تجسس واغتيالات.. معتز عبدالفتاح يفجر مفاجآت حول جهاز الموساد الإسرائيلي
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
فجر الإعلامي معتز بالله عبدالفتاح، عددا من المفاجآت، عن الموساد جهاز المخابرات الإسرائيلي، في حلقة جديدة من برنامج "سم في عسل" الذي يقدمه على قناة المشهد.
وخلال الحلقه أكد عبد الفتاح أن جهاز الموساد الإسرائيلي، ارتكب المئات من عمليات الاغتيالات لشخصيات لشخصيات سياسية وأدبية وعلمية عربية وغير عربية، كان آخرها اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية.
وشبه عبد الفتاح جهاز الموساد بأنه الأخطبوط الذي له أذرع في كل مكان في العالم، والذي يفعل ما يفعل حفاظا على الأمن القومي الإسرائيلي بغض النظر عن من يشكل الحكومة أو من يترأسها، لأنه متغير.
وأشار عبد الفتاح إلى أن الإسم الرسمي لجهاز الموساد هو هيئة الاستخبارات والمهمات السرية الخاصة في إسرائيل، ويعرف باسم الموساد وهو أحد ثلاثة أجهزة استخباراتية في إسرائيل بجانب جهاز الأمن العام الذي يعرف باسم الشاباك، وجهاز الاستخبارات العسكرية.
وقال عبد الفتاح: إن الموساد تاني أكبر وأهم جهاز مخابرات في العالم بعد جهاز Cia الأمريكي ويعمل به أكثر من 7000 شخص، وحوالي 3 مليار دولار ميزانية سنوية ثابتة مستحيل أن تقل ولكنها قابله للزيادة.
وأشار عبد الفتاح إلى أن مهمة جهاز الموساد تتمثل في جمع المعلومات السرية من كل من كل أنحاء العالم عن الدول التي تهم إسرائيل، وتنفيذ عمليات استخباراتية خاصة لحمايهة إسرائيل، واستهداف وإحباط عمليات من شأنها أن تشكل تهديدا لإسرائيل سواء كانت عمليات عسكرية أو مدنية، وإدارة شبكات التجسس للحصول على معلومات مهمة لأمن إسرائيل، وكذلك رصد المعلومات العلنية مثل وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث وغيرها، وتقييم الأوضاع الاقتصادية للدول المحيطة بإسرائيل وأغلبها دول عربية وتقديم توصيات توفيد إسرائيل.
وأكد عبد الفتاح أن جهاز الموساد يتضمن عده أقسام أهمها جمع المعلومات والقيام بعمليات الاغتيالات، والقيام بالحروب النفسية.
ولفت عبدالفتاح إلى أن جهاز الموساد تم إنشاؤه مبكرا قبل إسرائيل نفسها ويحمل معلومات ضخمة عن كل الصهاينة في العالم، ويمكن للجهاز الاستعانة بجميع التخصصات المدنية والعسكرية ليقوموا بعمليات لصالح الجهاز، كما أنه من صلاحيات الجهاز طلب ميزانية إضافية من مكتب رئيس وزراء إسرائيل مباشرة.
وحول الطريقة التي يتم بها تجنيد العملاء لصالح الجهاز الإسرائيلي قال عبد الفتاح: العملاء هم أهم مصدر للمعلومات في الموساد حتى إذا جاءته معلومات أخرى من مصادر متعددة فانه يلجأ للعملاء للتحقق من صحتها، وتقدم لهم خدمات وإغراءات كثيره مقابل تنفيذ المهمات التي يقومون بها، مشيرا إلى أن الموساد يدير مدرسة لتدريب المندوبين.
وأشار عبد الفتاح إلى أن حوالي 40% من العاملين بالموساد هم من النساء وعدد كبير منهم وصل إلى درجات وظيفيه متقدمة في الجهاز، حسب ما صرح أحد رؤساء جهاز المخابرات الاسرائيلي السابقين.
ولفت عبد الفتاح إلى أن أحد الوسائل الهامة لتجنيد العملاء هي اصطياد الذين لهم مشاكل مع بلادهم.
