تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يصور لاعبا تونسيا يُقصي منافسه الإسرائيلي بالضربة القاضية، بلعبة قتالية في أولمبياد باريس.

لكن هذا الادعاء غير صحيح، فالفيديو - المصور قبل افتتاح أولمبياد باريس - يظهر في الحقيقة خروج لاعب أميركي بالضربة القاضية أمام منافسه البرازيلي في لعبة الكاراتيه كومبات، وهي لعبة غير مدرجة أصلا في الألعاب الأولمبية.

ويصور الفيديو لاعبين يتنافسان في لعبة قتالية، ثم سرعان ما يسدد أحدهما ركلة على وجه الآخر تؤدي لغيابه عن الوعي.

وقال ناشرو الفيديو إن هذه المشاهد تظهر إخراج لاعب تونسي منافسه الإسرائيلي بالضربة القاضية في أولمبياد باريس.

قال ناشرو الفيديو إن هذه المشاهد تظهر إخراج لاعب تونسي منافسه الإسرائيلي بالضربة القاضية في أولمبياد باريس

ويأتي انتشار هذا الفيديو في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة، وما تثيره من حملات تعاطف وتضامن مع الفلسطينيين في القطاع المُحاصر على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، وخصوصا في الدول العربية.

وفي هذا السياق، يمكن أن تلقى أي منشورات من هذا النوع رواجا كبيرا.

حقيقة الفيديو

لكن ما قيل عن هذا الفيديو غير صحيح.

ولم ينقل أي مصدر مُعتبر خبرا عن تفوّق لاعب تونسي على خصم إسرائيلي بالضربة القاضية في لعبة قتالية. ولا يمكن العثور على أي أثر لخبر من هذا النوع سوى على صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب صحفيين في الخدمة الرياضية بوكالة فرانس برس مسؤولين عن تغطية الألعاب الأولمبية، لم يتقابل حتى الآن أي لاعب تونسي مع لاعب إسرائيلي في لعبة فردية في أولمبياد باريس.

إضافة إلى ذلك، الكاراتيه كومبات ليست رياضة أولمبية، أي هي غير مدرجة أصلا في الألعاب الأولمبية.

ما هذا الفيديو إذا؟

إزاء ذلك، أرشد التفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو على محركات البحث إلى نسخة أطول نُشرت قبل نحو شهر، أي قبل أكثر من عشرين يوما على افتتاح أولمبياد باريس.

ونُشر الفيديو على صفحات وقنوات تعنى برياضة الكاراتيه كومبات بين أواخر يونيو الماضي وأوائل يوليو.

ويظهر في المباراة اللاعب البرازيلي، رافايل ألفيس، الذي نشر على صفحته على إنستغرام المشاهد نفسها، ومنافسه الأميركي، جيمس فيك.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بالضربة القاضیة فی فی أولمبیاد باریس لاعب تونسی فی لعبة

إقرأ أيضاً:

هل أوشكت "لعبة الشطرنج" على النهاية؟

 

 

 

عبدالله بن زهران البلوشي **

azalbalushi@gmail.com

 

لأكثر من سبعة عقود، تتصرف إسرائيل بلا رقيب أو حسيب، مدعومة بتحالف راسخ مع الولايات المتحدة وعدد من القوى الأوروبية. هذا التحالف- السياسي والعسكري والاقتصادي- مَنَحَ إسرائيل الضوء الأخضر لاحتلال الأراضي الفلسطينية وضمّها، ومكّنها من الإفلات من أي محاسبة حقيقية على الساحة الدولية. الهدف لم يكن يومًا خفيًا: تهجير الفلسطينيين، مصادرة الأرض، وتغيير الحقائق على الأرض استعدادًا لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى مستقبلًا.

ما نشهده اليوم هو أشبه بلعبة شطرنج طويلة وبطيئة بدأت منذ النكبة عام 1948، كان المدنيون الفلسطينيون هم البيادق الذين دُفعوا أولًا إلى حافة الفناء. وخلال العقود الماضية، تم تحييد القلاع والفيَلَة- أي الدول العربية المجاورة والأطر الدولية- وترويضها أو إخضاعها. أما الفرسان- حركات المقاومة- فقد تم تهميشها أو إسكاتها.

واليوم ومع الهجوم الشرس الإسرائيلي غير المبرر وغير المسبوق على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والمدعوم مباشرة من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بطريقة غير مباشرة، يبدو أن العدو يسعى إلى إسقاط الملك وإنهاء لعبة الشطرنج لصالحه.. أو هكذا يعتقد.

قد تكون إسرائيل قد أخطأت التقدير، وربما تناولت هذه المرة لقمة أكبر من أن تتمكن من ابتلاعها.

إيران ليست دولة هينة؛ فهي تمتد على مساحة 1.6 مليون كيلومتر مربع، ويقطنها أكثر من 83 مليون نسمة، وتحمل إرثًا حضاريًا يتجاوز ألفي عام. خاضت الكثير من الحروب ورضخت تحت العقوبات الاقتصادية لأكثر من 40 عامًا. لم يعد لديها الكثير لتخسره.

