بريطانيا: ملاحقة 4 نشطاء مناصرين للقضية الفلسطينية بتهمة الإرهاب
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
أعلنت الشرطة البريطانية، اليوم الجمعة، توقيف أربعة أشخاص بعد اقتحام نشطاء مؤيدين للقضية الفلسطينية قاعدة عسكرية كبرى ورشّ طلاء أحمر على طائرتين تابعتين لسلاح الجو الملكي البريطاني.
وأوضحت وحدة مكافحة الإرهاب الإقليمية أن من بين المعتقلين امرأة تبلغ من العمر 29 عاماً ورجلين يبلغان 36 و24 عاماً، تم اعتقالهم "للاشتباه في ارتكاب أو الإعداد أو التحريض على أعمال إرهابية".
وتأتي هذه الاعتقالات بعد أيام من إعلان الحكومة البريطانية نيتها حظر منظمة "فلسطين أكشن" عبر إدراجها في قائمة التنظيمات المصنفة "إرهابية"، على خلفية عملية الاقتحام التي نُفذت يوم الجمعة الماضي في قاعدة "برايز نورتون"، وهي أكبر قاعدة جوية في المملكة المتحدة.
وكان ناشطون من المنظمة قد دخلوا القاعدة وألقوا طلاء أحمر على طائرتين حربيتين في احتجاج رمزي على دعم الحكومة البريطانية للاحتلال الإسرائيلي، وبيع أسلحة تُستخدم ضد المدنيين في قطاع غزة.
الحكومة البريطانية صعدت من لهجتها تجاه الحركة، حيث وصف رئيس الوزراء كير ستارمر الحادث بأنه "عمل تخريب شائن"، فيما قالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر إن "فلسطين أكشن" أصبحت أكثر عدوانية منذ عام 2024، وإنها "مستعدة لاستخدام العنف".
من جهتها، ردّت المنظمة في بيان الجمعة، مؤكدة أن "السلطات البريطانية تعتبر إلقاء طلاء على طائرات عسكرية عملاً إرهابياً"، محذرة من أن هذه الإجراءات تمثل تصعيداً غير مسبوق في استخدام قوانين مكافحة الإرهاب ضد الحركات الاحتجاجية السلمية.
وأضافت أن تجريمها "يستهدف كسر الأصوات المناصرة لفلسطين"، مؤكدة أن نشاطها سيستمر رغم محاولات القمع.
وفي حال مضي الحكومة البريطانية في قرارها بحظر المنظمة، فإن الانتماء لـ"فلسطين أكشن" قد يُعرض الأفراد للملاحقة القضائية وأحكام بالسجن تصل إلى 14 عاماً.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن
المصدر: البوابة
إقرأ أيضاً:
نشطاء التعدد
جمعيات التعدد نشاط يثير الجدل، بين مؤيد يرى أن التعدد سنة يجب إحيائها ومعارض يرى أن مفاهيم التوافق الزوجي الحديثة تنافي التعدد، وبين هذا وهذا اجتازت المحاور الحوار وهمت بجدال تارة يتصدر المشهد وتارة يهدن لعدة أُخر..
وعلى مدى السنوات الماضية القريبة إشتط المؤيدون وسعوا جاهدين على أن ينشئون جمعية تعنى بإحياء سنة التعدد، فحُصِروا وقذفوا من كل جانب، وكأن فكرتهم فكرة متطرفة أُبتدِعت في العصر الحديث لم ينزل الله تعالى بها من سلطان..
وليس عجبا حصول ذلك وقد أساءت فئة من الأجيال السابقة بأخذها لهذه السنة مع ترك مايترتب عليها من فقه رباني، حينما إستفحلت الذكورية فيه وطغت وتجبرت فتضاربة مفاهيم العدل والمساواة حتى فقدت المرأة كيانها وضعفت إنسانية الراعي ونسى رعيته..
في العصر الحديث خاضة المرأة حربا شرسة لإستعادة كيانها وإعادة توازن الحقوق المكفولة لكلا الطرفين، مما أدى إلى استفحال أنثوي وفهم مغلوط لكثير من الحقوق لدى البعض، فعلى عكس ذلك الجيل، سُلب الرجال كثيرا من حقوقهم ومسؤولياتهم وقسمت الحقوق كما لو أنها مجالات نفوذ وسيطرة و (سايس بيكو)! بصورة مختلفة، فأصبح حديث الرجال في بعض حقوقهم مجرمة ومستنكرة أسريا واجتماعيا..
ومن أهم هذه الحقوق حق التعدد، لم أكتب هذا المقال مدافعا عن رأي أتبناه لأقول مع أو ضد، ولكن تساءلت بشأن هذه الجمعيات ولماذا لم ترى النور ، فاستنتجت الآتي: أن النشطاء في قضية التعدد كمن غاص حرا وهو لا يجيد السباحة.
وكيف ذاك؟!
فقد سعى النشطاء إلى إحياء هذه السنة بشكل مباشر دون أخذ المفاهيم المغلوطة بالاعتبار، كمفهوم أن الزواج من أخرى إهانة واستنقاصا لدى النساء، فقد أصبح إقبال الرجل على الزواج مبني على التبرير وذكر النقص في الزوجة السابقة، وهذا ينافي الدين والمروءة، أو مفهوم أن قبول المرأة بالزواج من معدد هدم أسري للزوجة السابقة، مادفع بعض النساء لعدم القبول مع حاجتها خجلا وحياء اجتماعيا لا أكثر، أو كإنحصار مفهوم التعدد لدى بعض الرجال بالمتعة فقط لا غير..
هذا ولم نتطرق لطرق الإعلان التي أخطأت الهدف وأساءت للمرأة، كفكرة الثلاثة والرابعة مجانا، وكأنها سلعة دخلت التصفيات، فقد كان للزواج غايات أكثر أهمية لايسع المقال ذكرها..
فأرى أنه من الأجدر أن يقوم مقام هذه الجمعيات مراكز دراسات ترى نسب المعددين في المجتمعات السعودي وتضع معايير للعدل والرضا والتلاحم الأسري بين الزوجات والأبناء، تستنتج من خلالها نسب تبنى عليها دورات تثقيفية لكل الأطراف، كالتي تقام للمقبلين الجدد على الزواج، تصحح من خلالها المفاهيم التي تعنى بهذه السُنّة، فيكون هناك دورات تستهدف الأزواج، والأبناء، وتهيئهم لتحسين جودة حياتهم الأسرية، وتعزز من أهمية الترابط الأسري، وتكون مناسبة في الآن نفسه للمقبلين على التعدد والمقبلات على قبول المعدد، ولبناء دراسات حقيقية تبين إيجابيات الأخذ بهذه السنة المباركة في شتى المجالات دون إثارة ضجيج مجتمعي، مما يجعل المرء أكثر وعيا في اتخاذ قراره والمجتمع أكثر تفهما لحرية اختياره.