وغير متجانسة على نقيض ما عليه الأمر بالنسبة لكوكب الأرض الذي يتمتع بغلاف جوي سميك ومستقر.

القمر الصناعي "مستكشف بيئة الغبار والغلاف الجوي القمري" التابع لناسا أثناء تحليقه بمدار فوق القمر (ناسا) رحلات الفضاء لدراسة غلاف القمر الجوّي عن قرب

ورغم أن رحلات "أبولو" في القرن الماضي كانت هي أولى ما أثارت هذه الميزة الفلكية الخفية للقمر، فإنّ رحلة الفضاء "إل آي دي إيه إيه" (مستكشف بيئة الغبار والغلاف الجوي القمري) التابعة لوكالة "ناسا" -والتي انطلقت عام 2013- تعد الأكثر تخصصا لدراسة الغلاف الجوي، فقد دار القمر الصناعي حول القمر وجمع العديد من البيانات عن تكوين الغلاف الجوي القمري وتقلباته.

وكان أحد أهداف المهمة الأساسية تحديد مصادر الغبار القمري وفهم كيفية تفاعل هذا الغبار مع الغلاف الجوي للقمر، كما حمل القمر الصناعي أدوات علمية لتحقيق أهداف المهمة قدمت قياسات شاملة، مما ساعد العلماء على فهم ديناميكيات وتكوين الغلاف الجوي بشكل أفضل.

واستمرت المهمة الفضائية حوالي 6 أشهر قبل أن يصطدم القمر الصناعي عمدا بسطح القمر، ليكشف عن نمطي "التجوية الفضائية" التي يتعرض لها، النمط الأول هو اصطدام النيازك المتواتر، والآخر هو "رشرشة الرياح الشمسية".

والتجوية الفضائية مصطلح فلكي يرمز إلى الظروف القاسية التي تتعرض لها الأجرام السماوية التي لا تمتلك غلاف جويا سميكا قادرا على توفير الحماية من مختلف الأجسام الغريبة الخارجية.

وتؤثر الرياح الشمسية الحاملة لجزيئات مشحونة عالية الطاقة مثل البروتونات، على تربة القمر، بنقل الطاقة إليها مما يتسبب في تناثر التربة التي أصبحت مشحونة فترتفع متناثرة عن سطح القمر.

 

غلاف القمر الجوي

ورغم أن رحلة "إل آي دي إيه إيه" الفضائية قد توصلت إلى نتائج غير مسبوقة فيما يتعلق بغلاف القمر الجوي، فإنّها لم تحدد نسب مساهمة كلٍّ من العاملين المذكورين، وهو ما أظهرته الدراسة الحديثة التي قالت إن الغلاف الجوي للقمر يساهم في تكوينه ارتطام النيازك بنسبة 70%، في حين تساهم الرياح الشمسية بنحو 30%.

وعلى ما يبدو عليه القمر من شكله الحالي بفوهاته الكبيرة والمنتشرة في أرجائه، فقد تعرض لمختلف أحجام النيازك على مر التاريخ خلال مراحل تكوينه، وعلى الرغم من انخفاض وتيرة النيازك الكبيرة الساقطة عليه، تبقى النيازك الأصغر حجما تهطل باستمرار حتى اليوم متسببة في تشكل الغلاف الجوي الرقيق للقمر.

ويمتد هذا الغلاف من سطح القمر إلى ارتفاع حوالي 100 كيلومتر، في حين يمتد الغلاف الجوي للأرض إلى حوالي 10 كيلومترات، وقد اعتمد الباحثون في دراستهم على دراسة العينات التي جلبها رواد الفضاء ضمن برنامج "أبولو" بدلا من دراسة الغلاف الجوي الفعلي للقمر.

وذلك لأن تربة القمر تتفاعل باستمرار مع الغلاف الجوي، ويترك هذا التفاعل بصمات مميزة حول تركيب النظائر والتي يمكن مقارنتها، والنظائر هي ذرات من نفس العنصر الكيميائي بكتل مختلفة قليلا بسبب اختلاف أعداد الجسيمات دون الذرية المعروفة بالنيوترونات.

وقد استخدم العلماء أجهزة متطوّرة لقياس "مطيافية الكتلة" لفحص نسبة النظائر المختلفة لبعض العناصر مثل البوتاسيوم والروبيديوم في تربة القمر، وهو ما أدى إلى الوصول إلى النتائج الحالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القمر الصناعی الغلاف الجوی سطح القمر

إقرأ أيضاً:

أيام الرحمة تقترب.. متى يبدأ شهر رجب 1447؟

مع قدوم شهر رجب، تبدأ الأيام العطرة بالنسبة للمسلمين في كل بقاع الأرض، حيث يقترب شهر رمضان الكريم شيئا فشيئا ويبدأ الناس في التجهز لاستقباله، لذلك فإنه على الرغم من أن رؤية الهلال هي ممارسة شهرية بالنسبة للهيئات المتخصصة، فإنها -بداية من رجب- تلقى اهتماما واسعا.