وأكد عبد الفتاح أن هذه الإمكانيات الضخمة التي يتمتع بها جهاز الموساد لم تمنعه من أن يخطئ كثيرا، كما حدث في حرب السادس من أكتوبر وغيرها من الأحداث السابقة، وكذلك ما حدث يوم 7 أكتوبر الماضي عندما قامت حماس بحرب شرسة ضد إسرائيل، وذلك إما لأسباب خاصة به أو لأسباب تتعلق بعدم تفاعل المكون السياسي مع المعلومات التي يقدمها.
وأشار عبد الفتاح إلى أن الموساد لا يفرق في معلوماته واختراقاته بين العدو والصديق فيمكن أن يخترق الكثير من الأعداء وكذلك الكثير من الأصدقاء ورأينا أحد العملاء الإسرائيليين سجن في السجون الامريكية لمده تتجاوز 30 عاما لاتهامه بالتجسس على أمريكا كما رأينا سرقة الأرشيف النووي الإيراني عام 2018 فيما تضمنه من معلومات في غاية السرية وما تلى ذلك من اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين النوويين وهو ما يدل على أن إيران دولة مخترقة بالفعل.
وأكد عبد الفتاح أن يوسي كوهين رئيس جهاز المخابرات السابق أكد في مقابلة سابقة له أنه حصل على مئات جوازات السفر المزيفة التي تتيح له التنقل بين دول العالم بسهولة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الدولار إيران وإسرائيل نتيجة الثانوية العامة الطقس أولمبياد باريس 2024 أسعار الذهب انهيار عقار الساحل زيادة البنزين والسولار إسرائيل واليمن هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان فجر مفاجآت جهاز الموساد الإسرائيلي عبد الفتاح أن جهاز الموساد
إقرأ أيضاً:
من هم جواسيس "الموساد" في إيران؟!
د. محمد بن عوض المشيخي **
خيانة الأوطان من الأوزار ثقيلة والأعمال الدنية التي ترفضها الفطرة السليمة للإنسان الحر صاحب الضمير الحي، فالوطن أمانة في أعناق أبنائه جميعا بلا استثناء؛ بل ويجب على كل الذين يعيشون في كنفه ويستفيدون من خيراته من الوافدين والمقيمين الإخلاص والوفاء للأمانة واحترام ما يعرف بـ"العيش والملح" الذي يتقاسمه الجميع تحت مظلة ذلك الوطن الذي يحتضن الجميع من مواطن ومقيم.
الخيانة والتجسس وبيع المعلومات التي تشكل عصب الحياة والكشف للأعداء عن أسرار الدولة خطية لا تغتفر بل هو جرم يستأهل صاحبه الموت بلا تردد؛ فلا جدال في الدفاع عن الوطن من الأعداء والخونة الذين غرهم الشيطان في سبيل الحصول على حفنة من المال مقابل بيع أغلى وأثمن ما في الوجود وهو الوطن الذي لا بديل عنه ولا يقدر بثمن، إنه ذل واحتقار في الدنيا وعذاب في الآخرة؛ فالجاسوس شخصية ذليلة ومنبوذة من الكل؛ من هنا اقتبس ما قاله أحد الثوار الذين دافعوا عن الأوطان ليس فقط في بلده بل في قارات العالم قاطبة من أميركا الجنوبية مرورا بأفريقيا ووصولا إلى آسيا، رافعا عبارة تكتب بماء الذهب؛ إنه المناضل الأرجنتيني أرنستو تشي جيفارا، الذي قال "إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك عشر رصاصات تسعة (للخونة) وواحدة للعدو؛ فلولا (خونة الداخل) ما تجرأ عليك عدو الخارج".
وبالفعل عند اشتعال الحروب وتزعزع أمن الدول وتعرض البلدان للاستهداف؛ تظهر فضائح التجسس ونتائجها الكارثية من خلف ذلك؛ إذ إن جهاز الموساد الصهيوني الذي تأسس بعد قيام دولة إسرائيل العنصرية مباشرة له سجل أسود في تجنيد العملاء وزرع الجواسيس في مختلف دول العالم ليس فقط في الدول المعادية؛ بل وحتى في الدول الصديقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ إن العالم يتذكر قضية الجاسوس "جوناثان جاي بولارد" الذي جندته إسرائيل للحصول على بعض الأسرار المتعلقة بالولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها الدول الحامية لهذا الكيان الغاصب!