أما إسرائيل؛ فهي أكثر هشاشة. فهي أصغر بكثير من حيث المساحة والسكان، واعتاد سكانها المدللون على نمط حياة مرتفع الرفاهية، ولا تملك العمق الاستراتيجي الذي يمكّنها من خوض صراع طويل الأمد مع دولة بحجم إيران. وكلما طال أمد الحرب، زادت فرص إيران في كسب المعركة. ولعل شعار القوات الخاصة البريطانية (SAS): "من يجرؤ ينتصر"، هو أبلغ وصف لهذه اللحظة.

في هذه اللحظات الحاسمة، هناك بصيص من الأمل يأتي من الصدع في آلة الإعلام الصهيوني.

ولأول مرة منذ عقود، بدأ قبضة إسرائيل على الإعلام الغربي التقليدي يضعف. فقد بثّت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مظاهر الحرب الوحشية على غزة مباشرةً إلى العالم، من خلال الناجين والصحفيين وأصوات شجاعة. ولم يعد في وسع التصريحات الصحفية المدروسة ولا التغطية الإعلامية الغربية المنحازة أن تخفي حجم الجريمة.

هذا الشرخ في السيطرة على السرد لم يكن بفضل الحكومات أو غرف الأخبار الكبرى، بل بفضل الطلبة النشطين، والصحفيين المستقلين، وأصحاب القنوات الحرة على اليوتيوب وتيك توك وتلغرام. جيل الشباب حول العالم، وخصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا، لم يعد متلقيًا سلبيًا لعناوين الأخبار المُنمَّقة؛ بل أصبح يرى الحقيقة بأمّ عينيه، ويتكلم بصوت أخلاقي عالٍ.

لقد أعادت حركة التضامن مع معاناة الشعب الفلسطيني في الجامعات الأميركية والغربية إشعال نقاش أخلاقي ظلّ مدفونًا لعقود. وألهمت هذه الحركة بعض الأعضاء في الكونغرس والمجالس المحلية والبرلمانات الأوروبية ليتحدّوا صراحةً المعايير المزدوجة القديمة. سياسيون كانوا بالأمس صامتين أو مطيعين، بدأوا اليوم يرفعون أصواتهم، ليس لأنهم أصبحوا أكثر إنصافًا، بل لأن جمهورهم أصبح كذلك.

ومع ذلك، فإن هذه اللحظة لا تزال هشّة، ولن تدوم طويلًا. فشبكات الضغط المؤيدة لإسرائيل قوية ومتجذّرة في الأنظمة السياسية الغربية. وردة الفعل وآلة الصمت ستأتي لا محالة من خلال قمع الاحتجاجات الطلابية إلى الرقابة على وسائل التواصل، وارهاب النشطين والساسة المعارضين. وهنا بالضبط يكمن التحدي.

تتجاوز معركة اليوم حدود غزة والضفة الغربية، إنها معركة لكسب الوعي العالمي. ولا بد لجهةٍ ما؛ سواء كان تحالفًا من المجتمع المدني، أو صحفيين مبدئيين أو سياسيين تقدميين أو قادة فلسطينيين من الشتات، أن يبادر بقيادة الركب لضمان استمرار الضغط وعدم تلاشي الزخم. لم تعد معركة كسب قلوب وعقول الرأي العام العالمي مجرد حلم، بل أصبحت مهمة جارية بالفعل، ولكنّها تتطلب إدارة تدفعها للأمام بذكاء وإصرار وكثير من التحدي.

التاريخ يراقب ما سيقرّره ويفعله العالم في هذه اللحظة، كيف نتصرف، وكيف نقاوم، وكيف نروي، وكيف نتذكر، هو ما سيحدّد إن كانت إسرائيل ستواصل إفلاتها من العقاب.

الملك والملكة على رقعة الشطرنج.. تحركت الملكة لمحاصرة الملك.

الملك مُهدَّد.. لكن "كش ملك" لم يصبح قدرًا بعد!

** رئيس تقنية المعلومات والنظم الذكية بمؤسسة الزبير

مقالات مشابهة

  • المغربي الخضراوي يهزم خصمه الياباني بالضربة القاضية في نزاله الأول بعروض ون
  • زياد عمار نجم منتخب مصر لكرة قدم العلم: حلم الأولمبياد أصبح ممكنًا.. واللعبة رياضة المستقبل
  • زوجها تاجر مخدرات.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو «سيدة الدقهلية»
  • الأحد الموعد النهائي.. توفيق عكاشة يتنبأ بالضربة الأمريكية لإيران قبل 3 أيام (فيديو)
  • عمار العتيبي يرفع راية المملكة عالميًا في أولمبياد هونغ كونغ للبرمجة.. فيديو
  • الداخلية تكشف حقيقة فيديو احتجاز «فتاة دمياط»
  • غوتيريش يحذر: الصراع الإسرائيلي الإيراني قد يخرج عن السيطرة بسرعة
  • حقيقة رحيل محمود بنتايج عن الزمالك
  • بـالضربة القاضية.. العراق يبلغ نصف نهائي بطولة آسيا للمواي تاي
  • هل أوشكت "لعبة الشطرنج" على النهاية؟