وفي الشريعة الإسلامية، فإن تحديد مطالع الشهور الهجرية يعتمد على مبدأ "الرؤية"، أي أن يُرصد الهلال الجديد مباشرة بعد غروب شمس يوم الرؤية، والذي يوافق في هذه الحالة 29 جمادى الآخرة 1447.

تتغير أطوار القمر يوما بعد يوم (شترستوك)دورة القمر

ولفهم كيف يحدث الأمر يجب أن نبدأ بفهم دورة القمر. بالنسبة لنا على الأرض، تبدأ أطوار القمر بالهلال، يمكن أن تخرج في أي من الشهور القادمة لتلاحظه، لكن لو قررت خلال الأيام التالية لهذا اليوم أن تحسب الفترة التي يقضيها القمر في السماء بعد غروب الشمس، فستلاحظ أنها تزيد يوما بعد يوم بمقدار نحو 50 دقيقة.

يحدث ذلك بسبب أن القمر يدور حول الأرض، فيبدو لنا وكأنه يتحرك في السماء مبتعدا عن الشمس يوما بعد يوم. لكن ماذا لو قررنا، نظريا لغرض الفهم، أن نعيد الزمن للوراء يوما بعد يوم؟ هنا سيقترب القمر من الشمس حتى يقف إلى جوارها في السماء.

تسمى تلك بلحظة الاقتران، وتكون هي أول الشهر القمري، لا يمكن لنا أن نرى القمر خلالها بالطبع، لكن الفقهاء والفلكيين يستخدمونها للتنبؤ ببداية الشهر الهجري.

فإذا كانت لحظة الاقتران قد حدثت بوقت كاف قبل خروج المختصين من الهيئات الشرعية لرصد الهلال ليلة الرؤية، فإن ذلك يرجح بشكل شبه مؤكد أن يتمكنوا من رصد الهلال ويعلن اليوم التالي أول أيام الشهر الهجري.

سيخرج المتخصصون من الهيئات الشرعية لرصد الهلال ليلة 29 جمادى الآخرة (وكالة الأناضول)غرة رجب

بالنسبة للوضع الحالي، فإن لحظة اقتران القمر مع الشمس تكون يوم السبت 20 ديسمبر/كانون الأول 2025 في تمام الساعة 01:43 بالتوقيت العالمي، والذي يتوافق مع توقيت غرينتش.

إعلان

هذا الموعد قريب من الفجر، ولا يترك الكثير من الوقت للقمر كي يظهر بعد غروب الشمس، لذلك قد لا يكون من الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب في دول العالم العربي.

يحدث ذلك رغم حدوث الاقتران السطحي قبل غروب الشمس، ويعود ذلك إلى ضعف إضاءة الهلال أو إلى اقترابه الشديد من الأفق، بحسب مركز الفلك الدولي، والمنظومة الحسابية التي طورها روبرت هاري فان غينت، أستاذ الرياضيات من جامعة أوترحت الهولندية.

ويتوافق يوم 20 ديسمبر/كانون الأول مع يوم 29 جمادى الآخرة بالنسبة لغالبية الدول العربية والإسلامية، ويعني ذلك أن المختصين من أهل الرؤية في تلك البلاد قد لا يتمكنون من رؤية الهلال قبل الغروب.

يعني ذلك أن يوم 21 ديسمبر/كانون الأول يحتمل أن يعلن مُتما لشهر جمادى الآخرة، في حين يحتمل أن تكون غرة شهر رجب يوم الاثنين الموافق 22 ديسمبر/كانون الأول.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة لعشاق السلسلة..اكتشاف كوكب حرب النجوم الحقيقي
  • سباق نحو ثروة السماء.. من يملك كنوز القمر في عصر التعدين الفضائي؟
  • الإمارات تعلن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي العربي 813
  • شبكة موبيستار الإسبانية تحصل على حقوق بث كأس أفريقيا المغرب 2025
  • اكتشاف ذيل الأرض الضخم بطول مليوني كيلومتر في الفضاء .. ما القصة؟
  • كأس العرب 2025.. تشكيل منتخب المغرب وسوريا
  • علماء للجزيرة نت: العاصفة الشمسية غانون سحقت غلاف الأرض البلازمي
  • ناسا تفقد الاتصال بمركبة مريخية
  • أيام الرحمة تقترب.. متى يبدأ شهر رجب 1447؟
  • موعد مباراة المغرب وسوريا في ربع نهائي كأس العرب 2025