لقد فوجئ العالم باختراق إسرائيل لجوانب من مفاصل الدولة الإيرانية، صبيحة الجمعة الموافق 13 يونيو 2025، من خلال اغتيال قادة الصف الأول في الجيش والحرس الثوري وكوكبة من علماء الذرة، إلى جانب استهداف معظم المواقع والمحطات النووية الإيرانية في مختلف المواقع بأنحاء إيران في ساعات قليلة؛ إذ تم إنجاز المهمة التي يقف خلفها عملاء الموساد الذين يُقدر عددهم بالمئات حسب بعض المصادر، ومعظم هؤلاء الخونة من المواطنين الإيرانيين والبعض الآخر من الأجانب الذين عبروا الحدود من مختلف الدول المجاورة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، برعاية وإشراف الموساد الصهيوني، الذي أدخل الطائرات المسيرة التي زرعت من قبل العملاء في العمق الإيراني، ولكنها تُدار عن بعد لاستهداف العلماء وضرب أجهزة الرادارات ومعدات لها علاقة بالدفاع الجوي. والأهم من ذلك كله وجود العديد من المصانع والورش الصغير في أكثر من مكان والتي أعدَّت لصناعة مواد متفجرة وقنابل وتولت مهمة تجميع أجزاء الطائرات المُسيَّرة ذات الحجم الصغير.
صحيحٌ أن القيادة الإيرانية ممثلة في المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران، نجحت في احتواء هذه الكارثة، وذلك من خلال استبدال القادة خلال ساعات قليلة؛ كما إن الأجهزة الأمنية الإيرانية تقوم حاليًا بجهود جبارة للسيطرة على تلك الاختراقات الأمنية غير المسبوقة في التاريخ، وقد تم إعدام اول جاسوس متعامل مع الموساد واسمه "إسماعيل فكري" شنقًا، بينما ينتظر العشرات ممن في قبضة قوات النخبة الأمنية "الباسيج" دورهم في المحاكم القضائية المستعجلة خلال الأيام القليلة الماضية.
يبدو لي أن هناك اختراقات بالجملة منذ سنوات طويلة لأمن الدولة الإيرانية واسرارها العسكرية والأمنية، ونتذكر هنا ما قاله الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد قبل عدة سنوات: "أعلى مسؤول إيراني مسؤول عن مكافحة التجسس الإسرائيلي كان جاسوسًا لإسرائيل"، كما إن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في مقر الحرس الثوري الإيراني وفي المبنى الرسمي لضيوف إيران في يوليو من العام الماضي 2024، يُشير إلى الثغرات الأمنية لهذه القوة التي تعد أفضل جهاز عسكري في المنطقة من حيث التنظيم والتسليح والتدريب. والأهم من ذلك كله أن السيناريو الذي استخدمته الموساد في لبنان قبل بضعة أشهر لاغتيال قيادات حزب الله، قد تم تكراره بالكامل في إيران الجمعة الماضية.
وفي الختام.. العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع في توزيع الثروة والوظائف، ومحاربة الفقر والقضاء على البطالة بين الشباب في أي بلد، تلك هي صمام الأمان للتماسك الداخلي بين المواطنين؛ فالذين لم توفر لهم دولتهم سبل الحياة الكريمة؛ يمكن بكل سهولة التغرير بهم ويصبحون بسهولة في الطابور الخامس من الجواسيس المُفترضين، كما إن صناعة الوعي من خلال تعزيز الوحدة الوطنية وخلق مشروع قومي للولاء للوطن أولًا وليس للتحزُّب ونبذ كل ما يخالف طموحات الأمة وثوابتها، من أهم نقاط قوة أي مجتمع وتحصينه في الداخل من الأعداء.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر